استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
يفرغ بى شحنة الكبت !
ألاننى أحبه .. وسأتحمله .
تعالى إلى يا حبيبى تعالى إلى وسأنسيك العالم بين ذراعى .
نظرت بحزن إلى الشارع المظلم تحبه وحبه يؤلما يعذبها به وهى على رضى تام ..
تريد أن تزيل جراح الماضى .. لكنها جراح لا تزال تئن بالډماء لاتزال قائمة وكأنها صنعت بنفس اللحظة التى يلاقيها بها .
هى علامة الماضى بالنسبة له هى المفتاح السحرى للألم .
لماذا يا أدهم أتخذتنى مجرد لعبة صماء .. ترضى ذاتك بها .. وذاتى أنا ضائعة فى بحورك .. أهواك وهواك يسحق قلبى المغرم بغبائك .. ألك أن تتخيل قسۏة الأيام وهى تدفعنى بطريق مظلم ليس له نهاية ..
هذا هو طريقى داخلك للوصول إلى قلبك المتجمد فى منتصف جبال القطب الجنوبى .
نظر إلى القصر المظلم امامه بشرود .. كم يهاب هذا القصر وبالوقت ذاته يشعر بأنه مالكه وسيده .
بلى هو كذلك هو مالك القصر والاموال ولكنه لم يكن يوما مالكا لحياته.
فبتجربة واحدة ... لا لا بل تجربتان إعتزلها متجها إلى العمل وكأن الحياة أنحصرت لديه بالعمل والطعام والشراب فقط .
لقد عنفه أدهم وكذلك فعلت جدته ووالدته لكى يأتى إلى هنا ويلاقى إبنه المشتاق إليه .
ولكن يقول مثلا قديم فاقد الشيئ لا يعطيه
هذه العبارة تنطبع عليه بشدة فهو فقد الحنان فى طفولته وفى حياته فكيف سيمنحه لإبنه وهو لا يعرف كيف يمنح !
ردات فعله دائما عملية وجهته تنظر للحياة فقط من الإطار العملى بضع قوانين وحل منضبط سيسير العمل على أكمل وجه .
ولكن أن يتعامل بعواطفه هذا ما لم يعرفه يوما .. بل عرفه وليته لم يعرفه لأن معادلة العواطف كما قال له والده .. معادلة فاشلة .. لا تتساوى بها الكفتين .
أما إذا تساوت الكافتين فهذا هو قمة العدل لكيان الرجل .
لم تكن زيجته من ملاك .. زيجة رومانسية بل كانت عمليه تحكمها المصالح شيئ مقابل شيئ ... هكذا أتفق مع والدها رجل الاعمال ولكن الصغيرة ذات
الاحلام الرومانسية لم يعجبها ذلك .
وبعد محاولات عديدة يأست وإنسحبت ببطئ من حياته .
ولكنها خلفت ورائها ضحېة صغيرة فلم يكن منه إلا أن تركه له ليرعاه .. غير عابئة بما سيلاقيه وهو معه .. فقط ما يهمها أن تكون حرة ولتبحث عن شاعرها المهمام .
زفر بتثاقل ضاغطا بيده أعلى انفه .. سيحاول أن يكون لطيفا مع إبنه وينزع رداء الظلام الذى يرتديه .. عله يشعر براحة البال بجواره .
دلف من باب القصر العالى .. بعدما فتحت له الخادمة ليناظر بعينيه علو القصر المهيب .. بألوانه التراثية ولوحاته العتيقة .. وأثاثه القديم ولكن ذا طابع أكمل صورة القصر الملكى الخاص بعائلة الزهيرى .
أتجه إلى الصالون حيث وجد جدته تجلس بإتزان ممسكة بفنجان من القهوة ترتشف منه بأناقة وكبرياء لطالما أغرق افراد العائلة .
ألقت عليه نظرة خاطفة لتشير بطرف عينها إلى الكرسى المقابل فإقترب منها إلى أن جلس على المكان الذى اشارت إليه لتخفض فنجان القهوة وتقول بعملية
_ شغلك أخباره إيه بره !
ابتسم بسخرية لحالها تسأله عن العمل قبل الحال .. لا بأس أيتها الجدى الفضلى فهذا ما أعتاد عليه فقال ببرود
_ من غير ما تسألي الاوراق بتوصلك كل شهر .
رفعت الجدة رأسها بكبرياء قائلة
_ وفيها إيه لما اسألك .
تحولت الابتسامة الساخرة إلى آخرى قاسېة ليهمس پغضب
_ فيها إن الترتيب المنطقى للكلام أوله سؤال عن الحال وآخره سؤال عن الفلوس .
سمع ضحكت جدته المتهكمة ..قبل أن تقول ببرود هادئ
_ يعنى هى بتفرق معاك يا أوس إن كانت البداية معنوية أو مادية !
هز رأسه بيأس وهو ينهض قائلا بإيجاز
_ لأ ..
إتجه إلى غرفته بسأم هذه العائلة لن تتغير .. ما يورث يظل بالډماء .
بدأ بنزع ملابسه ببطئ وأتجه إلى الحمام ليرتاح وبعد وقت طويل كان يسترخى فيه نائما على سطح المياه وجد أحدهم يطرق الباب بقلق وصوت رقيق يتسائل
_ سيد أوس !
ذلك الصوت غريب لم يسمعه من قبل .. نحى التفكير بصاحبة الصوت .. وأكمل إستلقائه المسترخى متمنيا أن تستدير وتخرج من غرفته كى لا يخرج هو ويدق رأسها بالحائط .
ولكن الصوت الرقيق القلق عاود الارتفاع بنبرة اعلى
_أوس
متابعة القراءة