بقلم سيلا وليد
المحتويات
كلامي
هزت رأسها رافضة حديثه اتجهت ببصرها لجسده وعقلها وقلبها يصور لها أشياء
أغمضت عيناها پألم يجرح كل خلاياها
حبيبها عشقها نبض قلبها هل طعنت بالفعل أم هناك مايخفيه القدر
كان يراقب انفعالاتها پألما ..هناك آلاما لا يمكن وصفها باللغة وهناك أيضا مايسمى جنون العشق فهمس
جنى رفعت نظرها إليه بقلبها النازف اثر طعنته لقلبها الحزين ولأنوثتها
عايزة اروح اوضتي ومش قادرة ممكن توصلني ..
أحس بقبضة تعتصر قلبه فلم يجد سوى لتستكين روحه المبعثرة بجوار روحها الحزينة لحظات من السكون بل دقائق ولم يريد البعد حاولت التملص ولكن قوتها تلاشت ولم يعد لديها قدرة للمجابهة ..تركت ساحة معركة العشق الموجعة له..دقائق يستحوز على ريحق عشقها حتى ذهبت الأنفاس ..
عميقة تزين جبينها
همست مابين النوم واليقظة كأنها ستذهب لعالم الأموات
يارتني ماحبيتك ..قالتها وذهبت بسبات عميق ..ضمھا يهمس لها
آسف ياجنى..عارف انك اتوجعتي مني ومبقاش ليا رصيد عندك بس وحياة دموعك لأقهر أي حد يقرب منك ياروحي ..استمع لرنين هاتفه
أيوة ياعمو
مستنيك في المكتب..قالها باسم
مراتي تعبانة مش هقدر اسبها شوف هشام عندك للقضية ..قالها وأغلق هاتفه ثم ألقاه يتمدد بجوارها
بحي الألفي
انتهت غزل من تجهيزها ثم نادت على الخادمة
نزلي الشنطة في العربية
اومأت الخادمة برأسها ..تحركت متجهة لغرفة ربى..وجدتها تغفو محتضنة نفسها كالجنين..دنت منها بخطوات متمهلة ثم زفرت بحزن..جلست بجوارها على الفراش
حبيبتي أنت عايزة ايه بالظبط وأنا اعملهولك أغمضت عيناها وانسابت دموعها قائلة
ماما انا تعبانة اوي محدش حاسس پالنار اللي جوايا رفعت نظرها بعيناها الباكية واردفت من بين بكائها
قلبي وجعني مفيش دوا له ياماما..لا قادرة أقرب ولا قادرة ابعد قوليلي أعمل ايه النهاردة بابا شاف بنته في وضع مخل مع طليقه تخيلي أخلاقي بقت منحطة لدرجة وصلت لأكون في حضڼ طليقي ياماما شوفتي ضعف بنتك وصلها لأيه لولا دخول بابا مكنتش عارفة ضعفي دا ممكن يعمل ايه
حبيبة مامي اللي ندمانة مين فين مابيغلطش ياقلبي كلنا بنغلط بس بعد كدا بناخد غلطنا عبرة لينا علشان نتعظ منه مسدت على وجنتيها تزيل عبراتها قائلة
اكتر حاجة بتضعفنا القلب ياروبي القلب أكبر داء يصيبنا فيه اللي بيعرف علاجه وبيداويه وفيه اللي بيقعد يدور على العلاج زي السراب..انت مچروحة من عز حقك انا مش هلومك بس برضو مش من حقك توجعي قلبك وتحرمي ابنك يعيش مع أبوه
خليني أكمل كلامي الأول
زعلانة من عز تمام ماانت ثورتي لكرامتك ودوستي على رجولته ورغم كدا يتمنى يرجعلك ليه ماسوتيش دي بدي ليه هو أتنازل وحس بندمه وراجع يمد ايده ليه أنت كمان ماتحسيش بالندم دا وتبدأي صفحة جديدة
مع حبيبك وتربي ابنك وتكون أسرة حلوة ليه يابنتي مصرة توجعي قلبك وقلبنا معاكي
رفعت ذقنها بأناملها وتحدثت
روبي خاېفة عليكي حبيبتى يجي عليكي الوقت ټندمي على حبيبك متفكريش عز هيبكي عليكي كتير هو مجروح منك اوي عارفة أنه بيحاول يرجعك بس جواه مجروح زي ما انتي مچروحه الفرق بينكم أنه ندمان ومادد أيده ومش مبين وجعه وغضبه منكإنما انتي عنيدة وبكرة ټندمي
نهضت غزل بعدما طبعت قبلة على جبينها
قومي صلي ركعتين لله وألجأيله عمرك ماتخسري يابنتي وقت ماتحسي بالضعف ألجي لربك هو رحيم بعبده وقتها هتعرفي إنت عايزة ايه
اعتدلت بجلوسها متسائلة
هتتأخروا يامامي
تجلى الحزن بملامحها فهتفت
عمك تعبان اوي ربنا يستر المشكلة مفيش على لسانه غير جنى وطبعا جنى متعرفش حاجة وباباكي مش عايز يقولها وأنا خاېفة ..نهضت ربى من مكانها
عمو صهيب تعبان يعني انتوا مش رايحين سياحة له..وضعت غزل كفيها على فمها
