استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
لتقترب منها وتأخذها بين أحضانها .
لتستكين هى بمحبة وهى تشعر بألفة لم تعهدها وشوقا إلى حضڼ دافئ ينسيها مرارة الفقد الذى تعانى منه منذ غياب والدتها عنها حين أتمت عامها السادس .
فذرفت عينها دمعة رقيقة .. سارعت لمسحها قبل أن يلحظ أحدهم إلا أنه كان يراقبها بتفحص .. كل حركة .. كل ردت فعل وبالطبع مشاعرها التى صاغتها تلاعب الدموع فى حجريها الخضراوين .
_ مبروك يا نهاد ... من دلوقتى بقيتى أختى رسمى .
أخت !
كم هى عبارة رقيقة حالمة تمنتها منذ زمن كم تمنت أختا تحتضن ألامها .. تدعمها وتشكر لها تشاركها فرحها وحزنها .. تنصحها وتكون لها الحضن الدافئ المواسي لمشكلاتها ..
أخت تقضى معها اليوم بطوله فى الحديث والليل فى الجدال .. ليأتى الصباح بتصالح رقيق و وعدا بدوام الأخوة .
_ من النهاردة دى عيلتك زى
ما هى عيلتى .
أسندت رأسها إلى كتفه بخجل لتشعر بذراعيه تشتد حولها .. وتزيد من إحتضانها .
دخلت غرفتها بعدما تحدثت قليلا مع أخاها واطمأنت عليه لتتركه ليأخذ قسطا من الراحة .
لينتهى الأمر بنتائج عاقبتها طى الكتمان .
الأن هى لاتزال خائڼة بعقلها الغبى .. وقلبها الأكثر غبائا .. الخاضع لسلطان عيون الرماد القاحلة .
أدهم ... تعددت اخطائه بلا حساب .
بداية من زواجهما والذى افسده لها بإتهامه لوالدها ..
فلم القلب خانع .. يجرى بمتاهاته الخاصة فلا يجد من ينقظه ولا يريد لأحدهم فعل ذلك .
النهاية لقصة الاڼتقام لم تخط بعد .. فمن سيفعل هى ام هو
استفاقت من شرودها على صوت هاتفها معلنا وصول رسالة ..
فتحتها بملل وعدم رغبة فى قرائتها ولكن إسترعى أنتباهها كونها من أدهم !
حق ماذا ايها الغبى !!
ألا تزال لم تنل حققك حتى الأن
ماذا يريد .. بل ماذا تعنى
دقت بأصابع مرتعشة شاشة هاتفها لتبعث له برسالة .
تقصد إيه
ولم يطل الانتظار فوجدت رسالته تهدم لها قصور القوة التى كانت تبنيها فى غيابه .
أقصد أن حقى هو أنت يا زهور
طرقت باب غرفته ببطئ .. لتسمع صوته المنهك يدعوها للدخول .
طالعته ما إن دخلت وعينيها تلاحق هيئته بحزن .
لقد تغير قصى كثيرا بعد مۏت غنى أصبح أكثر تقوقعا على نفسه .. بعيدا عنها أو يتعمد البعد عنها .. لا بل بعيدا عن كل العالم .
حياته أصبحت عبارة عن غرفة يمكث بها أغلب الوقت وطريقه إقتصر على المسافة بين المسجد والمنزل ..
فقط يلقى عليها السلام بخفوت حين يخرج وحين يعود ليكمل طريقه إلى غرفته بصمت ويقضى بها ساعات حياته بائسا وحيدا .
أهذا هو نهاية حب قصى لغنى
أولم تحبها هى .. بل وكانت تعشقها
لما الأن تشعر بالمقت لهذا الحب الذى لا يجلب سوى الألم لأصحابه
أولم تجرب هى ألم الحب .. ولكن الفارق أنها جربت ألم الحب من طرف واحد بينما الآخر لا يأبه لأيا من مشاعرها !
إقتربت رغد من قصى الجالس أرضا بأحد أركان الغرفة المظلمة لتجلس بجواره وتلتصق به ناظرة له بابتسامة ناعمة .. تذكره بأيام طفولتها حين كانت تلتصق دائما به وترفض بعده .
وجدته يلف ذراعه حولها ليأخذها بين أحضانه دون أن يلتفت لها ليقول بشرود حزين ولايزال ناظرا أمامه بلا هدف
_ وحشتى يا رغد .
أتم عبارته بتنهد مېت قاتم لتكسو ملامحها الحزن وهى تجيبه بحنين مشتاق لأيام أصبحت مجرد ذكريات
_ وأنت كمان يا قصى .. وحشنى قربك منى دعمك ليا .. وقوفك جنبى .
لم يجبها لبضع لحظات ليكمل بعدها بصوت تقطع من الغصة التى إستحكمت حلقه
_ مكنتش عامل حساب لليوم ده لكن .. لكن هى عملت حساب لليوم ..
تفتكرى سبقتنى للجنة
لمعت الدموع بعينا رغد وهى تراجع ذكريات حياتها .
هل فعلت هى
هل قدمت ما ينفعها لتلك اللحظة
بماذا تجيبك يا أخاها وهى لا تعرف ماذا تجيب نفسى !!
_ إن شاء الله .
كانت العبارة الوحيدة التى خرجت من فمها إختصارا للإختصار .
ولكن قصى أبى السكوت دون أن يكمل بحزن شارد
_ تعبت يا رغد فى بعدها
متابعة القراءة