استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


سيشفى چروحه .. لا بل ندوبه الغائرة كما قال 
لديها العزيمة لتحاول تغييره ولكن هو من ناحيته لن يمد لها يد العون كى تفعل .
كبرياءه الغبى وشخصيته الواثقة لن تعطها الفرصة لذلك .
أحيانا تشعر بأنها أنثى بلهاء .. إستحكمها رداء الإنبهار بذلك المتجمد .. إنبهار بشخصيته الفذة الواثقة .. بعقله الراجح .. بثباته المثير للإعجاب والعجب بذات الوقت إنبهاره ببروده المناسب ببعض المواقف .. والمثير للغيظ بالآخرى .

لا تعلم كيف لرجل أن يتملك كل هذا البرود فى مواجهة مشكلات حياته !
أحيانا كثيرة تشعر بالمقت لذلك البرود القاسى وأحيانا ينتابها إبتهاج خفى لردود افعاله الباردة .
زفرت بحنق .. زفرة طويلة مخرجة كبت الأيام الماضية هل ستظل هكذا فى تلك الحجرة فى هذا المنزل اللعېن
لماذا أحضرها إذا إن أراد أن يخرج هو ويتركها مثل شئ بلا قيمة فى غرفته ليعود ملقيا نظرة خاطفة عليها .. ثم يتجه إلى فراشه .
أنتفضت حين دار المفتاح بباب الغرفة لينفتح ويدخل أدهم .
طالعته بنظرات فضولية .. إلا أنها تحولت لآخرى مستغربة حين وقف فى مواجهتها صامت .
تحدث أدهم قائلا بجمود 
_ أجهزى .
بدت كلمته الوحيدة أمرا قاطعا لتشعر بالډماء تثور فى عنقها حين إبتعد إلى شرفة الغرفة دون أى إهتمام مذكر بها .
إلا أنها رفضت تلك المعاملة رفضت بأن تكون شيئا مهملا .. يلقى عليه نظرات متفحصه بعدم إكتراث حقيقى ليأمرها بكل تبجح وينتظر تنفيذها .
نهضت بعزيمة لتلحق به فى الشرفة وتقف قبالته لتقول بحزم 
_ هنروح فين .
أخذ الحمل الثقيل فى توجيه نظره من الخضرة الممتدة أمامه ليلتفت لها .. فقال ببطئ مستفز 
_ مشوار .
بارد وسمج وثقيل الډم .. ومتجمد المشاعر زمت شفتيها بحنق لتعاود القول بإصرار 
_ مش هتحرك من هنا غير لما أعرف هنروح فين .
ابتسم بقسۏة أخافتها مع نظرته التى تشكلت ببرود قاسى ليدمد بغل لم يحاول إخفائه 
_ هنروح بيت والدك .
لم تعرف لما أرعبتها نظرته .. بل وطريقة كلامه الحاقدة لأبعد صورة لقد كان كمن يبصق الكلمات فى وجهها .. 
ألهذه الدرجة يكره والدها ... بل وكل ما يلتحق به ... وبالطبع هى من تلك الملحقات !!
جلست فى محراب عشقك أتعزل بجمالك
يا فاتنتى هل لى من عينيك نظرة 
تروى ظمأى فى صحارى عينيك
لم أعرف الغزل سوى حين أشتاقك 
أحبك فلا تهجرينى .. أحبك فلا تعاقبينى بغفلة العشاق .
أحبك ولم أعرف الحب إلا حين عرفتك أحبك بكل جوارحى ونزعاتى .. أحبك بقلبى وعقلى وعينى .. أحبك يا من بدلتى حالى .
أنتفض حين فتح باب المكتب .. ليدخل حسام حاملا عدة أوراق فى يده ليجلس أمامه متنهدا بإرهاق .
مد له يده بالملفات ليقول بإرهاق 
_ أهم يا سيدى .. كل الورق اللى طلبته الخادم بتاعك جابهملك .
أخذ مؤيد يطالع الأوراق أمامه بإنتباه تام ليقول بخفوت ولازال ينظر إلى الاوراق بتركيز 
_ آسفين يا حسام باشا مش هنتعبك تانى .
زم حسام شفتيه بإستياء لينهض ويلقى بنفسه على الأريكة الموجودة بأحد أركان الغرفة .
فقال مؤيد بإستياء وهو لايزال على حاله 
_ بالراحة يا حس شوية .. أحسن أجيبلك عمك عبد الرحمن يظبطك .. أنت عارف كويس قد إيه بيحب أوضة المكتب بتاعته .
أشاح حسام بيده بضجر وأغمض عيناه واضعا يده خلف عنقه .
أكمل مؤيد عمله على تلك الأوراق وهو يدون ما بها على الحاسب .
أنتبه ل حسام الذى قال 
_ مش بشوفك ليه فى النادى 
قال مؤيد دون أن يبعد نظره عما يفعل 
_ مش بروح عندى حجات كتير أهم وأديك شايف الشغل قد إيه ..
أكمل حسام قائلا 
_ الشلة كلها بتسأل عليك .. وكنا بنتفق على يوم نقضيه فى شرم نظبط فيه الاحوال .. وقالولى أكلمك .
رفع مؤيد ناظره عن شاشة الحاسب ليجيب حسام بوجوم 
_ مش هروح .
قالها مؤيد بحسم ليشيح عن حسام عائدا بنظره إلى الحاسب أمامه .. بينما كان رد حسام يأته فى هدوء 
_ كنت متأكد أن ده ردك .
ألقى مؤيد نظرة خاطفة عليه ليعود إلى إتمام عمله .
بينما واصل حسام كلامه 
_ عارف أن مؤيد أتجوز وتاب على إيد مراته ومبقاش يعمل الغلط تانى خوفا منها .
أنهى حسام جملته بسخرية بدت واضحة فى حروف كلماته ليرد عليه مؤيد بهدوء دون أن ينظر إليه 
_ الخۏف مش من مراتى .. الخۏف من ربنا .
أصدر حسام ضحكة ساخرة مستنكرة إلا أنه كتمها بصعوبة وهو
يهز رأسه بتفهم مصطنع ليقول 
_ أشوفك بكره فى الشركة .. صحيح ناوى تمضى عقد شركة الحسينى 
ظهر على وجه مؤيد علامات التفكير ليقول متنهدا بإرهاق 
_ بكره هستشير أدهم .. أنت عارف أن شركتنا مرتبطة بشركة أدهم وإن شاء الله نشوف اللى فيه الخير .
اومأ حسام برأسه لينهض مغادرا بينما عقله يصيح بسخرية .
ستظل دائما تابع يا مؤيد .. ستظل لعبة بيد البشر .
حين نضيع بعالم الاوهام .. نتخبط مثل الغفلة يمينا ويسارا .. علنا نهتدى إلى
 

تم نسخ الرابط