للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


شهرا بعد شهر ...تألم قلبه وهو يحصى عدد المرات التي أخفق فيها أملها وټحطم ياله من ألم تحملته وحدها !!!! لما لم يشاركها هذا الألم !!!! ربما لثقته أن الأمل سيتحقق يوما !!!! ربما لعدم وجود علة به !!!!! ربما خوفا عليها من الشعور بالنقص !!!!
هو غير متأكد من الأسباب ...لكنه ظن أن تجاهل الأمر هو خير علاج له ...لقد كان مخطئا ...كان عليه مواجهته ونزعه من بين أفكارها ...كان عليه أن يقنعها أن حياته معها كاملة ...أنهما مكتملين بلا اطفال ...هما فقط ....هو لا يريد غيرها ... لكن يبدو أنها غير واثقة من هذا .

بعد ساعات توجهت رانيا للنوم لم يتصنع النوم بل اعتدل جالسا يراقبها بإهتمام وهى تتحرك حوله تبدل ملابسها وتصفف شعرها حتى استقرت اخيرا معه بالفراش .احاطها بذراعيه بدفء وهمس قائلا انا مش عاوز ولاد يا رانيا ...صدقينى ووقفى المهزلة دى ....انا عمرى ما فكرت إن حياتنا محتاجة لطفل...انت وجودك كافينى 
لكم تمنت أن تستمع منه لتلك الكلمات . ترى إلى متى سيظل مكتفيا بها إلى متى سيرى حياتهما مكتملة وماذا سيحدث حين يفيق على ۏفاة والدته ذات صباح ثم يدرك أنه لم يحقق اخر أمانيها حبا فيها هى كيف سينظر لها بعد ذلك
تعلقت بملابسه وهى تقترب منه لتقول خلاص يا كريم مبقاش ينفع نتراجع ..احنا ادينا الامل لطنط سلمى ولو فقدت الأمل ده يبقا نهايتها ..
صمتت برهة ثم قالت عارف يعنى ايه تفقد الامل احساس قاټل...
تصارعت أفكار كريم كيف يقنع والدته برفضه الزواج من اخرى ...هى امه ويتمنى رضاها ..لكن ما تطلبه فوق طاقته .
وكيف يقنع رانيا بعدم الټضحية به لأى سبب . ليت ناصر أو چيلان هنا يدعمانه كم يحتاج إليهما !!! حقا كانت چيلان مصاپة بنفس المړض لكنه لم يكن سبب ۏفاتها ألا يجعل هذا حبيبته تعيد التفكير المۏت لا ينتظر المړض إنه لايحتاجه . كيف يقنعها بهذا !! 
لمن يلجأ من يمكنه التأثير على حبيبته بعد ناصر وچيلان .. لا أحد .
مهلا !!!! هناك من يمكنه أن يؤثر عليها . عفاف !! تلك السيدة الفاضلة التى كانت سببا في تحقق أجمل امانيه . نعم سيطلب منها التحدث ل رانيا هى تحترمها وستستمع إليها .
وليترك مريم ورزان كحل أخير قد يلجأ لهما أيضا إن لزم الأمر لكنه لن يتركها هى وهواجس أمه لتدمرا حياته . فوجود امرأة أخرى في حياته هو الچحيم بعينه
السابع والعشرون
قرر كريم أن يعمل على إنهاء هذه المهزلة كما يسميها فهاتف أمه فى الصباح واعلمها أنه سيمر لزيارتها ذلك اليوموقد عزم على التحدث إليها بشأن إلغاء أمر هذا الزواج الذى لن يتحمله.
وبالفعل توجه لمنزل والدته فور الانتهاء من عمله لتقابله مفاجأة جديدة فكلنا يسعى لتحقيق ما يتمناه قلبه لكن غالبا ما يكون للقدر رأى آخر
بمجرد أن حدثها كريم صباحا أسرعت تتصل ب رهف __ هى إمرأة فى الخامسة والعشرين من عمرها سبق لها الزواج ولها طفل من زوجها الاول الذى انفصل عنها بعد عامين من الزواج تاركا ابنه دون رعاية وبالطبع كحال كل مطلقة في المجتمعات العربية سعى اهلها لتزويجها مرة أخرى وإن كانت ترفض لا بأس ستتقبل الأمر مع الوقت لكن ستمحو عن نفسها وعنهم لقب مطلقة __ وافق اهلها على كونها زوجة ثانية ل كريم مهمتها الوحيدة إنجاب الأطفال فقد صارحتهم سلمى بكل

