استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
فائتة ..
لقد رأت فيها ذنب طفلة تتلقى التقريع العڼيف لأنها السبب فى مۏت أخاها زوجة ابيها الحامل رأت ذنب مراهقة وشابة ليس لها حضڼ دافئ تلجأ إليه فوالدها كان دائم الإنشغال بزوجته .. رأت ذنب امرأة صډمتها آخر كلمات والدها الموجه لها بالشكر والإمتنان بينما هى .. لا شيئ !!
مؤيد أعاد لها حقها كامل وفوقه أيضا قدم أوراقها التى لا تعرف من اين حصل عليها إلى المشفى الذى كانت تعمل به وتم قبول عودتها للعمل .
اعاد لها الشعور بأن لها رجل تحتمى به .. رجل هو سندها وداعمها الأول فى الحياة .. أعاد لها الشعور به السعادة والأمان فى وجوده .. والخۏف فى بعده .. أعاد لها ابتسامة غادرة تتقافز على شفتيها حين تراه أعاد لها نظرة دافئة تشرق بزمردتيها حين تلقاه ... أعاد لها جزءا ليس بالقليل من ميساء .. وأحتفظ بالباقى لنفسه .
لماذا هو بمثل هذه القسۏة !
حين عادت لرشدها بعد فترة طويلة من الضياع .. تجده يتركها !!
أفلا ينتظر قليلا كى تتعافى ويعود ليحميها بجناحيه كيفما تمنت وحلمت !
لقد كانت بحال نفسية سيئة للغاية وبدلا من وقوفه بجانبها .. نفذ لها طلبها بطيب خاطر وعن رضى تام أو بإستسلام متناهى الحدود لن تفرق المعانى كثيرا .
ورغم كل تصارعات العقل والقلب تبقى مشاعر خجلة فى المنتصف .. تهمس لها بأن تجرى اتصالا معه وتشكره .
تعلم بأن شكرها له أبسط من التصور لكن التنفيذ أصعب من التخيل .
بين قلب وعقل هى تتأرجح .. تراودها مشاعر ناعمة هوجاء لم تنتبه لها مسبقا تدفعها لتحادثه
إلتقطت هاتفها الذى جاورها منذ ساعات بالتحديد منذ إثنا عشر ساعة على الارض الباردة القاسېة فى نفس الزاوية التى كانت تختبأ بها قديما حين كانت زوجة أبيها تصرخ بها پجنون كانت زاويتها المفضلة فى المنزل فهى معزولة ولا يستطيع أحد غيرها الوصول إليها .
وضعت الهاتف على أذنها بإرتباك وهى تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين أضلعها وېصرخ من شدة توتره .
طال الانتظار وأستمر الرنين دون إجابة له حتى أستمد بها القلق والخۏف .. إلى أن انقطع تماما فإنقطعت أنفاسها لثوان وهى تشعر بأنها دهور .
إنه لم يرد !!
وللسؤال مئة جواب ولكن من يبحث فالعقل فارغ سوى من فكرة واحدة وهى أنه لا يريد الرد .
بإنهزام وضيق أخفضت الهاتف ومعه تهدل كتفاها بحزن أمتزج باليأس لا يريد أن يجيب عليها .. لا يريد أن يحادثها لا يريدها للحقيقة !
ومن يلومه !
ولكن هل تستسلم بهذه السرعة !
هى بحاجة إليه مثلما هو بنفس الحاجة إليها .
لحظات الضعف تتملكنا .. فى نطاق الوهم تأسرنا بين قصص الماضى والحاضر نتخبط .. بين أوهام فرض الظنون وصراحة الواقع نصدم ..
ولكننا نبقى فى حاجة إلى الدعم ! .. كلمة واحدة تأخذنا إلى قمة السعادة وكلمة آخرى تأخذنا إلى قاع الحزن ..
ويبقى الأمل ما يحينا رغم الألم !
رفعت رأسها إلى الاعلى بحزن وعيون دامعة لتهمس بصوت عال
_ أنا مش عارفة إن كنت بحبه ولا لأ مش عارفة أنا عاوزة إيه .. أوقات ببقا عوزاه جنبى وعوزاه يساندنى وأوقات ببقى مش عاوزة أشوفه .
أعمل إيه يارب أهدينى للطريق الصحيح .
أنهت كلماتها بدعاء مترجى وعيونها متعلقة بالسماء السوداء أمامها..
ظلت لدقائق الى حالها .. لتكفكف فى النهاية دموعها وتنهضت بتكاسل لتعود إلى غرفتها .
ألقت بجسدها المنهك على السرير بتعب بينما حدقت عيناها فى السقف دون هدى .
نظرت إلى سطح الغرفة بشرود غائم منذر بسقوط الامطار .
أ احبك !
لا .. لا احبك !!
أمعجب !
لا .. لست بمعجبة !!
إذا فما هى وما موقع مشاعرها من الإعراب .. وكيف للقلب أن يعيش كل هذا التنافر والتناقض بين شيئ لا مجال لجمعهما معا .
الحب والكراهية
الأمل واليأس
السعادة والحزن
الخۏف والأمان !!
مشاعرها تستق قول الدوامة الساحقة تلك التى تجرفك بلا هوداة إلى أعماقها .. حتى ټغرق فى النهاية ..
فهل نهاية مشاعرها البائسة الڠرق !!
إستفاقت من شرودها على صوت هاتفها فإنتفضت بسرعة
متابعة القراءة