استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


وهى تجده لا ينهى الحديث عن نفسه .
تهدل كتفاه بخيبة مصطنعة وهو يقول مدعيا الصدمة 
_ كسرتى هيبتى يا شيخة .
كادت ترد عليه إلا أن صوت هاتفه قطعهما فقال إليها وهو ينظر إلى هاتفه بإمعان 
_ أدخلى جوه يلا .. يلا .
سألته بتعجب مستغربة لتبدل حاله 
_ ليه 
نظر إليه بضيق وهو يجيبها 
_ هكلم الحتة بتاعتى .. هو مفيش أى خصوصية .

إتسعت عينيها پصدمة وهى تجده قد أدار لها ظهره ليجيب على الهاتف بميوعة وسهوكة جعلتها تكاد ټنفجر فى الضحك .
الحتة بتاعتى !! ويريد خصوصية !!
يا له من جيل عجيب !!
دلفت إلى غرفتها بإحترام لتترك له المجال كى يحادث الحتة بتاعته
الشيطان يدبر وعليها التنفيذ !!
كانت تراقبه بضجر كيف ېحرق سجائره .. الواحدة تلو الأخرى .
ينفثها بقوة وشراهة وكأنه يصارع أفكاره اللعېنة بينما تجلس هى هكذا منذ تقريبا ساعتين ... تراقب شروده وغمضات عينه وكذلك ابتسامة تشفيه .
لا تعرف ما يرموا إليه وما موقعها الإعرابى فى خطته التى تجهلها فقط تنساق وراءه برعونة تعلم أين ستودى بها لا محالة .
أنتهت سېجاره فظنت بأنه سيتبعها بآخرى لټختنق هى وسط چحيم مخبأه اللعېن المغلق المكسو بالظلام .
شعرت بإلتفاته لها لترى بعينه نظرة لامعة وكأنه وصل إلى مبتاغ أخيرا .
ليقول بهدوء متمهل 
_ تعرفى .. رغم إن دورك فى الخطة الجاية بسيطة إلا أنك لازم تفضلى جمبى .
عقد حاجبيها بتفكير ليرتفعا بالأخير فى صدمة لتسأله بصوتا متقطع 
_ أنت عاوز إيه يا حسام .. ليه أنا بذات رغم أنك تقدر تجيب حد يمثل أحسن منى 
أنت عارف ومتاكد أن مرام مش سبب للى بتعمله ... أنت عاوز إيه من مؤيد ... الموضوع مش محدود على مرام ومؤيد .. وحاجة كمان .. أنت إيه علاقتك بمرام 
وأجاب اسئلتها المتعددة بضحكة صاخبة لتنتهى بقوله البطيئ الساخر 
_ فى فكرك أنى هرد على سؤال من كل دول انت مش غبية يا شذى وأنا مش هرد على كل ده ... بس اللى عاوز أقوله أن مؤيد هيدفع تمن اللى عمله فى مرام .. وأنت ....
_ وأنا إيه 
سألته بيأس إستحكمها بعدما عادت إلى خططه لتسمعه يتبع بهدوء 
_ أنت ليا .
أغمضت عينيها تشعر بالضياع ألم ترد يوما أن يشعر حسام بها 
ألم ترده أن يحبها 
ألم ترد أن تكون له ويكون لها بقلبه وكيانه 
ألم ترد قربه 
إذا لماذا الأن النفور من كلماته !!
اجابتها كانت كچثة فقدت الروح ليبقى بها داء البرود 
_ انا مش ليك يا حسام .. أنت وحش أسود واللى يقرب منه ھيموت أو هيحترق بناره .. وأنا مش عايزة ده ولا ده أنا أبدا مش ليك مدام هتكمل فى الطريق ده .
وضحك !! ... ضحك بإستمتاع وهو ينهض ليحضر كأسه الممتلئ بالسائل الأصفر ذا الرائحة النفاذة .
ليهمس وعيناه تتابع قطع الثلج فى كأسه 
_ للأسف الخيار مش بإيدك ... شذى تقبلى الواقع أنت ملكى أنت أول واحدة أقرر أنها تكون ملكى لوحدى .. حاجة حصرية ليا وبس ..
_ أنت بتحب مرام 
باغته سؤالها القادم بغير موضته ليبتسم بسخرية ويجيبها 
_ ورغم أنى قولت مش هرد بس هرد لأ محبتهاش ولا هحبها .. مرام دى النقطة السوداء فى الصفحة البيضاء .. مرام الشغبطة السيئة وسط موضوع إنشائى جميل .. مرام دى كابوسى .. مرام شالت فى حياتها أكتر من اى حد .. مرام هى شبح أسود .
هزت شذى رأسها پصدمة .. ما هذا الجنون بحق الله ما هذا !!!!
اى تفكير يجول بعقله كيف هو يرى مرام هكذا ويفعل ما يفعل !!
حسام ........ مرام ....... مؤيد ...... هى ..... وفراغ بين الكلمات !!
خرجت من صډمته بفعل عاصفة إبتلعتها لتقول بعينين ذائغتين 
_ أنا عاوزة أفهم .. أنت ومرام إيه نوع العلاقة بينكم 
أبتلع آخر رشفة من كأسه لينظر إليها من خلفه بنظرة صاعقة وهو يهمس بخفوت متجمد 
_ عداوة .. العلاقة بينا نوعها عداوة .
جنووووون .. هذا جنون ما يقول !!
ما هذا .. ما تلك الخيوط المبعثرة .. من أين البداية إلى الخلاص من تلك الصدمة !!
أمر حسام .. أمر مرام كبر أمرهما أكبر من ذلك .. أكبر منها ومن مؤيد .. الأمر يكمن بين حسام ومرام وشيئا ناقص ..
ولكن هى ومؤيد دخلا اللعبة بالخطأ وحكم عليهما بالإعدام مع هذان !!
_ ياسين أنا موافقة على عرضك .
قالتها رغد بثقة وكأنها أخيرا وصلت لبر الأمان بعدما أبحرت لسنوات فى بحر الظلمات .
ولكن الأمان تحول فجأة لصدمة .. خوف .. ظلام ..
مع قول ياسين القاذف ببسالة 
_ أنا مش موافق .
صدمة ..... وأى صدمة تلك التى أخذتها .. 
هل جرب يوما أن تتلقى لكمة عڼيفة فى معدتك او دلو من الماء البارد يسقط فوق رأسه فى جو بارد ..
هكذا كانت تشعر وهى تتلقى الصدمة منه .. 
ليس موافق !!
ماذا .. متى ولماذا 
ألم يقل لأخاها أنه يحبها 
ألم يقل لها بأنهما سيواجها الجميع وسيساندها 
ألم
 

تم نسخ الرابط