شيء وأن كريم يحب زوجته الأولى ولن ينفصل عنها مطلقا .ورغم ذلك وافق والدها على ذلك فهو شرع الله ولا ضير أن يبحث عن زوجه تنجب له اطفالا ويحتفظ ايضا بزوجته الأولى مادام مقتدرا على ذلك .
وصل كريم لمنزل والدته التي استقبلته بحماس كبير ليجد من يصحبها شعر ببعض الحرج فهو لن يتمكن إذا من التحدث معها براحة بينما أسرعت سلمى تقدم له عروسه تعالى يا كريم سلم على رهف 
نظر لها بتعجب وهو يقول رهف مين 
اسرعت تقول فورا بإبتسامة واسعة رهف عروستك يا حبيبي.
تتحدث وكأنه شئ منطقى لتشعره بالغباء الشديد ينظر كريم لتلك السيدة التى يصحبها طفل ليتأكد فورا أنه سبق لها الزواج لا بأس تريد أمه أن تتأكد أن الزوجة الثانية ستكون قادرة على منحه هذا الطفل الذى هو فى الأساس حلمها هى .
تنحنح كريم بحرج وهو يهز رأسه للتحية ويقول بإقتضاب اهلا وسهلا تشرفنا 
هزت هى ايضا رأسها للتحية ولم تتحرك لتجذبه أمه من ذراعه وتجلسه وهى تقول بحزم شوفوا بقا . انتو الاتنين مش صغيرين انا عاوزة الجواز يتم النهاردة قبل بكرة 
نظرت ل رهف وقالت زى ما قلت لك يا رهف كريم عمره ما هيظلمك 
ثم نظرت ل كريم وقالت رهف عارفة كل حاجة يا كريم وانا فهمتها قد ايه بتحب رانيا وهى موافقة
لينظر كل منهما للآخر بإستهزاء هى تفكر كيف يدعى حبه لزوجته ويبحث عن أخرى يال الرجال كم هم انانيون لو كان هذا العيب به لكان لزاما على زوجته أن تتحمل وتضحى لأجل حبها أما لانها هى العليلة فعليها أن تتحمل وتضحى وعليه أن يبحث عن أخرى فهو رجل والرجل يجب أن يحصل على كل شيء وعلى المرأة أن تضحى فى الحالتين لأجل سعادته.
بينما يفكر كريم يال هذه المرأة أليس عندها ذرة من الكرامة لتخبرها أمه أنه يحب زوجته وهى ترضا به زوجا رغم ذلك !!! ألهذه الدرجة لا تعنى المشاعر لها شئ !!! فقبلت أن تكون آلة تنجب له اطفالا فقط .مخطئة هى إن فكرت انها قادرة على سلبه من حبيبته .
ساد الصمت وكل منهما ينظر للآخر لتقول سلمى موجهة حديثها للطفل ادم تعالى يا حبيبى نجيب حاجة حلوة من جوة 
ليتحفز كريم فورا فأمه تهيئ له الانفراد بها وهو يرفض ذلك تماما فاسرع يقول لا خليه يا ماما 
ونظر للصغير وقال اسمك حلو اوي يا ادم ..عندك كام سنة 
أشار له الصغير بكفه اربع أعوام فإبتسم كريم وقال بتروح الحضانة 
هز الصغير رأسه نفيا فنظر هو ل رهف التى قالت بحرج الحضانة مكلفة اوى انا بعلمه فى البيت 
هز كريم رأسه متفهما فالمال اذا هو السبب الرئيسي لقبولها به يبدو انها تعانى فقرا شديدا لتقبل بهذا الزواج المخزى أو هى بالأساس مجرد إنسانة مادية تحيا فقط لجمع المال.
نهض كريم فورا لتقول سلمى رايح فين يا كريم استنا لما تتفقوا .
ابتسامة ساخرة احتلت شفتيه وهو يقول البركة في حضرتك يا ماما .علشان عندى حصص.
وتوجه للباب لتلحق به أمه وتقول فورا حبيبى انا اتفقت مع ابوها على كل حاجة هنجيب لها شبكة وهتجوزوا فى شقتنا القديمة واهلها موافقين .
ليلتف كريم ناظرا لأمه وأما عندها اب جاية لوحدها ليه 
ربتت على كتفه وكأن ما تقوله أمرا طبيعيا حبيبى انا قلت تشوفوا بعض واحنا بردوا هنروح نزورهم وهى مطلقة بقا واهلها عاوزين يستروها .
ليتحرك كريم للخارج پغضب انا ماشى يا ماما

