عشق القلوب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

ضاحكة وتداعب وجنتي صديقتها عذرا انسه ريما ممكن تقولينا الاخوه الجزائرين بيعشقوا ايه 
وتنتظر رد صديقتها حتي تجدها سارحه في ذلك العروس وهي تتمايل بخفه في عريسها وشخصا اخر يقف يأخذ لهم بعض الصور فتلمع عين مريم ايضا وهي تشاهد ذلك المشهد المفعم بكل المشاعر الصادقه التي تتمنها اي فتاه 
فتلتف ريما اليها قائله بحنين تفتكري هيجي يوم وهنتصور زيهم كده وهنلاقي حد اووي 
فتبتسم مريم لصديقتها بعدما أفاقت من بركان هذه المشاعر القويه اكيد يا ريما ربنا مبيحرمش عباده من اي متعه في الحياه مدام كانت في الحلال ... المهم ندعي ونثق في كرمه وحده 
لتلتف ريما اليهم ثانية وهي حالمة بمثل ذلك اليوم فتشاركها مريم في كل هذا... وتشيح بوجهها سريعا عندما تراهم يتبادلون احد القبلات بشغف وذلك المصور يلتقط لهم تلك الصوره 
ظل يركض ويركض وشريط ذكرياته يسير امامه ليتذكر طفولته فتأتي أحد صوره عندما
كان طفلا في السابعه وبدأت أصابعه تخطو بالقلم علي الورق .. فنكب علي مكتبه الصغير وكتب اول خطاب لوالده وذهب سريعا الي جده قائلا أنا كتبت جواب ياجدو لبابا شايف ياجدو انا شاطر ازاي وبقيت بعرف أكتب .. ويخطوا سريعا من أمام جده الذي تتبعه نظراته بجمود .. فيقف أمام ذلك الصندوق البريدي الصغير بجانب قصرهم ويضع اول جوابا له أستطاع ان يكتبه الي أباه البعيد عنه 
لتتكرر فعلته هذه كل يوما ولكن لا يوجد رد .. فيتأمل صندوق البريد بحسره وهو فارغ من أي جواب قد بعث اليه من مصر من والده .. حتي مر خمسة اعوام علي ذلك فتصيبه خيبة الامل ويجلس يوما امام ذلك الصندوق بفرحه عندما رأي أحد الرسائل فتأملها بسعاده وهو يركض بالداخل مهللا جدو بابا بعتلي جواب وقال انه جاي عشان يشوفني .. وياخدني معاه أنت أكيد مش هتزعل يا جدو 
فيحتضنه جده وهو يتأمل صورة أبنتها القابعه علي مكتبه الوثيربحسره عايز تسيب جدو يايوسف 
ليقبله يوسف بحب ما انا مش هسيبك ياجدو هجيلك علطول وانت كمان هتجيلي .. انا رايح اقول الخبر ده لمعلمتي ماري عشان تساعدني ان اشتري هديه لبابا 
فيفيق من شروده بعد أن اتعبه كثرة هذا الركض المهلك ويجلس علي احد المقاعد ناظرا الي المياه التي امامه متذكرا خيبته الاخري عندما ظل شهرا بل سنة ينتظر قدوم والده ... الي ان وقف امام جده ذات يوم وهو ېمزق صور والده انا اكره والدي ياجدي ولم اعد احبه .....
لتظهر أبتسامه مخفيه علي وجه ذلك الجد العجوز وهو يحتضنه قائلا مدام هذه رغبتك يابني فافعل ما شأت 
فيرفع يوسف بوجهه بعد ان تصبب العرق علي جبينه بغزارة ويحرك رأسه بقوة رافضا حنينه لذلك الاب الذي قد تركه ورفض حبه پقسوه عكس جده العجوز الذي ظل دائما بجاوره يشاركه احزانه ونجاحه ويغمره بحبه ...فتنهد قائلا يوسف ادور هذه هي كنيتي وليس كنية ذلك القاسې.......
....................
