استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
اللكمة القوية مع نظرة مستنكرة علت عينيه ليقول ببرود مبتسما بسخرية وهو يفرك ذقنه
_ رجعت ليه .. فعلشان مراتى وعاوز إيه من أختك .. فعاوز مراتى .
ما هذا البرود .. أليس لديه بعض الډماء الحارة لتفور وتحدث ڠضبا إنه لا يتأثر بشئ بينما أخاها يكاد ينفجر من الڠضب والغيظ .
وأمارات الجنون تستفحل وجهه .
_ أنت ملكش زوجة هنا وأختى لو كنت رديتها فالمحاكم هتطلقها تانى .. ومش عاوز أشوفك هنا تانى .. ولا قريب منها .
ولكن الثلجى لم يتحرك من مكانه قيد أنملة بل ظل جامدا بفعله ونظراته ..
ليقول بصوتا صارم قوى
_ هتسمع أنا جاى فى إيه ولا هتفضل على نفس الغباء .
_ أستنى يا سيف أما نشوف هيقول إيه .. لأنى عارفة أدهم .. كلامه القليل دايما مهم .
وكيف لا تعلم ورسالته خير دليل ومن قبلها أتهامه لوالدها يوم الزفاف ..
وقفت تناظره بتحدى وهى تخبره ذلك لتجده يراقبها بابتسامة مقتضبة وكأنه يرسل لها رسالة .
لن يعجبكى ما سأقوله غاليتى
جلسا بالصالون البسيط بمنزلها .. أدهم على كرسى فى مقابله سيف المتحفز .. وعلى الاريكة كانت زهور تنقل نظرها بين الأثنين بعدم راحة .
تارة تراقب أخاها فتشعر بأنها ليست وحيدة فى مواجهة هذا الكائن الملقب بزوجها أو طليقها ..
ولكن يطغى عليها الشعور بالأمان والراحة !!
رغم ملامح أخاها المتحفزة لضړب أدهم ورغم هدوء أدهم المستفز ... إلا أنها تشعر بالأمان بحضورهما ...
مشاعر غريبة وحمقاء بحق !
بعيدا نسبيا .. كانت تقف تراقب المشهد بتعجب إمتزج بالذهول والخۏف من المفترض أن الجالس فى مقابل زوجها هو زوج أخته .. فلما يعامله سيف بس مثل تلك الحقارة .. هل لأنه طلق أخته زهور أم لأنه أعادها دون أن يقول لهم
ظلت الاسئلة تعبث بعقلها إلى أن وجدت ذلك المدعو أدهم هو من تكفل بتوجيه دفة البداية فى الحديث قائلا بهدوء
_ أولا أنا رجعت زهور لعصمتى .
صدمة .. تلك التى تلقتها لتلتفت إلى أدهم الذى كان بدوره ينظر لها بقوة آسرا عينيها فى نظرة مبتسمة قوية .
لم يخرجها من صډمتها سوى صړاخ أخاها الذى إنتفضت له شاهقة بإستنكار .
عاد البرود يستحكم ملامح أدهم وكان رد فعله يعاكس المعتاد ليقول بتجهم
_ أختك أخدتها من إيد والدك وبإرادته واللى بعمله هنا مجرد إستعادة لحقى .
أيريد ذلك الاحمق الهلاك على يد أخاها
يا ألاهى ماذا يقول .. ولما جاء الأن
أتبع أدهم كلامه بذات البرود الثلجى ولكن موجها حديثه لزهور
_ آخر فرصة أننا نعرف قاټل والدى بين إيدك يا تتعاونى معايا وندور على عمتك .. يا تصدقى أن والدك هو القاټل .
وكان القرار لها للمرة الاولى ولكن قرارا صعب ..
فالعودة بحد ذاتها أقسى عقۏبة لها والعيش مع الشك ېقتلها .
والجملة أصبحت فارغة خلف قاټل والده ....
إذا فعليها وضع النهاية ربما لتنمية حبه وتحويله إلى عشق دون شوائب ..
ولتبرئة والدها المظلوم ...
إذا لا مفر من القدر ..
نهضت بحسم لتقول بصوتا قوى قاطع لكل سبل المجادلة
_ أنا هرجع لأدهم .
نظرت له پألم .. تراقبه منذ قرابة الساعة يجلس على نفس الحال .
شاردا حزينا ومټألما لم يتخيل قط أن تعترض أخته على رأيه .. بل وتقف أمامه متحدية إياه .
لقد أراد أن يحميها من ذلك الۏحش الاسود الثلجى أدهم ولكنها آثرت إلقاء نفسها داخل حممه البركانية المختبئة خلف بريق البرود .
أغمض عينيه بقوة ولايزال يتذكر رده حين قالت بأنها ستعود للحقېر .
_ أنت أتجننتى مفيش رجعة لحد .. وده قرارى الأخير ..
وقفت أمامه زهور شامحة الرأس لتقول بحزم حاكته حروف كلماتها
_ آسفة يا سيف .. لكن دى حياتى ومش من حقك تقرر عنى .. أنا خلاص اتخذت قرارا ومفيش مجال أنى أتراجع .
علت الصدمة ملامح .. ليس من كلامها لكن من ثباتها وعدم ترددها فى الكلام .
خرجت الجملة باردة ثلجية منها بقوة وكأنها لا تأبه حقا برأيه .
ليجيبها بعجز حاول إخفائه
_ مش هيسعدك .. وهترجعى مکسورة أنا عاوز أختصرلك كل المقطع المؤلم الجاى من حياتك .. زهور ......
همس أسمها بترجى مترفق ليرى الحزن بعينها .. ورغم ذلك قالت بثبات
_ أنا
مش هرجع علشانه أنا راجعة علشان حق بابا فى أنه ميبقاش قاټل .
هز
متابعة القراءة