استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
في وجهها الرقيق الأبيض عيونها الواسعة غلفتها رموش طويلة أنف دقيق ينحدر إلى فم باسم برقة غرة ذهبية خرجت معترضة من حجابها البني .
أخفض عينيه بتوتر قائلا
_ شكرا واضح أنك مصرية !
أومأت برأسها و هي تتابع لوحته بتأمل
_ أيوة .
مد يده لها وهو يعرفها عن نفسه
_ آسر الهواري خريج تجارة بس عاشق للرسم .
_ نهاد الشافعي خريجة فنون جميلة و برضو بحب الرسم .
_ إتشرفت بمعرفتك يا نهاد إنت من ضمن فريق الأستاذ هشام !
هزت رأسها برفض
_ مش في الوقت الحالي بس إحتمال أنضم قريبا .
وأكتملت ساعدته مع اللقاء الثانى حين جائت تطلب من الاستاذ هشام الإنضمام إلى الفريق ..
ولكنها عاودت الإختفاء ولا يعلم لما .. وعوضا عن نسيانها حارب للبحث عن أى خيط يوصله لأخبارها .. رغم إضطراب مشاعره وطوفانها بلا هداية أو إستقامة يظل الفضول وشيئا آخر مجهول يدفعه إليها .. نهاد .
دلف إلى غرفة مكتبه ليلقى عليه السلام .. ويقف متسمرا يحارب خجله لكى يسأل أستاذه هشام عنها .
ليقول أخيرا بعد لحظات من الصمت
_ هى .. أقصد الانسة نهاد مش هتنضم للفريق .. احنا محتاجين مساعدة علشان المعرض الجاى موعده قرب واللوحات المطلوبة لسه منتهتش .
_ اليوم نهاد هتسافر مع زوجها لبلدهم .. وحين تعود ستأتى للعمل معنا .
قالها السيد هشام باللغة الألمانية .. فظل آسر ينظر له بذهول .
لحظة .. لحظة سكوووووت
من ستسافر .. مع من .. إلى أين
نهاد ستسافر مع زوجها زوجهاااا .. متى تزوجت
كيف .. وهو .... يا الاهى !!
لقد عاش بعالم الاحلام منذ رآها .. ظل يتقلب بين أحلامه بلا هوادة .. يصوغها بقلمه برسوم رقيقة .
تزوجت !!
كانت العبارة صاډمة .. مؤلمة لتزيد من هوجان المشاعر بلا قرار .
ألقى بجسده على كرسيه فى غرفته ينظر إلى ما حوله بشرود فى اللا شئ .
كيف يعلق نفسه بمن رآها مرة واحدة ! ... كيف تجذبه بتلك الطريقة التى أنسته كونه لا يعلم عنها سوى تفاصيل قليلة .
حين جاءت منذ شهرين .. لم تحمل فى يدها أى خاتم يدل على إرتباطها واليوم يقول له السيظ هشام بأنها تزوجت !
أى هراء هذا !
لا يعلم أعليه لومها أم لوم غبائه المفرط .. لكن فقط عليه أن يهدأ من خفقات قلبه الابله فقد اخطأ فى تصويب خفقاته ..
شاهى .. ليال .. و نهاد !
هبطت الطائرة على أرض مصر !
فكرت پذعر وهى تتشبث بذراع سيف بتلقائية والذى بدوره استشعر خۏفها فابتسم بثقة ليطمئنها .
هو يعلم سر خۏفها من العودة فليس خوفا طبيعيا بل خوفا من المواجهة ..
والمواجهة ابدا لم تعنى لابن عمها كمال بل لعائلة والدها التى ستسارع بالإنقضاد عليها وإفتراسها .. بعدما ترقبا اللحظة منذ مۏت والدها وزواجها له .
ولكنه أقسم بحمايتها ذلك اليوم الذى عقد قرانه عليها أقسم فيه بأنها أصبحت تخصه أصبحت ورغم كل شيئ امرأته وملكه .. فكيف لا يمدها بالشجاعة ويعدها بالصمود .
شدد من إحتضان يديها التى لجأت إليه فى إستغاثة ضعيفة منها لينظر إليها مبتسما يشجعها على المضى قدما ..
همس مقتربا منها بخفوت
_ متخفيش .. أنا معاكى .
أهو وعدا بالدعم الكامل لها .. أهو تأكيدا بأنه لن يتركها .. أم هو مجرد شفقة تجاهها
عادت لتناظره بعيون مستفهمة لتلاحقها نظرته الباسمة بحنان رقيق .. فابتسمت لأول مرة ببعض الراحة وزادت من التمسك بيده .
وصلا إلى ساحة المطار حيث وجدا أخته ووالدته .
كانت تراقبه بشرود كيف أخذ والدته وأخته بين أحضانه بشوق كيف قبل يد والدته ورأسها بعمق .. وكيف أحتضن أخته وهدئها بكلماته الرقيقة الحنونة ..
أعيبا أن أحبه
أيلومها أحدا لحبها الا محدود له
شعرت بجسدها يتجمد حين إلتفتت العيون إليها فى هيئة نظرات ..
منها من يترقب ومنها الغاضبة بهدوء .. ومنها الحزين .. وبقى هو يطالعها باسما بتشجيع !!
وجدته يقترب منها ليأخذ يدها ويقدمها لأمه وأخته قائلا ببسمة رقيقة
_ نهاد الشافعى .. مراتى .
مراتى لم تتصور أن تلك الكلمة قد تكون بمثل تلك العذوبة من شفتيه .. كلمة قالها بثبات امتزج بالقوة وكأنه يثبت لها قبلهم أنها امرأته .. زوجته .
وتسمكت بلحظة بظن أهوج بأنه لين يتركها وسيكمل معها الطريق .. إلا أنها سارعت بتنحية الفكرة بحزن وهى تذكر نفسها بكونها شخص متطفل قفز إلى حياته دون سابق إنذار ليقتحمها و يشتتها بفظاعة .
إستفاقت من شرودها البائس على مبادرة والدته بالتحرك
متابعة القراءة