.
وغادر فورا لتعود هى إلى رهف وتحدد موعدا لتقديم الشبكة .
غادر كريم فورا إلى منزل عامر ليقابل عفاف ويطلب منها سرعة التدخل قبل أن يجد نفسه قد زفت إليه امرأة أخرى فوالدته تسعى لإتمام صفقة زواجه المزعوم بأسرع وقت .وكانت عفاف عند حسن ظنه لتسرع تطلب رانيا لزيارتها فورا 
توجهت رانيا لزيارة عفاف والتى رحبت بها بشدة ولم تشأ التصنع فتحدثت فورا 
عفاف رانيا كريم كان عندى النهاردة .
دق قلب رانيا فورا هل لجأ ل عفاف لتمنعها مما تقدم عليه 
صمتت لتقول عفاف ليه يا بنتى تعذبى نفسك وتعذبى جوزك بالشكل ده ربنا سبحانه وتعالى قال يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما هتعترضى على إرادة ربنا ليه اذا كان جوزك نفسك شاريكى ليه يا بنتى تبيعى اللى شاريكى 
تنكس رانيا رأسها عارفة يا طنط انا مش بحب كريم . كريم هو الروح اللى لو سابتنى اموت . لكن خلاص صبر معايا خمس سنين مش سنة ولا اتنين . هو لازم يتجوز ويخلف لأنه يستحق الحياة الكاملة .
عفاف ومين قالك إن حياته معاكى ناقصة دى ارزاق يا بنتى ومتقسمة بحكمة ربنا . ارضى يا رانيا وكفاية عڈاب .
رانيا خلاص يا طنط الموضوع منتهى . إذا رفض يتجوز أنا هطلب الطلاق 
حاولت عفاف إثناءها عن أفكارها تلك بلا فائدة كم هى عنيدة !!! وكم شعرت بالأسف وهى تخبر كريم عبر الهاتف أنها فشلت فى اقناعها .
علم عمرو من كريم بما تخطط له سلمى لينزعج عمرو بشدة ويحث كريم على التمسك بزوجته اعلنت سلمى عن زواج كريم سريعا وكأنها تورطه وتضعه أمام الأمر الواقع خوفا من تراجعه .انزعج البعض من ذلك القرار ورأوه متسرعا بينما رأى البعض أنه أمرا طبيعيا لا ضرر منه .
كل ابدى رأيه في الأمر ولم يفكر أحد ما رأى صاحب الامر !!!!
عادت رانيا للمنزل لتجد كريم غارقا فى ألمه كم تشفق عليه !! لكنه سيتجاوز هذا الألم قريبا وسيحصل على الحياة التى يستحقها سيشكر إصرارها لاحقا حين يصبح له ابن أو ابنة كائن صغير يقطر براءة وينشر السعادة في حياة حبيبها الذى يستحقها بالفعل .
نظرت للأمر من وجهة نظرها هى . 
كان كريم يتعذب وقلبه يأن ألما لايتخيل أنه سيكون قريبا زوجا لأخرى وهو الذى رفض قبلا إلا أن يتزوج ممن ستخطف قلبه من نظرة واحدة وها هو يتخلى عنها وعن مبدأه لأجل امه !!! لا هو لا يفعل ذلك لأجل امه هو عاجز عن تحديد سبب استمراره في هذه المهزلةكلما انتوى إنهائها تأتى الظروف لتصر على اكمالها .
علمت رانيا بالموعد الذى حددته سلمى والتزمت الصمت التام وكان صمتها يزيده ألما لما لا تثور أليس له أى مكانة بقلبها تدعوها للثورة 
هو يتعجب منها ويتعجب من نفسه كلاهما صامت وكأن ما يحدث أمر بديهى تاركان الاحداث تمر وكأنهما ليسا طرف فيها .
ماذا تنتظر منه أكثر من ذلك هددت بتركه ايضا !!! ما الذى يحدث معها !!!! للمرة الأولى يرى عينيها تنتظر أمرا هو لا يعلمه . لما لا تفصح له عن مكنون قلبها ألم ينتهجا المصارحة منذ البداية ما الذى جد ليرى بعينيها هذا الألم وهى تدفع به لغيرها !!! لم ترضى بالألم !!! 
توجه كريم إلى منزل رهف وقدم لها الشبكة التى انتقتها أمه هى حتى لم تطلب أن تنتقى شبكتها من هذه

الرهف هل هى ضحېة الأهل والمجتمع ام هى حية تتسلل بصمت
 

تم نسخ الرابط