رواية كاملة رائعة
المحتويات
وضعت يدها علي سترته و هي تلطخ يدها بالدقيق و الشوكولاته و وضعتها على وجهه..
عشان تحرم توسخ الدنيا تاني كدة انت و بنتك.. البس بقا!!
ابتعدت عنه لتضحك هند بشدة على مظهره ابتسم هو ابتسامة صفراء و انزل هند أرضا و اتجه نحو ليلي التي دخلت المطبخ..
كانت مولية ظهرها له فاقترب منها ببطء حتى لا تشعر به و سكب إناء اللبن عليها..
يع يا فارس يع..
لبن!!
ضحك هو على مظهرها و هي تكاد تبكي مثل الأطفال و تدبدب بقدميها أرضا..
سمع صوت دقات الباب قالت
دة مازن.. انا هروح افتح!!
اتجهت نحو الباب بهذا المظهر و فتحته لتجد مازن و بجانبه نور و هي تحمل طفلة لم تتعدى عامها الثالث
نظرت له بدهشة.. هو أخبرها انه سيأتي وحده للجلوس مع فارس
انتي هتفضل متنحة كدة كتير.. و بعدين انتي عاملة كدة لية!
قالتها نور بتساؤل.. فكادت ليلي أن ترد لكن صوت فارس سبقها حينما قال
يلا يا ليلى كل دة بتفتحي الباب!!
نظرت لها نور بدهشة و قالت
مين اللي معاكي دة يا ليلى.. اوعي كدة!!
ازاحتها نور لتدلف بينما هتف مازن بها قائلا
اصبري يا نور عشان افهمك!!
فارس.. ازاي يعني!
جذبها مازن قائلا...
قولتلك اصبري هفهمك..
______________________________________
تململت في الفراش و هي تشعر به ينهض ليحرمها من الدافئة..
فتحت عينيها ببطء و هي تراه يرتدي ملابسه ليغادر الحجرة كعادته في الآونة الأخيرة.. يأتي ليقضي معها الليل كأي عاهرة و في الصباح يتركها و يذهب للجلوس مع ريم!!
نظر لها بلا مبالاة و لم يجيبها فبكت هي پقهر و قالت
انت مش جايب واحدة من الشارع يا يوسف تقضي معاها وقت لطيف انا مراتك دة انت ناقص ترميلي فلوس في وشي و تخرج!!
هنا بلاش نكد على الصبح..
لفت جسدها بالغطاء و هي تقول
نكد!... انا كدة نكد يا يوسف خلاص طلقني و سيبني في حالي ارجع لشغلي و حياتي و انت عيش مع مراتك التانية في سعادة يا يوسف!!
لم يترك لها فرصة الاعتراض و تركها و خرج لتبكي و هي تقول
انا رخيصة.. انا استاهل كل اللي بيحصل دة.. ارحمني يا رب بقى و خلصني من اللي انا فيه دة!!
دلفت منيرة و هي تري حالتها البائسة تلك.. اقتربت منها و هي تجلس على الفراش بجانبها قائلة
ايوة.. بيعاملني على اني واحدة رخيصة جايبها من الشارع انا تعبت يا منيرة.. و لا هو عايز يطلقني و يخصني من العڈاب دة.. و لا عايز ينسى اللي فات و يبدأ معايا صفحة جديدة..
اسمعيني زين يا هنا متخليهوش يجرب منك تاني!
ازاي يعني انتي عارفة يوسف ممكن يتجنن عليا!!
لا صدجيني هو هيتعصب شوي بس مش هيجربلك الا برضاكي.. و ساعتها بجا انتي لازم تتجننيه كيف ما بتجولو في مصر.. شوج و لا تدوج..
و انا كدة هستفاد اية !
هتعرفيه جيمتك.. هتخليه يرمح وراكيأجولك على حاجة بس تبجي سر بيناتنا!!
قولي..
هو ما جربش لريم.. و هي اللي جالتلي إكدة بيدخل عندها الصبح يجعد في البلكونة و يخرج يجعد معاكي بالليل.. عارفة معناته اية الكلام دية!!
آية!
أنه اتجوزها عشان يجهرك كيف ما جهرتيه بس هو عاشجك انتي بس.. و مش رايد حد غيرك و انتي بجا لازم تسيطري عليه و تخليه يرمح عليكي!!
صمتت هنا مفكرة في حديث منيرة.. لتردف الأخري
يلا اتصبحي إكدة و البسي خلاجاتك و انزلي عشان ناكلوا مع بعض!!
