للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


تثيره حوله أثناء سباحتهما سويا والذى كان يدفعه غالبا للتهور و زيادة التقرب منها الحب والدفء اللذان يغلفان كل نزهاتهما سويا أما حين عودتهما لتلك الشقة فهى تشن عليه حربا ضارية يهلك فى خضمها من فرط اللذة والمتعة
لم يكن عمرو يتخيل أن حبيبته بهذا الحد من البراءة والخجل فهى حتى بعد أن اعترفت له بعشقها الدفين لم يكن هذا سببا كافيا لها للتخلى عن خجلها منه 

سعادته لا توصف بينما يقطر لسانه كلمات العشق والغزل لتطرب له أذنيها ويتراقص قلبها على حروف كلماته
يهاتف امه يوميا ويشعر بالامتعاض بصوتها دائما وهى تحثه على إنهاء الإجازة والعودة تلك الإجازة اللعېنة التى حرمتها من تنغيص سعادة رزان 
بينما يطيل عمرو الإجازة ولا يريد لها أن تنتهى فكل يوم يحمل مزيجا مبهرا من الذكريات الجميلة
جرأتها تثير جنونه وتنمى رغبته فى إلتهامها بلا رحمة كل ما فيها يشعل نيران ثائرة تلتهم فوءاده فتدفعه لمزيد من الجموح بينما تقابل مريم جموحه بذراعين حانيين وتسرف فى ارواء ظمأه فكم يسعدها اكتفاءه وكم ينشيه اكتفاءها 
مرت الأيام وعاد الأحبة كل يرعى حبيبته ولم يختلف كم السعادة بإختلاف المكان بالنسبة ل كريم ورانيا بينما كان الامر مختلفا ل عمرو ورازان 
منذ عادا من اجازتهما وتتفنن سلوى يوميا فى محاولة إذلال رزان بالأعمال المنزلية هى تراه اذلالا بينما تقدمه رزان بحب حقيقى دون أن تحمله نية سيئة
بعد شهرين 
غادر عمرو صباحا فهو وكريم يعملان بجد على إنهاء المركز التعليمي الذى سيتشاركان فيه وستعمل فيه زوجتيهما 
بدلت ملابسها وتوجهت للخارج لتعود بعد ساعة بفرحة غامرة وتقرر أن تكون سلوى هى أول من يعلم بحملها ف عمرو ولدها الوحيد ومؤكد إنجابه لحفيدها سيسعدها كثيرا 
فتحت الباب ودلفت بلهفة لتزف لها الخبر السعيد بينما كانت سلوى لاتزال بفراشها فتلك التعيسة ستهبط عاجلا أو آجلا وتنهى الأعمال المنزلية
دلفت رزان لتتجمد خطواتها وهى تستمع لمكالمة سلوى مع ابنتها عبر الهاتف 
كانت سلوى ترد على ابنتها بحنق شديد وهى تقول فال الله ولا فالك عيال ايه لسه بدرى
تصمت قليلا لتستمع لابنتها ثم تقول لا مش هيخلف منها إن شاء الله على الله تطلع مابتخلفش خليه يخلص منها وانا اجوزه ست ستها 
تعود الصمت برهة ثم تقول حب!!!! حب ايه بلا كلام فارغ هو كان عاوزها واهو اخدها وانا مارضتش ازعله كفاية عليه كدة ويرجع لحضن امه ويتحوز واحدة من مقامه 
اتسعت عينا رزان پصدمة وهى تستمع لهذا القول من حماتها التى مالبثت أن قالت بكرة تطلب الطلاق زى امها هى يعنى هتجيبه من برة واهو على رأى المثل اقلب القدرة على فمها 
تكتم رزان شهقتها بكف يدها وهى تستمع إلى حماتها وتكتشف كيف تنظر إليها هذه المرأة التى احترمتها واعلتها عن نفسها منذ تزوجت ابنها عاملتها بود وحب وكان هذا هو ما تقابل به حبها 
لقد جاءت تفرحها بخبر حملها وقد قررت أن هذا هو انسب وقت لتناديها ماما سلوى لكن صډمتها أضاعت كل شئ لتهم بالمغادرة تجر أذيال الخيبة ليصلها اخر سکين طعنته بها سلوى وهى تقول قال وابوها رايح يتجوز تلاقيه ما صدق خلص منها 
جذبت الباب لينغلق وهى تصعد الدرجات وقد انقلبت فرحتها لحزن شديد بسبب حماتها التى سمعت صوت الباب فظنتها مقبلة لتنهى المكالمة التى مزقت بها رزان بلا رحمة 
غادر كريم فى الصباح وقد أخبرته رانيا انها ستتوجه لزيارة والديها أولا ثم تتوجه لوالديه وعليه أن يلاقيها هناك ليتناولا الغداء بصحبتهما 
