رواية اسلام بقلم ساره منصور

موقع أيام نيوز


لتسب كل شئ حتى وقفت امام الباب لترى أن اليوم هو يوم الاجتماع عند طبيب النفسي وأنها تأخرت ساعتين 
ذهبت وهى تتسأل هل هذا الاجتماع سيترك أثر أيجابي مثل ماقال الطبيب أم لا 
وعندما دخلت الى تلك الغرفة الكبيرة وجدت تسع فتيات وشاب يجلسون مقابلا لبعضهم 
أشار اليها الطبيب أن تأتى وتجلس معهم 

يظهر أنها جلسة تعارف 
وكان الدور على هذا الشاب فوقف يقول 
_ أنا هالة عندى عشرين سنة طلعت من المدرسة وانا عندى 15 
طبعا زمانكم مستغربين منى عشان شكلى زي الولد وصوتى مش ناعم زيكم بس أنا مريضة باضطراب الشخصية ولو محدش يعرفه فأنا هقولكم 
وأنا جيت هنا عشان عاوزة أتعالج وأعيش طبيعي زي بقيت البنات أنا نفسي أخف بجد عشان تعبت وتعبت من كل الناس اللى ضدي ومش عرفين أن دا مش بايدى وأن زيادة الهرمونات دا بيبقي عيب خلقي كان نفسي أهلى يكونوا معايا هنا عشان يشجعونى بس للأسف أهلى أتبروا منى محتاجة منكم تدعمونى عشان أكون كويسة 
كان الجميع ينظر الى تلك الفتاة بعجب الا ياسمين كانت تنظر اليها پألم 
وعندما جاء الدور الى ياسمين توترت كثيرا 
وابتلعت ريقها وقصت عليهم حياتها بالكامل والدموع تظهر لهم الدليل 
وبعد انتهاء التعرف على كل شخصية منهم 
كان كل شخص منهم يخبرهم باموره وحياته المعقدة والاخرين يعطوا لهم حلا والطبيب يصفق 
كانت ياسمين تضحك وتبكي مع كل كلمة تخرج من أحدهم شعرت أنهم عاشت معهم وشعرت بالآمهم من جلسة واحدة فقط 
وعندما خرجت من هذا الاجتماع وعلمت أن الجميع لديهم فجوة وأن كانت تتفاوت فى أحجامها الا أن الجميع يحزن ويبكي 
وأن السعادة تأتى وتذهب كما الحزن تماما 
كانت ياسمين الأكثر تأثرا بحاله هالة فهى وحيدة مثلها تتشابهم ظروفهم 
قصدت ياسمين الموقف الخاص بالحافلة حتى تذهب الى البيت فصعدت الى أخر كرسي تميل برأسها الى الشباك وتفكر فى
كلمات الفتيات لها بأنها يجب أن تعطي نفسها
فرصة 
فهى تستحق أن تكون فتاة وليست كأى فتاة فهى تملك قدرا من الجمال والبراءة فى عيناها تجعل الجميع يعترف بأنها أميرة 
كانت تتابع أشعه الشمس والمارة حتى وقفت الحافلة لترى فتاة تعرفها جيدا ولم تنسي ملامحها فهى تشبهها فقد رأتها منذ عدة سنوات عندما ذهبت مع والدها الى الطبيب 
نظرت ياسمين لها عن قرب لترى أنها ليست سوي فتاة جميلة رقيقة رأت أيضا بجانبها رجلا وفتى صغيرا 
يظهر أنهم كانوا فى نزهة 
تتابعتهم بعيناها وهم يجلسون فى الحافلة وتتابع نظرات هذا الرجل الي تلك الفتاة التى تقطر حبا الذي عرفت أنه زوجها من خاتمه الذي يتشابه مع خاتمها 
وعند نزولهم الى الطريق نزلت وراءهم ياسمين واستمرت تتابعهم فى الخطى 
