استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


روحه كلما تعمق بالأمر .
ليس العيب برغد .. فهى ابنة عمه التى تربى معها ولكن العيب يكمن بمشاعره بقلبه الممزق بين الحيرة والضياع .
لقد حاول جاهدا التأقلم مع الوضع القائم وأن رغد ستكون زوجته .. وقد أجاد فعل ذلك لكن .....
لكنها عادت!!
ببساطة عادت طالبة منه العون!!!
فلم يقدر على فعلها وردها خائبة .. لينزلق ورائها فى جرف عميق لا أحد يعلم نهايته او اين سيأخذهم .

فقط ما يحتاج ان يعلمه .. أنه سيظل معها وهذا يكفيه ..
اما الغمامة التى تحاوطه فلن يعيرها اهتمام يكفيه أن يكون كظلها .. إلى أن تسلم مقاليد قلبها له .. فينال ما احتاج .
منذ عدة أيام
وقف بطوله الفارع أمام السكرتيره التى ناظرته بدهشة أمتزجت بالفضول ليقول بأنفة واضعا يده فى جيبا بنطاله 
_ عاوز أقابل الباشمهندس أدهم العامرى .
نقلت السكرتيره نظرها إلى الحاسب أمامها لتقول بهدوء وعملية 
_ الباشمهندس مش فاضى .. قدامه عشر دقائق على إجتماع مهم .
مطت الرجل ذو القامة الطويلة والجسد العريض شفتيه باستياء ليقول بصوت خشن 
_ مش هاخد أكتر من خمس دقائق .
زفرت السكرتيره لتنظر له بحنق ىترد محاولة تمالك نفسها فى الرد 
_ مش هينفع يا فندم .. ال..
قاطعها الرجل بنبرة حادة حازمة 
_ قوليله إياس عمار الشريف .
تقلبت التعبيرات على وجه السكرتيره لتقول پصدمة 
_ حضرتك مستر إياس صاحب شركة .. ثوانى هبلغ الباشمهندس .
ثوانى قليلة وكانت تخرج السكرتيره لتبلغه بالدخول لأدهم .
دلف إلى مكتبه ليجد واقفا فى أحد الزوايا ينظر من الزجاج الشفاف إلى الأسفل بينما بيده إستقرت سېجارة ينفثها ببطئ بين شفتيه .
إستمع إلى صوته الهادئ يقول 
_ مش شايف أنك اتأخرت أوى يا إياس على الزيارة دى .
طالع إياس أدهم من الخلف ليقول بإستياء 
_ ودى المقابلة المطلوبة يابن الخالة 
إلتفت أدهم إلى إياس ليقول مباشرة ودون الدخول فى تفاصيل 
_ قلتلك خرج شركة من دماغك .. وأنت برضوا مصر على اللى بتعمله .
ضحك إياس بسخرية .. ليقف معتدا بمواجهة أدهم فظهرا الأثنين معا كالعمالقة .. بأجسادهم العريضة الرياضية وطول قامتهم المتقارب .. ثم ملامحهم الحاد .. ونظرة الثلج التى إكتسحت جبال السواد والرماد .
كان إياس من تحدث ليقول بسخرية 
_ مش فاهم إيه اللى مضايقك يا أدهم .. انت ملكش اى علاقة بالشركة ومع ذلك مضايق اوى عليها ثانيا متلومنيش على حاجة مقدرتش أنت تمنع نفسك عنه يا أدهم .
شيطان الأنتقام مش بيسيب
حد إلا لما يتلبسه تماما ويسيطر على أفعاله .
رمقه أدهم بنظرة ساخرة ليقول بوجوم 
_ وشايف ان الاڼتقام وصلنى لفين ... شايفنى وصلت لدرجة كبيرة من السعادة .. رجعت حقي ولا حق بابا ... 
وصل بيا الاڼتقام لإيه ... وهيوصل بيك لفين .. فكر يا إياس قبل ما تاخد خطوة أنت فى غنى عنها لأنك ببساطة هتخسر ..
استدار أدهم لينظر أمامه بجمود بينما أخرج إياس سېجاره ينفثها بشراسة وهو يدمدم 
_ مش هعرف أسكت بعد اللى وصلتله .. حتى لو كان الاڼتقام هيرجع عليا بالضرر .. فأنا هكمل ... حقى بإيدى هيرجع وده قرارى .
قال أدهم دون أن يلتفت له 
_ أقفل الباب وأنت خارج .
غادر إياس بعاصفة قوية مثلما دخل ولكن بوجه مكفهر من شدة الڠضب .
يوم بليلة مرا على بقائها هنا !
لا معارك .. لا مصابين 
فقط حرب النظرات الصامتة هى من درات بين الجميع .
تعرفت خلال صباح اليوم التالى إلى باقى أفراد العائلة .. والذين لم يحاولوا تصنع اللطف لا فى مواجهتها ولا مواجهة زوجها العزيز أدهم ... بينما كان البرود هو حله الوحيد فى مواجهة نظراتهم الحاقدة . 
لقد علمت جزءا قديما من حياة أدهم وتكفل أسامة بأن يقص عليا تكملة القصة .
فأخبرها أن أدهم بعدما انشأ له أسما وصنع شركته الخاصة .. كان عليه أن يسترد حقه .. حقه فى أرض والده حقه فى منزل جده .. حق والدته التى أذاقوها الألم كؤسا .. حقه الذى لطالما أنتهكوه واستحلوه .
فعاد بعاصفة لا ترحم فوق رؤسهم رفع قضية لإسترداد حقه ولم يكتف بذلك بل رد لكل عم من أعمامه ما رآه منهم وهو صغير .. حتى أذعن الجميع له ومنحوه حقه كاملا .. 
ثم ابتاع باقى منزل جده من أعمامه لكى لا يبيعوه لأحد فى أوقات ضيقهم .
ورغم ما رآه منهم إلا أنهم حين يحتاجون شيئا لا يترددون فى الإتصال به ورغم جفائه هو الآخر إلا أنه يجيبهم .
سمعت الكثير من أسامة الثرثار عن كونه يريد أن يلتحق بكلية الهندسة كى يعمل مع أدهم ثم يبنى له شركة مثله ويصبح نموذج مصغر من ادهم بشخصيته الصلبة القوية .
نحت جميع الأفكار وألقت بالأهم صوب تفكيرها .
ما نهاية علاقتها بأدهم ! ... هل سيستمرا كزوجين طبيعيين ... أم يينفصلا بهدوء بعدما وصلا لطريق نهايته بدت واضحة فى بدايته .
هل لديهم فرصة لإعادة الوصال بينهما .. هل حقا حبها له
 

تم نسخ الرابط