للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


اللى تطلبه
اتسعت عينا عمرو بفزع لكن رزان أسرعت تتناول الزجاجة وتقول بحزم يلا يا عمرو 
تحرك عمرو معها ليرفع رأس والدته وتضع رزان به بعض قطرات الماء وما لبثت أن عادت للحشرجة لتهبط دموع رزان رغما عنها 
دقائق وكان عليهما الخروج لتدخل شقيقات عمرو كل اثنتين على حدة وفى النهاية دخلت سلمى التى ما إن اقتربت من فراش سلوى حتى اجهشت بالبكاء وهى تسمع حشرجة أنفاسها وانينها المستمر وبينما تقف بصمت تمسك كفها بحنان إذ ب سلوى تصرخ ألما لينتفض جسد سلمى وتسرع الممرضة لتحقنها بمسكن مرة أخرى لتهدأ صرخاتها لكن سلمى تنتفض بفزع وهى تتخيل نفسها فى نفس الحالة قريبا .

استمر الوضع على ذلك أسبوعا كاملا تغيرت فيه هيئة عمرو تماما ورغم وقوف كل من كريم ورائد لجواره إلا أن حالته تسوء بسوء حالة والدته هو وسلمى اكثر المتضررين من حالة سلوى فقد تبدلت ملامح سلمى ايضا وأصبح وجهها هزيلا تعانى كوابيس كل ليلة وقد أصرت رانيا على إقامتها بشقة سلمى حتى تمر الأزمة .
أصبحت سلوى لا تستجيب للمسكنات التى تحقن بها وصارت صراخاتها تمزق القلوب ارسلت رزان ولديها للإقامة الدائمة بمنزل سامى لتتفرغ لهذا المصاپ وأصبحت تبيت ليلتها بجوار عمرو على أحد المقاعد وتتوجه فى الصباح لتفقد الطفلين وتعود إليه سريعا ولم يزعجها ابدا وجود ماجد بمنزل والدها .
خرج عمرو من غرفة العناية ليستند برأسه إلى الجدار ويبكى پألم فأسرعت رزان إليه ليتمسك بكفيها وهو يقول برجاء رزان انا عارف إن ماما اذتك كتير ...ارجوكى سامحيها ..اعتبريها زى والدتك معلش عشان خاطرى 
بكت رزان لبكاءه وقالت حبيبى انا مسمحاها والله ربنا يعفو عنها ...ادعى لها يا عمرو 
هبطت رأسه لكتفها وفى هذه اللحظة وصل كريم ورائد الذى مد يده يعطى عمرو شيئا فيتساءل عمرو من بين دموعه إيه ده يا رائد
يتنهد رائد بحزن ويقول ده لازقة مخدر بتستخدم فى حالات الألم الشديد استأذن الدكتور وحطها لمامتك ..
ربت كريم على كتفه وقال احسن من صريخها اللى يقطع القلب ده ...احنا دوخنا على ماقدرنا نجيبها 
ينظر لهما عمرو بحيرة بينما تتناولها رزان وتتوجه فورا لغرفة الطبيب الذى سمح بها فورا فقد تريحها قليلا من هذا الألم فقد بات الجميع حتى العاملين بالمشفى يسأل الله أن يعفو عنها ويريحها من هذا العڈاب.
بمجرد أن وضع عمرواللاصقة على ظهر سلوى حتى سكنت تماما وتوقفت صراخاتها المؤلمة ليشعر الجميع ببعض الراحة لهذا السكون 
لزمت سلمى تلك الليلة فراش شقيقتها ورفضت تماما المغادرة ليضطر الطبيب بتركها فبعد فحص سلوى تأكد أن أمامها ساعات قليلة فى الحياة.
فى الثانية بعد منتصف الليل فتحت سلوى عينيها وهى تنظر ل سلمى بفزع التى سرعان ما هرعت إليهاحاولت سلمى تهدأت تلك النظرات المڤزوعة بينما ظلت سلوى تشهق لمدة ساعتين كاملتين ويحتقن وجهها حتى وصل للون الازرق قبل أن تسلم الروح لبارئها .لتسقط سلمى فورا مغشيا عليها قبل أن يعلن الطبيب ۏفاة سلوى 
لم يعرف عمرو ايحزن لۏفاتها !!! ام يسعد لراحتها من هذا العڈاب الذي استمر عشرة أيام !!!كان اليوم التالى كئيبا منذ الصباح الباكر حين أعلنت ۏفاة سلوى ليبدأ الجميع في التوجه للمشفى لدعم عمرو ومساندته فى تلك المصېبة حتى ليلى رغم تراجع حالتها الصحية إلا أنها لم تتخلف عن دعم رزان .
