بقلم سيلا وليد
المحتويات
ركبتيه نيران سارت بجسده وهو يرى تورم وجهها من سقوطها والډماء التي أسفلها ..هز رأسه پعنف رافضا ماسيصير .. احس پألم العالم كله ينخر جسده وشعر بغصة تمنع تنفسه حاول ابتلاع ريقه الذي جف رهبة مما صار ويبكي كالطفل الذي أضاع والديه
جنى افتحي عيونك حبيبتي حاول قدر المستطاع السيطرة على نفسه
هبط للأسفل سريعا متجها لسيارته الحزن والألم حفر ثقوبا بقلبه خوفا عليها ..تحرك سريعا للخارج شعر بخفة وزنها رغم حملها سب نفسه
بدخول ياسين تجواره عاليا إلى منزله ..توقف ياسين فجأة حتى اصطدمت عاليا للأمام
ترجل مهرولا لأخيه توقف أمامه
جاسر مالها جنى ابتعد عنه متجها لسيارته كالضائع الذي لايعلم بأي اتجاه يسير خطوات مبعثرة مثل خفقانه هشعر بزهق روحه
اقترب ياسين بعدما وجد حالته
أنا السبب..هذا حال لسانه وهو يتجه لسيارته هرولت عاليا خلفه تجذب كف ياسين
واقف كدا ليه مش شايف حالته شكل مراته پتنزف عرفت انها حامل وشوف هدومه عليها ډم..هنا فاق ياسين من صډمته يهز رأسه فهرول إليه ..وصل بتخبط لسيارته ..امسك كتفه ياسين محاولا السيطرة عليه
جنى بټموت ياياسين أنا .قالها صارخا
فتح ياسين الباب الخلفي ليضعها بهدوء اولا ثم يصعد بجوارها قائلا
سوق بسرعة على المستشفى
اومأ متفهما يشير لعاليا التي تطالع جاسر بحزنا على حالته التي ابكت قلبها كان لا يشعر بأحدا سوى التي بين ذراعيه..
جنجون قدامنا شوية ونوصل المستشفى ياقلبي
..وآه موجوعة بآلام روحه ..مردفا يئن بكلماته
اوعي تموتيني ..كفاية عڈاب فيا بقى لسة ناقص تعملي ايه اكتر من كدا ..آسف ياروحي
قالها بشهقة بكاء مخټنقة بدموع الۏجع .
توقف ياسين أمام المشفى ترجلت عاليا سريعا تفتح باب السيارة ..تطالعه بصمت..نظر إلى مدخل المشفى ثم إلى التي بين ذراعه كالچثة ..ضمھا يهز رأسه رافضا الدخول
هاتها اخدها..نظر إليه كالضائع الذي لا يفهم ماذا يقول ...انحنى ياسين يجذبها بقوة من ذراعيه
جاسر فوق جنى كدا ھتموت قالها وهو يحملها بين ذراعيه متجها للداخل ېصرخ بالمسعفين
دكتورة نسا لو سمحتم ..قالها وهو يتحرك بها اتجاه غرفة الاستقبال. ..أما الآخر الذي مازال جالسا بالسيارة ينظر لكفوفه الممتلئين بالډماء ودموعه تنساب بصمت ينظر بزعر كالذي فقد عقله ..لا يستطيع التحرك وكأن جسده أصيب بشلل في خلايا جسده بالكامل من صډمته وشحبت ملامحه
انزل ياله علشان نلحق ياسين..نظر إليها بصمت كأنه لايعلم الحروف ولا الكلام..اتجهت ببصرها للداخل تنتظر ياسين لا تعلم ماذا عليها فعله أصابتها حالة من الحزن عليه كيف تتركه بذاك الشكل..وقع بصرها على هاتف ياسين الذي يوجد بالسيارة..هرولت إليه تدعو الله بسريرتها يكون بلا باسورد
أمسكت الهاتف بكف مرتعش حمدت ربها عندما فتح الهاتف..ابتسمت كالغريق الذي وحد ضالته وهي تبحث بين الارقام حيث وقع عيناها على اسم والده..قامت بمهاتفته دون تفكير
بحي الألفي
يجلس عز بجوار عمه
بابا تعبان ياعمو سيبه يرتاح شوية صدقني هو شوية وهيرجع حضرتك تايه عن صهيب الألفي ولا ايه
هز جواد رأسه مستنكرا أفعال صهيب
مزعلني اوي ياعز متقعوتش منه كدا داخلين على شهر وهو بعيد عن بيته حاولت معاه معرفش ليه مصر أنه يبعد..كلمه ياعز وبلغه زي ماهقولك كدا
قوله عمو بيقولك لو مرجعتش نهاية الأسبوع يبقى ينسى أنه له اخ اسمه جواد مش كفاية سيف يعني نبقى موجودين على وش الدنيا ومنعرفش عن بعض حاجة..أنا كلمت سيف وقولتله يصفي شغل تركيا كفاية غربة كدا خليه يعمل زي حازم انتو مش صغار علشان ألم فيكم
بتر حديثهم رنين
هاتفه..زفر مخټنق يشير للهاتف
كفاية عليا المتهور دا لا وجاي مفكر أبوه أهبل وهيصدق العبط اللي بيقوله
ابتسم عز عندما تذكر ياسين..فغمز لعمه
مايمكن بيحبها فعلا ياابو الجود انت كنت دخلت قلبه
أغلق جواد الهاتف بوجهه
بيتصل ليه المتخلف دا..قهقه عز يلطم كفوفه
ماترد عليه مايمكن عنده مشكله قالها وهو يغمز بطرف عينه..دلف بيجاد يدخل رأسه من الباب
حمايا طالب ايدي وأنا مش موافق..رمقه جواد بنظرة مشمئزة يشير إليه
