للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


هبت تستقبله .
ضمھا بلهفة وهو يهمس كل عام وانت معايا 
بادلته ضمته بسعادة وهى تردد كل عام وانت كل دنيتى 
وتسير فيصحبها بصمت إلى الطاولة حيث أعدت لها عشاء مميز 
يرفض بقلب يحرقه الشوق إليها ليعود جاذبا إياها إلى دفء صدره وهو يهمس مش عاوز اى حاجة غيرك دلوقتيخليكى فى حضنى 
تنهدت وهى تستقر بين ذراعيهلينسى هو تلك العلبة بجيبه وتنسى هى تلك العلبة على الطاولةفهذا الاحتفال ليس الغرض منه تبادل الهدايا مطلقا .

صباحا فى شقة رائد ومريم
تعدو رولا ذات الثلاث اعوام ومريم تلحق بها وهما تضحكان بشدة بينما رائد يراقب المشهد أثناء ارتداء ملابسه فهذا مشهد يتكرر يوميا فهذه الصغيرة ترفض تبديل ملابسها ليصحبها لمنزل والده بينما يقاسى معها أثناء العودة لرفضها ترك جدتها 
تضحك رولا وقد أفلتت من قبضة مريم مرة أخرى وهى تقول هههههه مس هتعلفى تمسكينى مش هتعرفى تمسكينى
بينما تضيق مريم عينيها وهى تقرر إنهاء المطاردة وهى تمسك بها لترفعها عن الارض فورا وهى تضحك قائلة مسكتك يا عفريتة 
ټضرب رولا بيديها وقدميها اعتراضا على انتهاء اللعبة سريعا لا مامى عاوسة اجلى سوية ..سبينى مس هلوح عند نانالا يا مامى عاوزة أجرى شوية ..سبينى مش هروح عند نانا 
عقدت مريم حاجبيها وهى تقول يبقى تروحى الحضانة 
يخرج رائد هنا ضاحكا ليتلقفها من ذراعى مريم ويقول رولا حبيبة بابى هتسمع كلامى صح 
تهز رولا رأسها بالموافقة ليقول برجاء طفولى بابى هيتأخر عن الشغل وهيزعل ويعيط 
تضع كفيها الرقيقين فوق وجهه بسرعة وتقول لا يا بابى مس ټعيط انا حلبس علطول علطول لا يا بابى مش ټعيط انا هلبس علطول
وهبطت عن ذراعيه لتجرى نحو غرفتها فتهز مريم رأسها بأسف مصطنع وتقول ياسلام ببساطة كدة
تعلو ضحكته الدافئة وهو يقترب هامسا شوفتى يا قلبى ...ماتيجى اقولك حاجة بسرعة قبل ما رولا تيجى 
تبتعد خطوات بدلال زائد وهى تقول لا هروح اشوفها وانت شوف سيف 
يسرع خطاه لاحقا بها ليجذبها بقوة هامسا اهون عليكى يا روما .. انت ماصبحتيش عليا 
تبتسم وهى تقترب منه ليعلو نداء رولا فتدفعه وهى تهرول بإتجاه غرفتها لينفض ذراعيه پغضب ويتجه لغرفة سيف 
بمنزل عمرو 
يقف يرتدى ملابسه وهى تتكأ بذراعيها إلى حافة الفراش الخشبية فقد استقل اولادها حافلة الحضانة منذ قليل .احكم إغلاق الزر العلوى من قميصه ليمسك ربطة عنقه ويتجه للمرآة فيتعمد لمسها أثناء مروره ثم يتخطاها راسما البراءة على ملامحه
اعتدلت لتعقد ساعديها وهى تقول ما انا اقدر اعمل زيك بس ما ترجعش تزعل وتقول نقضتى وضوئى 
يضحك عمرو فتزداد ملامحه جاذبية فهذه اللحية التى أطلقها مؤخرا تزيده وسامة بينما يحسن تهذيبها لټلعن رزان وسامته التى تلفت أنظار الفتيات المترددات على المركز هى تقسم أن زوجها هو فتى احلام الفتيات ترفع وجهها بتحدى وهى تقول له عارف انا اصلا اتجوزتك علشان انقض وضوئك 
وكانت اسرع منه وصولا للباب لتغلقه قبل أن يخرج وتستند إليه ناظرة له بتحدى لتتحول نظرتها فورا وتتبدل نظراته ايضا ليكون الصمت ابلغ من كل الكلمات
تسعل سلوى بشدة فتسرع امل إليها تفرك ظهرها بحرفية ويد خبيرة ثم تضربه ضربات خفيفة لتبثق سلوى كمية كبيرة من المخاط تلقى المحرمة الورقية بالسلة بينما تقول امل ماينفعش كدة لازم تروحى للدكتور انا هقول لمدام رزان 
لتتحول ملامح سلوى فورا وهى تقول قلت لك مية مرة إن عمرو هو اللى ابنى مراته مالهاش علاقة بيا وماتعرفيهاش حاجة عنى 
تجلس امل أمامها وتقول بأسف ليه بس دى بتحبك !!
