عبق الماضي
المحتويات
الحاج هياخد الموضوع بالحساسية دي
أومأ له الحاج محمد دلالة علي تصديقه و تحدث إليه بهدوء مصدقك طبعا يا إبني و انا هطلع حالا أقول لأبوك الكلام ده و إن شاء الله يهدي و يوافق
شكرة حسن بعيناه و بالفعل خرج محمد و عبدالرحمن و أحمد ليلحقوا بصلاح محاولين تهدئته وإقناعه بالموافقة
أما عزيزة التي إقتربت من نجلها و ربتت علي كتفه و تحدثت إليه بإستعطاف إعقل يا أبني و إسمع كلام أبوك أبوك أكتر واحد في الدنيا دي هيخايف عليك و هو أدري الناس بمصلحتك
تحدثت إليه ثريا و هي تربت علي كتفه بحنان في محاولة منها ببث الطمأنينة داخل روحه إطلع يا حبيبي إرتاح في أوضتك الوقت و لما بابا يهدي نبقا نقعد تاني و نتكلم !!
و أخيرا تحدث إليه عز مؤكدا علي حديث معشوقته إسمع كلام ثريا و إطلع علي أوضتك الوقت يا حسن
و أكمل مفسرا عمي حاليا متعصب جدا و مش هيسمع منك و لا من غيرك سيبه لما يهدي خالص و أنا متأكد إن أبويا إن شاء الله هيقدر يقنعه
بعد صعوده للأعلي وجهت عزيزة إلي ثريا نظرات يملؤها اللوم و العتاب و أردفت قائلة بنبرة ملامه كله منك إنت يا ست ثريا أكيد قال لك عليها لما خدك و طلعتوا علي السطوح إمبارح و مش بعيد تكوني إنت اللي شجعتيه عشان يكلم ابوكي و يتمسك بيها بالشكل ده
تحدثت منيرة بتذكر واضعه كف يدها فوق مقدمة رأسها بتفكر و كأنها إستفاقت علي حالها و وجدت ضالتها برافوا عليكي يا عزيزة كانت تايهه عننا فين دي بس
نظر إليها عز بملامح وجه منكمشه مما يدل علي إشمئزازة و عدم تقبل الحديث بهذة النقطة
و تحدث بإستهجان أيه يا أمي الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده سحر أيه و كلام فارغ أيه حد بردوا يصدق في التخاريف دي
ردت عليه زوجة عمه عزيزة بتشكيك و ليه لاء يا عز السحر يا أبني مذكور في القرأن مش يمكن يكون كلام منيرة صح
وجهت ثريا الحديث إليهما بنبرة رافضة سحر أيه بس اللي بتتكلموا عنه يا جماعة حسن أخويا بيحب البنت بجد و بعدين ده شافها صدفة و من أول يوم ربنا زرع حبها في قلبه لحقت سحرت له فين و أمتي بقا
أنهي عز هذه المسرحية الهزلية و هدأ الجميع
ثم وجهت ثريا بصرها إلي عز و نظرت إليه بعيون
شاكرة ممتنه لوقوفه الدائم و مساندته لها و لشقيقها إبتسم لها بهدوء و تفرق الجمع كل إلي وجهته
عصر اليوم التالي
و بالتحديد داخل غرفة حسن الذي لم يغادرها بتاتا منذ حدوث ذلك الإشتباك العڼيف كان جالسا فوق تخته ينظر إلي سقف الغرفة بشرود و ضيق مما حدث أمسك قرص الهاتف الأرضي و رفع عنه السماعة و بدأ بلف القرص علي الأرقام التي يحتفظ بها داخل ذاكرته كي يحادث ساحرته و خاطفة قلبه من خلال هاتف البزار التي تعمل به حتي يطمئن عليها و يستمع إلي صوتها الحنون كي يعطيه بعض الدفئ لروحه التي إجتاحتها برودة التخلي و خيبات الخزلان الذي تعرض لها علي يد الجميع و بالاخص والده القاسې الذي لم يشعر للحظة بأنين روحه التي تعاني العشق
وبلحظة إستمع إلي طرقات خفيفة فوق الباب سمح للطارق بالدخول فوجئ بدلوف والدته و هي تحمل بين يديها حاملا موضوع فوقه بعض المعجنات
متابعة القراءة