وقفت مريم تتمايل بين الحمام الذي اصبح يحاوطها كي تطعمها بحبوبه المحببه له فتتعالا أصوات هديل الحمام حولها وهي تبتسم كالأطفال .. وتتأمل الحمام الذي يصطف امامها واخر يطير حولها فترفع عيناها لأعلي بسعاده قبل تقذف بعض الحبوب عاليا لتتناثر حولها بعشوائيه فيطير الحمام ويرفرف بجناحيه حتي يسقط علي الأرض ويلتقط الحبوب 
فتلتف بأعينها كي تري عين تلك الصغيره التي تتبعها بفرح 
فتقترب منها مريم وهي تبتسم قائله انتي احلي من الورد اللي بتبعيه
فتنظر اليها الطفله بفرح بعدما فهمت حديثها ممسكه بأحدي الوردات كهديه لها فتقربها مريم اليها قائله الورده الحلوه ديه تستاهل تكون هديه لاحلي بنوته .. وتشير بأصبعها نحوها اللي هي أنتي 
فتلمع عين الصغيره بسعادة ... لتقربها مريم اليها ثانية بعدما انحنت  كي تصبح في مستواها وتمد بتلك الورده التي قد حصلت عليها كهديه للتو فتضعها خلف خصلات شعرها الأشقر الناعم قائله انتي حلوه اووي ياحببتي 
وأخرجت تلك الكعكه التي تضع بحقيبتها قائله تعالي نتقاسم بقي الكعكه ديه 
لتتابعها نظرات ذلك الشخص الذي يجلس عن بعد يتأمل هذه الفتاه العجيبه .. حتي سقط بعينيه ليراها تخرج بعض النقود وتتأملها ثم تتقاسمها مع الصغيره ..كما قسمت معها تلك الكعكه فأبتسم وهو يتأملهم رغما عنه 
حتي أشاح بوجهه بعيدا عنهما وظل يتابع شريط ذكرياتها حتي قطع تفكيره صوت رنين هاتفه ليتحدث مع المتصل وقتا طويلاا وقبل ان ينهي تلك المحادثه العمليه 
سمع صوت صړاخ يحاوطه أجبره بأن
يلتف حوله ليري من اين يأتي ذلك الصوت حتي وقع ببصره علي تلك الفتاه نفسها ولكن هذه المره كانت محاطة بثلاث شباب يبدو عليهم السكر فوقف يتأمله صړاخها لبرهه
ليصل صوت نحيبها العالي وصړاخها اليه بقوة قد جعتله يتحرك اليها وهو لا يعلم هل ما سيفعله دليلا بأن اصله الشرقي مازال في عروقه ام ماذا 
................. 
وقفت مريم تبكي وتصرخ وهي تراهم يقتربون منها بترنح شديد لتسمع احدهما وهو يقول كم انتي جميله ايتها الفتاه المسلمه اريد ان اخلع ذلك الحجاب عن شعرك لأراكي كاملة ايتها الحوريه 
فيضحك الاخر وهو يقذف بداخل جوفه ذلك الحساء الكريهه قائلا هيا ياميكل افعل بها ما شأت انت اولا وسنلحقك..
فنظرت حولها تتأمل اي احدا ينجدها من هؤلاء ولكن مازال الوقت مبكرا فتحركت سريعا من امامهم لتركض وفجأة يد أحدهما قد جذبتها بقوه لتطرحها ارضا 
لتصرخ به مريم قائلا ابعد عني يا حيوان
فينظر هو الي اصدقائه الاثنان قائلا اشعر انها تسبني هذه الفتاه اللعينه 
فألجم فمها بقوه كي يسكت صوت صړاخها لتغمض مريم عيناها وتسبح بدعاء سيدنا يونس لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .... وظلت تردده طويلا حتي هبطت دمعة من جفونها وهي تتأمل اعين ذلك السكير ورائحة فمه الكريهه المنبعثه 
فتسمع صوت صړاخا وضجيجا يسير حولها وامتدت يد احدهما الي ذلك السكير الاخر الذي قد اطرحها ارضا فتتطلع الي كل
ما يحدث حولها حتي اغلقت عيناها وسبحت في عالم مظلم. 
لتستيقظ علي لمسات ذلك الطبيب الذي يبدو من لهجته انه سوريا انتي بخير 
فتحرك رأسها بأرهاق واعتدلت قائلة پخوف انا فين وايه اللي حصل
فيشير الطبيب بأصبعه علي ذلك الشخص الواقف بعيدا يتحدث في هاتفه لتتأمله للحظات فتري بعض الخدوش علي وجهه وبجانب شفتيه ... فتنهض ببطئ وهي تتكلم بضعف انا ممكن امشي صح 
ليأتي يوسف علي صوتها بعدما أنهي حديثه في الهاتف انتي كويسه 
فترفع مريم برأسها الذي أخفضته أرضا عندما تذكرت كل ماحدث فيفهم هو ما يفكر فيه عقلها 
يوسف مټخافيش محصلش ليكي حاجه 
فتنظر اليه بأعين ترقرقت بها الدموع أنا مش عارفه أشكرك أزاي 
ليضحك يوسف قائلا والله انا مش عارف مين اللي يشكر مين ويظل يتفحصها بأعجاب ليقول ثانية تحبي اوصلك
فتتطلع اليه مريم قليلا ..وكادت أن ترفض ولكن هزت برأسها تعبيرا عن موافقتها عندما تذكرت كل ماحدث لها ... وسارت من أمامه بخطي بسيطه حتي خرجوا من ذلك المستصف الصغير للطوارئ 
فيقترب منها يوسف حتي سار بجانبها انتي مصريه 
فأبتسمت وهي تحن الي بلدها وتكره تلك الغربه التي عرضتها لكل هذا ايوه 
فيداعب هو ذلك الچرح الذي اخذ موضعا بجانب احد حاجبيه عايشه هنا لوحدك 
لتقف مريم فجأة بعد أن أغمضت عيناها بقوه عايشه مع صديقه ليا 
فيقف يوسف بدوره لتقول هي أنا مش عارفه اشكرك ازاي 
فيبتسم يوسف علي طريقة حديثها الذي اول مره يستشعره في انثي انتي بتعملي ايه هنا يا....
