زوجة ولد الابالسة للكاتبة هدي زايد
المحتويات
مين أنت كان ممكن تسألني سؤالك دا لو لسه على ذمتك و كان من حقك وقتها تعرف كل حاجة لكن دلوقت لأ و مليون لا عشان لا بقيت أنا مراتك و لا على مكتوبة على اسمك عمر يدفع لي ابيع نفسي كل ما دا ملكش في
الفصل التا سع عشر
ختمت حديثها بإشارة من يدها و قالت
امشي اطلع برا و إياك أشوف وشك هنا تاني
خرجت الممرضة من غرفة الحضانات و قالت بسرعة قبل أن تعود
اتجهت حسنة و قالت بلهفة متسائلة
رعاية اومال إنتوا إيه و فين هي الرعاية دي انطقي بسرعة
ردت الممرضة بسرعة موضحة
دا قسم الحضانات و ابنك محتاج رعاية الحال بتسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله اتحركي بسرعة
تحركت حسنة ما إن تركتها الممرضة حاول زين إيقافها لكنها لم تستمع إليه استوقفها جاذبا إياها من ذر اع ها قائلا
ردت حسنة بصړاخ من بين دموعها قائلة
ابعد عني بقى كفاية روح لحالك و سبني في حالي أنا مش عاوزك و لا عاوزك منك حاجة خليني الحق ابني قبل ما يروح مني
للمرة الثاني على التوالي نطقت بكلمة ابنها كيف أين و متى ترى من هو والده هو لم
ي لمس ها خلال الفترة التي قضتها في منزله
جدك رجع يلعب معايا تاني يا بشار و أنا مش ها سكت جدك د مر كل حاجة بحاول ابنيها و دلوقت جه الدور على ابني كله إلا ابني يا بشار سامع كله إلا ابني
وصل إلى مسامعها صوته المخټنق إثر البكاء و هو قال
وجيدة و عمر ماتوا يا حسنة اخوي و صاحبي و نور عيني اللي بشوف بيها ماټ يا حسنة حبيبي و حبيبتك ماتوا يا حسنة
أنت بتقول إيه إيه التهريج دا بلاش هزارك البايخ دا و تكدب عليا عشان اعدي اللي حصل دا بالساهل كدا
اوصدت الهاتف في وجه بشار و سرعان ما ضغطت على لوحة المفاتيح بأنامل مرتعشة
رفعت الهاتف على أذنها مرة أخرى ثم قالت
أنا مش هاسيبك يا حسان أنا هد مرك زي ما دمر تني و قبر بنتك مش هر حمه يا أبوجيدة سامع مش ها رحمه و حضر نفسك عشان اليوم اللي بقالك خمسة و عشرين سنة جه خلاص و القپر ها يتفتح و بدل ما تخرج وجيدة هتدخل لها أنت و بكرا تقول حسنة قالت
بناتي التنين راحوا يا حسنة و عمر راح يا حسنة بشار جت لهم بشار جت ل ولادي يا حسنة
تابع بوعيد و هو يكفكف دموعه و قال
بس لا مش ها سيبك يا بار و لو كنت في سابع أرض هاچيبك و ها خد حجي منيك هربي شبل على كره ليك هاخلي مش شايف حاچة غير الاڼتقام منيك و أنت بكرا اللي تجولي چدي جالها يا حسنة
كانت ك المجذوبة و هي تبحث عن هاتفه و تقول بعدم استيعاب
اتصل لي ب خالد بسرعة خليني اسمع صوت وجيدة هات تليفونك يا زين بسرعة
رد زين و هو يبحث عن هاتفه و نظراته لا تبرح مقلتيها
مالها وجيدة في إيه يا حسنة
كانت أنامله تتراقص بتوتر ملحوظ و أنفاسه
تتسارع بشكل مريب وضع زين الهاتف على أذنه و قبل أن يحدث أخيه جذبت منه الهاتف و قالت بنبرة متلعثمة
ايوة يا خالد اديني وجي....
