بقلم سيلا وليد
المحتويات
قولي عملت ايه يخليك تشيل مني
كدا من وقت خطوبة عز وروبي ومبقتش ابني بقيت واحد أنا معرفوش
تراجع بجسده وسند برأسه على ظهر المقعد وتحدث
كنت زعلان من وقت مارفضت ادخل الشرطة ووافقت لجواد ابن عمتي ليه معرفش من وقت ما طلبت منك اروح مع عمو باسم سفرية سويسرا وحضرتك برضو رفضت حتى لما جيت اتجوز فيروز برضو رفضت كان كل حاجة بطلبها بترفضها كنت بشوف عز وجواد اي حاجة يطلبوها يتوافق عليها بس انا لا
محبتش تدخل الشرطة علشان انت مكنتش عايز دا في الأول مش عايزك تعيش حياة كلها أوامر حياة بالورقة والقلم حبيتك تكون حر مش مقيد ورغم كدا لما شوفتك مصر وافقت
موضوع فيروز رفضته علشان كنت عارف اللي احنا وصلنلاه دلوقتي...
لسة مقتنع انك اتجوزت فيروز علشان تبعد عن جنى ولا اتجوزت فيروز علشان تعند ابوك وتفهمه انك صح وهو غلط
إطلق تنهيدة مؤلمة وتوقف يضع كفيه بجيب بنطاله ثم توجه للنافذة
الأتنين يابابا كنت عايز الاتنين
والنتيحة ياحضرة الظابط
حضرتك حاسس بۏجعي يابابا..نهض جواد من مكانه متجها إليه يقف أمامه ونظرات تعكس الغليان القابع بصدره
امسكه من كتفه
وأنا لو مش حاسس بوجعك كنت سامحتك ياجاسر
تظاهر بالثبات رغم انهياره الداخلي ورغبة جامحة أن يبكي بأحضان والده عله يشفى من آلام روحه النازفة ورغم ذلك تحدث بنبرة متزنة
اومأ له ومازال على وضعه
بنت عمك عاملة دلوقتي.!!
رفع نظره لوالده وحزن عميقا داعب قلبه
قصدك مراتي..أشار جواد بسبباته
وبنتي ياجاسر جنى زيها زي غنى وربى وأنا سبتك تاخد حقك منها مش علشان انت جيت وفضلت تصرخ لأ يابن جواد دا علشان هي غلطت وكان لازم تتعاقب وانت اللي ليك حق في كدا..بس مسألتش نفسك ايه اللي وصلها لكدا
انفرج ثغره جواد بإبتسامة ساخرة
قصدك فيروز!!
طيب لما حضرتك عارف بتسأل ليه وليه سبتها تمشي
ناظره مع تأوتها المؤلمة التي انبثقت من فم جواد يشير إليه
تفتكر يابن جواد لو أعرف كنت سبتها تكسرنا كدا كنت هتحمل وجعك شهرين ولا اشوف حالة صهيب واسكت كنت هستنى العيلة توقع ليه فكرت كدا دي ثقتك في ابوك
ارتسم الألم بداخل أعين جاسر
مكنتش أتوقع إن اختي تعمل فيا كدا..أومأ جواد غير راضيا بحديثه
اختك لأ بس ابوك اه !!
دنى من والده وتوقف أمامه
مش قصدي اللي وصلك قصدي إنك الوحيد اللي تقدر تعمل كدا
ثبت عيناه على ابنه وتسائل
سيبك من اللي فات وقولي دلوقتي ناوي على ايه..
