للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
المحتويات
!! ولا اسمها حتى
اسرع كريم يشير للبيت قائلا لا اعرف اسمها رانيا ناصر الطحاوى وساكنة فى البيت ده
يبتسم عمرو مرة أخرى ويقول طب ما كدة كفاية اوى ..بقولك ايه اتمشى لأول الشارع وانا هجيب لك تاريخ حياتها واحصلك
ينظر له كريم متعجبا ويتساءل هتعمل ايه
يدفعه ع انت مالك انت ..اتحرك بقا ما تضيعش وقت على الفاضي
للأبد لكن القدر له رأي آخر
الثاني
عادت رانيا من الخارج لتنزوى بنفسها في حجرتها على غير العادة فهى دائمة الالتصاق بوالديها المحبين لها بل أكثر من الحب أنهما شغوفان بها فهى الابنة الوحيدة التي انعم الله عليهما بها بعد انتظار طويل
جلست رانيا تتذكر ما روياه لها عن حبهما الذى نبت بمجرد أن كانت چيلان بالسادسة عشر وكان ناصر بالحادى والعشرون من عمره وظل حبهما حتى أنهى ناصر خدمته العسكرية وإلتحق بعمله ليتقدم لخطبتها حين كانت بالتاسعة عشر من عمرها وبعد عام واحد جمعهما بيت الزوجية ليعيشا معا حياة مشتركة مليئة بالألم الذى لم يزيدهما إلا إمتزاجا وقوة .
اقتربت لتجلس بالقرب منها وهى تهمس رانيا مالك حبيبتي
جفلت رانيا حين شعرت بوجود امها معها وانتبهت قائلة هااا ابدا يا ماما
لتبتسم چيلان بمودة طيب سرحانة فى مين
نظرت لها چيلان بلوم لتتنهد فهى لا يمكنها الكذب على امها ولا يمكنها ايضا كتمان أمر عنها وبدأت تتذكر حين فتحت الباب لذلك الذى خطڤ قلبها رأت بعينيه نظرة لم تراها من قبل وكأنه بهت لرؤياها ثم كانت اول كلمة خرجت من بين شفتيه لينخلع لها قلبها اتخطف ترى ما كان مقصده
أفاقت من شرودها لتنظر لامها وتقول ماما انت عرفتى ازاى انك حبيتى بابا
تبسمت چيلان فقد صدق حدسها وصغيرتها ټصارع الحب فقالت بحنان أول ما نقلنا فى البيت اللى جمبهم شوفتوا اول مرة ...كانت دقايقلا لحظات حسيت انه خطڤ قلبى
تضحك چيلان وكأنها تعود لتلك الأيام هههههههههه لو على الاعتراف ما نطقش غير بعد الخطوبة لكن عنيه كانت بتترجانى استنا كانت بتقول اللى هو مش قادر يقوله
ثم نظرت لابنتها وقالت مش هتحكى لى بقا هو مين اللى خطڤ قلبك
ابتسمت رانيا بخجل وقالت معرفش غير إن اسمه كريم وبيدى درس انجلش لرامى أبن عمى
نظرت لها چيلان بصرامة وقلقطب حبيبتي يمكن متجوز أو مرتبط ..ليه تعلقى قلبك بيه
تنهدت رانيا بقلة حيلة ڠصب عني يا ماما شوفت فى عينه نظرة ما شوفتهاش قبل كدة
صمتت چيلان قليلا ثم قالت طب استنى شوية وراجعة لك
اومأت لها رانيا لتتجه للخارج إلى غرفتها حيث هاتفت والدة رامى لتدعى أن إحدى صديقاتها بحاجة لمدرس لغة إنجليزية لفتاة من عمر رامى .لترشح لها كريم فورا فتتسأل چيلان عن أخلاقه بحجة أنها فتاة ولا يؤتمن تركها مع شخص غير مؤتمن ..لتثنى عفاف والدة رامى على اخلاق كريم وتخبرها أنه غير متزوج لكنه حيي خجل .كانت عفاف تتحدث وقلب چيلان يثلج لحديثها وتزهر الطمأنينة فى ربوعه .