اعتلت الصدمة ملامح نور و هي تقول
يعني انتم كنتوا مخبيين عليا كل دة!
مش دة المهم دلوقتي يا نور.. المهم أن انتي و فارس و هند لازم تسافروا ليوسف النهاردة..
قالها مازن لترد نور
طيب فارس و هند عشان معرضين هنا للخطړ طيب انا لية!
تنهد مازن و هو ينظر إلى فارس الصامت و قال
في حاجات كتير هتوضح الايام الجاية يا نور.. بس اللي اقدر اقولهولك دلوقتي أن اللي بيحصلك مرتبط بنسبة كبيرة باللي بيحصل لفارس و ليلي!!
ضمت حاجبيها بعدم فهم و تساءلت
طيب و ليلي لية مش هتسافر معانا!
ليلي لو سافرت معاكم هيشكوا أن في حاجة غلط.. عشان كدة لازم هي تفضل هنا و تتواصل معاهم عشان توصلنا بيهم!
و انا مش هعرض حياة مراتي للخطړ يا مازن!
يا
فارس افهم ليلي هيتعين عليها حراسة من بعيد.. هي الوحيدة اللي هتقدر توصلنا ليهم.. و وجودك هنا مش هيفيد بحاجة بالعكس دة هيعقد الأمور أكتر صدقني ليلي هتبقي في أمان.. و انت و نور لازم تسافروا دلوقتي عشان الوقت اللي بيمر دة مش في صالحنا نهائي!
نظرت له ليلي نظرة مشجعة و قالت و هي تربت على يده
اسمع كلام مازن يا فارس.. انت لو اتعرف انك عايش هيقتلوك انت و هند إنما أنا هما محتاجيني و مش هيأذوني.. في الصعيد انت هتكون في أمان أكتر و انتي يا نور لازم تبعدي شوية عن اللي بيحصل دة و تروحي تشوفي هنا و تقفي جنبها!!
يلا يا فارس مفيش وقت قوم هات اللي انت محتاجه و يلا!!
نهض فارس و من خلفه ليلي لتجهز له ما سيحتاجه.. كان تائه هي قائلة
حبيبي اللي بيحصل دة كابوس و هينتهي و هنرجع لبعض تاني صدقني..
إليه بقوة و قال
خدي بالك من نفسك يا ليلى.. انا مليش غيرك انتي و هند في الدنيا دي!!
و لا انا ليا غيرك.. متخافش كل دة هينتهي و الله..
تم إعداد كل شيء و استعدوا للمغادرة
فارس انت عندك بلكونة بتبص على الشارع الخلفي صح!!
ايوة..
انت هتنط منها و انا هاخد نور و هند و هنلفلك بالعربية عشان انت مينفعش تخرج من الباب!
ليلي للمرة الأخيرة بقوة..
انحنت ليلي هند و هي تقول
دودو حبيبتي أنت هتسافري مع بابي و انا هاجي وراكم اسمعي كلام بابي عشان مزعلش منك!
أومأت لها الصغيرة بسعادة
هبطوا ليتبقي فارس معها.. اتجهوا نحو الشرفة.. و قبل أن يقفز فارس أحاط وجهها بكفيه و اقترب منها و هو يهمس لها
بحبك!
بشغف و كأنها المرة الأخيرة و هو لا يجد نقطة إرتواء.. أبعدته عنها برفق و قالت
يلا يا فارس الوقت مش في صالحنا.. يلا
نظر لها بحب ثم قفز إلى الشارع نظرا لعدم طول المسافة بين الشرفة و الأرض...
استقل السيارة مع مازن و انطلقوا نحو الصعيد..
انحني على ركبتيه ليقبل يد والدته و فاطمة خلفه تغمز لها بسعادة لنجاح خطتهما
سامحيني يا أمي.. انا غلطت و عارف كدة.. بس انتي لازم تسامحيني!!
ربتت على ظهره و هي تجعله ينهض و قالت
لو عايزيي اسامحك فعلا تنسى اللي فات و تخليك مع مراتك بس..
هو بحب قائلا
اعتبري اللي انتي بتقولي عليه حصل..
جلسوا على المائدة و هم يتناولون الطعام أعلن هاتف أحمد عن استقبال رسالة..
لم تنتبه فاطمة و زهرة لانشغالهم بالحديث..
فتح هو الرسالة و قرأها لتتغير تعابير وجهه كانت قادمة من تلك التي تدعي شاهي..
انا
متابعة القراءة