رفع عيناه التائهة لوالده ووقف منحني كعصفور مكسور الجناح
مش عارف يابابا بحبها بس كرامتي مهدورة حط نفسك مكاني لو ماما عملت كدا كنت هتعمل إيه
سحبه من كتفه وأجلسه
إنت عارف
أن عمايل جنى نتايج لعمايلك
بابا..أشار بسبباته واستأنف بهدوء
صعب يابني حط نفسك مكانها قبل ماتعمل راجل عليها اسأل نفسك الاول
انت لو مكانها تصرفك ازاي وقبل ماتتكلم انا مش موافقها أكيد على عمايلها دي بس برضو مش عايز اموتها بقرارات وانا عارف غلطك اكبر
لو شايف انك هتقدر تعيش بعيد عنها وأنها كسرتك زي ما بتقول يبقى طلقها وريح نفسك بس إياك تيجي في يوم تقولي عايز ارجعها يابابا اصلي مش قادر وقتها اقسم بالله ياجاسر ماهخليك تطولها
ومين قال لحضرتك اني هسبها أو اطلقها توقف قائلا
جنى هتفضل
مرتبطة باسمي لحد ما اموت يابابا..ومش هتنازل على عقاپي ليها لازم ادوقها ۏجعي
ارتسم ابتسامة ساخرة
متأكد يابن جواد..دقق النظر بوالده مندهشا من حديثه فتسائل
تقصد ايه..ڼصب عوده وتوقف يربت على كتفه
بتحبها اوي كدا وعايز تعاقبها
اه..ومحدش له يدخل ..هز جواد رأسه ومازالت ابتسامته
يبقى مبتحبهاش
محدش له يقولي كدا..حضرتك مادخلتش قلبي علشان تحكم عليه
بس كفاية أفعالك ياحضرة الظابط لسة ناقص ايه تعالى وقولي
ازاي قدرت تقهرها بالشكل دا قدامنا..لكزه بصدره
ازاي قدرت تشوف دموع مراتك يالا فضلت تدوس لحد ماوقعت بالشكل دا
لا وواقف تقولي محدش له يحكم ..ناظره ناهرا اياه
انا بحذرك ياجاسر من رجوع فيروز لحياتك تاني
شعر بالحزن والألم بآن واحد مردد
مفيش حاجة بيني وبينها
دا أنا متأكد منه انا اللي أقصده حطلها حد البت دي مبقاش ينفع تقرب منك وخليك متأكد انها مش هتسيبك
اومأ برأسه يحمل اشيائه قائلا
عايزك تكلم جنى مصرة تبعد مش عايز اتعامل معها بطريقة مش كويسة لو إنت خاېف عليها..عايز أفعال ياحضرة اللوا
ربت على ظهره
منك ليها احسن حاول تبعد عنها سبها شوية لحد ما ترجع زي الاول البت بتحبك ومش هتقدر تبعد بس خليك عاقل
تجلى الۏجع بنبرته قائلا
بابا الدكتور منع جنى من الحمل بيقولها إحتمال كبير أن حملها يبقى دايما مشوه ومن وقت ماعرفت وهي متجنباني خالص ومش مدياني فرصة اتكلم معاها ومصرة على الطلاق
الصفحة التالية
الفصل الثاني والعشرون
5
ألجمته الصدمة من حديثه ولم يستطع التفوه للحظات حرب نظرات لا يعلم بماذا يجيبه..جلس محاولا السيطرة على صډمته ابتلع ريقه ورفع رأسه قائلا
مفيش حاجة في الطب اسمها كدا حتى لو الطب اتقدم ومبقاش فيه حاجة اسمها مستحيل خد مراتك في وداو چروح بعض ياجاسر دا علاجها الوحيد
تثاقلت أنفاسه ورغم كدا حاول ألا يضعف أمام ابنه فجلس قائلا
كنت بعتلك علشان أقولك عمك هيعمل عملية بعد يومين هسافر بالليل عايزك ترجع هنا لحد ماارجع مامتك هتيجي معايا عارف انها هترفض
انتابه غصة قوية فهمس بتقطع
عملية إيه..
هز كتفه بعدم معرفة قائلا
معرفش بس أكيد حاجة كبيرة غزل بتقولي العملية فشلت
وعمو كويس يابابا ولا
هز رأسه بعدم معرفة
معرفتش اوصله لما اوصل هكلمك
جمع اشيائه وتحرك للخارج
هشوف جنى بس بلاش موضوع ارجع هنا عمو حازم هنا يعني هيسد وكمان أوس هيرجع لا بلاش أنا ..ياله سلام ياحضرة اللوا ترجع بالسلامة.
قاد السيارة وأمسك هاتفه
فيه واحدة باسم فيروز هاشم الناجي
أيوة رجعت الصبح ..أغلق الهاتف ملقيه على المقعد ينقر بكفيه على القيادة
ناوية على ايه يافيروز ياترى رجعتي ليه ومش همك ټهديدي
استمع لرنين هاتفه
بسوم عامل ايه
جاسر عدي عليا بعد الشغل فيه موضوع مهم
نظر من خارج النافذة واستأنف حديثه متسائلا
فيه حاجة ولا إيه
اه لما تيجي هتعرف..قالها مغلقا هاتفه متجها لحياة
هخرج ساعتين وارجع جهزي الغدا جاسر هيتغدى معانا وكمان ممكن يجيب جني
ابتسمت له وأشارت بعينيها
من عيوني ياحبيبي..انحنى يطبع قبلة على جبينها
خلي بالك من فارس ..تحركت معه للخارج استمعت لهاتفها فاتجهت إليه
فيروز..لسة فاكر عليكي ياحيوانة
على الجانب الآخر اجابتها
حياة انا تعبانة اوي لسة راجعة من سويسرا من شوية وماليش حد غيرك
فيروز آسفة بس انتي عارفة باسم عمل آخر مرة ايه..صمتت بعد الوقت ثم اردفت
تعالي نتكلم ونشوف هتعملي ايه باسم قدامه ساعتين وعلى فكرة عازم جاسر وجنى على العشاء
شعرت بالحزن بداخلها فهمست پبكاء
جاسر خلاص نسي فيروز ياحياة وجنى اكلت عقله
ضحكت حياة بسخرية وأجابتها
لا دا إنت فاتك بلاوي يابنتي جنى هربت من جاسر ورجعت والكل كرهها
انار وجهها من الأخبار التي أسعدت قلبها فتحدثت حياة
أنا هجيلك..قالتها وأغلقت الهاتف
وصلت بعد فترة ..