لتتوجه الى منزل والديها حيث يقابلها ناصر بحفاوة كبيرة وكذلك چيلان التى بدا تحسن صحتها عليها مما اراح قلب رانيا وتأكدت أن ما شعرت به كان مجرد هواجس ربما يكون بعدها عنهما للمرة الأولى هو باعثها وتضطر لإنهاء الزيارة باكرا لتتوجه لمنزل حمويها ونظرا لتذمر چيلان لهذا التعجل وعدتها رانيا بالتحدث مع كريم وامضاء يوم بصحبتهما 
أقلها ناصر لمنزل حمويها وهو يتمنى لها دوام السعادة وصعدت لتجد ضحى قد سبقتها إليهما
بمجرد أن دلفت يقابلها باسل متلهفا لتحمله عن ذراعى ضحى فورا تقبله وتضمه بحنان ثم تتوجه ل سلمى التى تقابلها بحب وتربت على رأس باسل وتقول اتعلق بيكى بسرعة عقبال ما تجيبى 
تتنهد رانيا بسعادة وهى تتمتم يارب يا طنط دعواتك 
تقاطعهما ضحى وهى تبتسم لسه بدري يابنتى عيشى لك يومين 
ليضحكن ثلاثتهم بينما تقول سلمى خلى حد غيرك ينصح الولد يادوب تم سنة وحضرتك حامل
تشهق رانيا بسعادة وتهب إليها تقبلها وتباركها مبارك حبيبتي ربنا يتم حملك بخير يارب
تبادلها ضحى الابتسامة ثم ترسم علامات الجدية وهى تقول ل سلمى الله ياطنط قلت لك جه غلطة اعمل ايه يعنى 
لترد رانيا بلهفة احلى غلطة فى العمر 
يظللن ثلاثتهن يتبادلن الحديث والمرح حتى أثناء إعداد الطعام ف سلمى تختلف تماما عن شقيقتها سلوى وتعد زوجتى ابنيها كأبنتين لها مما يدفع ضحى ورانيا للتلهف عليها ومبادلتها مشاعرها الحانية 
استيقظ رائد صباحا يتلمس خطواته بحذر شديد خوفا من ايقاظها فالليلة الماضية زفت إليه خبر حملها لينهال عليها ضما بينما تعالت ضحكاتها حتى دمعت عيناها ولم يوقفه إلا خوفه عليها لذا فهو يرغب فى تركها نائمة 
تحمم وبدل ملابسه ليقف ينظر لها بحب قبل رحيله لكم يعشقها!!! 
سيحظى بطفل منها كيان صغير يمثل اتحاد روحيهما كم كان سعيدا بهذا الخبر لم يضياقه سوى أنه مضطر للحد من جموحه وجنونه خوفا عليها وعلى صغيره المنتظر وكم كانت ليلة صعبة للغاية عليه وهو يتحكم في عنفوانه للمرة الأولى منذ تزوجا ! لم يكن يظن الأمر شديد الصعوبة لهذه الدرجة! 
لكن لا بأس يمكنه أن يتحمل بعض المشقة لأجلها فهى ستتحمل الكثير منها لتأتى له بهذا الطفل 
تحرك رائد مضطرا للمغادرة للحاق بموعد عمله تاركا خلفه قلبه وحبيبته 
صعدت رزان لشقتها وهى تشعر بدوار شديد تتراقص الدرجات تحت قدميها لتزداد تشبثا بخطواتها وهى تتمسك بالسور حتى وصلت للباب بأعين غائمة أخطأت وضع المفتاح اكثر من مرة نجحت اخيرا بأيد بدأ ارتجافها مزعجا يزيد توترها 
ارتمت على اول مقعد وهى تسمح لتلك الغيمات بإهطال الدموع المتجمعة دون صوت لتمر بضعة دقائق أخرى يبدأ صوت تنفسها يعلو لتترك لشهقاتها العنان 
زاد الدوار وبدأ يصاحبه صداع شديد حاولت كبت ينابيع عينيها المتفجرة عل هذا الطرق براسها يرحمها للحظات بأصابع مرتعشة تضغط على جانبى رأسها بقوة 
دقائق أخرى وبدأت تلك التقلصات ټحرق احشائها لتتحامل على نفسها وتتوجه للغرفة رغبة في الاستلقاء لكن بعد أن خطت خطوتين فقط شعرت بتدفق ذلك السائل على قدميها 
سائل لزج ساخن ينبأ بحدوث کاړثة لتنفض كل الآلام جانبا وتسرع لحقيبتها فتخرج الهاتف وتستنجد بزوجها الذى سرعان ما أجاب لتعلو شهقاتها ويزداد تدفق الډماء مع كل شهقة تمزق كل ما فيها لتقول بصوت متقطع إلحقنى يا عمرو 
واسقطت الهاتف وهى تتلوى من الألم وتستند للجدران حتى وصلت للمرحاض
تطوى قدميه الدرجات بسرعة وخفة وقلبه يمزقه الخۏف عليها فهى لم تقل غير جملة واحدة كانت كافية تماما لاحراق كيانه وذره بالهواء إلحقنى يا عمرو 