فتصمت مريم للحظات قائله وهي تكمل سيرها اسمي مريم . اما انا هنا ليه عشان اشتغل 
فيعود يوسف لسيره مرة اخري وهو يضع بكلتا أيديه في جيوب بنطاله الرياضي فتنظر هي الي تلك الحافله القادمه قائله بأمتنان انا هنا هقدر اكمل طريقي شكرا استاذ
فيبتسم يوسف ابتسامة بسيطه وهو يتطلع اليها مودعا اياها يوسف
ويقف يتأملها وهي تسير نحو الحافله البسيطه لعامة الشعب في تلك البلده ... فأغمض عيناه وهو يتنهد بنت غريبه اووي 
.....................
في داخل موطنا الحبيب بعيدا عن تلك الغربه !!
جلس أحمد يتطلع في هاتفه بتأفف وهو جالس بسيارته امام بناية خطيبته فنظر الي ساعته بضيق ..حتي وجدها تصعد السياره جانبه قائلة بدلع هتوديني فين بقي ياحبيبي 
فأبتسم أحمد بخبث وهو يميل نحوها كي يقبل أحد خديها اي مكان حبيبي يختاره 
وسار بسيارته السوداء الفارهه التي قد حصل عليها قسطا من ذلك البنك الذي يعمل به .. فحل الصمت بينهم قليلا قبل ان يقول هو هي بنت خالك سافرت كندا 
فيمتقع وجه أروي عندما ذكرها بتلك البغيضه التي تكرهها يادي ست مريم ديه 
فيلتف اليها أحمد بطرف عينيه قائلا وهي عايشه مع مين هناك انا اللي اعرفه ان خالك محسن سافر أمريكا وصفا كل تعاملته ورأس ماله في كندا 
فتصرخ به أروي قائله ايه يا احمد ما تراعي احساسي مش معقول اكون معاك وتفتكرلي ست مريم .. ولا انت من ساعة ماشوفتها أعجبت بيها 
فأوقف أحمد سيارته جانبا في احد الاماكن الهادئه والمظلمه قائلا ياحببتي انتي عارفه ان سؤالي مقصدش بي حاجه مجرد سؤال ياستي اوعي تتعصبي وتضيقي بقي ... لاحسن مفجأتي هلغيها
فتقترب منه أروي لتداعب بشړة خديه بأناملها قولي بقي يامودي هنروح فين 
فيبتسم أحمد للمسات أيديها وظل يتذكر أخاه البعيد وهو يحتضن النسوه التي تتهاتفن عليه حتي قربها منه أكثر نظرا اليها بقوه أروي انا هعمل  بيحبها لدرجادي كانت نيتك أنك تضمها للقايمه بتاعتك يايوسف 
فأبتسم
يوسف وهو يتذكر هيئتها قائلا كان نفسي أجرب اووي النوع ده صحيح انا مسافر لبنان أسبوع عشان الصفقه الجديده مع فادي 
فتأمله أمجد قليلا قبل أن يقول طب وخصوص السفر لمصر هسافر أزاي وانت مش موجود
فتطلع يوسف الي حاسوبه الشخصي قائلا سفارية مصر اتأجلت خلاص الفتره ديه 
ثم أعتدل في جلسته قبل أن يغلق حاسوبه ووقف يحتسي أحد المشروبات المثلجه أعذرني يا أمجد مش هقدر اقبل عزومتك علي العشا ورايا ميعاد مهم 
فأقترب منه أمجد بهدوء حتي قال طب وياسين اللي بقاله اسبوع بيسأل عنك .. أقوله ايه دلوقتي وياسيدي العزومه هتكون عليا متقلقش 
فألتف يوسف اليه وهو يحتسي مشروبه في رشفه واحده هحاول يا أمجد بس مقدرش اوعدك 
وسار أمجد من أمامه وأقترب من باب غرفة مكتبه الواسع أوك يايوسف أشوفك بليل بقي 
تطلعت اليها مريم پصدمه حتي قالت بتعلثم أنا مش فاهمه حاجه ياريما انتي وزين هتتجوزوا وهتسافروا بلجيكا 
