عبق الماضي

موقع أيام نيوز

يحرسه و يكمله بعقلة و يخلية لأولادة من يومة و هو محترم و من صغره و هو راجل يعتمد علية
كان دياب يستمع إلي حديث زوجتة و هو يومئ لها برأسه ب موافقة فحقا صدق حديثها
ثم نظر إلي والدته التي تستند ب فكها علي عكازها الخشبي و هي تنظر إلي الأمام ب شرود تام و تساءل هو حائرا في أمرها ٠٠٠ ساكته ليه يا اما ما تقولي لي هنعمل أيه و نتصرف إزاي في الورطة السودة اللي إحنا وقعنا فيها دي
أخرجت والدته تنهيدة طويلة تنم عن مدي حزنها وألمها الذي سكن قلبها العجوز و نظرت إلي ولدها ب هدوء ثم أجابته بنبرة يملؤها اليقين بالله و حكمة لم تأتها أبدا من فراغ ف كل تجعيدة من تجاعيد وجهها و كفيها تعني الكثير و الكثير من تعلم السنين لها ٠٠٠ سيبها علي الله يا ولدي و هو سبحانه و تعالي كفيل ب تدبيرها و حلها
و أكملت و هي تتبادل النظر بينها و بين الجميع و تفرق عليهم نظراتها المطمئنة ل تهدئ من روعهم الذي أصاب جميعهم جراء ذلك الحديث المؤسف ٠٠٠و علي رأي المثل تبات ڼار تصبح رماد لها رب يعدلها
نظرت بسمة إلي جدتها بوهن و القلق يسيطر علي كيانها ب الكامل ف أبتسمت لها الجدة و فتحت لها أحضانها الدافئة كي تستدعيها إليها و كأن الجدة تعلم إلي مدي حاجة صغيرة نجلها الشديدة إلي ذاك الحضن الدافئ ل تشعر داخله بالأمان المفتقد و ما كان من بسمه إلا الطاعة العمياء و الإسراع في الإرتماء داخل أحضان جدتها مطمئنة حالها بحصنها الحصين و تنفست عاليا و قلبها مازال محملا ب الهموم 
وصل حسن إلي محطة القطار ثم هاتف صديقه أشرف من الهاتف الارضي المتواجد داخل المحطة و أبلغه ب أن يقوم علي الفور ب حجز غرفه له داخل أوتيل مناسب و ذلك كي يستقر بها طيلة إقامته الثماني أيام الباقيه من إجازته
ثم ودع عز الذي إحتضنه و أردف ناصحا إياه ب إخوة و نبرة حنون ٠٠٠ خلي بالك من نفسك كويس يا حسن و ما تقلقش إن شاء الله سحابة صيف و هتعدي و بعدها الشمس تطلع و الدنيا كلها هتنور
أخذ نفس عميق ثم زفرة بضيق مما يدل علي ثقل قلبه المحمل بالهموم و أردف قائلا ب نبرة يسكنها الأسي ٠٠٠ إن شاء الله يا سيادة العقيد إن

شاء الله
تركه و تحرك ب إتجاهه إلي القطار الذي أقله و أوصلة إلي محطة مصر ب القاهرة الكبري و ما أن تدلي من القطار حتي وجد أشرف ينتظره و قام ب إستقباله ب حفاوة ثم توجه معه إلي الأوتيل صعد إلي الأعلي وضع حقيبته و أفرغ محتوياتها داخل الخزانة و أبدل ثيابه علي عجل ثم نزل إلي أشرف من جديد و جلسا بداخل الكافيتريا الخاصة ب الأوتيل 
بعد مدة من الوقت كان قد قص فيها حسن علي مسامع صديقه ما دار بينه و بين عائلته من مناوشات و خلافات وصلت إلي شبه طرده من منزل العائلة 
تنهد أشرف ب ضيق و تحدث بنبرة ملامة ب ملامح وجه عابس و ذلك لأجل صديقه الحزين ٠٠٠ و إنت أيه بس اللي خلاك قلت لأهلك إنك روحت طلبت البنت من أهلها يا حسن ما أنت عارف أبوك و تفكيرة القديم و دماغه الناشفه !!
أجابه حسن بإقتضاب و يأس تملك من نبرة صوته ٠٠٠ أهو اللي حصل بقا يا أشرف و بعدين أنا ما قلتش كده غير لما لقيت أبويا رافض الموضوع بشكل نهائي قلت ل نفسي لما يعرف مش هيرضا لي إني أظهر قدام الراجل الغريب مش قد كلمتي و هيراجع نفسه و أكيد هيوافق
أجابه أشرف بنبرة ساخرة ٠٠٠ و أهو قفلها لك زي الدومنا يا هندسه تقدر تقولي الوقت هتعمل أيه مع أهل بسمة و هتقول لهم أية 
زفر بحدة و ضيق و أرجع شعر رأسه ب يده بقوة في حركة تدل علي مدي عصبيته قائلا بنبرة يائسة ٠٠٠ مش عارف يا أشرف حاسس إن دماغي وقفت مرة واحدة عن التفكير 
ثم أكمل بنبرة حائرة ٠٠٠ بس اللي أنا متأكد منه هو إني مش هسيب بسمه تضيع من بين إديا تحت أي ظروف و في نفس الوقت مش هغضب أبويا و أروح أتجوز من غير رضاه و حضوره هو و باقي العيلة
و هتحلها إزاي المعضله دي بقا يا بطل كان هذا سؤال وجهه له أشرف مطالبا إياه بالتفسير
وضع حسن كف يده علي وجهه و فركه بتعب و إرهاق و أردف قائلا بنبرة يملؤها اليقين بالله ٠٠٠ إن شاء الله ربنا هو اللي هيحلها من عنده يا أشرف
تنفس أشرف عاليا ثم زفر بشدة ل يخرج ذاك الهم الذي أصابه جراء ألم صديقه
تم نسخ الرابط