عبق الماضي
المحتويات
حديثه الذي نزل علي قلبها ككأس من شراب الليمون البارد في يوم صيفي حار فأنعشه و رواه
ضلا يتحركان و يتحدثان لوقت لم يعلموا مداه من شدة سعادتهما و آندماجهما بالحديث المحبب لكلاهما
في اليوم التالي
ذهب حسن إلي منزل إبتسام و جلس بصحبة الجميع إلا من دياب الذي كان مسافرا إلي مدينة الاقصر ليقضي واجب عزاء في والد أحد أصدقائة
نظرت إليه الجده بعيون ثاقبه كاشفه لكل ما بداخلة بسلاسة و تحدثت بحكمة و خبرة إكتسبتهما عبر الزمن ٠٠٠ إسمع يا أبني الكلمتين دول زين و حطهم حلقة في ودانك إنت لما جيت من الباب و طلبت يد بتنا إحنا إحترمناك و شفناك راجل محترم و إبن ناس زرعوا فيك الأصول و التربية الزينه
ثم أردفت لتكمل بحديث ذات معني ٠٠٠ ليه عايز تغير الصورة الحلوة اللي خدناها عنك يا آبن الناس
إبتلع لعابه و تحدث مستفهما و الړعب يتسلل لداخله خشية أن تكون الجده إكتشفت أمر حديثه ٠٠٠ تقصدي أيه بكلامك ده يا جدتي
فأكملت بذكاء ٠٠٠ روح يا ولدي لحال سبيلك و سيبنا في حالنا إحنا ناس غلابه و مش قدكم و لا من توبكم يا أبن الأكابر
نظر لها بيأس و عيون مټألمة ثم نظر إلي بسمه التي هبطت دموعها و نظرت مستعطفه جدتها التي اردفت قائلة بشموخ و عزة نفس ٠٠٠ بتنا غاليه و غاليه قوي كمان و لازمن اللي يطلبها يكون عارف قيمتها زين
أجابته بشموخ و غزة نفس ٠٠٠ أنا اللي برجوك يا ولدي تسيبنا في حالنا و تخلينا نحفظ كرامتنا و عزة نفسنا اللي محلتناش غيرهم
ثم نظرت إلي إبتسام التي شهقت بصوت مسموع و أردفت الجده قائلة بنبرة جامدة ٠٠٠ إنسانا يا أبني و عيش حياتك بعيد عنينا إعتبر حالك مشفتناش و ممرناش علي بالك من الأساس
و تعمقت بالنظر داخل عيناه قائلة برجاء بعدما رأت الإعتراض بعيناة ٠٠٠ و حق العيش و الملح اللي كلناه سوا لتوعدني إنك مش هتحاول تقرب تاني من إبتسام
إتسعت عيناه بذهول و كاد أن يتحدث معترض قاطعته الجده بصرامه و رجاء ٠٠٠ إوعدني يا ولدي
ثم من جديد حول بصره إلي الجده المنتظرة الرد و أردف قائلا برجوله ٠٠٠ أوعدك إني مش هعترض طريق إبتسام تاني بس أنا كمان عاوز منك وعد يا جدتي
ضيقت عيناها بإستغراب و أنتظرت باقي حديثه بترقب و أكمل هو ٠٠٠ أنا عاوزك توعديني إن إبتسام مش هتكون لحد غيري و من هنا لحد ما أجيب أهلي لحد باب بيتك يطلبوا إيد بنتكم حسب الشرع إبتسام هتبقا ليا علي حسب الوعد اللي حضرتك إدتهولي قبل كده إنت و عمي دياب
أغمضت الجدة عيناها بإستسلام و أردفت قائلة بيقين ٠٠٠ اللي فيه الخير يقدمه ربنا و اللي من نصيبك لابد يصيبك يا ولدي
وقف مستأذنا من الجده و سعاد الصامته پألم لأجل صغيرتها و تحرك هو بقلب ېنزف ډم علي فراق غاليته و صوت يقين داخله يحدثه و يطمئنة بأن لا يقلق و بأن بسمته ستبقي علي شفتاه هو و فقط
بعد مرور يومان علي ما حدث كان ناجي يتواجد داخل مخزن سري في ضواحي أسوان بعيدا عن الأعين و المارة يمتلكه مجدي حمدان رجل الأعمال المشبوة و مالك شركة الإستيراد و التصدير الذي يختبأ داخل عباءة رجل الأعمال و الذي يتخذ من شركته ستارا ليستعملها في شحن الأثار و تهريبها خارج البلاد و ذلك بعد دفع أموالا طائلة لبعض الموظفين المرتشين بائعي ضمائرهم للشيطان و الذين يعملون بالميناء
كان ناجي يقف ممسك بإحدي القطع الأثرية النادرة و قربها من أعين مجدي و تحدث بإنتشاء و سعادة ٠٠٠ إتفرج يا باشا و ملي عينك بجمال
متابعة القراءة