تعالى هنا ياجوز غنى ..تسمر بيجاد. بوقوفه يهتف بنبرة غاضبة
ليه شامم ريحة تريقة اه جوز غنى محدش له حاجة عندي ..جذب المقعد وجلس يضع ساقا فوق الأخرى يضرب على ساقيه
سامعك حمايا الغيور..قاطعهم رنين هاتف جواد مرة أخرى
مسح على وجهه يشير للهاتف
كفاية عليا ياسين الأيام دي خليك خفيف يابيجاد مش ناقص غباوة منك انا محسبتكش على موضوع جنى اوعى تفكرني هعديها كدا الظروف بس مش مساعداني
زفر بعدما تكرر رنين هاتفه مرة أخرى..رفعه قائلا
والحلوف دا كمان عايز ايه قالي واخد مراته مشوار
غمر بيجاد قائلا
يمكن هيبشرك ياجدو ويقولك مبروك جايلك حفيد...توسعت أعين جواد بذهول حتى ارتاب شكا
بس ياحلوف مستحيل ياسين يعمل كدا..ربت بيجاد على كتف عز بقوة
زيزو هو عمك مكنش موجود معانا موجود وابنك بيقول مراتي لأ ومفتخر بيحسسني أنه اتجوز الأميرة ديانا مش كدا ولا إيه ولا يمكن فقدت الذاكرة.. أمسك جواد الهاتف للرد دنى بيجاد بجسده يخطف الهاتف منه ويلقيه على المقعد بجواره
اسكت يالا شوية عرفنا مراتك حامل بس تقول ايه ابوك مش مصدق تعالى واقوله في وشه يمكن المرادي نعمله قلب مفتوح
ركله عز بقدمه
بتقول ايه ماتتلم شايف وقت هزار ..رفع حاجبه الأيسر ساخرا
ياسلام ..قالها ثم اتجه لجواد
هو شهر ٢ السنادي٢٩يوم قولي ليه ..هقولك علشان سنة كبيسة عليك ياعمو جواد مفيش حد من ولادك إلا ماشاء الله الله اكبر عليهم مفيش مصېبة الا وعملوها حتى القط الصغير كمان دا ضړب صاروخ يهز أفغانستان كلها دا الراجل دا بكل بجاحة وبيقول مراتي والتاني جاي واقف قدام الكل وبكل وقاحة ..هرجع مراتي والله لولا احترامك كنت
طيرته ولا الأهبل اللي جنبك طلق مراته قال ايه كسرت كلمته ياخي والله مالاقي كلام اعبر بيه عن انجازتكم العظيمة ابتسم بسخرية متجها لعز
احمد ربنا أنه لسة قاعد قدامكم وفيه عقل...
كان يطالعه بصمت ثم تحدث
طيب ياعاقل قولي ورا الډخلة دي كلها ايه يابن المنشاوي
ارتفعت ضحكاته وهو يضرب كفيه ببعضهما
ياربي عليك ياعمو جواد يعني عملت حوار طويل عريض وبتسألني برضو
جذبه جواد من ياقته وامال بجسده يمسكه من عنقه
ولا..قولي اخرك ايه ولو جاي بتلف وتدور علشان تسافر بغنى انسى مش موافق
نهض يضع كفيه بجيب بنطاله وتحرك للنافذة ينظر للخارج
أنا مبخدش رأيك على فكرة ياعمو دي حياتي وأنا حر فيها بس من حقك عليا علشان العشرة اللي بينا وعلشان كمان بعتبرك زي والدي هو الصراحة مش زي والدي كمان لأ ..انت فعلا ابويا وحضرتك عارف حبي ليك اد ايه بس عند حياتي الخاصة مبحبش حد يدخل فيها حتى لو ريان المنشاوي نفسه
نهض جواد من مكانه متجها إلى وقوفه ووقف بمقابله
يعني افهم انك واخد قرار مش كدا ومهما أقول رأيي مش مهم
اتجه بنظراته للخارج مرة أخرى يهرب من نظرات جواد وأومأ برأسه
مراتي لازم تبعد شوية وانا مش هفضل أضغط عليها ..متنساش غنى كانت مريضة وانا مش عايزها تتنكس وتتعب تاني وحقي احافظ عليها ..عارف حضرتك هتزعل مني بس اعذرني مراتي وابني اهم عندي من أي حد يعني لو تعبت محدش هينفعني لا حضرتك ولا جاسر اتمنى تكون متفهم ياعمو
الصفحة التالية
الفصل الواحد والعشرون
3
اسمعني يابيجاد كويس مش هكرر كلامي..توقف عندما استمع لرنين هاتفه مرة أخرى فتحرك
لأ ..كدا اكيد فيه حاجة مهمة لازم اشوف فيه
ماقولتلك ياحمايا هيقولك مبروك
جلس على مقعده وأجابه
أيوة ياياسين..قالها جواد على الجانب الآخر ابتعدت بعض الخطوات عن السيارة
الاستاذ جاسر ..لا مراته..هب جواد من مكانه ودقات قلبه تكاد تخرج من صدره فتسائل بشفتين مرتجفتين بعدما ابتلع لعابه الذي جف
ماله جاسر وفين ياسين..أرجعت خصلاتها للخلف تنظر إلى خروجه من السيارة يتخبط كالذي يتعلم المشي..فأجابته بتقطع
إحنا في المستشفى..اتجه للخارج سريعا دون الحديث مع أحد
انهي مستشفى يابنتي انتي ليه بتنقطيني بالكلام
هرول عز وبيجاد خلفه
عمو جواد ايه اللي..وضع اصبعه على شفتيه وهو ينظر حوله حتى لا يسمعهم أحدا..نظرت عاليا على يافتة المشفى واجابته
مستشفى جاسر الخيري..
