استيقظت فتاه في مقتبل العمر
المحتويات
يعهد لها بالأمان بجواره
لما الأن بعدما وثقت فيه
لما الأن بعدما سلمت الحصون وأقنعت نفسخا بأنه الصواب
_ ليه
سألته بصوتا ممزق ..تأئه ليجيبها بتلعثم وهو يسارع لخفض وجهه
_ آسف يا رغد .
_ ليه
عاودت السؤال ولا تزال الصدمة تحاكى حروفه .
فلم يكن منه إلا أن صمت .. وآثر السكوت عوضا عن الدخول فى جدالات لا صالح لهما بها .
أنك هتكون سند ليا وهتساندنى .. لأنى صدقتك فى أنك هتحمينى لأنى صدقت انك هبتعد عنى الحزن .
صړخت بآخر كلماتها ليلتفت من بالكافيه الواقع على النيل إليهما بفضول لم تعرهم أدنى تفكير .
فقط كل ما تفكر به أن ذلك الذى يجلس أمامها جبان نذل .. ليس له القدرة على فعل شئ .
_ أحنا مختلفين يا رغد .. مش هنقدر نتواصل ولا هنقدر نكمل جواز زى ده .. وهتبقى مطلقة للمرة التانية .
غبى .. غبى ويستحق الكلمة بكل حروفها فصړخت به پعنف
_ على أى أساس بنيت فروضك دى ... قولى أسبابك .
أغمض ياسين عينيه بحزن ليقول متنهدا
_ بلاش ندخل فى جدالات مش هتفيدنا .. أنا شوفت الصح وأخترته .
قالت أخيرا لتنهى تلك الجلسة العقيمة وهى تكاد ټنفجر من شدة غيظها
_ صح بلاش ندخل فى جدالات .. انت أخترت الصح مشيت فى طريق الصح .. ووقعت على أول خطواته وأنا واثقة ب ده .. وهنتقابل تانى يا ياسين ..
لتسبه فى نفسها وتنطلق ناظرة إلى الأمام .. عاقدة العزم على أن تخرج اسوأ ما بها فى مواجهة الآخر الذى يراقبها !!
وقفت أمام نافذة زجاج سيارته المفتوح لتهبط قليلا وتناظر هيئة الجالس فى الكرسى المقابل .
_ اللى نفسى أفهمه اكتر من أى حاجة .. أنت ليه عاوزنى .. سيبتنى بالرخيص زى أى حاجة ملهاش لزمة ودلوقتى بتجرى ورايا !
أنت عاوز إيه يا حسان
ابتسم لها بالمقابل ليقول وهو يناظر الخارج من الكافيه المقابل لسيارته
_ خلصتى من الحشرة دى
ضحكت بسخرية وهى تتابع ياسين الذى أتجه لسيارته محنى الظهر مثل كبار السن وتعود بنظرها إلى من أمامها لتقول
شدد حسان يده على مقود السيارة ليقول وعيناه لا تحيد عما أمامه
_ أركبى .
مطت رغد شفتيها بإستياء .. لتجده يلتفت إليها ويبتسم ابتسامة ساحرة مع قوله
_ عاوزة إجابة لكل اسألتك ... يبقا أركبى وهنروح مكان اجاوبك فيه على كل اللى عوزاه .. وفى نفس الوقت أوديكى مكان مش هتندمى أنك روحتيه .
راقبته رغد بعينين متجمدتين لتقول فى الأخير بهدوء
_ موافقة .
وأتبعت القول بالفعل وأستقلت بجواه السيارة لتسمع ضحكته العالية مع قوله المتسلى قبل أن ينطلق بالسيارة بسرعة
_ نورتى عربيتى .. وقريبا بيتى .
...........
الفصل 29
نظر إلى ابنه الجالس امامه منكس الرأس بخجل .. للحظات عم خلالها الصمت كان يحاول جاهدا استيعاب ما قاله ابنه منذ دقائق.
ابنه رفض ابنة عمه!!
هو من رفضها بعد كل ما فعل وكل ما قال!!
لقد أكد له بأنه ماض فى طريقه وسيصنع ما يستطيع من أجل اسعادها ورد كرامتها التى اضاعها الحقېر زوجها .
ولكن الان يتراجع ويخبره بكل بساطة أنه لا يستطيع الزواج بها!!!!
كيف سيستطيع أن يضع عينه بعين ابنة اخيه بعدما فعل ابنه
كيف سيمنحها ما فقدت .. كيف سينسيها ما حدث!!
لقد زاد بلائها بابنه .. فماذا يفعل ليرضيهما
أشاح بنظره فى ڠضب بينما شعر بالعجز يقيد يديه وتفكيره باحكام .صس
أغمض عينيه باستسلام لقد حدث ما حدث .. وقيل ما قيل لقد حسم الامر وتدخله لن يجدى .
فقال بصوت هادئ اخفى الكثير من حزنه
_ أنت أخذت قرارك يا ياسين وأنا مش هقدر أعمل حاجة .. مش هقولك أنى راضى عن اللى عملته فى بنت عمك لإنك من البداية كنت المفروض تبقى قد كلمتك ومتتراجعش .. لكن دلوقتى ضاعت الفرصة والكلام ملوش لزمة .. تقدر تجرى ورا طيف حبك بلا امل .
قالت كلمته الأخيرة بأسف ليلتفت مغادرا دون أى كلمة اضافية .
بينما كانت عيناه تتابعه بحزن عصف بضيق .. تنهد بارهاق حين غادر والده .. ليرجع بظهره الى الخلف ويستلق على الاريكة ناظرا للسقف بجمود .
أعيبا أن يحب أحدهم!
أعيبا أن يحب هو
إنه لم يخفى يوما حبه بل أفصح عنه امام الجميع .. لترده محبوبته خائبا فظن أنها النهاية لقلبه .
لقد فكر جديا بالإرتباط من رغد إلا أن الأمر لم يكن يرق له .. بل كان يشعر بكآبة تععش على
متابعة القراءة