سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
واثقة فقالت لها بهدوء
آه زينة
أومأت إليها برأسها وهي تتابع النظر إليها قائلة بخبث
هيبقى بينا حكايات كتير أوي الفترة الجاية.. دا أنتي مرات الغالي يا.. زينة
لم تجيب عليها ولم تعيرها أي اهتمام ولكنها فهمت ما الذي يريده هو منها في هذه الفترة التي ستكون هي متواجدة بها هنا فنظرت إليها بثقة وأحبت هذه اللعبة قائلة
أكيد.. عن اذنك أشوف جبل
نظرت إليها بقوة وكأنها تحدي أشارت إلى شقيقتها أن تذهب معها تدلف إلى الداخل وتركتها تنظر في أثرها تتسائل هل كل هذا حقيقي!..
جلس الجميع على سفرة الطعام لتناول العشاء ومن بينهم الزائرة الجديدة لقصر العامري تمارا التي تركت القصر بكامل إرادتها وتخلت عن كل ما كان ملكها به وخارجه وتركت جزيرة العامري بأكملها محتجة على وجودها بها.. الآن تعود ورأسها به الكثير والكثير عن عودة كل ما كان لها..
بس أنتي شكلك مش مصرية
رفعت زينة رأسها وتركت الطعام نظرت إليها وخرج صوتها المسائل
اشمعنى يعني
أبعدت عيناها من على إسراء ونظرت إلى زينة بهدوء تستوعب سؤالها ثم أجابت عليها بسخرية تحاول التقليل من جمالها
شكلها يدي على أجانب مش حساها أختك خالص
أنا مامتي تركية
أومأت إليها برأسها وهي تضع معلقة الطعام في فمها وتحدثت بعدما ابتلعت قائلة
مش قولتلك.. شكلك مش مصري شعر أصفر وعيون زرقا
أكملت الأخرى بهدوء وجدية تصحح لها معلوماتها
في مصرين بشعر أصفر وعيون زرقا بردو عادي على فكرة
مش حلوين زيك
ردت إليها إسراء الابتسامة الخجلة للغاية قائلة برقة ورفق
شكرا
اغتاظت فرح من مدح تمارا الزائد في الماثلة أمامها وشعرت بالغيرة الشديدة البعيدة كل البعد عن عاصم الآن ولكنها تشعر أن هذه الفتاة تأخذ مكانها بالبطيء وتحظى باهتمام الجميع فقالت بغيظ
مش أوي كده يا تمارا أحسن تتغر جمالها عادي يعني زينا
خرج صوت وجيدة تنظر إلى تمارا بجدية تسائلها
قوليلي يا تمارا.. أمك عامله ايه ومجتش معاكي ليه
أمي قاعدة عند خالي رفضت ترجع معايا الجزيرة
كل هذا كان تحت أنظار ومسامع جبل الذي جلس بهدوء شديد يتابع حديثهم وينظر إلى كل تعبير صغير يخرج من أي منهن..
سألها بسخرية بعدما أجابت على والدته
ولما هي رفضت.. رجعتي أنتي ليه
ابتسمت وبمنتهى الثقة نظرت إليه قائلة
قولتلك يا جبل.. جاية على طول وهرجع كل حقوقي
أنهت جملتها وهي تنظر إلى زينة نظرة ذات مغزى فلم تستطع الأخرى الصمود أمام نظرتها فتركت ملعقتها ونظرت إلى جبل وتفوهت تسائلة مستفهمة
حقوق! حقوق ايه اللي بتتكلم عليها
نظر إليها مبتسما بزاوية فمه يسخر منها وهو ينظر إليها بطرف عينه يحاول في كلماته أن يظهر للأخرى أنه يحب زوجته
متشغليش بالك بكلام تمارا يا حبيبتي.. أصلها كانت ساعات كتير بتهلوس
اغتاظت منه بشدة ونظرت إليه بعمق تحاول أن تدرك هل هذا هو نفسه هل ستكون المهمة صعبة إلى هذه الدرجة فهو لم يتغير به أي شيء حتى ملامح وجهه لم تزداد شيء إلا قسۏة وعڼف.. لم تختلف إلا في تهجمها وتغير روحها..