حتى شعرت تلك الفتاة بأن ياسمين تتابعها فالتفتت تذهب اليها فوقفت ياسمين كالرمح تنظر الى تلك الفتاة وهى تأتى اليها 
_ فى حاجة 
مالت ياسمين رأسها بالنفي 
_ أومال ماشية ورانا ليه لو سمحتى روحي لحالك 
صمتت ياسمين لدقائق
ثم ذهبت اليها توقفها وتقول بتوتر 
_ أنا زيك 
_ زي ازاى يعني مش فاهمه 
أخذت الفتاة وقتا وهى تنظر الى عين ياسمين التى تتشابه كثيرا مع عيناها فى الماضى بالحزن والانكسار 
فأردفت ياسمين 
_ عاوز اسالك حاجة واحده بس 
أمالت الفتاة رأسها اليها وهى تبتسم فقالت ياسمين 
_ أنت سعيدة 
ابتسمت الفتاة وقالت و يدها تربت على كتف ياسمين 
_ جدا 
أنا معرفتش السعادة غير لما وجهت كل اللى حوليا بحقيقتي وحسيت بيها أكثر لما أديت فرصة لنفسي وحبتها 
أحفرى حياتك وشكليها بالطريقة اللى أنت عوزاها لان لو سكتى هتتشكل غلط وهتندمى 
هتندمي على عمرك اللى ضاع و على فكرة اللى واقف هناك دا جوزى رجل اعمال كبير ودا ابني 
وصلت الي ياسمين لغة عين الفتاة وتشجيعها لها 
بأنها أنسانه مثل كل البشر وعليها أن تتقبل ماضيها بكل مافيه وترسم حاضرها ومستقبلها بيدها 
ذهبت ياسمين الى البيت وجلست بغرفتها صامتة تنظر الى السقف 
حتى جاءها عمها ناجي يخبرها أنه أنتهى من كافة الامور وان كان سيتأخر كتابة أنثي فى بطاقتها الشخصية إلا أن فى يوم من الايام سيكتب 
وأعطاها ورقة مغلفة تظهر بها هويتها وأنها أنثي بديلة عن بطاقتها الشخصية 
وأخبرها عن بدأ الدراسة فى الجامعة فى الغد لم تشعر بنفسها وهى تخبره أنها ستذهب 
ربت العم على كتفيها وهو يكتم دموعه الثأئره 
وخرج مسرعا 
بقت طوال الليل تفكر وتفكر حتى قامت من الفراش وهى تقول 
_
أنا عاوزة أعيش عاوزة أتجوز وأخلف 
أنا أنا عاوز أفرح 
وفى الصباح الباكر 
ذهبت مسرعة الى صالون التجميل الخاص بالنساء واخبرت مصففة الشعر وهى تشير الى صورة العارضة
_عاوزة الاستايل دا 
واصبغيه كله أحمر 
وبعد أن قامت المصففة بتجهيزها نظرت الى المرآة بعدم تصديق 
فقالت مصففة الشعر 
_ انت حلوة اوى والاجمل ان جمالك طبيعي من النوع البريئ 
ضحكت ياسمين بعفوية فكانت تلك الكلمات البسيطة تزيد حماسها أكثر 
أخبرتها المصففة بالمبلغ المستحق فقالت 
_ ٥٠٠ جنية عشان صبغته بس طب انا هاروح اجبلك الباقي وارجعلك 
قامت العاملة الخاصة بالحساب بأخذ ساعتها كرهان 
وذهبت ياسمين الى البيت تبحث عن حقيبة المال كثيرا فلم تجد اى شئ 
سمعت صوت خطوات تقترب من الغرفة وفجأة فتح باب الغرفة 
_ كنت فين 
التفتت اليه بشعرها الاحمر القصير ليزيد وهج عيناها الزرقاء مع حمرة خديها 
لو شوفتك تروحي النادي يبقي اعرفي انه اخر يوم فى عمرك هتخرجي من البيت 
واية اللون التيتت دا 
الفصل الثانى عشر 
فكيف له ألايعرف منذ البداية أن تلك العينان الثائرة
