ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
بيدها
لأ لأ شياطين ايه بس.. دا أنا لازم أنزل علشان قاعدة هنا بقالي كتير
تقدم
إلى سور السطح ووضع كوب الشاي عليه مردفا بمزاح
لأ كده بقى أنا اللي غلطان علشان مطلعتش من بدري
وزعت نظرها على الأسطح المجاورة لهم ولم تجعل عينيها تتقابل معه بسبب احمرار وجهها الذي لاحظه وتوترها دون داعي..
هذه الكلمات بالنسبة إليها ككلمات الغزل التي تتعرض إليها الفتيات ممن يحبون ألا تعتبر هكذا..
مش شايفك بتذاكري المرة دي يعني
ابصرته بعينيها بعمق أهو يراها وهي تدرس ليقول هذه المرة. يا الله ما هذا التخبط ابتلعت ما وقف بجوفها وقالت برقة وصوت ناعم
لأ أنا يعني كنت بشم هوا ومريحة شوية
ابتسم إليها ورفع كوب الشاي إلى فمه يرتشف منه بتلذذ وهدوء أخذت توزع نظرها على الأسطح مرة أخرى لتهرب من عينيه رأته يضع السېجارة في فمه ويستنشقها بشراهة فقالت له بلهفة غريبة عليه
لم تعطيه الفرصة للرد عليها ففي لحظات كانت قد اختفت من أمامه لوى شفتيه ونظر إلى السېجارة بيده ثم ابتسم بغرابة وألقاها على الأرضية ودعسها بقدمة...
عاد نظره إلى مكان اختفائها ودقات قلبه تتسارع وعينيه تشتاق لرؤيتها ثانية!.. ما به..
ده كل اللي حصل مش عارفه بقى هما فعلا عندهم حق ولا الجوازة بتم بسرعة ولا هو أصلا مش موافق ولا فيه ايه
أنا اللي أعرفه إن مفيش راجل بيتجوز واحدة ڠصب عنه دي اللي هيكمل معاها بقيت عمره.. إذا كان البنات محدش يعرف يغصب عليهم دلوقتي الراجل اللي هيتغصب عليه!..
رأت على وجهها علامات الحيرة والتخبط في الأمور فأكملت حديثها بجدية
أنت كنتي بتحاولي تعفي نفسك مع إنك بتحبيه ودعيتي ربنا كتير وربنا استجاب دعائك أهو يا هدير واللي حصل من مسعد ده كان سبب بس علشان الجوازة تتم.. ارتاحي يا حبيبتي وأفرحي
أنا صليت استخاره وحسيت فعلا إني مرتاحة بس حاسه أن هو اللي مش مرتاح.. مش عايزني
إنها حقا تبحث عن التشتت والتعب هتفت مجيبة إياها بجدية وحزم
لأ عايزك يا هدير بس أنت تفهمي ده كويس.. الراجل لحد دلوقتي مصدرش منه حاجه بتقول عكس كده
أومأت إليها بهدوء وهي تنظر إليه مرة أخرى لتراه ينظر إليها وكأنه كان ينتظر نظرتها له رفع يديه إلى جانب أذنه ليفعل حركة بيده تدل على أنه يريد مهاتفتها..
قعدتك دي متنفعش ادخلي من وش الصنايعيه واللي رايح وجاي في الشارع
أردفت إلى رحمة بسخرية وتهكم مضحك
آه لبسني الدبلة وبدأنا بقى تحكمات
ابتسمت رحمة متسائلة بهدوء عن ما الذي يريده لتجيبها قائلة
قال القعدة دي ماتنفعش علشان الصنايعية واللي رايح واللي جاي
وقفت رحمة واتكئت بقدمها اليمنى على الأريكة ثم جذبت النافذة وأغلقتها قائلة
طب ما الراجل عنده حق
خلعت هدير الحجاب عن رأسها بعد أن أغلقت رحمة النافذة ثم جعلت خصلاتها الحريرية ذات اللون البني الداكن التي تنتهي بالبني الفاتح تنساب على ظهرها لتغطيه إلى آخره..
استمعت إلى سؤال رحمة الخجل
هو جمال فين!
