ابي

موقع أيام نيوز

نوفيلا
الفصل الأول 
............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 
قصتنا قصة حقيقية ليعتبر كل أب أنعم الله عليه ببنت .
فعليه أن يكرمها ولا يهنها ولا يزوجها إلا لمؤتمن يحافظ عليها وان حدث خلاف بينها وبين زوجها وعادت إلى أبيها فليحسن الأستماع إليها ولا يرجعها الا زوجها إلا برضاها وليس رغما عنها .

وإلا ستعود إليه مرة أخرى ولكن بكفن ليدفنها بيده كما دفعها لزوج لا يعرف عن الرحمة شىء وكأنها عار أراد أن يتخلص منها أو سلعة أراد بيعها كما حدث لبطلة قصتنا .
تعالوا نتعرف سويا فى بادىء الأمر على شخصيات القصة .
الأب حسين رجل على المعاش يبلغ من العمر خمسة وستون عاما .
الأم كريمة سيدة بلغت من العمر ثلاثة وخمسون عاما .
لديهم إبنتان .
داليا الإبنة الكبرى ....فى السنة الثالثة من كلية الآداب .
دنيا الإبنة الصغرى ....فى الثانوية العامة.
تمتعت كلا من داليا ودنيا بجمال أخاذ بجانب أخلاق عالية مما كان سبب فى تهافت العرسان إليهن .
ولكن والدهم كان له شرط منفر على كل متقدم لهن ألا وهو عدم مشاركته فى متطلبات الزواج وعليه هو أن يتحمل كل شىء .
وكان قوله لكل متقدم عايزها خدها بشنطة هدومها انا مش بجهز ولا هدفع مليم واحد كفاية انى ربيت وكبرت وعلمت كمان هدفع ډم قلبى عشان يجوزوا .
وأدى هذا الشرط القاسى إلى فرار من تقدم لهن فمن يستطيع الأن من شبابنا فى ظل تلك الظروف الاقتصادية أن يتحمل هو كل شىء .
فعاتبت كريمة زوجها بقولها ...حرام عليك يا راجل كده بناتك هتعنس عشان مش عايز تجهزهم .
ليه كده ما انت معاك على قلبك قد كده !
ليه عايز تقل ببناتك قدام الناس 
ده حتى لو جه واحد مقتدر وأخد وحدة منهم وفعلا شال الجمل بما حمل .
هيجى بعد الجواز يذلها ويقولها أنت كنتى رخيصة عند أهلك و باعوك عشان يخلصوا منك وانا أشتريتك بالفلوس .
فيدوس على كرامتها ويعمل ما بداله فيها طالما فعلا بعناها ومعززنهاش يا حسين .
فزفر حسين بضيق ...بس بس متهوليش الأمور وحتى لو قال يعنى هو الكلام بيلزق .
أهو تسمع من هنا وتطلع من الناحية التانية .
وتعيش زى كل الستات اللى عايشة وصابرة عشان بيتها.
ويعنى انا مش عارف أعمل ايه هربى واعلم وكمان أدفع عشان يجوزوا أستفدت ايه انا من خلفة البنات دول هم .
إمتى بس هيجى اللى يشلهم خلينا نخلص من مصاريفهم وهمهم .
ومش لو كنتى جبتيلى ولد كان زمانه شال إسمى واشتغل وصرف علينا وخفف عنى شوية .
مش زى بناتك عايزين يكلوا ويشربوا ويتعلموا وأجوزهم كمان لا كده كتير وياريت هاخد من وراهم حاجة ..
وضعت كريمة يدها على وجهها بحزن واستغفرت ....استغفر الله العظيم ده انت راجل معندكش نخوة وبخيل منك لله . هتضيع البنات دول نعمة من ربنا بس مش حاسس بيهم .
فانفعل حسين ووقف ورفع يده عليها مردفا پغضب ...هتردى عليه يا كريمة والله بقا ليكى صوت وبتكلمى وبتغلطى كمان .
ثم جذبها من شعرها مردفا ...عارفة لوصوتك على تانى عليه هعمل فيكى ايه 
هرميكى فى الشارع أنت وبناتك وابقى أكليهم وشربيهم أنت وجوزيهم .
فأحسلك تحطى لسانك فى بوقك والا مش هيحصل طيب أنت فاهمة .
فبكت كريمة ورفعت عينيها للسماء مردفة ...حسبى الله ونعم الوكيل فوضت أمرى ليك يارب .
......
سمعت داليا حديث والدتها مع والدها ومع فعله معها من ضړب وإهانة وودت لو خرجت إليها لتدافع عنها وتحميها منه ولكنها كانت دوما تخاف المواجهة مع والدها وتخشى بطشه .
اشفقت دنيا على اختها عندما رأتها تبكى فقامت وربتت على كتفها بحنو مردفة ....وبعدين يا داليا هى أول مرة يا بنتى .
إحنا من أول ما وعينا على الدنيا وهما بيتخانقوا وأبونا بيمد أيده عليها .
داليا ..بس امى صعبانة عليه اوى وهى متحملة كل ده عشانه على فكرة .
دنيا ...ياريتها ما استحملت هى أمى اصلا ضعيفة يمكن لو كانت وقفت قدامه من زمانه ومكنتش ضعيفة مكنش قدر يعمل فيها كده .
داليا ...الراجل مش بيسمح للست تقف قصاده ولو عملتها بيطلقها ويرميها فى الشارع .
دنيا بجدية ..فى داهية والله الراجل الناقص اللى زى ده .
عشان كده الست مننا لازم تكمل تعليمها وتشتغل عشان لو اتجوزت راجل ناقص كده متخفش تتطلق وتبدء حياة جديدة مع نفسها وتشتغل وتصرف بفلوسها ومحدش يكسر عينها زى ما أمى مکسورة عشان مش متعلمة ولا تعرف تشتغل حاجة .
عشان كده انا عمرى ما هفكر فى الجواز لغاية ما أخلص تعليمى واخد شهادتى وأشتغل .
داليا ...لا انا لو جالى واحد النهاردة ووافق على شرط ابويا هجوزه النهاردة قبل بكرة عشان أخلص من چحيم ابويا ده اللى معيشنا فيه كل يوم .
دنيا ...أنت طيبة اوى يا داليا وايش عرفك أنه هيكون كويس مش ممكن يطلع عينك ويكون أشد من بابا كمان
.
داليا ...لا انا واثقة
تم نسخ الرابط