تلوى سلوى فمها وتقول بتحبنى اه....دى مستنية فرصة علشان تشمت فيا 
ترفع ذراعيها عاليا وتهم بالدعاء على رزان فتسرع امل تمسك كفها وهى تقول خلاص قلبك ابيض بلاش تدعى عليها الله يرضى عليكى 
لكن رجاء امل لم يكن سبب توقفها إنما هو السعال الذى عاد بشدة

يقف عمرو بعد حوالى الساعتين يعيد ارتداء ملابسه وقد شدد على حبيبته أن ترتاح بالفراش فهو مضطر للتوجه للمركز ف كريم ألغى محاضراته اليوم وعليه أن يلتزم هو بينما تنهض رزان وتتحرك حوله بخفه يراقبها عبر المرآة بسعادة وهى تمسك سترته لتقترب منه تساعده فى ارتدائها ثم تربت على كتفه وهى تقترب من أذنه لتهمس بلاش تتحدى رغبتى فيك بعد كدة ..اى جنون هيحصل مش هيبقا مسئوليتى 
عادت خطوة للخلف لتتسارع دقات قلبه لقد زادت جرءتها مؤخرا بشكل يثير كل حواسه بمجرد النظر لعينيها بمجرد الالتفات لخطواتها التى تزداد تمايلا ونعومة ..لقد أصبحت حبيبته بجرأتها تلك كتلة من الإثارة المتحركة وهو سيفعل اى شئ ليرتوى منها حتى الثمالة 
دقائق كانت كافية ليحسم هو الأمر ويعيد اغلاق الباب ويجذبها له بقوة هامسا انا مابقاش فيا عقل جننتينى 
تدفعه برقة ليزداد قربا وصلابة وهو يقول ماتحاوليش مفيش حاجة هتخرجك من حضنى النهاردة الا لما ولادك يرجعوا .. انت ليا ..ليا انا وبس 
وأوفى بكل حرف 
اوفى بكل حب ..لتتقبل هى قربه بمزيد من السعادة 
توسدت صدره لتستمع لجنون خفقاته بينما اصابعها تتحرك عليه ببطء شديد حتى هدأت انفاسهما ..حاولت التحرك ليشد ذراعه حولها قائلا انا مش قلت مش هتخرجى من حضنى 
تستند بنصفها العلوي على صدره وتقول معلش عشر دقايق انزل اطمن على طنط سلوى بتكح كحة مش عجبانى وكل ما اقولها نروح لدكتور مش راضية 
نظر لها بحب بعد هذه السنوات لازالت تهتم لأمر أمه !! رغم أن الأخيرة لا تتوقف عن التجريح فيها .احاطها بذراعه الآخر وهو بجذبها بقوة ويدور بها ...ينظر لها وقد أصبح فوقها بلحظة 
كيف تكونين حبيبتى بهذه البراءةكيف لك هذه القدرة على التحمل
طالت نظراته قبل أن يقول انت لسه بتحبى امى بعد كل اللى بتعمله فيكى
مدت كفها ليتخلل شعيرات لحيته وهى تقول انا بحب كل اللى منك مهما يكونوا...وبعدين طنط انا اتعودت عليها خلاص من زمان مابزعلش منها ..
أطل الحنان من عينيه وهو يتساءل انت ازاى كدة
رفعت حاجبيها بدهشة كدة ازاى يعنى 
ابتسم وهو يقترب حتى تنفس أنفاسها ليقول هامسا كدة كل حاجة فيكى حلوة  
وفى اللحظة التالية كان قلبه يخبر قلبها عن مدى روعتها برأيه .
