عبق الماضي

موقع أيام نيوز

غير نقاش يا منال و كمان عوزاكي تجيبي له طفل تاني
جحظت أعين منال و تحدثت بإستنكار و نبرة معترضة ٠٠٠ قصدك طفل رابع يا ماما
ثم ضيقت عيناها بإستغراب وأسترسلت حديثها بتساؤل ٠٠٠ و بعدين أية اللي حصل فجأة كده و خلاكي تغيري مبدأك و تحولي كلامك بالشكل الغريب ده !
إنت مش طول عمرك بتقولي لي إتقلي علي جوزك و بلاش تدلقي عليه و تظهري له حبك علشان مياخدش مقلب في نفسه و يتغر و يتقل عليكي يا منال 
أجابتها مجيدة بذكاء و دهاء ٠٠٠ الوضع هيبدأ يتغير يا منال و عرشك في مملكة عز المغربي أصبح في خطړ
و أكملت مفسرت لها مغزي حديثها السابق ٠٠٠ أحمد سلفك خلاص بقا علي وشك المۏت و كل يوم المۏت بيقرب منه أكتر و أكيد حماكي مش هيسيب بنت أخوة اللي لسه في عز شبابها تقعد أرملة كدة و تكمل باقي حياتها لوحدها ده غير ولاد إبنه اللي هيحتاج يطمن عليهم قبل ما ېموت هو كمان و بالتأكيد هيفكر يجوزها لحد من أولاده
و أكملت پحقد ٠٠٠ و طبعا لأنها مدللة العيلة و بنتهم الوحيدة هيختارو لها أحسن و أقوي واحد من ولادهم علشان يقدر يحمي الولاد و يربيهم كويس 
و أكملت بإحباط ٠٠٠ و زي ما أنت عارفة عبدالرحمن سلفك طول عمرة ضعيف الشخصية و سلبي وزمش حمل مسؤليه
و أكملت و هي تنظر داخل عيناها بتأكيد ٠٠٠ يبقا العيون كلها هتبقا علي سيادة العقيد الراجل القوي حامي الحمي لأهله
إرتعبت منال و شحبت ملامح وجهها و حولت بصرها سريع إلي عز الجالس بجانب أبية يتحدثان بملامح حزينة و هذا أصبح الطبيعي لدي جميع العائلة بعدما علموا بمرض عزيز أعينهم و غاليهم
تساءلت منال بإرتياب ٠٠٠ تفتكري يا ماما إنهم ممكن فعلا يفكروا في كده 
أجابتها مجيدة بيقين و تأكيد ٠٠٠ أنا متأكدة إنهم مش هيفكروا غير كده و لو مكنوش هيفكروا في ده علشان خاطر خوفهم علي بنتهم و ولاد إبنهم يبقا هيفكروا علشان الورث الكبير اللي هيورثوة أولاد أحمد بعد ما حماكي قرر يخالف شرع ربنا و يكتب لهم نصيب أحمد كامل علي حسب كلامك اللي بلغتهولي و ده طبعا غير اللي ثريا نفسها هتورثه من الحاج صلاح
و أكملت بتذكير لإبنتها ٠٠٠ إنت ناسية إن أهل جوزك من أغني أغنياء إسكندرية ده كفاية بس الأراضي و جناين الفواكة اللي بيملكوها
و أكملت بتساؤل ٠٠٠ تفتكري يا منال بعد كل اللي قولتهولك ده أهل جوزك هيترددوا لحظة واحدة من إنهم يجبروا عز علي جوازة من أرملة أخوة 
و طبعا لأن جوزك عامل لي فيها حامي الحما هيوافق مرغم علشان يحافظ علي الأولاد
إرتعبت منال و ظهر الهلع فوق ملامحها و أمسكت كف يد والدتها و تحدثت إليها بإستعطاف ٠٠٠ و العمل أية يا ماما أنا ممكن أموت فيها لو ده حصل و عز لمس ست غيري
ربتت مجيدة فوق كف يدها و أردفت بإبتسامة مطمأنة إياها ٠٠٠ إهدي يا منال أنا مش عوزاكي تخافي طول ما أنا و بباكي جنبك بس أهم حاجه تسمعي كلامي و تنفذية بالحرف الواحد و أهم حاجة لازم تعمليها و فورا هي إنك تشيلي الوسيلة و تحملي و ياسلام لو الحظ كان حليفك و جيبتي لهم ولد ثالث
و أكملت مبتسمة بإستهزاء ٠٠٠ ما أنت عارفه إن الفلاحين مفيش حاجة بتسعدهم و بتعزز مكانة الست عندهم قد خلفة الصبيان
إبتسمت لوالدتها و أماءت بموافقة و شعرت بالإطمأنان و نظرت أمامها في ثبات تنظر بكبرياء للحضور كعادتها
كانت تقف أمام المشعل داخل المطبخ تبكي بمرارة علي حال زوجها و ما أوي إليه و هي تصنع لحبيبها الطعام الخاص به و بها أيضا فمنذ أن إشتد علية المړض و أمتنع من تناول معظم الأكلات إلا من البسيط منها و هي تشاركه وجباتة كي لا يشعر بالحرمان و الملل و السخط
و من حيث الجانب النفسي كان هذا عقابها التي أختارتة لنفسها علي تقصيرها الغير مقصود الذي سيكلفهم هي و معشوقها و غواليهم الثلاثة ثمن باهظ ألا و هو فقدان حياة معشوقها و متيم عيناها ستخسره للأبد هي و غواليها اللذين سيصبحون بدون سند بدون حماية بدون حنان بدون أب و هم في بداية عمر الزهور
جففت دموعها بكفيها و نظرت للأعلي تطلب من الله سبحانه و تعالي أن يمدها بالصبر كي تتحمل ما هي عليه 
رصت أواني طعامهما فوق الصنية المخصصة بعناية و أهتمام ثم أخذت نفس عميق و زفرته بهدوء في محاوله منها بتهدئة حالها ثم حملت الصنية بين يديها و تحركت بها إلي خارج المطبخ 
وجدته يجلس بجانب يسرا و رائف و يحمل بين ساعدية صغيرته نرمين التي بالكاد أكملت شهرها السابع كان يزيدها من قبلاته التي يتيقن أنها ستحرم منها و للأبد في القريب
تم نسخ الرابط