نظرت إليها بشفقة وحزن كبير عليها وعلى حال شقيقها الذي سيؤدي بحياته إلى الچحيم وهذه المسكينة لا تقول أنها تحبه ولكن على الأقل معجبة به
رحمة سيبك من جمال أخويا ومتبصيش ليه إلا لو اتعدل وبقى بني آدم بجد
نظرت رحمة إلى الأرضية بهدوء بعد أن أومأت إليها بجدية وداخلها الحزن يشتد يوما بعد يوم بسبب ما يفعله جمال الذي تنتظره منذ زمن وتعتقد أن الأوان قد فات عليه!..
بعد مرور ثلاثة أيام
كان
يسير في الشارع ورأسه مرفوع وهو مقرر داخله أنه اليوم سيذهب
بالمال المطالب به إلى رشوان أبو الدهب ليجعل الجميع يصمت وسينتظر قليلا حتى يدبر أمرا بسيطا في رأسه تعود به برنسس الحارة إليه لأنه الأولى بها ومن تحدث عنها من البداية بعيدا عن الخرافات التي تحدث بها ذلك الرجل العجوز...
استمع إلى صوت زغاريد عالية تعم أرجاء المكان وأطفال تسير وبيد كل منهم علبة من علب المشروبات الغازية ف أمسك بطفل كان يسير متجه إليه وبيده واحدة فسأله قائلا
ايه الزغاريد دي يلا ومين بيوزع كنز
أجابه الطفل سريعا ورحل
دي علشان كتب كتاب الاسطى جاد بتاع الورشة
جز على أسنانه وكاد أن يهشمها بينما ضغط على يده إلى أن ابيضت مفاصلها وظهرت بوضوح سار صدره يعلو وينخفض بسرعة من فرط الڠضب الذي حل عليه الآن بعد أن استمع هذه الكلمات.. وظهرت عينيه الخضراء ببريق شيطاني مخيف أخفى جمالها ليحل محله نظرة مچرمة..
كيف سيتزوجها سريعا هكذا!.. كيف فعلها!. ماذا قدم لها لتوافق بهذه السرعة على الزواج!.. ما الشيء الذي فعله جاد الله ولم يستطيع هو فعله!..
نظر أمامه وأخذ نفسا عميقا ثم ابتسم بهدوء وقد علم ما الذي سيفعله اليوم قبل أن يتم عقد قرآنه عليها..
لقد كان تفكيره شيطاني للغاية ومدمر يرى نفسه أنه الأحق بها منه لأنه من أحبها أولا ومن تقدم إليها ولا يحق لها الرفض لأنه لا يوجد مثله أبدا وقبل أن يتزوجها جاد سيفعل هو ما أتى بخلده وسيخبر الجميع أنه مسعد الشباط الذي لا يقدره أحد..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_التاسع
ندا_حسن
دقت الفرحة باب قلبه ففتح لها بابتسامة خلابة
وما كان منها إلا أن تستقبل السعادة بسعة صدر
الفرحة كأنها زرعت في المكان لا وجدت الجميع على وجوههم السعادة الخالصة والفرحة المفرطة التي تتحدث على ملامح وجوههم الجميع ومن ضمنهم من كانت خائڤة منه حتى..
لقد شكرت الله كثيرا في صلاتها وقيامها ليلا ونهارا حدثت نفسها بالكثير في جلسة صفاء بينها وبين نفسها تقول أنه لا يريدها وربما فعل ذلك فقط لأجل والده ليس إلا ولكن كان هناك كثير من التلميحات منه ليعلمها باهتمامه بها!.. حتى ولو لم يتحدث بشيء صريح ولكنها تشعر على الأقل ومن قبل ما حدث!.. وإن كانت هذه مجرد تخيلات منها فإن الله لن يخذلها مهما حدث..
لقد دعت الله كثيرا ليجعله لها وحدها وليجعلها من نصيبه هو ودائما كان يقف على لسانها الدعاء ببقائه إن كان خير لها الدعاء برحيله عن قلبها إن كان شړ لها..
كانت تدعي بنزعه من قلبها كما لو أنه لم يوجد من الأساس إن كان لا يريدها.. ولكن بعد كل هذا إنه هنا لخطبتها بل لعقد قرآنه عليها!..
إذا إنه خير بل كل الخير من الله عز وجل إنها متأكدة أن الله لا يقدم إلينا إلا الخير وتعيش بهذا اليقين داخلها وقد دعته كثيرا لتحقيق ما تريده وقد حدث بعد سنوات مسببا أسباب كان لابد من وجودها لكي يتزوجها..