فأبتسمت ريما بحالميه وهي تتذكر حبيبها زين الذي تركها فجأه ثم عاد اليها اه يامريم .. متعرفيش انا مبسوطه قد ايه .. زين الفتره اللي فاتت سافر بلجيكا واستقر في شغل كويس وقدر يوفر ليا شغل ورجع تاني كندا عشان ياخدني معاه وأعتذر مني كتير أووي علي كلامه ليا 
فتأملتها مريم بحزن وهي تقول يعني هتسبيني هنا لوحدي 
فأحتضنتها ريما بقوه وهي تحادثها أستقر هناك بس وهخلي زين كمان يأمنلك شغل وتيجي تعيشي معانا في بليجكا ... أنا بحب زين اووي يامريم 
فأبتعدت مريم عن صديقتها وحبست دموع وحدتها حتي قالت بسعاده طب يلا بقي عشان نحتفل بالخبر الحلو ده يا احلي عروسه 
وفرت دمعه من عينيها وهي تتذكر كل لحظاتها مع تلك الصديقه الحنونه رغم عدم اتفاقهم في اشياء كثيره .. وأبتعدت مريم بوجهها كي لا تري صديقتها دموعها وتظن أنها غير سعيدة من أجلها.. ونهضت من علي طرف فراشها لتتأمل سعادة صديقتها بذلك الفستان الأبيض الذي قد جلبه لها حبيبها زين ووقفت خلفها تتطلع اليها بحب وهي تراها تضعه علي أمام مرآتهم الصغيره 
وضعت سالي بيديها علي يد أمجد بحنان وهي تكمل حديثها الحميمي وكان اليوم هو عيد زواجهم .. حتي تمايلت علي أحد أذنيه لتحادثه بهمس ووضعت بقطعه اللحم المشويه في شوكتها وعادت تكمل أطعامه ... ولكن كل ما كان يشغل تفكيرها هل كل هذا سيجعله يشعر بأن الخاسر هو وليست هي 
فرفعت بوجهها قليلا كي تتأمل معالم وجهه لتجده غارق مع أبنها ياسين في اللعب ونظراته لا تحي بأي شئ يجعلها تشعر بأن فكرة أصطحابه معهم في ذلك العشاء الحميمي قد زرع الغيره في قلبه 
ليرن هاتف يوسف في تلك اللحظه ... ويستأذن منهم .. ولكن نظرات سالي كانت مازالت تتفرسه پغضب ليتأمل أمجد صمتها المفاجئ 
أمجد سالي روحتي فين ويلامس يديها بكفه وهو يتأمل طفلهم علي فكره يوسف عرض عليا أنه ياخد ياسين النهارده معاه القصر 
فتنظر اليه سالي طويلا وتلتف بأعينها تبحث عنه لتجده مندمج بحديثه مع المتصل الذي يبدو من ملامحه بأنه يحادث أنثي تبثه كلاما مثيرا يجعله يبتسم لها بخفه فيلتف يوسف بوجهه في تلك اللحظه نحوهم فيجد نظرات سالي عليه.
سالي بهدوء بعدما أشاحت بوجهها عنه لاء يا أمجد أنا مسبش ياسين عند يوسف أنت عارف علاقته وحياته أزاي 
ليتفرس أمجد وجهه زوجته قائلا بس ديه مش اول مره ياسالي ياسين يبات مع يوسف .. أنتي عارفه قد ايه ياسين بيحبه ومتعلق بيه .. وكمان يوسف بيراعي ياسين أكتر مني ومنك ومش معقول تفكيرك وصل أنه هيخلي ابني يشوف نزواته 
فتنظر سالي الي طفلها الذي يحاول النهوض من علي كرسيه المخصص كي يسير نحو ذلك الرجل الذي احتل قلبه وقلب أمه وعقلها .. حتي تقول ببرود برضوه مش موافقه انه ياسين يبات مع يوسف النهارده أعتذر منه يا أمجد وقوله مره تانيه
ليقترب يوسف منهم ويتأمل ضحكات الصغير قائلا ايه رأيك يا ياسو نروح أنا وانت ونسيب بابا وماما 
فيمد الطفل بيده قائلا يلا نروح انا وانت 
فيضحك يوسف علي حب ذلك الصغير له بهذا الحد حتي ينحني كي
تم نسخ الرابط