اسكتي مش عايزة حد يسمع عز مايعرفش كمان ولا حتى ابوكي كان يعرف لولا نهى قالتلي..ربتت على كتفها قائلة
المهم قومي صلي وشوفي هتعملي ايه امتحانتك قربت وكمان حملك على وشك ممكن تولدي في أي وقت ..جذبت اسدالها تنظر لوالدتها مرة وللأرض مرة فهتفت
هنزل أشوف عز قبل مايسافر
رفعت غزل حاجبها ساخرة
يامحنو ياختي يامحنو طب ماكان من الأول ليه عاملة فيها الكونتسة عزيزة
خرجت غزل متجهة لغرفة ياسمينا ..طرقت على بابها ودلفت للداخل
حبيب نانا عاملة ايه وحشتي نانا ياقردة ..هرولت الطفلة التي تبلغ من العمر سنة بخطواتها الطفولية حتى كادت أن تسقط
رفعت بصرها لياسمينا
حمدالله على السلامة حبيبتي..نورتي بيتك ...ابتسمت ياسمينا
بنورك ياطنط..طبعت قبلة على جبين طفلتها
مسك عاملة ايه وأخبار تيتا ايه
اجابتها ياسمينا
كويسة بتسلم على حضرتك وان شاءالله ينزلوا مصر قريبا
اقتربت منها واحتوت كفيها
أوس هيوصل على بالليل إن شاءالله عايزة منك طلب يبقى خديه هو روبي وزوروا جاسر وجنى بلاش تحسسوهم أنهم منبوذين من العيلة انا زرتها كام مرة بعد ماسقطت
اومأت ياسمينا بحزن قائلة
زعلت اوي على اللي حصل لجنى إن شاءالله ربنا يعوضها أنا كنت هروحلها والله بس قولت لما يجي أوس لكن محرجة برضو هي بقالها فترة
ربتت غزل على كتفها
لا متأخرتيش ولا حاجة كل الحكاية شهر مش كتير يعني ربنا يهديلهم الحال ..استدارت وهي تبتسم لحفيدتها ثم توقفت لدى الباب
ياسمينا..روبي امانتك لحد ماأرجع انا عارفة إنك اد المسؤلية بس خلي بالك أكتر علشان نفسيتها مش حلوة وياريت تقنعيها تروح تقعد فترة مع اخوها على الأقل تخرج من حالتها دي
اقتربت منها ابتسامتها قائلة
حاضر هقنعها متقلقيش ..
تسلميلي يابنتي..قالتها واستدارت للأسفل متجهة لمكتب جواد الذي يتحدث بهاتفه
ممنوع تخرج من البيت هحاسبك انا شوف حد قدام بيت جاسر من بعيد مش عايزه يشك
حاضر يافندم ..نهض من مكانه بعدما توقفت على باب الغرفة
متاكدة إنك مخبي عليا حاجة ياجواد
بخصوص جاسر بس هسيبك ومش هسألك تاني لما أشوف اخرتها معاك ايه
قهقه عليها
زوزو الشقية بقيتي جدة ياروحي خفي عليا شوية مبقتش حمل شقاوتك ..اعتدلت تقف أمامه تمسك ياقة جاكتيه
هتفضل طول عمرك في نظري اجمل راجل وشاب في الدنيا وفشر اللي يقولك عجزت ياابوجاسر مين دا اللي عجز
حك ذقنه ينظر بساعة يديه ثم غمز لها
لسة ساعة إلا ربع على الطيارة وانا نفسي اعرف موضوع الشباب دا لسة شغال ولا لأ..ماتيجي نتأكد
قهقهت بصوت مرتفع تلكمه بصدره
هتفضل اجمل راجل في حياتي ياجواد..حاوطها بأحضانه
فاهمك ياغزل ..بتعملي كدا علشان شيفاني مضايق صح ياروحي
خرجت من أحضانه تعانقه برماديته
جواد مخبي عليا ايه ليه بتحاول تفهمني انك كويس جواد ضغطك النهاردة وصل 180 انت فاهم دا معناه ايه
احتضن رأسها يلثم جبينها
مفيش حاجة ياست البنات هنتأخر على الطيارة غير أننا متأخرين اصلا كنت عايز اوصل قبل ميعاد الطيارة
أيوة دا اللي هيجنني معقول تسيب صهيب يدخل عمليات من غير ماتقابله إلا إذا كان هنا موضوع كبير ويخص جاسر صح ياجواد جاسر عمل حاجة كبيرة في جنى علشان كدا كان مڼهار وانت اخدته ورحت تقنعها ..عملت ايه جنى في جاسر ياجواد ولا هو اللي عمل ايه
سحب كفيها وتحرك للخارج قائلا
زوزو حبيبي هنتأخر ياله ياقلبي ولما نرجع نتكلم أكيد ..توقفت تطالعه بذهول
يعني إنت مخبي عليا حاجة
اتجه ببصره لربى وعز قائلا
أنا قولتلك لما نرجع تعالي نشوف عز بيدي ايه لروبي مخليها واقفة بالطريقة دي
عند عز وربى قبل قليل
وصلت إليه وجدته يخرج من منزله متجها إلى سيارته
عز..توقف مستديرا اليها خطت بضعف حتى وصلت أمامه
هتمشي من غير ماتودعني ..
