استيقظت فتاه في مقتبل العمر

موقع أيام نيوز


البيت .
لحظة ... تريد فقط لحظة لكى تعى كم المعلومات هذه .
عمتها كانت ....... لا لا لا محالة أن هناك شيئا خاطئ فوالدها .....
لما تشعر بأنها فقدت ثقتها فى كل شئ .. والدها قاټل .. عمتها ڤاجرة وماذا أيضا !!!
أغمضت عيناها بقوة تستعيذ بالله من الشيطان تلك الحقائق الغادرة تصدمها يوما بعد الآخر لا تستطيع تدارك الأمر ... 

فقط مجرد تصورها الحقائق تجد نفسها ضائعة مشتتة ولا تعرف أين الطريق للنجاة .
لا تعلم الأن ستبحث عن أى حقيقة ... حقيقة قاټل والد أدهم .. أم ما حدث لعمتها وجدها 
تنهدت بإرهاق وهى تخلع القفازات الطبية عن يدها لتتبعهم بمعطف الأطباء ... الذى ألقته بإهمال على مكتبها ..
لتخرج من غرفتها فى إتجاه كافيه المشفى اليوم لديها مناوبة وها هى تكاد تسقط من شدة الإرهاق والدوار ولازال أمامها بضع ساعات ليحل المساء .
جلست على طاولتها المفضلة فى أحد أركان الكافيه الجانبية لتنظر بشرود تجاه كوب القهوة الساخن المستقر بين يديها .
لاتزال الحيرة تلعب برأسها أفكارها تعصف بها بين المشرق والمغرب تنظر إلى وجهها فى المرآة صباحا فتعقد العزم على ألا تضعف أو تستسلم ولكن حين تشعر بالتعب والألام تحاوطها .. ترى نفسها ضعيفة كورقة شجر فى وجه الرياح العاصفة فتتراجع عن تلك القوى وتستسلم لكونها أصبحت أضعف .
لم تعد ميساء ميساء .. لم ترجع ابتسامتها الصافية إلى وجهها الباسم لم تعد دموعها تتلاعب مع ابتسامتها وقت ضيقها ولم تعد تملك من يسندها بوقت حاجتها .
إرتشفت القليل من القهوة ببطئ بينما كانت عيناها تتابع الشارع الخالى من المارة فى هذا التوقيت .
لتنتبه إلى صوت هاتفها المعلن عن وصوت رسالة فتحتها ببطئ وهى تعرف محتواها ومرسلها قبل أن تفعل .
وبالطبع كانت تحمل تلك الكلمات
أعتذر لك يا ملاك وأحبك كثيرا 
ورجائا بأن تظل بخير من أجله !
زفرت بتعب لتغلق الرسالة وتعيد الهاتف إلى مكانه ...
مؤيد يلعب لعبة جديدة معها يلعب لعبة الإهتمام المبالغ به بدميته التى إفتقدها .
يحارب ويصارع رفضها لوجوده معها فقط ليثبت لها بأن سيظل بجوارها بينما نفسها تكذب ما يقول وما يفعل وتعدها بأنها ستكون بأسوأ حال إذا أذعنت له .
من حقها أن تخاف .. من حقها أن ترتعب فقط لكون مؤيد والد طفلها !
لماذا ستحضر للعالم طفلا يحمل جينتاتها وجينات مؤيد الفاسدة ! 
بل لماذا تشعر بأن ذلك الطفل نقمة لها ... فهو رغم كل شئ سيعيد ربط المواثيق بينهما وسيعطيها أمل وهى لا تريد ذلك .
إنتذعت عيناها عن الطريق لتلتفت بحدة لمن جذب الكرسى المقابل وجلس عليه بكل أريحية ... فكان هو .. من إستحكم تفكيرها وجعلها ضائعة بين الصواب والخطأ .. مؤيد .
أشاحت عنه بضيق لتعاود النظر تجاه الطريق المظلم بينما ترفع كوب القهوة إلى شفتيها لترتشف القليل إلا أنها شعرت بيدا قوية تنتزع الكوب الورقى من يدها .
نظرت له بدهشة إمتزجت بالضيق لتجده قد وضع الكوب على الطاولة واخرج كيسا يحمل اسم مطعما شهير من اللاشئ ليستقر على الطاولة .
سمعت صوته الهادئ يقول برفق 
_ مينفعش تشربى القهوة من غير ما تاكلى أنت طول اليوم واقفة ومحتاجة حاجة تديكى طاقة .
مد لها ساندوتش مغلف فلم تشأ أن تعانده وهى تعلم بأنه لن يسكت او يستريح إلا حين تتناوله كما أنها فى مكان عملها وسط زملائها فلا تريد فضائح لذا وبكل إحترام أخذت منه الساندوتش بهدوء .. دون أن تنظر إليه .
للعجب كانت تحتاج للطعام فمعدتها التى أحړقتها القهوة لعدة مرات خلال اليوم وجدت خلاصها بهذا الساندوتش .
فلم تقدر سوى أن تلتهمه بجوع بينما كان مؤيد يراقبها مبتسما برقة غريبة عليه .
وما إن أنهته حتى مد يده لها بآخر فنظرت له بحرج إلا أنه قال بهدوء 
_ كلى لحد ما تشبعى .
وقد فعلت فأنهت الساندوتش الثانى بنهم لم تعتده .. ابتسمت لنفسها ساخرة يبدوا أن الحمل بدأ يعطى مؤشراته بعدما ظنت نفسها امرأة خارقة للعادة والحمل لا يوثر عليها .
أنتبهت لتوها بأنه قد نهض ليعود بعد دقائق حاملا كوبان من القهوة أعطاها أحدهما فنظرت لكوبها بشرود فقاطعها بقوله البسيط 
_ اللى معاكى برد .
تنهدت بيتأس لتأخذ منه الكوب بإستسلام فأخذ الآخر ليعاود الجلوس فى الكرسى المقابل .
نقلت ميساء نظراتها الخاوية منه إلى الشارع الظاهر من الزجاج المجاور لها .
تحدث مؤيد بهدوء وهو يحتسى قهوته 
_ عاملة إيه 
توقع بأنها لن تجيبه ولكن لدهشته قالت بهدوء لامبالى 
_ كويسة .
فقط ! أخذ عدة أنفاس بطيئة ليقول بهدوء 
_ ميساء .. لينا أمل فى أننا نرجع لبعض 
إلتفتت وقتها له لتقول بشراسة تعجبها 
_ طبعا هيكون عندنا أمل وسمر وممكن عمار .. لو جاى علشان تسألنى السؤال ده يبقا تمشى أحسن يا مؤيد .. 
زفر مؤيد بحنق ليعاود سؤالها 
_ ليه يا ميساء ... ليه مش عوزانا نرجع لبعض أنت بيا وأنا ليك .... ف ليه
 

تم نسخ الرابط