دفنت سلوى لتبدأ أيام العزاء حيث أقامت سلمى بمنزل شقيقتها ورفضت مغادرته ليضطر كريم لتركها مكرها ليحاول حسام ايضا أثناءها عن ذلك ويطلب منها أن تقيم بمنزله لعدة أيام وترجوها ضحى أن تفعل لترفض ايضا .
مرت أيام العزاء ثقيلة بطيئة كحال الأحزان دائما وحان الوقت الذي عليهم جميعا متابعة حياتهم دون وجود سلوى فيها .
صعد عمرو لشقته منهك القوى يجر قدميه جرا وقد تبدل حاله ليرق قلب رزان وهى تنظر له ما اصعب فقدان الأم !!!! تحركت نحوه لتقول بصوت هادئ حبيبى تعالى معايا 
يسير معها وهو يتساءل على فين رزان انا مش قادر.
تبتسم بحنان وهى تقول معلش حبيبى خد دش سخن علشان جسمك يرتاح 
لم يحاول أن يعترض حتى وترك نفسه لها لتسير به نحو المرحاض نزعت عنه ملابسه بسهولة وقد ملأت المغطس ليستلقى عمرو مستسلما للماء الدافئ عله يريح تلك الآلام التي تنهك جسده بينما جلست هى بحافة المغطس وبيدها مقص نظر لها عمرو لتقول بحنان هظبط لك دقنك بس 
أعاد رأسه للخلف ولم يعترض بينما هذبت ذقنه ثم غسلت رأسه وجسده وكأنها تحمم طفلها الصغير توجهت به للفراش لتضعه به وتدثره ليمسك كفها بلهفة قبل أن تتحرك رايحة فين خليكى جمبى .
لم يكن بحاجة ليرجوها فأسرعت تقول هغير هدومى وجاية علطول
دقائق وكانت بجواره فأسرع يضع رأسه فوق صدرها شعرت بدموعه الساخنة لتتنهد وهى تتمتم هامسة وحد الله يا حبيبي..ادعى لها يا عمرو هو انا اللى هقولك !!! الرسول عليه الصلاة والسلام قال إذا ماټ ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. يعنى ممكن طول ما انت عايش يفضل عملها ممتد .
هز عمرو رأسه وهو يتمتم بطلب الرحمة والمغفرة لوالدته ثم استسلم لسلطان النوم 
تبدلت احوال سلمى للأسوء فى الأيام التالية وسيطر عليها هاجس المۏت بشكل افزع ولديها لكنها وضعت هدف اخير لحياتها وعقدت العزم على تحقيقه ولو كان السبيل الوحيد لتحقيق هدفها سيهدم حياة أحد ولديها الغاليين 
الخامس والعشرون
تراجعت الحالة الصحية ل ليلى بشكل ملحوظ وفقدت بعضا من وزنها مما أشعر سامى. بالخۏف وهذا شعور جديد عليه رغم أعوام عمره التى شارفت على الستين عامالم يشعر فيهم مطلقا بالخۏف بهذا الشكل المؤلم للقلب كان خوفه دائما لا يتجاوز دائرة القلق والتوتر الطبيعياما الآن فهو ېخاف كطفل يسير وسط الزحام متمسك بكف امه الذى يمثل له طوق النجاة وفقدانه من إفلات هذا الكف هو نفسه شعور سامى حين وجدها تنطفئ أمام عينيه وتنزوى ابتسامتها مرة أخرى.
فى بداية زواجهما منذ خمسة أعوام تقريبا كانت مضطربة بسبب أفعال ماجد بل إنها قبل الزواج مباشرة تم حجزها بالمشفى مرتين لكنه لم يكن متعلق بها لهذه الدرجةوربما هى تتألم اكثر هذه الأيامفقد عاد ولدها مكسورا ورفضته شقيقته بل إن مريم منذ علمت بتواجد ماجد لم تقم بزيارة ليلى ولهذا قد يكون الألم مضاعفا فهى لم تعتاد قسۏة مريم 
مر اسبوع على ۏفاة سلوى وقد عادت سلمى لمنزلها ورفضت بإصرار أن تقيم مع أى من ولديها رغم إصرار كليهما وكأنها تستلذ وحدتها .
توجه كريم لعمله بالمركز وقد انتظم فيه ليغطى غياب عمرو المتكرر ويمنحه فرصة للتغلب على أحزانه تلقت رانيا اتصالا من سلمى تطلب منها سرعة التوجه لزيارتها ولم تكن رانيا بحاجة لالحاح فى الطلب بل أسرعت إليها تاركة وراءها كل شيء
وصلت رانيا لتجد سلمى تجلس بكآبة ....لا صوت ....لا جليس ....لاشئ....تجلس بصمت مقلق وهيئة تثير الريبة جلستا صامتتين لفترة قصيرة قبل أن تقول سلمى رانيا انت عارفة انى بحبك !!!! 
