للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


..ارتحتى دلوقتي....ارتحتى لما كسرتينى 
اخفضت عينيها عنه ليقول انا رايح لمراتى ومش راجع من غيرها ولو هتقعد هناك سنة مش هسيبها غير لما تيجى معايا 
وغادر عمرو لم تستطع سلوى أن تمنعه اجفلت لصوت الباب لتنظر ل سما پغضب وتصب عليها جم ڠضبها ثم تطردها وتظل وحيدة قلبها يغلى حقدا ولم تفكر للحظة واحدة انها مخطئة 

غادر عمرو لا يتحمل ما سمعه لقد سمح بحدوث هذا بطيبته المفرطة ...هو تركها لتقاسى ما تفعله أمه وهو يعلم أنها لن تشكو مطلقا 
لكنه لم يكن يتخيل أن أمه قد وصلت لهذه الدرجة من الكره لنفسها ...هى بالفعل تكره نفسها وتوجه هذا الكره للمحيطين بها 
أخذته قدميه لباب كريم حيث يجد دائما راحته ..طرق الباب وسرعان ما فتحه كريم ليفزع من هيئة عمرو وهو يستند برأسه إلى كفه الذى يضعه بجوار الباب ..عينيه محتقنة ووجهه شاحب 
فزع كريم واسرع يمد ذراعيه يعدل من وقفة عمرو ويقول بفزع فى ايه يا عمرورزان كويسة
هز عمرو رأسه وهو يترك جسده ل كريم يسحبه للداخل مغلقا الباب ليضع عمرو على الأريكة ويجلس بجواره يربت عليه ويقول مالك يا صاحبى 
يتحدث عمرو ويتحدث بعض من كلماته غير مفهوم لكنه أفرغ كل الألم الذى يعتصر قلبه بباب صديقه الوفى بينما إلتزمت رانيا الغرفة تمنحهما مساحة من الخصوصية بمجرد أن قدمت الضيافة ورأت حالة عمرو 
طال الوقت وكريم يواسى عمرو فهو يعلم خالته جيدا ..سليطة اللسان غليظة القلب...كان الشك يراوده منذ استنجدت رزان ب عمرو أن لخالته يد فيما حدث 
عرض كريم على عمرو أن يبيت ليلته معه إلا أن عمرو هب واقفا وهو يقول بإصرار لا هروح ل رزان 
لكن كريم لا يمكنه تركه بهذه الحالة فيسرع قائلا طيب انا كنت عاوز طلبات من تحت اغير وانزل معاك 
يعلم عمرو أنه يريد فقط صحبته ليطمأن عليه وهو ايضا يحتاج لهذه الصحبة فيلقى بثقل جسده فوق الأريكة مرة أخرى ينتظر كريم
منذ غادرت رزان المشفى ومريم ورائد يقيمان ايضا بمنزل سامى الذى لم يعارض وجود الجميع بل بدت حياته مثالية بوجودهم رغم أن قلبه يتألم لأجل ابنته إلا أن وجود رائد ومريم اثر فى رسم ابتسامة على وجهها الشاحب وان كانت ابتسامة باهتة إلا أن هناك امل 
كانت رزان بغرفتها تصحبها مريم ورائد حيث تجلس مريم بجوار رزان ويتكأ رائد أمامهما وهو يقول بمرح اسكتى يا رزان دا صاحبتك هتجننى
تشير مريم لنفسها وتقول پغضب انا هجننك يا رائد 
يلوح بكفه لتقول وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها طيب ايه رأيك انى هنام مع صاحبتى النهاردة اتفضل بقا نام لوحدك 
ينتفض رائد جالسا وهو يقول بجدية لا كله إلا كدة ...اغضبى براحتك بس ماتباتيش بعيد عنى
كان حديثهما عفويا نابعا من حبهما المچنون بينما تألم له قلب رزان فهى منذ أيام تبيت بعيدا عن حضڼ حبيبها الدافئ لكن دخول ليلى شتت انتباهها وهى تقدم لهم اكواب العصير بحب 
تناولت كل منهم كوبا ليجلس رائد متربعا وهو يخاطب ليلى ايه ده يا ماما لولى !! فين نصيب ابنى 
يدخل سامى مسرعا ليصل ل رائد يضربه بمؤخرة رأسه وېعنفه قائلا لولى فى عينك انا بس اللى اقولها لولى 
تضحك الفتاتان بينما يرفع رائد كفه بتحية عسكرية ويقول تؤمرنى يا باشا 
وينظر ل ليلى ويغمز بإحدى عينيه قائلا سيطرتى يا لولى 