تنسب فقط لزهرة بيضاء فى بستان الزهور 
ولم تعلم أن مع كل رمشة من عيناها كانت تلقى فتنة أكثر فى قلبه 
هل شعرت بتلك الرعشة التى حدث داخل قلبه تحي حربا 
_ بتبصلى كدا ليه 
أبتلع ريقه وقال وهو ينظر الى جهة الأخرى 
_ طلما أنت فى البيت دا لازم تحترمي كل القواعد اللى فيه 
مفيش خروج بدون سبب وجيه من البيت 
قبل الشمس ماتغرب بساعة تكونى فى أوضتك ونايمة 
موضوع الجامعة دا مكنتش موافق عليه بس عشان كليه الهندسة جنب صيدلة ممكن أفكر فى الموضوع
وغيرو لو حصل ووفقت هتروحي يوم فى الأسبوع فقط 
_ وأنت مين أصلا عشان تفرض عليا نظام حياتي ملكش دعوة بأى حاجة وروح أجرى شوف مراتك أنا مش فاضيالك 
_ متنسيش أنك واكله شاربة نايمة فى بيتى وبيتصرف عليك من فلوسى 
_ أنا عايشة هنا فى خير عمى ومحدش له فضل عليا غيره 
_ لو مسمعتيش الكلام هحطك فى دماخى 
_ ميلزمنيش 
قالتها وهى تنظر إليه باستحقار 
فرفع يده مسرعا خاطفا منها هاتفها المحمول وأسرع بالخروج من غرفتها وأوصد الغرفة بالمفتاح عليها 
تحت نظراتها الصاډمة 
_ أبقي خل كلامك ينفعك هنشوف بقي هتخرجي من هنا إزاى 
جرت الى باب الغرفة وطرقت عليه بقوة لكى يفتح الباب وتصيح 
_ أدم يا تييييت أنتم كلكم عليا بالدور أفتح بدل ما تييييت أععععع 
أبتسم أدم وهو يرى أنه تغلب عليها وما شجعه أكثر أن أباه قد سافر من اجل أعماله 
ذهب الى غرفة المكتب وجلس عليه رافعا قدميه الى المنضدة الصغيرة ويقوم بتصفح هاتفها ليري أن سجل مكالمتها مع رامي فقط أنقلب وجهه الى العبوس فأخرج شريحة الإتصال وقام بتحطيمها 
_ عم عبده تعالى 
خد الموبايل دا أديه لعيالك ولا لأى حد 
_ تشكر يابيه ربنا يعزك
وبعد أن ابتعد عنه عم عبده البواب قال أدم وهو يتنهد 
_ ماشي يا ياسمين أنا هعرفك تسمعي
الكلام كويس 
ثم قام بفتح حاسوبه الخاص وقام بتصفح الجدول الخاص بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة ثم قام بفتح موقع كلية الهندسة يبحث عن الجدول الخاص بالفرقة الأولى 
أبتسم وهو يري أن الأوقات تتماثل مع أوقات دراسته 
وبعد مرور ثلاث ساعات قام من مكتبه ليذهب اليها ليري إن كانت تفعل شيئا أم لا 
فى تلك اللحظة قام العم عبده يصيح 
_ يابيه الدكتور ريهام جيت يابيه 
_ حاضر بتصوت ليه كدا 
نزل أدم الى فناء بيته يرحب بزوجة أبيه الدكتور ريهام وأشقائه 
_ أزيك يا أدم أومال فين ناجى 
_ سافر لشغل وهيجي بعد أسبوع 
أنقلب وجهه الدكتورة ريهام وقالت بضيق 
_ عمرك ماهتتغير ياناجي 
كان أدم يسلم على شقيقه الأكبر بعناقات وأسئلة متلهفة 
_ أومال فين نادر مجاش معاكم ليه يا رامز 
_ هيجي بعد يومين قالتها الدكتورة ريهام باقتضاب 