تسرع عائدة لابنتها تبشرها بأن لا بأس من كريم فهو ذو خلق وتخبرها بما اخبرتها به عفاف ليثلج صدر رانيا اغتباطا فهو غير متزوج اذا تلك النظرة التي رأتها بعينيه لها وحدها يالها من راحة شعرت بها حين علمت أنها نظرة منه خاصة لها وحدها .
ترى هل انتفض قلبه مثلما انتفض قلبها !!! حدسها كأنثى يخبرها أنه فعل .فهذه النظرة بعينيه كانت ترجو الوقت ليتوقف حتى لا يشيح بعينيه عنها تبسمت براحة لعل الغد يأتى لها منه بالمزيد .
لينقضى اليوم ورانيا تنتظر الغد فقد تراه مرة أخرى فى بيت عمها
وقف كريم على رأس الشارع منتظرا قدوم عمرو بعد أن حثه الأخير على ذلك وبالفعل مالبث أن وصل إليه عمرو مبتسما سعيدا وهو يقول ابسط يا عم مش متجوزة ولا مخطوبة
تساءل كريم بلهفة وعرفت ازاى يا عمرو
ابتسم عمرو وبدأ يقص ل كريم ما فعله مع ذلك الحارس الطيب حيث أخبره أنه موفود من وزارة الإسكان وهذا تعداد روتينى ليصدقه المسكين ويبدأ في سرد كل ما يحتاج إليه من معلومات ليضحك كريم على صديق عمره وهو يقول تسلم يا غالي كدة اروح بكرة وانا مطمن ادعى لى اشوفها تانى
تجهم وجه عمرو وهو يقول وبعدين
نظر له كريم بعدم فهم وبعدين ايه
تساءل عمرو بطريقة مباشرة وبعدين لما تشوفها تانى هتعمل ايه
ابتسم كريم وربت على ذراع صديقه وقال ماتخافش يا عمرو مش هضيع فرصتى ابدا
غادر الصديقان ليعود كل منهما إلى منزله وكريم يتمنى أن تكون له وعمرو يتمنى أن يحقق الله ما يصبو قلب صديقه إليه
صباحا فى المدرسة
يتقابل عمرو وكريم أمام المدرسة ككل يوم يتصافحان بود بينما يشعر عمرو فورا بإجهاد كريم ومعاناته فيبدو أن هذا الأخير لم ترى عينيه النوم الا لحظات فوجهه شاحب وعينيه حمراوين ورغم ذلك يشع منهما بريق جديد لم يراه عمرو مسبقا
يتقدمان للدخول ليتقابلا مع رزان و مريم أمام الباب مباشرة لتخفض رزان وجهها فورا لدى رؤيتهما بينما تتبادل مريم معهما التحية بود فهم زملاء عمل اما رزان فتلقى التحية وهى تنظر أرضا وتسرع الخطا للداخل لتستمع لحديث صديقتها معهما فيثور قلبها لصوته الدافئ الذى يتخلل روحها لكنها تواصل التقدم حاملة قلبها المټألم لتلحق بها مريم بعد قليل
رزان فتاة في الثالثة والعشرين ذات جمال خلاب واكثر ما يزيدها جمالا براءتها المفرطة صاحبة عينان بلون البراعم النابتة معتدلة القوام وملتزمة الى حد كبيرشديدة الخجل بشكل ملفت .أما مريم فهى ايضا فى الثالثة والعشرين لكنها مرحة منطلقة مبتسمة دائما بوجه خمرى يخطف القلوب وعينين كليل غابت نجومه وقمره ليكون وجهها هو صاحب النور الذى يضئ فيه .
تسرع مريم خطاها لتلحق رزان وهى تقول يابنتى جريتى كدة ليهلازم يارزان تحاولى تقربى منه
تنهدت مريم حزنا لحال صديقتها وبعدين يا رزان هتفضلى تحبيه وانتى ساكته كدة !!.طب هو هيحس بيكى ازاى
اخفضت رزان عينيها پألم وقالت انا مقدرش اخد خطوة وانا عارفة ومتأكدة أنه مش حاسس بيا .تعرفى لو حسيت بإنجذاب منه بس كان ممكن اغامر لكن وانا واثقة أنه مش شايفنى مستحيل احاول واجرح قلبى اللى عايش على الامل.
تربت مريم علي ذراعها بإستسلام ربنا يكتب لك الخير يا رزان .