لم تكمل حسنة طلبها سقط منها الهاتف و كلمات خالد المتحسرة تتردد على مسامعها نظرت ل زين الذي هزها برفق لتعود لوعيها لكنها سقطت أرضا فاقدة للوعي نظر زين تجاه باب المشفى و قال بصړاخ
دكتور بسرعة حد يلحقني بدكتور بسرعة
ما إن انتهى من ندائه لطاقم المشفى حتى أتى
أحد الأطباء و الممرضين تم نقلها و عمل اللازم لها كان زين يقف في غرفة الطوارئ لا يعرف ما الذي حدث أتاه اتصالا من والدته التي اخبرته فيه عن كل شيئا حدث .
بعد مرور ساعة تقريبا
استعادت حسنة وعيها بشكل و أصبحت قادرة على التحدث لكنها فضلت الصمت شردوها جعل زين يحترم حضرة تلك الذكريات التي أتتها بغتة هبطت الدموع من مقلها على خديها بغزارة اقترب بمقعده الحديدي و قال بنبرة متوسلة
حسنة عشان خاطري بلاش دموع ادعي لها بالرحمة
ردت حسنة متسائلة بنبرة ذاهلة و قالت
ادعي لها !! ادعي لها ازاي و هي اللي كانت مغرقاني بدعواتها !!
بسطت حسنة يدها و قالت من بين دموعها بمرارة
دي كانت فاتحة لي دراعتها و بتعاملني اختها كانت الح ضن الحن ين اللي بترمي في لما اعوز اتكلم دي ياما شالت عني
مصا يب عشان حسان ما يعرفش و يبهدلني
نظرت له و قالت بنبرة متحشرجة إثر البكاء
قل لي يا زين اتر مي في ح ضن مين و احكي له اللي واجعني مين ها يحبني زيها و ينصحني زيها
بلع زين لعابه و دموعه تتزاحم في مقله و تأبى البقاء كم هو احمق في الوقت الذي يجب عليه احتوئها شرعا لا يجوز حدثها بنبرة حانية و قال
عشان خاطري يا حسنة كل دا ملوش أي داعي هي دلوقت بين ايدين اللي احن مني و منك عليها ادعي لها بالرحمة
تابع بجدية و قال
أنا لازم اسافر الصعيد لازم اكون جنب
خالد
لازم احضر الچنازة
رفعت الدثار عن جسدها ثم قامت بفك المحلول المثبت على ظهر يدها بينما هو استوقفها قال
أنا جاية معاك
رايحة فين و أنت تعبانة خليك هنا
تابع بتساؤل و الفضول يقوده
حسنة مين البيبي اللي في الحضانة !
ظن أنه لن يحصل على إجابة أو تثور لعدم مناسبة سؤال كهذا لكنها
ردت بأعين دامعة و هي توضح حقيقة الرضيع و من بين كلماتها العتاب و اللوم الشديدان
دا ابن اختي جت ڠضبانة من جوزها ولدت و هي عندنا و حصل حر يقة في الشقة متحملتش و ماټت مش بس لأ هي و أمي و اخواتي الصغيرين مفضلش غير ابنها كنت واخده عشان عنده الصفرا رجعت البيت لاقيت النا ر ما سبتش حتة سليمة في البيت
الحكومة معرفتش توصل للسبب و الطب الشرعي قال ماس كهربائي
ختمت حديثها بنبرة مخټنقة قائلة
بس أنا و أنت و العالم كله عارف إن حسان هو السبب
احتوى يد ها بين كفيه حدثها و هو مطأطأ الرأس ناظرا ما تحتوي ي ده قائلا
عارف إن كل واحد فينا غلط غلط شكل بس ربنا غفور رحيم تعالي نبدأ صفحة جديدة ما يكونش فيها لا جدك و لا أي حد من الماضي صفحة فيها أنا و أنت و بس
ردت حسنة و قالت بمرارة
و المسكين اللي جه الدنيا لاقى أمه ما تت و أبوه مسألش عنه لحد دلوقت رغم إنه عارف إنه اتولد
اقترب زين منها خطوة ليقف أمامها مباشرة و قال بنبرة صادقة استشعرتها في حديثه حين
أنا أبوه و أنت أمه و حياتنا حياته
حركت حسنة رأسها علامة النفي و هي تقول من بين دموعها
كلكم كدابين محدش حنين لا غليا و لا ابني كلكم بتقولوا هتبقوا دنيتي و في الآخر بتضحكوا عليا و تمشوا مش ها سيب ابني يشوف نفس اللي حصل لي منكم
كاد أن يقترب منها لكنها ابتعدت و ساءت حالتها ظلت تصرخ و هي تنادي باسم وجيدة
علها تنجدها من بين براثن أضغاث الأحلام تلك
لكنها فقدت الوعي و هي تنتظر رد شقيقتها.