فى تلك الأثناء كانت ياسمين تأكل فى شفتاها من الڠضب تخرج ذهابا وإيابا إلى شرفتها تريد أن تخرج بأى طريقة حتى تكسر كلامه فمن هو حتى يفعل معها ذلك لن تجعله أبدا يفوز عليها 
خطړ فى بالها فكرة فقامت بإزالة الستائر من الحائط وقامت بربطهما ببعض 
وقامت بإنزالها من شرفتها فلمحت أناس غريبة تقف فى فناء المنزل ففرحت وهى ترى البوابة الرئيسية منفتحة 
نزلت على الستائر المنسدلة على الارض من شرفتها رويدا رويدا 
_ بتعمل ايه هنا هتف بها شابا يظهر أنه فى بداية العقد الثالث يرتدي ملابس رياضية وحقيبة ظهر 
فتوترت بعد أن نظرت الى الأسفل ولم تعيره أى أهتمام وفجأة سقطت الستائر وسقطت معها وهى تغلق عيناها بقوة و تصيح 
أنتبه لها الجميع بنظرات صاډمة وخاصة
بعد أن سقطت بين زراع هذا الشاب الذي كان ينظر اليها وهو يضحك بسخرية على ردة فعلها العفوية 
فتحت عيناها وهى تراه يحملها فتوردت وجنتاها وطلبت منه پغضب أن ينزلها 
_ ياسميييييين قالها أدم وهو يكز على أسنانه پغضب ويهرول إليها 
فجرت
بأقصي قوتها وبخ نفسه وهو يراها تسبقه بسهولة فلم يلعب منذ فترة طويلة ولم يستطع اللحاق بها بسبب سرعتها الطائرة 
ظل يجرى وراءها وقد تقطعت أنفاسه وهو يراها تركب سيارة أجرة وتختفى من أمامه 
حاولت أن تلتقط أنفاسها من شباك السيارة وهى تلهث بقوة 
_ يا أبلة على فين 
_ كلية كلية الهندسة 
تابعت المارة فى شباك السيارة تنظر اليهم حتى أقتربت من الجامعة لتراها لأول مرة فى حياتها مدينة كبيرة تشمل عدة مباني خاصة بالكليات والأقسام 
ظلت ساعة كاملة تنظر الى الجامعة على بعد خطوات من البوابة الرئيسية وتنظر الى الطلاب بغرابة وإلى هذا الكم الكبير من الفتيات 
شعرت بالخۏف من نظرات الناس لها قدمها ترجع الى الوراء تريد أن تدخل لكن الخۏف قيد صدرها وكلمات تجول بخاطرها أكثر من مرة 
هيعرفوا إنى 
مش عارفة هعمل ايه لو شوفت حد يعرفنى 
أنا خاېفة 
ظلت قدماها ترجع الى الوراء ولم تنتبه الى السيارة التى تقف
خلفها وتطلق البوق حتى تبتعد 
_ أنت يا تيييت إبعد 
أكل الړعب قلبها تلك النبرة تعرفها جيدا 
رامي 
ربما لم يعرفها من ظهرها بسبب لون شعرها المختلف 
رفعت الجاكت الجينز الواسع الى وجهها تخفيه ولم تشعر بنفسها وهى تدخل من البوابة مسرعة من طريق السيارات تبعها أحد رجال الأمن يصيح بها لكنها لم تتوقف وهربت 
حتى وجدت نفسها بداخل الجامعة وسط عدد هائل من الطلاب يتحركون بسرعة 
ضمت يدها الى صدرها وهى تراهم ينظرون اليها وكلماتهم تمر عبر أذناها 
أيه البت الحلوة دي 
ياحمر ياجامد 
طول عمرى بحب الاحمر 
ايه البت دي شوفى عاملة فى نفسها ايه 
شوف يلا البت دي هييييح كان نفسي أبقي بالطول دا 
هى فاكرة نفسها حلوة عشان شعرها أحمر
 

تم نسخ الرابط