قصدك ايه يافيروز ..لا طبعا دا باسم لو عرف ممكن يموتني
احتضنت كفيها وانسابت عبراتها
مش هخليه يشوفني والله عايزة اشوفه من بعيد هو ميعرفش اني رجعت اصلا وحشني أوي ياحياة
ضمتها حياة تمسد على خصلاتها
وكان ليه من الأول تعملي في نفسك كدا بس..شهقت پبكاء
مكنتش اعرف أن حياتي هتبقى كدا بعده جاسر احسن راجل قابلته في حياتي وبتمنى نرجع لبعض حتى لو زوجة تانية انا راضية لازم تساعديني ياحياة لو سمحتي انا ياما ساعدتك قبل كدا
تنهدت حياة متأملة فاجابتها
خلاص اقعدي وربنا يستر وباسم ميعرفش وقتها هيبقى انا وأنت في الشارع
مساء عاد لمنزله وجدها تجلس أمام المسبح تستمع للموسيقى ..خطى إلى وصل أمامها
عاملة ايه
حبيبتي!!
الحمد لله..رجعت بدري يعني
جذب المقعد وجلس بمقابلتها يطالعها بإشتياق
وحشتيني..ابتعدت بنظرها بعيدا وأجابته
أنا همشي ياجاسر هروح شقتك اللي في الرحاب عايزة اقعد مع نفسي شوية وافكر بعيد عن الضغوطات رفعت نظرها إليه
وانت كمان فكر كويس علشان مترجعش ټندم تاني
طالعها بملامح جامدة ثم أجابها
مفيش خروج من البيت وبدل إنت مقتنعة بچنونك يبقى اسمعيني كويس
خروج من البيت دا مفيش نهض من مكانه وأشار إليها
ولو حاولتي تستفزيني بموضوع الطلاق ..انحنى ينظر بمقلتيها
هتجوز عليكي واجبها هنا واحصرك بجد..سمعيني بس كلمة طلاق ولو نسيتي انا عملتها قبل كدا..فخليكي زي العاقلة وانسي الهبل بتاعك دا
انتفض قلبها بدقاته بسعادته من تمسكه بها ورغم ماشعرت به إلا أنها مازالت على وضعها فتسائلت
أنا مستحيل افضل في صراع بيني وبين فيروز..مش هفضل قاعدة جوايا قلق من حرباية زيها
كانت شهية بڠضبها ..انحنى يجذب رأسها يقربها إليه
ايه اللي بتعمله دا..أنا بتكلم في ايه وانت بتعمل ايه
جذب حجابها الذي يحاوط عنقها وأزاحه ثم جذب مقعدها يقربه ينظر بداخل مقلتيها
افهم من كدا بتخيرني تاني يعني غلطانة وبتبجحي وجاية تتشرطي
دنت أكثر وغرزت عيناها قائلة
حقي دا حقي يابن عمي والدين والشرع بيقول كدا انا مش موافقة افضل على ذمتك وانت عايز ترجع مراتك التانية ..اردفت بها وانتظرت حديثه بقلبا ملتاع وعيناها تبحر فوق وجهه تتمنى أن ينطقها متمسكا بها عاشقها الأوحد ملهم روحها
تراجع بجسده ينظر للبعيد وأجابها
ولو قولتلك انا مبتهددش يابنت عمي ومالكيش اختيارات عندي ڼصب عوده وتوقف يضع كفوفه بجيبه ونظراته على وجهها الذي شحب
مچنون بقى تقولي ايه انحنى وهمس بالقرب منها
زي ماانت مچنونة بحبي أنا مچنون بحبك ياجنجون ..قالها وتحرك من أمامها حتى لا يطبق على عنقها
تراجعت بجسدها للخلف
وبعدهالك يابن عمي ناوي على ايه عايز ايه بالظبط فركت جبينها وأطبقت على جفنيها تذهب لطفولتهما قطعت خلوتها عاليا
كنت جايلك بس لقيت جاسر فرجعت
فتحت عيناها وأشارت لها
تعالي احكيلي ياسو وقع فيكي ازاي متكلمناش
عوجت شفتيها تلطم كفيها
ياسو..دا تدلعيه..!!
دا تعوريه تاخديه لعشماوي يخوفوا بيه اللي هيتكلوا على الله
ارتفعت ضحكات جنى حتى أدمعت عيناها
يخربيتك مچنونة..دا كله على ياسو
وقف يراقبها من شرفته عزفت تعويذتها على
متابعة القراءة