مدام شمس ما هو قولك فيما قاله المدعو بشار الدهشوري و إنه هو قا تل المجني عليه الدكتور عمر الدهشوري
صاحب العبارة المحقق الذي كان جالسا على مقعد حديدي و بجانبه كاتب يدون كل ما يسمعه كانت شاردة لا تسمح لدموعها بالنزول مهما كلفها الأمر فالبكاء لم يأتي دوره بعد بلعت لعابها بعد أن كرر المحقق سؤاله نظرت له و قالت
محصلش
سأله بهدوء قائلا
هو إيه بالظبط اللي محصلش
ردت شمس بهدوء و هي تتح سس باطنها المنتفخة إثر الحمل ما إن شعرت بركلة جنينها
بشار ما قت لش عمر
اومال إيه اللي تقدري تحكي لي اللي حصل وقت مق تل الدكتور عمر
عمر كان جاي من برا و عارف إن بشار هنا
سلم عليه و طلع يغيير هدومه عشان يقعد معاه براحته بيطلع على السلم و هو نزل تاني رجله خا نته زيه بالظبط
سألها المحقق بمكر قائلا
زي بشار مش كدا !
أجابته بحكمة و دهاء قائلة
لأ ج س مه هو اللي خا نه مقدرش يسطير على حركة عفوية من رجله
رد المحقق و قال بضيق مكتوم
طب بشار بيقول إن عمر تشابك معاه عند السلمة الأخيرة فوق و كان بيحاول يو لع في الأوضة بدل المجني عليها وجيدة الدهشوري و إن بشار زقه عشان يبعد عنه و مكنش قصده يق تله !
ابتسمت بجانب فاها و قالت بمرارة
مش بشار اللي ق تل عمر مش بشار
اومال مين
نصيبه و عمره نصيبه و عمره يروح مني قبل ما يفرح بابننا راح مني زي ما كل حاجة حلوة راحت مني المۏت اخده مني و ساب لي ذكريات
أردفت شمس عبارتها بقلب مقهور حاولت أن تصمد حتى آخر لحظة لكن ضغط ذاك الماكر الذي يتلاعب بالاسئلة ليو قعها في الخطأ و يجبرها على الإعتراف هو الذي أودى بها لحافة الإنهيار الوضع بات غاية في الصعوبة
أمر الطبيب المحقق بأن يغادر الحجرة لأن الحالة لا تسمح كما اخبره من قبل .
الحالة التي يمر جميع أفراد العائلة جعلته ينتظر لأيام لا يعرف كم عددها لكن حتما سيضع كلمة النهاية على هذه القضية كان بشار داخل محبسه يناجي ربه بأن يخلصه من هذا العڈاب الذي يحيطه من كل اتجاه
استند برأسه على الجدار و هو يتمتم بكلمات معاتبة لنفسه تارة و يدعو ل عمر تارة أخرى
غلبه النعاس على حالته تلك بدأ صورة عمر تظهر شيئا فشيئا و هو يتسأل بنبرة معاتبة قائلا
ليه كده يا صاحبي ليه !
رد عمر بنبرة مقهورة و هو يهز جسده المتكور حول نفسه قائلا
ڠصب عني يا حبيبي و الله ڠصب عني معجول برضك أني أأذي روحي !
على ما يبدو أن بشار أصابته الحمى بدأ يهذي كثيرا قائلا بتوسل
ارچع يا عمر و أني احر ج الدار كلتها مش الأوضة ارچع يا حبيبي ارچع يا سندي و ضهري
متابعة القراءة