استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


فكما حمل من الخارج الطابع الزمنى القديم حملت نقوشه ذلك الطابع .
أنتبهت الى عمة أدهم التى زارتها هى وابناتها .. لتنتهى زيارتهم
بأثر كوب الشاى الذى حړق بشړة ظهرها مع ذلك الچرح الذى تسبب به كسر الفنجان على ظهرها .
وقبل أن تستوب ما يحدس .. وجدت نفسها بين ذراعى المرأة بحبور مزيف .
لم يخطر على بالها حينها سوى .. كم تلك العائلة مخادعة !!

وما ينتظرنى معهم ليس بقليل !
_ أنا مش موافق .
قالها قصى بنبرة حازمة صارمة لتنظر له رغد بتعجب وهى تسأله 
_ ليه يا قصى 
غمغم قصى بضيق وهو يشيح عنها 
_ كده يا رغد .. ياسين مش الراجل اللى هيبسط وهينسيكى اللى شوفتيه .
إعتدلت رغد فى جلوسها لتقول بقوة 
_ بس أنت متعرفهوش ومتعاملتش معاه كتير ف ليه بتحكم عليه كده وعلى أى أساس .
حمقاء وغبية تظن الحقېر يحبها كما قال تجد به الخلاص لدوامة إكتسحت طاقتها فتريد الخلاص بدعوى أنه الحل الأنسب .
_ مهو أنت مش هترفض كده وخلاص لازم يكون فيه سبب وأنا عاوزة أعرف السبب ده ! 
أشاح بوجهه عنها ليقول بصرامة 
_ ده رئيى يا رغد .. 
رموقته بنظرة حزينة کسيرة لتقول پألم 
_ أنت كده مش بتساعدنى يا قصى .. 
همست همستها المټألمة ودفعت قدميها لتخرج من الحجرة التى يجلس بها .
لقد أصبح أخاها كشبح يمر بها مرور الكرام كل يوم مع سؤال جيد عن حالها بينما حاله لا يعجب أحدا .
من المنزل للمسجد .. حتى أصبك يومه كله فى المسجد معتزلا جميع الناس وأولهم هى .
ولكن فى الفترة الاخيرة بدأ يعود لعمله ولكن هناك ما يؤرقه كما أنها سمعت منه أحد المرات أنه سيباشر فى التحقيق عن أمر الحاډث .. فهل يشك بأنه مدبر 
شعرت فجأة بذراعين قويتين تحيطان كتفها وتجذبانها إلى صدر قوى بينما الصوت الدافئ الذى إعتادته يعود قائلا 
_ رغودة دايما كانت بتثق فى قصى .. هتثقى فيا دلوقتى 
رفعت عينيها التائهتين إليه ليلاقيها إبتسامة الرقيقة المشرقة والتى قد نستها منذ أعوام .. فقالت وهى تجاريه فى الابتسام 
_ أكيييد .. أنا بثق فيك يا قصى أكتر من نفسى .
ربت على كتفها مواسيا ليهمس لها 
_ وأنا مش هخيب ثقتك فيا .
كان وعدا بمطن بالبحث عن المزيد من الأدلة فهو بين جريمتين .. چريمة حاډثة زوجته وعائلتها التى إكتشف مؤخرا بأنه كان مدبرا .. وچريمة ياسين الخفية المتمثلة بالخېانة .
وهو بين ذلك وذلك أصبح محققا يبحث عن الادلة والشهود ليصل إلى الحقيقة .
وبين أبا فاشل وأما مستهترة ينشأ الخلل وبالتالى يكون المتضرر الاول هو طفلهما .
كانت تنظر إلى زياد پغضب تراقب كيف يهمس لها بخفوت ما حدث معه فى المدرسة اليوم .
زياد ورغم كرهها لهذا المكان إلا أنه عشقها تحبع پجنون وترى به طفلا ذكى فطين يستحق المزيد من الاهتمام ليخرج ما لديه من ابداع .
ولكنه كأى طفل منغلقا على نفسه .. لا يجيد التحدث والكلام بطلاقة مثل الاطفال يعانى من قلة إهتمام تجعله ينظر إلى رفاقه .
ولكن مشكته تعدت ذلك فها هو يقص عليها لأول مرة ما يحدث معه فى مدرسته فزياد يتعرض للتنمر من قبل أطفالا بعمره وأكبر منه .
التنمر قد تكون مشكلة عادية ويقابلها جميع الاطفال ولكن يبدوا أن أمره تزايد عن الحد فاليوم عاد وحقيبته ممزقة .. كذلك أخبرها بأن طفلا بعمره أحضر أخوه الاكبر سنا ورفاقه ليضربوه ..وقد حدث ذلك معه عدة مرات .
وحين سألته عن إخباره لأحد معلميه قال لها بأن أحدهم لم يقدم له المساعدة وأدعوا بأنه لعب أولاد لا مشاكل به .
صمتت بعدما أنهى زياد سرد ما حدث معه ليقول لها بخفوت 
_ متقوليش لنانا .. أنت وعدتينى .
رفعت رأسها بحزم بعدما أتخذت القرار لتقول بهدوء حمل الصرامة 
_ مش هقول لنانا .. لكن هقول للى المفروض مسئول عنك .
نظر لها زياد بفزع وبدأ فى ترجيها ألا تخبر والده ولكنها كانت مصرة .
فإلتقطت كفه الصغير وخرجت به من الغرفة بسرعة وقادته إلى غرفة المكتب الخاصة بوالده .
طرقت الباب بقوةوسرعة وقبل أن تسمع الرد إندفعت إلى الداخل .. 
رمقها أوس بتعجب لتقول بهدوء وهى تقف معتدلة رافعة الرأس 
_ زياد هيقولك حاجة .
نظرت إلى زياد بحزم فخفض وجهه ليقول متلعثما 
_ بابا .. أصحابى .. أقصد زمايلى .. آآ .
وظل يتلعثم بالكلام وهو لا يعلم كيف يستخرج جملة مفيدة .
فنظر له أوس بتعجب أنتقل منه إليها يسألها فقال مباشرة لها 
_ قوليلى إيه اللى حصل معاه 
_ لأ هو اللى هيقول علشان يتعود أنه يصارحك باللى بيحصل معاه .
قالتها بحزم قوى وهى تنظر إلى زياد فتحدث أخيرا قائلا 
_ بابا فيه عيال بتضربى فى المدرسة .. و واحد منهم قطعلى الشنطة بتاعتى .
أرجع أوس ظهره مستندا على كرسيه ليقول ببساطة 
_ فيها إيه ... النهاردة تتخانقوا وبكره تبقوا اصحاب لازم تقابل كل ده فى المدرسة
 

تم نسخ الرابط