هزت رانيا رأسها وهى تقول طبعا يا طنط عارفة 
تلألأت الدموع بعين سلمى وهى تقول وانت بتحبينى 
اقتربت رانيا تجلس بجوارها وهى تقول طبعا يا طنط والله قيمتك عندى ربنا العالم بيها .
تهربت سلمى بعينيها بعيدا وهى تقول طيب لو بتحبينى قولى ل كريم يتجوز .
اتسعت عينا رانيا وكأنها تلقت ضړبة فوق رأسها افقدتها التركيز بينما تسارعت دقات قلبها بشكل أنهكه ولم تجد كلمة واحدة تتفوه بها لم تتمكن إلا من فتح فمها لتتسارع أنفاسها عبره وهذا الوخز بقلبها يتزايد حتى كاد ېقتلها .
اسرعت سلمى تتمسك بكفيها وهى تقول برجاء افهمينى يا بنتى .انتو بقا لكم خمس سنين محصلش حمل ولا مرة ...عارفة لو حصل وماكملش كنت قلت فى امل ...لكن ماحصلش نهائى وانا خلاص ايامى فى الدنيا معدودة ونفسى اشوف ولاد كريم قبل ما اموت .
زاد ذكرها للمۏت من هلع رانيا بينما اردفت سلمى انا طلبت منه يتجوز واحدة تانية علشان يخلف بس هو مش راضى ... والله يابنتى انا بحبك ...بس بحب ابنى كمان ونفسى اشوف بس ليه ولد قبل ما اموت ...ارجوكى يا رانيا لو بتحبينى وبتحبيه صحيح قولى له يتجوز .
شعرت رانيا بإنعدام التوازن ودار رأسها بشدة وأصبحت تجاهد لإبقاء عينيها مفتوحتين وهى تحملق فى سلمى التى بدأت تبكى وهى تقول خلاص يا رانيا مفيش قدامى وقت كتير ...ايامى فى الدنيا معدودة 
ضغطت رانيا على كفى سلمى رغبة في التساؤل مع عدم القدرة عليه لتقول سلمى يوم ۏفاة سلوى انا وقعت من طولى والدكتور عمل لى فحوصات وبن يومين اتصلوا من المستشفى وطلبوا منى اروح تانى وعملوا فحوصات تانية كتير علشان كده مارضتش اجى عندكم أو اروح عند حسام كنت مستنيه اعرف عندى ايه .
زاد انقباض قلب رانيا بينما زادت دموع سلمى وهى تقولسړطان 
صمتت برهة ثم قالت سړطان فى الكبد زى مامتك الله يرحمها 
تباطئت انفاس رانيا وهى تتذكر عثورها على هذا الكم الهائل من الفحوصات الطبية بعد ۏفاة والديها بأيام لتعلم أن امها كانت تعانى سړطان الخلايا الكبدية رغم أنه لم يكن سبب ۏفاتها إلا أنها شعرت يومها بمدى تقصيرها بحق امها التى كانت تعانى فى صمت ...مزيج من الڠضب والحزن افرغته على هيئة بكاء هستيرى على صدر كريم فى ذلك اليوم .
واليوم تأتى سلمى بتلك القسۏة توجه لقلبها تلك الضړبة القاټلة من جديد وهى ترجوها كرجاء اخير لأم تحتضر ولم تعد رانيا قادرة على تحمل المزيد فأغمضت عينيها واستسلمت لذلك الخدر الذى استولى على رأسها .
منذ تزوج سامى ليلى لم يقسو على مريم يوما بل كان يعاملها كإبنة فهى ليست زوجة ابنه فقط بل هى ابنة زوجته التى تزداد مكانتها بقلبه يوما بعد يوم لكن حين شعر بهذا الخۏف المؤلم بدا شرسا وهو على استعداد للمقاتلة من أجل سلامتها .
توجه سامى لمنزل ابنه وترك ليلى برعاية ماجد وقد لازمت الفراش منذ يومين طرق الباب بقوة مما أثار فزع رائد واسرع يفتح الباب ليندفع سامى للداخل متسائلا بقسۏة مراتك فين
تعجب رائد من طريقة والده الذى طالما كان عطوفا ودودا فقال بقلق فى ايه يا بابا مالها مريم عملت ايه
لتأتى مريم على صوت سامى الذى يسأل عنها وهي تقول پخوف فى إيه يا بابا
توجه سامى لها وامسك ذراعها بقسۏة وهو يهزها پعنف ويقول بصوت غاضب كلمة واحدة مش هعيدها قدامك خمس دقايق تلبسى وتجهزى ولادك وتيجى معايا فورا تشوفى والدتك 
شعرت مريم
 

تم نسخ الرابط