هناك حرب ضارية بين العشق والكبرياء
ولكن في باب القلب ينتصر العشق بلا هوان أو افتراء..رغم ماشعر به إلا أن
تجلت ابتسامة جميلة على محياه
عايزة الصراحة...تعلقت عيناها بعيناه منتظرة حديثه ..فاقترب يحتوي كفيها ثم رفعهما يلثم كل واحد على حدة
كنت ناوي اجي اودعك بس خفت أضعف قدامك وترجعي تهيني ياروبي قولت اسيبك براحتك مش هضغط عليكي تاني وزي ماقولتي اللي يبيع مرة يبيع ألف مرة وأنا بقولك يابنت عمي اللي يعشق مايعرفش يبيع ..اللي يعشق ېموت علشان معشوقه وانا عاشقك يابنت عمي ولو كنت عملت حاجة أذتك فتأكدي كنت بتوجع آلاف المرات عنك
أخرج مفتاح منزله ثم فتح كفيها
لو وحشتك يبقى روحي بيتنا وادخلي اوضتنا وقتها هتحسي اني معاكي دا لو وحشتك فعلا...أما لو مفرقش معاكي المفتاح دا تديه لجنى ممكن تحب تيجي هنا واحنا مش موجودين وترجع ذكريتنا حتى لو بنظرة ..وصل جواد إليهما يوزع نظراته بينهما ثم هتف
خلاص نتحرك ولا لسة فيه كلام هتقولوه..فتح عز باب السيارة واستقلها ناظرا لربى
لا ياعمو أنا قولت كل حاجة..تحركت مغادرة ودموعها تفرش طريقها حتى أصدرت شهقة مرتفعة تهرول للداخل
رمقه جواد بنظرة مشمئزة
عملت ايه يازفت الطين انت مش الصبح كنت عامل عنترة بن شداد ..ليه دلوقتي عاملي سبع البرمبة
لكزته غزل بعدما لمحت الحزن على وجهه فرسمت ابتسامة
هترجع انت وعز لنقاركم والطيارة تفوتنا استدار جواد يطالعها برفعة حاجب
شوف ازاي وأنا الۏحش اللي كنت ناسي انحنى يهمس لها
تخليه يرجع البت من ورايا يازوزو عاملة مصلحة اجتماعية وبتقربي كل سعيد بسعيدة طيب فكري في المعدل ابنك اللي فرحان بعضلاته وعامل الحج متولي وبكرة يعمل جدول لمعجبينه همس لنفسه
اصبر لما ارجعلك بس ياجاسر وحياة امك ماانا عاتقك
دفعته لداخل السيارة
بتكلم نفسك ..اټجننت !!
دنى متهامسا
لا وحياتك بفكر ازاي مراتي خططت ونفذت من غير ماترجعيلي
هو انت محدش يعرف يخبي عليك حاجة..توقف حازم أمامه
إحنا وراك ياجواد..مليكة برضو هتيجي معايا جواد وتقى هيفضلوا هنا
اومأ جواد ثم أشار لعز
سوق يابني..استدار عز يتعمق النظر بعينيه
عمو حضرتك مخبي عليا حاجة مش غريبة تبقى عايز تعمل جولة مع بابا وتاخدوني معاكم ودلوقتي عمو حازم صمت لبرهة يراجع الأحداث ثم رفع نظره متسائلا
بابا تعبان صح..هز رأسه
كدا فهمت ليه الدنيا دي كلها ..قالها وحرك المقود يهمس لنفسه
ازاي ماما تخبي عليا حاجة زي كدا ازاي ياماما تقدري تخبي على ابنك ..ربتت غزل على كتفه
باباك كويس ياحبيبي متخفش هو هيعمل عملية بس..
كان ينظر للأمام بشرود ثم رفع هاتفه
لازم جنى تعرف مينفعش ماقولهاش
جذب جواد الهاتف من يديه وزمجر به غاضبا
متبقاش مچنون وسوق بدل ماانزلك
بمنزل حازم
كان يقوم بعمل تمارين شاقة استمع لهاتفه ..رفعه مجيبا
أيوة يافندم..على الجانب الآخر
فيه مهمة ياحضرة الظابط اتصل بابن خالك وانا مستنيكم بمكتبي
اومأ برأسه قائلا
حاضر يافندم..قام بمهاتفة جاسر لعدة مرات ولكنه لم يجيب اتجه لمرحاضه وانعم نفسه بحمام دافئ ثم تحرك متجها إلى منزل جاسر
بمنزل جاسر..فتحت عيناها بإرهاق وجدت نفسها مکبلة ظلت تطالعه لبعض الوقت .اخذت أناملها ترسم
متابعة القراءة