تتسع عينا ليلى بينما يندفع رائد يعدو قبل أن تطاله ايدى والده الغاضبة فيقف سامى بإتجاه ورائد مقابله يقول برجاء خلاص بقا قلبك ابيض
ينظر له سامى پغضب قلبى ابيض يا زفت ....انتبه لكلامك احسن لك
يومأ رائد بطاعة زائفة فيقول سامى غور على اوضتك
يجمع كفيه متوسلا طيب اخد مراتى بس ممكن 
يرفع سامى إحدى حاجبيه ويقول لا مش ممكن امشى يلا
يضرب رائد الارض بقدمه فتتعالى ضحكات الجميع بينما تقول مريم مش انا هجننك خلاص اقعد بعقلك بقا من غيرى
ينظر لها پغضب ثم تلين ملامحه وهو يقول يالهوى حبيب قلبى يا ناس مقدرش اعيش بعقلى من غيرك ....عقلى وقلبى معاكى اصلا
يعقد سامى ذراعيه بينما تبتسم ليلى ورزان وتنظر له مريم بحب ثم تنهض عن الفراش وتقول ل سامى خلاص بقا يا بابا علشان خاطرى 
يهز سامى رأسه لها دون أن يتحدث لتقترب من رائد الذى امسك كفها وهو يهرول خارجا بينما يصيح سامى وليلىبالراحة عليها 
يتوقف فورا ينظر لهما قائلا بس كدة 
ليرفعها بين ذراعيه ويغادر تشيعه ضحكاتهم
العشرون
اسرع رائد لحجرته وهو يدفع الباب بقدمه لينغلق بقوة وضعها أرضا برفق وهو يهمس تعالى لى يا بطة 
عادت للخلف وعقدت ذراعيها وهى تقول بدلال لا زعلانة منك ..ماجبتش الشيكولاته اللى طلبتها امبارح ..انت حر ابنك زعلان وانا زعلانة
يقترب خطوة وهو يقول بحنان انا أقدر ازعل المچنونة بتاعتى
فتح أحد الادراج وأخرج قالبا من الشيكولاتة الذى اختطفته مريم بلهفة لتسرع بفتح الغلاف وهى تتناول قضمة منه لتغمض عينيها بتلذذ وهى تتذوقه بتمهل مثير
لتهمس بخجل رائد ...بعدين...لما نروح بتنا 
فلم يصلها اى تجاوب منه سوى أن همس هشششش 
لتبدأ يده تعرف طريقها لملابسها فتزيحها قطعة تليها الأخرى 
مكثت ليلى وسامى بصحبة رزان لفترة وهما يحاولان التحدث فى كل الامور ليتشتت تركيزها عن الحزن الذى سيطر عليها منذ فقدت جنينها الأول 
تبدأ تتجاوب معهما ويطول الحوار الحميم بين ثلاثتهم يسعد له سامى كثيرا وتطمئن له رزان 
ولم يقاطع هذا الحديث سوى جرس الباب ليتعجب الجميع من الزائر المتأخر فيتوجه سامى فورا للخارج بينما تظل ليلى بصحبة رزان 
صحب كريم عمرو إلى منزل سامى وعرض عليه أثناء السير أن يبحث عمن ترافق سلوى مقابل أجر مادى على أن يشرف هو عليها شخصيا ليجنب رزان ما قد تمارسه سلوى من ضغوط عليها ليستقر الوضع وتعود رزان لمنزلها 
وقد استحسن عمرو الفكرة وهو لا يظن أن سلوى قد تعترض هذه المرة فهى لن تجازف بمزيد من البعد والتشاحن لذا فقد وعده كريم أنه سيبحث عن سيدة بسن مناسب لتلك الوظيفة
وصلا فودع كريم صديقه الذى توجه للأعلى ليدق الجرس بخجل فالوقت ليس مناسبا للزيارة 
مالبث أن فتح الباب عن سامى الذى نظر له بدهشة فرغم محاولته لإظهار الهدوء إلا أن حالته مزرية فقال سامى بلا وعى عمرو مالك يابنى 
نظر له عمر نظرة خاطفة اخفض رأسه بعدها وقال بهدوء تسمح لى ابات مع رزان النهاردة
أشار له سامى بيده ليدخل يجر قدميه بإرهاق واضح توجهت خطواته نحو غرفتها بتلقائية ليتذكر سامى أن ليلى بصحبتها وهى بملابس غير لائقة للقائه فيسرع قائلا لحظة يا عمرو انتظر فى الصالون علشان ليلى جوه
اومأ عمرو برأسه وتوجه من فوره للاتجاه الاخر ليسرع سامى للغرفة وهو لا يعى ما حدث لقد غادر منذ ساعات وكان بخير ترى ما أوصله لهذه الحالة أحوال ابنته وزوجها مريبة حقا فى ساعات يتغير حال أيهم بشكل لا يصدق.
