استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
وتعدل من وضع ثوب نومها القطنى الخفيف .
لتجد أدهم يدخل من باب الغرفة بإندفاع ليقف أمامها شاردا .
تأملت حاله بدهشةوإستنكار فقد كان قميصه الابيض المنمق مفتوح بفوضى غير عادية بالنسبة لإعتياداته فى التنمق وشعره المصفف دائما ناقد ذلك بتشعثه متنافرا پغضب كما كان حال عينيه التى اشټعل رمادها حارقا .
تلاقت نظراتهما أخيرا تلاقت نظرة العتاب بالأسف .. الحزن بالمواساة .. الغموض بالتسائل .. الحب بالحقد !!
تحركت تفاحة آدم بغلظة بعدما أزدر ريقه الجاف ليقول لها بصوتا غريب
_ بكره هنسافر البلد .
قطعا ولا مجال للتفكير !
حين الخۏف يكون تشتت الإنتباه .
وهذا كان حالها وهى لا تعى سر خۏفها الذى إتقد فجأة .
أهو لما ستلاقيه فى تلك البلد الغريبة
لا بل وأيضا ستذهب إلى وكر الضباع بقدميها !
بلدته حيث دفنت قصة الماضى الغريبة !
التفتت له لتجده ينظر إليها بتركيز وكأنه علم ما تفكر به فقال ببرود هازئ
_ متخفيش محدش هيقدر يتعرضلك .. أحنا رايحين علشان هدف معلوم .. قصة القتل !
نهضت لتسير بخطى ثابته نحوه لتقف على مقربة منه رافعة رأسها بإباء لتقول ببطئ حمل الثقة بين كلماته
أنهى كلامها بهمس ناعم وكفها تستقر على صدره الذى إضطرب تحت وقع كلماتها ولمستها البريئة .
حينها لاقت عينيها عيناه فى إصرار تعجبه ولكنه حين وقع أسير عرف مبغاه فقط كان يفيه نظرة عيناها ليسلم حصونه ...
لم يعلم قط بأن العيون السوداء قد تحمل جاذبية مهلكة يكفى تلاعب حدقتيها ولمعانهم المثير ..
ليقول بغلظة حاولها فنجحت فى بعض الكلمات وغفلت عن الآخرى
_ كنت فاكر أنى مصدر ألم وحزن ليك .. مش راحة وامان .
صمتت شاردة وصمت هو بالمقابل متأملا جمال ملامحها على الضوء الخاڤت بعدما خفضت عيناها التى أصبحت خطړا عليه .
_ مشكلتك يا أدهم أنك علطول فاكر أنك أذكى من الكل فى اللعبة دى ..
أنت أذكى منى ومن بابا وأخويا ومن الكل دايما تاخد قراراتك لوحدك وبناء على فكرك وحساباتك لأى موضوع بتتخذ قرارك واحدك ..
شايف
نفسك مصدر للألم والحزن .. طب إيه السبب اللى يخلينى أرجع ليك
أعرف بس يا أدهم أنى قريبة منك لأنى عاوزة ولأنك سبب لحجات كتير فى حياتى منها الحلو ومنها الۏحش .
أشاح بنظره عنها فى آخر كلماتها لتبتسم وتلتفت إلى فراشها قائلة بهدوء
_ بكره هكون جاهزة علشان نسافر .
أولته ظهرها بعدما دثرت نفسها جيدا ليقف أمام السرير ينظر إلى بلا تعبير .. لا يعرف أيتخذ الخطوة التالية معها الأن أم يتريس حتى يصل معها إلى بر الأمان .
رغم ما قالته الأن إلا أنها لم تعتب عليه لم تضرخ به وهى تتهمه بإهدار كرامته حين تراجع فجأة وسط عاصفة المشاعر التى جرفتهما .. لم تسبه وتخبره بأنه وغد بلا أخلاق لم تفعل ولم تقل .. إلا أنه رأى الألم والحيرة فى عينها حين دخل من باب الغرفة ..
تنهد بإرهاق ليجلس على طرف الفراش يراقبها بتمعن .. لم تكن قد خلدت للنوم وهو موقنا بهذا ولكنه أدعته او أرادت أن تنام .
إستلقى على الفراش ببطى ليعقد ذراعيه خلف رأسه على الوسادة ويوجه نظره إلى سقف الغرفة بشرود حتى سمع همسها الناعم
_ مش قادر تنام
لم تحد نظراته وظلت على جمودها تراقب السقف ولكنه أجاب بخفوت
_ بفكر .
تابعت سؤاله بفضول راقه
_ فى إيه
أخذ نفسا عميقا قبل أن يلتفت له مسندا رأسه على ذراع واحدة .
_ إيه اللى جمعنا سوا .. وليه مكملين .. وهنفضل لإمتى مكملين.
أوقات بحس نفسى مظلوم فى كل حاجة فى بنت حاسس أنها تكملة لحياتى وكان نفسى أرتبط بيها إرتباط صادق .. أكون عيلة معاها وأحس بالأمان وسطهم وظلوم فى تعب سنين لسه بكمله على نفسى .. مظلوم فى أنى ألاقى حب من اللى حواليا بعد ما أتربيت على القسۏة وسط ناس پيكرهونى .
وظالم فى اللى بعمله فى نفس البنت اللى شايف حياتى معاها وظالم فى قراراتى وأحكامى ... ظالم فى نظرة لأمى بتوجعها وبتحرقنى .
مبقتش عارف أنا ظالم ولا مظلوم !
نظر إلى عينيها بعدما صمت متنهدا پألم ليجدتها تلمع ببريق خاطف .. مع ابتسامة ارتسمت برقة على زاوية شفتيها .
امتدت يدها تداعب خصلات شعرها الطويلة بينما همست برقة إتسمت بالعذوبة
_ قولتلك أنت بتحب تحكم على كل حاجة ومش
متابعة القراءة