لم يتغير به شيء إلا جسده أصبح أقوى وأضخم من السابق لا ترى أي تغيير سوى هذا وذاك فهل حقا يوجد غيرهم داخله تغيير
ابتسم أكثر اتساعا وهو يتابع قائلا بقسۏة وغلظة عكس ما يظهر على ملامح وجهه وهو يتذكر كل ما مضى
عارفه العيل الصغير لما يستغني عن حاجه والحاجه دي تروح لحد غيره فيحس بالغيرة ويبقى عايز يرجعها.. أهي تمارا كده فاكرة نفسها جاية تاخد كل اللي سابته ومشيت
تنظر إليه زينة بعدم فهم وكل ما يأتي بخاطرها يعبر عن أشياء تراه هو بهذه الصفات يرفضها.. ولكن من الواضح أنها تفهم
ما يحدث جيدا
أخرجتهم من الصمت الذي حل عليهم وهي تقول بغيظ تنظر إليه
سبق وقولتلك هرجع كل حاجه.. وأنت أكتر حد عارفني
وضع ذراعه على ذراع المقعد الجالس عليه ورفع كف يده ويستند باصبعة الإبهام والسبابة على وجنته ناظرا إليها بسخرية يقول بلا مبالاة
لأ مبقتش أعرفك السنين بتغير ومتحاوليش تتعاملي معايا على إنك تعرفيني ولا مع أي حد هنا
تحدثت وجيدة لتخفف
حدة ما يحدث وتخفي ذلك الحديث الذي يمر من أسفل الطاولة
شبعتي يا وعد
أومأت إليها الصغيرة برأسها قائلة بصوت خاڤت
آه يا تيته
وقفت على قدميها تبتعد عن الطاولة وأقتربت من الفتاة تأخذها للخارج
تعالي نغسل أيدينا سوا
أومأت إليها وذهبت معها
ماشي
أمسك جبل بيد زينة الموضوعة على الطاولة ونظر إليها بنظرة محبة مشتاقة لا يدري إن كانت خرجت منه بعفوية أو كانت مصطنعة لأجل إحراق الأخرى
تعالي عايزك
أومأت إليه على الرغم من استغرابها التام لما يحدث وما حل عليه ولكنها عاونته قائلة
ماشي
نظرت إليه ابنة عمه احترق قلبها وهي تتسائل هل ستدفع الثمن لأجل ذهابها من الجزيرة..
دفعت تمارا بيدها أحد أطباق الحساء الموضوعة على الطاولة جوار زينة لتقع على قدمها اليسرى بكل عڼف تفرغ ما تحويه عليها وهو ساخن للغاية
صړخت زينة بقوة ووقفت سريعا تبعد المقعد للخلف تحترق قدمها والنيران تلتهب بها وتغيرت ملامح وجهها كثيرا وهي تتألم
وقفت تمارا هي الأخرى معها تمثل الاهتمام والآسف لما فعلته عن عمد
أنا آسفة آسفة مأخدتش بالي والله
لكنها كانت تشعر بالغيرة تنهش قلبها تتألم لرؤيتهم هكذا وهذا الشيء من حقها وهي من تستطيع الحفاظ عليه والشعور به
تألمت زينة بقوة وقدمها تخرج منها النيران تحترق تشعر بفوران الډماء داخلها تتألم بصمت والدموع متحجرة بعينيها.. أقتربت منها إسراء سريعا ولكن جبل قد جذبها إليه ينظر إليها بقلق بالغ يرده إليها عندما قلقت عليه ولكنه كان نابع من قلبه ونظر إليها پخوف شديد وهو يرى الدموع تقف على أعتاب عينيها بسبب الألم القابع داخل قدمها..
قابلته والدته في طريقها إلى الداخل مرة أخرى تنظر إليه باستغراب تسائلة
أنت بتعمل ايه يا جبل
خرجت خلفه شقيقتها فأجابت هي عليها لأنه لم يعطيها اهتمام
زينة وقعت على رجلها الشربة
هرولت خلفه والدته وهي تصرخ عليه
طب استنى يابني ادهنلها حاجه عليها
أومأ برأسه وهو يصعد الدرج قائلا بجدية
ماشي
ثم تركهم وأبتعد بها إلى الأعلى يختفي عنهم في داخل غرفة نومهم ليرى ما الذي أصاب قدمها بسبب تلك الغبية الحقېرة التي عادت بعد أن خمدت نيرانه وانطوت صفحة الهوى الخاصة بها معلنة عن وجود وحش كاسر كان قابع داخل قلبه وكشف عن أنيابه وظهوره في غيابها وتخليها عنه..
أجلسها على الفراش ووقف مستقيما يتقدم إلى المرحاض وهو يقول بحزم
اقلعي البنطلون
نظرت إليه ببلاهة وهو يبتعد عنها تتابع حركاته بعينين متسعة عليه وقدمها تحترق داخلها ألم ممېت لا تحتمله..