فتح الباب ودخل قائلا ليلى روحى اوضتنا لو سمحتى 
ثم نظر ل رزان وقال حبيبتى عمرو جه علشان يبات معاكى النهاردة
أسرعت ليلى تقبل رزان وتتمنى لها نوما هنيئا ثم توجهت فورا لغرفتها بينما انتظر سامى حتى أغلقت الباب ثم توجه ل عمرو قائلا تعالى يا عمرو 
نهض عمرو بكاهل مثقل. خطواته تعرف الطريق إليها لذا ترك الأمر لقدميه لتصلا به إليها بينما قال سامى هجيب لك ترنج من رائد 
حاول عمرو أن يعترض فهو لا يرغب فى ازعاج الجميع بينما أصر سامى فلا يجوز أن ينام بتلك الملابس الغير مريحة
كان رائد لايزال هائما فى نشوته يغرق فيها طواعية مرحبا بالمزيد حين طرق سامى الباب لينتفض بفزع بينما تخجل مريم بشدة وهى تسحب الأغطية فوقها بسرعة و يجيب رائد بصوت متحشرج ايوة لحظة واحدة
ارتدى ملابسه بعجالة بينما قال سامى عبر الباب رائد هات ترنج من عندك ل عمرو 
هز رائد رأسه وكان سامى يراه وأخرج من دولابه سريعا افضل ما لديه واسرع يفتح الباب بشكل جزئى ويهمس اتفضل يا بابا
ليمد سامى يده يتناوله دون أن يمعن النظر لابنه وهو يهمس شكرا حبيبى اسف صحيتك
وانصرف من فوره دون أن ينتظر إجابة رائد الذى عاد للداخل ليلقى بجسده على الفراش وهو يضع كفه على صدره يهدأ انفاسه اللاهثة لتنظر له مريم بشفقة وتقترب منه تدثره بالغطاء ليلتفت لها ويقول بحب انا اسف حبيبتي
ربتت على صدره وهى تضع رأسها عليه ليضمها بحنان وهو يربت على كتفها حتى غفت ليطمأن هو ويستسلم لغفوته
وقف عمرو بالقرب من الباب حتى احضر له سامى الملابس ليغادر وهو يتمنى له ليلة سعيدة ليدخل عمرو عرفة رزان التى كانت تنتظر دخوله بلهفة وقلق ازداد حين رأته بهذه الحالة السيئة بينما اغلق الباب وهو يستند إليه بإرهاق واضح لتقول رزان پخوف عمرو مالك يا حبيبي
نظر لها عمرو والكآبة تسيطر على ملامحه ..ترى كم تحملت ايها الصغيرةانا لم احتمل حوارا واحدا استمعت له عن طريق الخطأ... إن ما حدث لك صغيرتى انا المذنب الرئيسى به 
طال صمته وتحديقه بها همت عن الفراش لكنه تحرك فورا قائلا بقلق لا بعدين تبردى خليكى فى السرير 
واسرع خطاه إليها ترك ملابس رائد جانبا وشرع بخلع ملابسه ليرتدى ذلك البنطال المريح ويكتفى به فما يشعر به من غليان داخلى يولد لديه رغبة فى خلع ملابسه كافه لكنه يعلم شدة خجلها اسرع يستلقى ويجذبها إليه بينما تعيد هى التساؤل مرات دون أن يجيب إلا أنه قال فى النهاية تعبااان اوى يا قلب عمرو 
وصمت لحظة يحاول التماسك لكنه فشل ليبكى بصمت بينما يزداد انقباض قلبها ...حبيبها يبكى تشد ذراعيها حوله وكأنها تخفيه عن العالم 
ترفع رأسها لتعتدل وتضم رأسه لصدرها ليجهش بالبكاء دون خجل بينما تربت على رأسه واصابعها تتخلل شعره الغزير وتناوله المحارم من وقت لآخر بصمت .
لا تعلم كم مر من الوقت قبل أن يهدأ ويتمالك نفسه ليكف عن البكاء لكنه لم يتحدث ما إن رفع رأسه عن صدرها ليجد عينيها الحانيتين تنظران إليه بحب 
ليكون اعترافه هذا اخر ما تسمع قبل أن تنتظم انفاسه ويغفو 
كانت ليلة طويلة فكلما تحركت بالفراش شعرت بذراعيه يتصلبان حولها ويجذبانها إليه هى لا تعترض على ذلك بل ترحب بمزيد من القرب لكنها تتعجب ترى ما الذى أوصله لهذه الحالة التى تجعله متشبثا بها حتى أثناء نومه
فى خلال يومين تمكن كريم من إيجاد سيدة مناسبة لمرافقة سلوى وقد
 

تم نسخ الرابط