بائعة الرمان

موقع أيام نيوز


كانت مبحرة او الباخرة مازالت متوقفة في الساحل الجنوبي تتغذى هي وابنتها على الخبز اليابس المركون في اكياس
من الخيشة ربما كانت مأونة لبعض البحارة. التي تغمسها مارتا في الماء لكي تتبلل وتلين بعدها فيستصاغ طعمها قليلا وتسد منه جوعها هي وفيولا. ولولا تلك الاكياس من الخبز التي إكتشفتها فيولا مركونة في زاوية القبو مع برميلين كبيرين من ماء الشرب. فلولاهما لما ماټتا من الجوع والعطش لامحالة.

منذ 48 ساعة تقريبا لم تذق مارتا طعم النوم ولا الراحة النفسية ولا الجسدية و في لحظة غفوة منها وهي جالسة مع فيولا في حجرها متكئة على الحائط الخشبي إذ بشخص ما قادم نحو القبو وعلى إثر حس اقدامه فزعت مارتا من غفوتها فحاولت حينها ان تختبىء ولكن قواها خانتها فلم تستطع حتى النهوض من مكانها بل إنحنت جسدها على إبنتها
مستسلمة كليا لما ينتظرها إما مۏتا او حياة بعدها فاغمضت عينيها. وإذ برجل يدخل عليها كان شخصا كبير السن نوعا ما. ذوا لحية بيضاء وشعر مختلط بين الابيض والاسود. فراح يجول في القبو بعينية يمينا ويسارا حتى سقطت انظاره على المراة الجالسة في الزاوية..
فدهش من المنظر واتجه نحوها. ثم ثنا ركبتيه ليتمعن جيدا في الكائن الذي امامه هل هو حقيقي ام هو مجرد تمثال فقط.. ففوجىء الرجل بالفتاة الصغيرة التي في حجر المرأة تأخذ بلحيته وهي تضحك معه. هنا فتحت مارتا عينيها فاطلقت صړخة ثم كتمتها في حينها وهي تضغط على فيولا التي في حجرها وتعيد جسدها للخلف ودت لو ان الحائط
الخشبي للسفينة ينشق ويخبأها داخله بعيدا عن اعين الرجل في تلك اللحظة.. ولكن الرجل وقف من جديد وطلب منها ان لاتخاف ولاتهلع البتة. واخبرها انه مسالم ولايود إزعاجها او تأذيتها ثم حمل عليها الصغيرة ومد لها يدها كي يساعدها على الوقوف..
وبعد ثواني من نظرات الخۏف المتوجهة من مارتا نحو الرجل إذ اخيرا مدت يدها له لكي يسندها على الوقوف التي وقفت بصعوبة كانها هرمت واصبحت عجوزا في اليومين الفارطين فقط. ثم اخذت منه فيولا فهي لم تطمئن بعد للرجل. وتقدمت بخطوات ضئيلة كادت ان تسقط على وجهها مرارا وتكرارا. حتى صعدت السلالم وخرجت من القبو
الشبه المظلم لولا الفانوس الذي كان ينير عتمته.. ثم اخيرا هي تحت السماء وجه لوجه وبين الهواء العليل الذي يدخل غياشيمها ويخرج القذارة التي كانت تتنفسها في الاسفل والتي. اغلبها كانت تشبه الرائحة الكريهة للسردين بعد تعفنه..
نظرت مارتا هنا وهناك على سطح الباخرة تبحث عن القټلى الكثر والډماء التي كانت كالسيل العرم.. فلم تجد حينها شيئا وكأنها في حلم.. السطح اصبح نظيفا جدا يعكس لمعان شعاع الشمس ولا قطرة دماء تظهر على خشبه.
هنا تدخل الرجل معها وسألها إن كانت تبحث عن المۏتى الذين كانوا هنا من قبل
يتبع
بائعة الرمان. 4.
عندما سأل الشيخ مارتا إن كانت تبحث عن شخص محدد من بين المۏتى الذين قتلوا على سطح الباخرة قبل يومين إرتعش جسدها فجأة خوفا من الرجل وابتعدت اكثر عنه ظنا منها انه ممن كانوا حاضرين المجزرة او مساعدهم بالاحرى بأي شتى من وسائلهم القڈرة في فن الټعذيب والقتل.
فشعر الرجل بالخۏف الذي إنتاب المرأة ثانية نحوه فطمنها وقال لها انه ليس له علاقة بذلكم الناس الذين قتلوا. وإنما هو مجرد تاجر يشتري البواخر والقوارب التي بها عطب ما. يصلحها ويرممها ويحاول ان ينظفها ويقوم بوضع الطلاء عليها ليجعلها جديدة نوعا ما ثم يبيعها في السوق من جديد..
وقال لها ايضا. أن ارادت ان تسأله كيف علم بالمۏتى الذين بالطبع قتلوا على السطح الذي تقف عليه مارتا الان
اجابها انه ببساطة هو من بين التجار الذين اصبحوا يعرفون جيدا عن هذا الامر الذي شاع ولم يعد مستترا مابين الناس مما يحدث في عرض البحر وضواحيه. فهناك لصوص الحړب. لصوص ينتهزون الحروب التي تقيم على بعض الدول
ليصبحوا فيها مجرمين لاحدود لهم من الإجرام..متمكنين ينتهكون حرمة الناس ويسرقون اموالهم وإن ارادوا ان يقضوا على ارواحهم يفعلون ذلك دون اي رادع يردعهم . فهم يعلمون جيدا ان البلد الذي تقام فيه الحړب

لاحكم ولا سلطة عليه و على شعبها
 

تم نسخ الرابط