استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


طبعا خده أخده وخرج ورجع وقتها چثة .
صمتت والدموع تنحدر من مقلتيها بعذاب لاتزال تتذكر هيئته حين جائها محمولا على أكتاف الرجال .
أكملت بصوتا متحشرج متقطع وكأنه يخرج بعذاب 
_ كل اللى أعرفه أن الرجال اللى كانوا فى الأرض وشافوا اللى حصل .. قالوا أن والدك هو اللى قټله وهرب ..
فى ناس بتقول أنه قټله علشان أخد منه البنت اللى كان هيتجوزها وفى ناس بتقول أنه قټله علشان الارض .. وتعددت الاقاويل .

لكن الحقيقة واحدة اللى أجمع عليها كل اللى شافوه وهو بيتقتل والدك هو اللى قټله .
إن كان هناك ما هو أقسى من دخول خنجر مسمۏم إلى جسدك فهى قد ذاقته فى هذه اللحظة .
حقيقة بشعة ألقيت بوجهها والدها قاټل !!
والدها الذى رباها على القيم والاخلاق قاټل !!
انتبهت على صوت السيدة ليال التى أكملت بهدوء متماسك 
_ أنا لسه مخلصتش فمتحكميش على الموضوع من نظرة .
المعاناة اللى شوفتها منهم وعاصم عايش مكنتش تساوى نص اللى عيشته بعد مۏته .
عمران كامل كان راجل ظالم أوى .. وجبار معندوش رحمة مفيش فرق عنده بين أبن ابنه أو حتى أبنه كل الناس بالنسباله تحت العصاية .
بعد أيام العزا الثلاثة قولت إنى هروح محافظتى وادبر حالى أنا وأبنى وطبعا عمران مرضاش وقال أن ابن ابنه هيرتبى فى بلده وخيرنى بين أنى أعيش معاهم وأنى ارجع القاهرة وطبعا كان لازم أقعد .
شوفت ايام ما يعلم بيها إلا ربنا من قسۏة عمران وولاده .. ده حتى الخدم كانوا بيتجبروا عليا .
كنت بتعامل زى الخدامة وأكتر من مسح وتنضيف وغسيل وطبخ وطبعا تربية الحيوانات والزراعة .
أيوة كنت بروح أرض جوزى علشان أشوفها واراقب عليها وفى المواسم أنزل احصد مع الحصادين ووقت البذر كنت أقعد للطيور علشان متأكلش المحصول .
كانت أيام صعبة أوى ومكنش بيكفى كده وبس .. لأ أخو جوزى الصغير اللى المفروض متجوز كان بيبصلى ويلمحلى بكلام مش كويس .. ويحاول يقرب منى .
وكنت بصبر مجبورة علشان ميبقاش ابنى يتيم الأب والأم .
رغم أنه هو كما كان بيعانى أوى من جده ومن أعمامه كان جده على أبسط غلط يضربه بجريدة النخل .
وسعات كان بيرجع متعصب من برة ويمسكه من غير أى ذنب ويضربه وېصرخ فيه أنه لازم ياخد حق أبوه .. وأن الناس أكلت وشه علشان مجبوش حقه لحد دلوقتى .
كان دايما بيقسى عليه وكل ده فى إدعاء التار الملعۏن .
ولما كنت أحاول أبعده عن الضړب كان بيضربنى معاه .
عمته ثناء .. أظن أنك قابلتيها !
أومأت زهور بشرود وهى تتخيل تلك القسۏة التى تصفها لها السيدة بهدوء لتجدها تكمل 
_ مكنتش بتسيبنى فى حالى وكانت أحيانا بتمد إيدها عليا قدام ابنى .
أنا وأدهم شوفنا
أيام صعبة كتير على أيديهم أدهم متعلمش القسۏة ببلاش كان دايما يشوف أولاد عمه وجده بيديهم مصروف كبير وهو مش بيديه غير الكلام الۏحش ولما يجيب هو درجات أعلى منهم فى المدرسة يقوله مش هيفيدك التعليم قد ماهيهفك.. فيجى ويسألنى ليه بيعمل كده وأكون عاجزة عن الرد .
وفى يوم وأدهم عنده 13 سنة عم أدهم الصغير عصام كان سکړان وراجع متأخر وكنت سهرانة أنا وأدهم بنخض الجبنة وفجأة دخل علينا وهو بيطوح وحاول يتعدى عليا .
فى اليوم ده كان أول مرة ألاقى أدهم الحنين اللى علطول كان بيطبطب عليا يتحول لطفل قاسى ويهجم على عمه بعصاية ويضربه .
وأول ما الموضوع وصل لجده راح جابنى أنا وأدهم وقدام عينى مسك السوط اللى بيضربه بيه الحصان ونزل بيه على جسم أدهم .
أدهم مصرخش ولا فتح بقه كان بيضرب وهو ساكت .
وأنا أطردت من البيت بعد ما ضربونى عماته ورجعت للقاهرة لبيتى وأشتغلت خياطة كنت كل شوية أسافر المنصورة .. وأشوفه وهو خارج من المدرسة كان بيشوفنى لكن ميقربش منى وكنت ساعتها خاېفة ليكون فاكر إنى السبب فى اللى جراله .
وبعد خمس سنين لما وصل 18 سنة عرفت أنه دخل كليه هندسه في القاهره وأستغربت أنه هيجى القاهرة ويسيب البلد .
وفى يوم بعد ما عرفت أنه هيعيش فى هناك لقيت الباب بيخبط ولما فتحت لقيته هو أدامى .
مكنتش فاكرة أنه أبدا هيرضى يرجع كنت خاېفة ليظلمنى وفضلت أستسمحه لكن هو قالى أنه محطش عليا اللوم ولما كان بيشوفنى مكنش عاوز يقرب علشان لو قرب جده هيعرف وهيأذينى .. ووقتها مش هيعرف يشوفنى تانى .
وعرفت منه أن جده ماټ وأن أعمامه رفضوا يدوه حقه ف اي ورث .
قولت خلاص أهم حاجة أنك رجعتلى بس نظراته أتغيرت وملامحه بقيت قاسېة ومفيهاش رحمة .
بدأ يأسس شركته وهو فى تالت سنه لكن كان عنده عزيمة قوية علشان يبنى نفسه وخلانى أبطل شغل خياطة لكن بعد ما عينى ضعفت ومكنش هاممنى غيره .
أفتكر أنه لما كان يكسب صفقة كبيرة كان اصحاب الشركات الكبيرة
 

تم نسخ الرابط