استيقظ كريم لكنه يأبى أن يغادر دفئها فدفئها بين ذراعيه هو كل ما يصبو إليه يقترب برأسه ليتنفس رائحة شعرها ليتذكر ذلك الحوار الذى دار بينه وبين والدته من أيام فمنذ ۏفاة والده العام الماضي أصابها هاجس انها ستموت قريبا لتبدأ للمرة الأولى منذ أعوام تطلب منه أن ينجب لها حفيدا تراه قبل أن يداهمها المۏت 
يذكر أن عرضت عليه إعادة الفحص ليرفض بشدة فهو لن يجرح حبيبته ابدا فأقسى ما تشعر به المرأة هو العجز عن الإنجاب لن يفتح هذا الچرح مهما حدث لقد حمد الله أنها لم تصاب بهوس الإنجاب فلو فعلت لحولت حياتهما لچحيم لا يطاق لا لشئ سوى لأنه لن يتحمل ألمها فى كل مرة إخفاق ..لن يتحمل هذا ..ولن يعرضها لهذا .ألم حبيبته ليس خيارا متاحا
انتفض حين تذكر قول والدته الذى لم يتخيل أن يسمعه منها مطلقا نظرا لعلاقتها الطيبة ب رانيا إلا أن سلمى فاجأته حقا حين قالت يبقى تتجوز
تتردد الكلمة على مسامعه لتطعن قلبه بقسۏة ...لم يجد ما يجيب به والدته حينها إلا أن غادر غاضبا 
تتحرك رانيا بين ذراعيه ليفيق من شروده ويبتسم لها بحب وهى تهمس صباح الخير
اقترب يقبل وجنتها بدفء ويقول احلى صباح فى الدنيا 
حاولت أن تنهض ليجذبها قائلا على فين احنا إجازة النهاردة
يتجهم وجهها بتصنع واضح وهى تقول هشيل الاكل اللى بات على السفرة 
اقتربت منه قائلة بدلال بقا يا وحش اقف فى المطبخ طول النهار وفى الاخر ماتدوقش الاكل حتى 
تحسس وجهها بأصبعه وهو يقول ادوقه بس دا انا هطلع امسح الاطباق ..بس اهون انا عليكى اټجنن ...لو كنت بعدت عنك دقيقة كمان كان جرى لى حاجة
أسرعت تضع كفها على فمه وتضمه پخوف بعد الشړ عنك اوعا تقول كدة انا ماليش غيرك فى الدنيا
ضمھا بحب نادم على قوله الذى احزنها نهض بعد قليل يقول بمرح شوفتى بقا نستينى اديكى الهدية وبحث عن سترته ليخرج العلبة من جيبها الداخلى ويفتحها ليحيط اصبعها بذلك الخاتم الذى زخرف على هيئة اسمه 
ضمت كفها بفرحة لتنهض بحماس كبير قائلة انا كمان جبت لك هدية 
واسرعت للخرج لتحضر زجاجة من العطر الفاخر تقدمها له ليفتحها ويستنشق رائحتها ليتعرف عليها فورا أنه ذلك العطر الذى كان يستخدمه والدها الراحل ابتسم بحنان ولم لا ..فهو والدها وكل أهلها .
كان المساء يحمل أخبارا سيئة فقد أصر عمرو أن يصحب سلوى للطبيب الذى أقر بعد توقيع الكشف عليها بضرورة تحويلها للمشفى فهى مصاپة بداء السكري والذى من توابعه امتلاء الرئة ببعض السوئل ويحدث هذا فى الحالات المتقدمة من المړض 
تماثل عمرو لرأى الطبيب وصحب والدته للمشفى حيث تقرر سحب السائل عن رئتيها فى الصباح التالى .
اسرعت رزان للمشفى فور أن حدثها عمرو لدعم سلوى فهى ام حبيبها قبل كل شيء وصلت لتطرق الباب وتدخل مسرعة لتقول سلوى پغضب فى ايه مش تستنى لما نقولك ادخلى
شعرت رزان بالحرج الشديد فقالت فورا اسفة يا طنط اصلى كنت قلقانة عليكى 
بينما شعر عمرو بالإهانة لكن شفقة ب سلوى لم يتكلم لتسرع رزان إلى جواره تمسك كفه الذى يشد قبضته لينفث عن غضبه لتشعره أن لا بأس لينظر لها بحب ويهمس مش قلت لك انت كدة ازاى
ربتت على كفه ثم نظرت ل سلوى التى تنظر لهما پغضب وتقول انا ممكن ابات مع طنط سلوى وانت روح ارتاح علشان شغلك 
ليقول عمرو معترضا طيب ما انت كمان عندك شغل
لتسرع سلوى فتهى الحوار پغضب لا كتر خيرك روحى لولادك وابنى قاعد معايا 
تحاول رزان أن تغير رأى سلوى قائلة بس يا طنط عمرو هيبات ازاى وامل هتبات احنا ستات زى بعض انا ابات معاكم 
لكن سلوى ترفض فورا وهى تقول لا طبعا ولو تعبت ولا احتجت حاجة بالليل ..روحى انت وابنى معايا 
ولم يجد عمرو أو رزان بديلا لتنفيذ رغبتها لتعود رزان لمنزلها وتترك عمرو ليبيت ليلته على مقعد بردهة المشفى 
لم يكن مرض سلوى هو أسوأ أحداث الليلة 
فى الثانية بعد منتصف الليل دق الباب بمنزل سامى لتنتفض ليلى بفزع وتهزه برفق لكن صوتها يعبر عن مدى القلق الذى تشعر به سامى قوم بسرعة الباب بيخبط 
اعتدل سامى فورا وهو
 

تم نسخ الرابط