استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


.
وقف أمامها بطوله المميز .. فرفعت عيناها بحدة تنظر إلى وجهه وعيناه التى أخفاها خلف نظارة الشمس السوداء .. 
للحظات كانت عيناها تأسر عينيه التى لم يحل بينهما الزجاج الأسود إلى أن غدرتا بها عينيها وطافت على جسده تستشف منه بعض الاطمئنان على حاله .
كان يرتدى بنطالا أسود من الجينز مع قميصا أسود ممشوقا بإعتدال على صدره العريض وبالطبع كان يرتدى ساعة فارهة سويسرية ..

كان حاله كما المعتاد .. مؤيد بأناقته المعهودة وهيئته الصاخبة فى حضوره .
مطت شفتيها بإمتعاض لتشيح عنه مزفرة بحنق .. وجوده فقط قربها بهيئته تلك تجعل عقلها يدور بتناقداته قاصفا تفكيرها وقراراتها .
سمعت صوته يقول بلهفة حاول كبتها فأبت حروف كلماته ألا تفعلها 
_ ميساء أنت تعبانة .. وشك مرهق أوى و واضح أنك مش بتاكلى كويس .. تحت عينك أسود ..
كان يشير إلى فقدانها الوزن .. والهالات السوداء التى تنامت تحت عينيها .. وشحوب وجهها .. وبالطبع لا يعلم بأن نظرها قد ضعف وجسدها يأن ألما .. والغثيان كان التكملة لمشقة تعبها فى حمل ابن مؤيد .
نظرت إليه بإستهجان مستنكر لتشيح قائلة بغلظة 
_ مؤيد عاوز إيه .. جاى مكان شغلى تقولى وشك بهتان .. 
أثار كلامها حنقه الفظ حنقه بالطبع هو ېخاف على صحتها وعلى حالها ولكن إستنكارها للأمر يجعل منه وحشا
وهو لا يقبل أن يكون كذلك .
فقال من بين أسنانه بغيظ 
_ ميساء اولا احنا لسه فى العدة وممكن أرجعك لعصمتى تانى .. ثانيا أنت فعلا تعبانة وهتيجى معايا للدكتور علشان نشوف إيه السبب فى تعبك .
السبب فى تعبى أيها الأجدب أنت وأبنك الذى يشابهك على ما يبدوا .. فهو يستمتع بتعبى وتعذيبى .. بينما أنت تحاول إرتداء هالة البرائة لتعاود إقترابك الحنون غير المقبول .
إدعت البرود وهى تجيبه بتحفظ 
_ أنا عارفة كويس أنك مش هتقدر تعملها .. مش هترجعنى لأنى مش عوزاك ولآخر مرة هقولها أبعد عنى يا مؤيد أنا مش عاوزة قربك .. كل اللى بتحاول تعمله مش هيفرق معايا فى حاجة .
كادت تغادر إلا أنه إعترض طريقها كالجبال الشامخ عاقدا ذراعيه على صدره ليقول بلهجة باردة بطيئة 
_ مش هبعد يا ميساء .. واللى بعمله مش علشان أنا ندمان بس .. لأ علشان أنت مهما حصل مراتى وهترجعيلى ودلوقتى هتيجى معايا للدكتور بإحترام ولا أستخدم طريقتى 
نظرت له بحنق وهى تحاول تخطيه ولكن أيا من محاولاتها لم تنجح .. فكلما حاولت السير بعيدا عنه عاود الوقوف امامها عاقدا ذراعيه على صدره بكزم فصړخ بإعتراض 
_ لو مبعدتش عنى هصوت وألم الناس عليك .
نظر حولهما بسخرية ليعود بنظره إليها قائلا بتشفى 
_ الطريق فاضى .. شوفى مين هيساعدك .
ودن إضافة أى كلمة آخرى كان يهبط قليلا ليمسك بقدمها ويحملها على ظهره كشوال البطاطا 
لوهلة لم تصدق ما فعل .. لكنها سرعان ما فاقت من صډمتها لتصرخ ضاربة إياه بذراعيها ... ولكن دون فائدة .. فقط كانت تتعالى ضحكاته المغيظة .
وبعد لحظات كانت تستقر فى سيارته لينطلق بها بخفة وهو يضحك بإستمتاع .
بينما صړخت ميساء غاضبة 
_ نزلنى .. نزلى يا مؤيد ... نزلنى .
كلما زادت صړاخا كان يزداد ضحكه باستمتاع إكتسى بتشفى ليقول أخيرا بمرح وهو يلتفت ناظرا إلى وجهها الأحمر 
_ بس إيه رأيك فى الحركة دى .
وأنهى جملته بغمزة خفيفة لتشتعل وجنتاها أكثر ولكن هذه المرة خجلا وليس ڠضبا فخفضت وجهها لتبدأ بسبه بخفوت غاضب .
حين شعرت بأن ڠضبها قد هدأ أخذت نفسا عميقا .. عميقا للغاية وهى تعد حتى العشرة لتقول بصوتا حاولت أن يكون هادئا قدر الامكان 
_ مؤيد لو سمحت روحنى بيتى .. أو نزلنى وأنا هاخد تاكسى وأروح .
الصبر .. الصبر على تلك المعتوهة الغبية التى للمصادفة أن قلبى هو عاشق لها 
عقد مؤيد حاحبيه بتفكير ليقول بهدوء 
_ لو قولتيلى مالك .. وإيه سبب تعبك .
ابتسمت حين إستشعرت نبرة الخۏف والقلق فى كلماته لتقول بهدوء مماثل إكتسب لهجة عملية باردة 
_ مجرد إرهاق مع فقر ډم .. وقلة نوم .
نظر إليها باستنكار ليسألها بشك 
_ متأكدة 
اومأت برأسها دون كلام لتدير وجهها للنافزة ناظرة للطريق أمامه بشرود .
أنتبهت فجأة لسؤال قفز بعقلها فقالت دون أن تلتفت إليه 
_ هتعتمد ورق الطلاق رسمى أمتى 
رد بإقتضاب قائلا 
_ قريب .
لم يكن يعنيها بالكلمة .. بل أراد ألا يدخل معها فى نقاشات وجدالات بالأمر الأن وفضل تركه لحين وقته .. ولكن لابد أن يعيدها قبل فوات الأوان .
صمتا عن الكلام بينما كانت تجلس منتظر أن تنتهى الدقائق بسرعة وتذهب إلى منزلها تاركا إياه .
ولكن ما كانت تمنى نفسها به لم يحدث فها هى فى منزلها الحبيب مع مؤيد الذى رفض الرضوخ لطلبها وتركها .
لقد تجادلت معه كثيرت حين علمت بنيته فى الصعود معها .. وبالبطع حين حاولت الصړاخ عليه كان يحملها ويخرج مفتاح شقتها من حقيبتها بأريحية
 

تم نسخ الرابط