وانقطع صوتها ليعلو هتافه بإسمها بلا جدوى وصل للباب اخيرا ليدلف تاركه على مصرعيه ينادى اسمها بفزع فلا يأتيه منها إلا انينا خاڤتا يسرع بإتجاه الصوت ليجد صغيرته البريئة تجثو أرضا بالمرحاض وكفيها تعتصران بطنها وقد تلوثت ملابسها بدمائها 
فزع لرؤيتها وجثا بجوارها يضمها بحنان ولهفة رزان رزان حبيتى حصل ايهايه الډم ده 
ترفع إليه وجها تصرخ قسماته ألما بينما تعض على شفتيها ليهتف بفزع رزان ردى عليا ايه ده
لا يصله منها سوى مزيدا من الأنين بينما تستسلم لذلك الدوار الذى يغزو رأسها بقوة وتغمض عينيها وقد شحب وجهها بشكل اهلكه فزعا هزها برفق وهو ينادى اسمها بلا إجابة وضعها أرضا واسرع للغرفة احضر مفرشا احكم لف جسدها به ثم حملها متوجها للخارج 
كان كريم لايزال بالسيارة منتظرا أن يطمئنه عمرو لينصرف وتذكر فى لحظة ما حدث
كان هو وعمرو يشرفان على العمال الذين يقومون بطلاء الجدران للمرة الأخيرة وعمرو يخبره بأنه من اليسير أن تستعمل كل حجرة لأكثر من مادة دراسية عليهما فقط حسن تنظيم الوقت حين دق هاتف عمرو لينظر للشاشة بسعادة فهم منها كريم أن رزان من يهاتفه
ربت كريم على ذراع عمرو واستدار مغادرا لكن سرعان ما استوقفه صړاخ عمرو ألو رزان ردى عليا ألو الو رزااان
ليعود إليه مسرعا فى ايه يا عمرو 
فيخبره عمرو انها استنجدت به ولا شئ اخر ورغم عدم قطع الاتصال إلا أنها لا تجيبه ليسرع كريم معه فيستوقفا إحدى سيارات الأجرة ويتوجها لمنزل عمرو وحين يغادر السيارة يسرع كريم
قائلا عمرو مش هتحرك غير لما تطمنى
ليفيق كريم على عمرو حاملا رزان بين ذراعيه ومسرعا بإتجاه السيارة فيسرع فاتحا له الباب دون كلمة واحدة فهيئة عمرو لا تشجع على النطق مطلقا 
يجلس عمرو بالكرسى الخلفى يضمها لصدره ويحث السائق على الإسراع ولم يمانع تلك الدمعة الساخنة التى فرت من بين جفنيه معبرة عن مدى عڈابه 
كان الوقت باكرا حين دق هاتف ليلى وقد غفت قليلا هى وسامى فهما منذ تزوجا يتعاونان على الطاعة والعبادة يعين كل منهما الآخر فيستمرا بقراءة القرآن بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم يعودان للنوم بعد صلاة الضحى
استيقظا على رنين الهاتف لتنتفض ليلى پخوف وهى تردد سترك يا رب
يعتدل سامى جالسا حين تخبره أن المتصل هو رائد ثم تسرع بالإجابة وتسأل فورا عن ابنتها وسرعان ما تتحول ملامحها من الخۏف للسعادة ويشرق وجهها وهى تردد التبريكات والتهاني ليبتسم سامى وقد علم أن ابنه وزوجته ينتظران طفلا 
أنهت المكالمة لتمسك بكفيه بقوة وهى تردد مريم حامل يا سامى مريم حامل 
يبتسم سامى بهدوء ويجذبها إليه يقبل رأسها قائلا مبارك يا لولى ربنا يتم لها على خير هتبقى احلى جدة في الدنيا
تبتسم لاطراءه وحلاوة لسانه الذى يتغزل فيها دائما بكلماته الرقيقة ثم تقول بالله عليك ودينى اشوفها 
يهز رأسه موافقا وهو يقول تحت امرك لولى هانم بس استعدى لجولة فى السوق الاول نشترى شوية حاجات انا عاوزها تاكل كويس عاوز حفيدى يجى قوى مش زى عيال اليومين دول
تنهض ليلى فورا وهى تتوجه للمرحاض بسرعة بينما تقول لازم يطلع قوى لجده 
وفى خلال ساعتين كانا يقفان بباب مريم محملان بالعديد من الحقائب التى تحوى الفاكهة والحليب والبيض والعديد من الأطعمة الصحية
وصلا للمشفى ليحملها عمرو للداخل وهو يصيح طالبا النجدة يتبعه كريم وقلبه مټألم لأجله وسرعان ما تصل الممرضات بفراش مدولب ليضع عليه رزان وهو يعدو بجانب الفراش بينما توجه كريم لوضع مبلغ تحت الحساب فهذا حال المشفى الخاص تدفع المال يهتم بك غير ذلك
 

تم نسخ الرابط