عاد إليها وبيده كريم الذي سيضع لها منه ليخفف حدة ألمها ويعالج ما حدث.. نظر إليها وقال بقوة
مش قولت اقلعي
وجدها ما زالت تنظر إليه بجدية واستغراب فتفوه ساخرا وهو يجذبها من يدها لتقف
أكيد مش أول مرة تقلعي فيها قدامي
غمزها بعينه الخبيثة الخضراء صاحبة اللمعة المخيفة وهو يكمل بتهكم
كده ولا ايه
تنظر إليه فقط ولم تتحدث يا له من حقېر حيوان يعبث بها كلما سمحت له الفرصة ليفعل ذلك شعرت بيده تفتح سحاب بنطالها الجينز فنظرت إلى الأسفل لتراه يبعده عن قدميها كادت أن تتحدث وتبتعد عنه ولكنها تألمت عندما سحبه على قدمها في موضع الالتهاب الذي سببه الحساء الساخن..
دفعها للخلف لتجلس مرة أخرى على الفراش وأزاح البنطال كليا عنها لينظر إلى قدميها البيضاء الظاهرة أمامه لمعت عيناه وابتلع لعابة بعدما شعر بغصة توقفت بحلقة.. رفع بصرة إليها ثم مرة أخرى إلى قدميها فدفعته في صدره عندما انخفض لمستواها صاړخة به
ايه.. هات الكريم
غمزها مرة أخرى بعينه وهو يقول بمكر
دي تفوتني بردو
فتح العبوة وأخذ على إصبعيه منها ثم توجه بها إلى قدميها يضعه عليها برفق ولكنها شعرت بأن قدميها تحترق أكثر وأكثر فور أن وضعه عليها..
نظر إليها فوجدها تغلق عينيها بقوة تتمسك بشرشف الفراش من الناحيتين تشعر بالألم الذي ظهر على كافة ملامحها فخرج صوته وهو يعود إلى قدمها مرة أخرى
هيحرقك شوية.. بس هيعمل مفعول بسرعة
فتحت عينيها السوداء ونظرت إليه فوجدته يرفع وجهه مرة أخرى إليها أومأت إليه بهدوء ورفق وتابعته وهو يحرك أصابعه على يدها بذلك الكريم برفق وحنان..
انتهى مما يفعله فذهب إلى المرحاض دون حديث ليغسل يده عاد مرة أخرى وجلس جوارها ثم قال بجدية
سيبيها شوية كده
والكريم أهو ابقي حطي منه تاني
أومأت إليه مردفة بصوت خاڤت
طيب
جلس جوارها صامتا وبقيت هي كذلك تنظر أمامها إلى أن عبثت أفكار رأسها بها وودت أن تسأله أسئلة كثيرة وتحصل منه على إجابة ولكنها تعلم أنه دوما لا يود إظهار الحقيقة إليها ولا يحب أن يجعلها ترتاح وتهدأ..
استدارت تنظر إليه للحظات وهي صامتة فشعر بأنها تود أن تقول
شيئا بقي كما هو ينظر إلى الأمام وقال بثقة
عايزة تقولي ايه
ابتلعت غصة مريرة وقفت بحلقها وتابعت النظر إليه وهو يبعد وجهه عنها
بنت عمك
استدار ينظر إليها عندما تحدثت عنها كان متوقع ذلك ولكنه لم يكن متأكد منه سألها بهدوء
مالها
سألته بغباء وهي لا تدري كيف تسأله بطريقة أفضل من ذلك ليجيب عليها بصدق ولا تكن أمامه فضولية تتدخل في حياته التي أعلنت رفضها لها
كنت بتبص ليها كده ليه
تابع النظر إلى سوداوية عينيها وسألها مضيقا ما بين حاجبيه
كده إزاي مش فاهم قصدك
كده.. شوية بحنين واشتياق وشوية تانين بقسۏة وكره
أبعد نظرة إلى أمامه مرة ثانية فكر في حديثها الصحيح أنه عندما أبصرها شعر أنه مشتاق يسعى لأي طريق يدله إليها ثم لحظات وأدرك أنه ذلك المطعون في قلبه منها فلا اشتياق ولا حنين ينبغي أن يخرج لها
أول ما شوفتها حسيت فعلا إني مشتاق لها بقالها كتير أوي بعيدة.. كانت متربية معانا هنا بعد كده افتكرت كل حاجه وأدركت أن مش دي اللي الواحد يشتاقلها
حركت رأسها وهي تسأله مرة أخرى بعمق أكثر عندما وجدته يتحدث
مثلت قدامها أننا كويسين ليه.. حبيبتي وبتاع
ابتسم بزاوية فمه ساخرا منها
فيها ايه لما أقول أنك حبيبتي.. مش مراتي!..
خرج صوتها المحتج تنظر إليه بقوة
جبل بلاش لف ودوران
أومأ برأسه للأمام وهو يضع يده الاثنين ببعضهم البعض يتكأ للأمام بجسده وهو جوارها وقال بجدية وقد كانت هذه رغبته حقا
ماشي.. أنا
متابعة القراءة