ابتسمت في النهاية وهي تقف على قدميها لتذهب للوضوء وصلاة المغرب وداخلها مقررة أن تفرح معه وتظهر السعادة عليها مثل الجميع ومثله هو أيضا إلى أن تتأكد من أنه يريدها حقا مثلما قال والده وستحاول بكل الطرق تبعد التشتت عن طريقها..
بينما هو تفكيره لم يكن سوى بها.. لقد شعر أنها تعاني من انفصام ما أو خلل في شخصيتها لقد حاول من وجهة نظره أن يقدم إليها اعتراف بحبه غير مباشر وداخله يعتقد أنها قد فهمت ولكن تريد المتاعب لنفسها وله قبلها..
مرة تنظر إليه وتبتسم والأخرى لا تنظر من الأساس!.. مرة تجيب على الهاتف والأخرى لا تجيب ودائمة السؤال عن ماذا يريد منها وأنه قد يراها فتاة مذنبة بسبب ما فعله مسعد معها..
لقد استشعر خجلها منه ومما حدث من مسعد أمامه ولكنه يعلم أنها لا ذنب لها في ذلك وأن مسعد هو المذنب الوحيد ومازال عليه أن يحاسبه لما فعله بها.. إنه يراها أنقى النساء وأجمل الفتيات يراها كل شيء جميل وهادئ يراها كل شيء زهي ومبدع ولكنها لا تدرك ذلك..
داخله قرر عدم تركها نهائيا حتى لو أنها لم تقتنع بعد بفكرة الزواج القريبة هذه لقد فهم أن حكمة الله في ما فعله
مسعد معها هو الزواج منها.. لو لم يكن مسعد حاول ثم تحدث في الحارة في اليوم الثاني لم يكن والده تحدث أمام الجميع بأنها خطيبته وجعل الأمور تسير بسرعة البرق..
حتى وإن كان والده مقررا أنه سيزوجه منها لم يكن يسير الأمر بهذه السرعة بل كان من الممكن أن يأخذ سنة كاملة في الخطبة سيرا على نهج العادات والتقاليد لديهم..
وقف على قدميه والفرحة تكاد تخرج من عينيه المبتسمة وحدها ليفتح الخزانة حتى ينظر إلى البدلة التي سيرتديها غدا في عقد القرآن وتلبيسها الذهب..
وقف سمير أمام سور السطح ينظر إلى الخارج وعينيه تدور على الأسطح المجاورة
بهدوء وجواره عبده وبيد كل منهم كوب من الشاي التي صنعته إليهم مريم تلك الجميلة الرائعة!..
ابتسم عبده وهو ينظر إلى السطح خلفه بعد أن قاموا بتزينه بطريقة هادئة وجميلة للغاية حيث قاموا بوضع المقاعد القليلة الذي أتوا بها بجانب بعضها البعض وقد كانوا قليلين للغاية يكفوا فقط للعائلتين وبعض الأشخاص المقربين للغاية منهم..
وتم وضع أمام هذه المقاعد سفرة كبيرة عليها مزهرية جميلة للغاية ملتف حلو السفرة مقاعدها الكاملة ليجلس عليها العروسان ومعهم المأذون والوكيلان لهم...
وخلف هذه السفرة يوجد الحائط والذي وضع عليه البلالين مختلفة الألوان بطريقة جميلة تجذب العينين إليهم والأضواء البيضاء ومتعددة الألوان تنير السطح بقوة عن الأسطح الأخرى.. لقد قام بفعل كل هذا سمير و عبده بصفتهم أنهم الأقرب إلى جاد ومثل الإخوة ومنذ قليل فقط انتهوا من ذلك وصعدت إليهم مريم بالشاي قبل رحيلهم لتبديل ملابسهم حيث أن عقد القرآن والخطبة بعد صلاة العشاء..
وضع سمير الكوب فارغ على حافة السور ناظرا إلى عبده بجدية
هنزل أغير هدومي واطلع الصب وبعدين أنزل أشوف جاد
وضع عبده هو الآخر الكوب فارغ وتحدث مجيبا اياه
وأنا كمان الحق أغير هدومي واقابل طارق وحمادة
قبل أن يجيبه سمير وجدوا جاد يتقدم منهم مبتسم بسعادة كبيرة ونظرة ائتمان ظهرت لهم بعد أن نظر إلى السطح ورأى ما فعلوه به..
تقدم منهم ووقف في المنتصف بينهم ليربت على
متابعة القراءة