مر اليوم كباقى ايام العمل روتينيا جدا حتى انتهى ليبدأ الجميع بالمغادرة ويسرع كريم خطاه فهو على أمل أنه سيراها مرة أخرى وعازم على التشبث بهذة الفرصة بأقصى جهده فهو لن يتخلى عن هذا الإحساس الذى اشعرته به عيناها .لن يحارب اقتحامها لحصونه بل يرغب في الاستسلام لهذة الرعشة التى اجتاحت قلبه لدى رؤيتها وهذه النشوة التى أسكرت قلبه الذى لم يعد يعلم منذ الأمس ما حل به سوى أنه غادر صدره لتستقر عينيها فى موضعه
فى منزل رامى وصلت رانيا اولا وبدأت مع رامى مراجعة مادة الكيمياء دون تركيز بعقل مشتت ويلاحظ رامى تشتتها فيقول بود مالك يا رانيا
تبتسم رانيا وتحاول أن تبدو طبيعية مالى يا رامى انا كويسة
يعود رامى ليستند بظهره للخلف رانيا احنا اصحاب وانا فاهمك كويس وانتى مش كويسة ابدا
نظرت له رانيا ومشاعرها تتخبط حقا هى تتخذه رفيقا واخا لم ينجبه والداها لكنها لا تستطيع أن تتحدث معه ليس فقط لصغر سنه ومروره بتلك المرحلة الخطېرة التى تتخبط فيها افكار الشباب ولكن أيضا لأنها غير واثقة مما راته فى عينيه قد تتغير نظرته لها اليوم ستحاول جاهدة أن تراه مرة أخرى لعلها تجد بعينيه ما يهدأ من لوعة القلب التى تشعر بها
تمنت أن تتمكن من سؤال رامى عن موعد الحصة القادمة ..ترى متى ستراه مرة أخرى
شعر رامى بتخبطها فقال انا مش هضغط عليكى تتكلمى لكن لما تحبى تتكلمى انا جاهز اسمع
ودق جرس الباب ليقول رامي ده اكيد مستر كريم ماكملش الحصة امبارح
لتهب واقفة بلهفة فشلت تماما فى اخفاءها وهى تقول انا هفتح
واسرعت للباب ينظر رامى فى إثرها بتعجب من لهفتها الواضحة والجديدة عليها بينما أسرعت خطاها نحو الباب وقلبها يدق بالأمل
غادر كريم المدرسة متوجها من فوره كالامس لمنزل رامى لقد قالت بالامس انها ستكمل مع رامى استذكار دروسه اليوم فهل يكون القدر متعاطفا معه فيراها مرة أخرى حث خطاه فالمدرسة لا تبعد كثيرا عن منزل رامى
وصل للمنزل ليرتقى درجاته وكأنه يرتقى فوق قلبه فكل خطوة تمس قدمه فيها الارض يشعر بثقلها على قلبه فورا
يتابع حتى يصل للباب فيكاد قلبه النابض أن يفر من بين ضلوعه ..يدق الجرس وينتظر بأمل كبير سرعان ما تحقق حين فتح الباب ليجدها أمامه
اتسعت ابتسامته بسعادة وهو يردد بخفوت السلام عليكم
سمع صوتها يأتيه مرددا عليكم السلام..اتفضل
ياله من صوت عذب !! وياله من احساس شعر به !! تلاقت الأعين فى نظرة صامته لكنها تحمل الكثير من الكلام احيانا يكون الصمت ابلغ من الكلاماحيانا لا نحتاج للصوت لنعبر عما نشعر به حين تتحدث القلوب فليصمت الكون احتراما .
يتقدم كريم للداخل حيث تفسح له المجال فيمر إلى الداخل ليجد رامى جالسا وأمامه كتب الكيمياء فيبتسم بحنان أهذا الكتاب يخصها! هل مس ملمس كفها الرقيق
يمد يده فيمسك الكتاب يغلقه ويضعه جانبا بينما توجه رامى للداخل بصحبة رانيا وسرعان ما عاد حاملا كتبه ليبدأ كريم فى شرح الدرس له وهو يتمنى ألا تغادر قبل انتهاءه لكن ليس كل ما يتمناه يحصل عليه وقد كان القدر عطوفا معه للغاية اليوم فرأها وسمع صوتها ضم عينيها
متابعة القراءة