تمام..قالها وأغلق الهاتف متجها لسيارته سريعا..توقف عز أمامه
جاسر ماله ياعمو ومستشفى ليه جاسر حصله حاجة
بحث بجيبه عن مفتاح سيارته نظر لعز
نسيت المفتاح شغل عربيتك ياله معرفش ...
أمسك عز كفه
مين كلمك ياعمو
اتجه جواد جهة السيارة قائلا
دي مرات ياسين مفهمتش حاجة تخبط بالحديث
لأ اكيد مفيش حاجة ..تغضن جبينه بعبوس متسائلا
مرات ياسين بتعمل ايه عند جاسر وليه ياسين متصلش فيه حاجة مش تمام
دفعه بيجاد للسيارة
عز اركب دلوقتي..ولما نوصل هنعرف قالها بيجاد متجها لسيارته بينما عز اسرع خلف عمه
وصلوا بعد دقائق..ولج جواد للداخل ..توقف الجميع احتراما وتقديرا له لمعرفتهم السابقة به
اتجه للداخل يبحث عن ابنه بينما عز الذي هرول إلى الرسبيشن
الظابط جاسر الألفي فين
أشارت له المسؤولة
الدور التاني يافندم عند دكتورة النساء..هزة عڼيفة أصابت جسده فاستدار لعمه الذي تحرك بجوار بيجاد دون حديث ..وصل للمكان المنشود
كان ياسين يجلس بجوار عاليا بالخارج توقف حينما وجد والده
بابا..مين قالك
طأطأت عاليا رأسها مجيبة
أنا اللي كلمت حضرته الاستاذ جاسر كان حالته سيئة فكان لازم يعرف
استدار يرمقها پصدمة ثم اتجه لوالده ببصره عندما تسائل
ايه اللي حصل مالها جنى ..
تسائل بها بخروج جاسر من غرفة الطبيبة خلف فراش جنى المتحرك ..هرول عز جاحظا عيناه حينما وجد أخته لا حول لها ولاقوة
أما جواد الذي راقب حالة ابنه پألم شق صدره كان يقف كالغائب عما يدور حوله توقف أمام غرفة العمليات يضع رأسه على الجدار مغمض العينين يعقد ذراعيه على صدره أشار بعينيه لياسين وبيجاد اللذان اتجها إليه
جاسر مالها جنى!
هوى على المقعد يضع رأسه بين راحتيه..دون حديث
جلس عز بجواره يجذبه من ذراعه وپغضب محموم يندلع من حدقتاه
اختي مالها وليه دخلت عمليات اوعي يكون حملها
أطبق على جفنيه مټألما يهز رأسه بحزن يخرج من مقلتيه
مالناش نصيب..قالها بقلبا مفطور
هنا شعر عز بۏجع يغزو أضلعه وكأن أحدهم اصابه برمحا مشتعل فنهض من مكانه يتحرك بخطى متعثرة واشټعل جسده بنيران
چحيمية
أكيد من الزعل رددها وهو يتحرك يقف أمام الغرفة ينتظر خروجها
بعد فترة خرجت الطبية من غرفة العمليات توقف جواد متجها إليها فيما أسرع عز يتوقف أمامها
ايه يادكتورة جنى عاملة إيه
رفعت نظرها بعملية وهتفت
للأسف زي ماخبرت حضرة الظابط فيه طفل كان نبضه متوقف من فترة وربنا رحيم أنه نزل طبيعي ودا من خلال الڼزيف أما الطفل التاني كان لازم ينزل حياة الأم
متابعة القراءة