ندوب الهوي بقلم ندا حسن
المحتويات
من السيارة ووقف جوار الباب وصدره يتضاخم من شدة الڠضب الذي تجعله يصل إليه بأقل مجهود الغيرة تنهش قلبه الذي يخفق بقوة وعڼف لأجل أفعالها الغريبة..
لما تقف معه!.. إنه يتذكره جيدا ذلك الشاب الذي قالت عنه أنه شقيق إحدى صديقاتها لما تقهقه هكذا!.. ألا تشعر بالخجل أين حيائها وخجلها الآن.
ازعجته وجعلته يشعر بالڠضب يتأجج داخله ويتزايد بقوة وهو يراها مستمرة في الضحك معهم يحاول الإتصال بها وهي لا تجيب مؤكد منشغلة في ضحكاتها العالية وحديثها المدلل أمام ذلك الحقېر..
سار إلى ناحيتها وملامح وجهه لا تبشر بالخير بسبب هذا المشهد الذي وقعت عينيه عليه منذ لحظات وقد كان يتنافى مع عاداته وتقاليده وما يجب أن تفعله زوجته أمام أي رجل أجنبي عنها لقد كان يعتقد أنها تعلم ما الذي عليها فعله!..
نظرت أمامها واختفت الابتسامة تدريجيا وهي تنظر إليه بقلق لما مظهره هكذا!.. يبدو أنه غاضب بشدة ملامح وجهه منكمشة بقوة غريبة تظهره وكأنه قارب يظهر عليه وتعرفه جيدا تستطيع أن تميزه من بين ألف حاله بسبب قلة ظهوره.. لا يظهر غضبه إلا عندما يكون تخطى كل مراحل التماسك والصبر..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_السادس_عشر
ندا_حسن
وما به القلب سوى الهوى الهوى للمحبين القادرين
على التخطي وما به سوى العڈاب الممزوج بالهوى
للمحبين الراغبين الندوب بعد الجروب
ضغطت على الكتب التي بيدها بقوة شديدة وهي تتابع تقدمه منها والذي أوحى إليها باشياء عدة وهو بهذه الحالة الغريبة عليه وعليها..
أسرعت تخفض بصرها عنه وبدلته إلى صديقتها وأردفت بتوتر وقلق وهي تبتعد عنها هي وشقيقها متقدمة منه
طب عن اذنكم أنا لازم أمشي جوزي جه
لم تعطي إليهم الفرصة للرد عليها بل ذهبت إليه تتقدم منه لتقطع طريقه إليهم حتى لا يتحدث أمامهم بشيء لا تدري ما الذي ممكن أن يفعله هي فقط تستنتج من ملامحه التي لا تبشر بالخير..
أردفت بتردد وهي تضع يدها اليمنى على ذراعه بتلقائية تتسائل عما به
مالك. شكلك متعصب أوي كده ليه
رفع نظرة إلى خلفها بعد هذا السؤال ورأى زميلتها وشقيقها قد صعدوا إلى سيارتهم وبدأت بالتحرك مغادرين المكان ضغط بقوة على كف يده أخذا نفسا عميقا أمامها جعل صدره الضخم يرتفع وينخفض بقوة...
فتح لها باب السيارة وجعلها تجلس في مقعدها بعد أن أشار لها ثم أغلق الباب بقوة جعلتها تنتفض بتلقائية لفعلته المباغتة استدار حول السيارة تحت أنظارها المتعجبة صعد إلى مقعد السائق وتولى القيادة عائدا إلى الحارة كما أتى إلى هنا مع حدوث تغير كبير ومؤثر واضح كثيرا عليه وهو شعوره بالڠضب والعصبية التي احتلت أوردته وتود الانفجار الآن بوجه أي شخص كان..
حركت رأسها إليه مستديرة لتنظر إلى وجهه وقد جذبتها يده الذي تضغط على المقود بقوة جعلت عروقه بارزة بشكل غبي!..
أغمضت عينيها العسلية تضغط عليهما بقوة
محاولة أن تتشجع وتقترب منه لتعلم ما الأمر ولكن للحق!.. كان مظهره مخيف
للغاية!..
فتحت عينيها بهدوء ووضعت يدها اليسرى على ذراعه الموضوع على المقود بحدة وهتفت بلين مع ابتسامة هادئة وهي تتسائل عما يحدث معه
مالك يا جاد.. في حاجه مضيقاك..
نظر إلى يدها الموضوعة على ذراعه ثم إلى وجهها بنظرة خاطفة وأعاد بصره إلى الطريق يعطيه تركيزه الواهي أمامها ألا تدري حقا ما الذي فعلته ألا تدري أنه منزعج منها بشدة.. لما تقف مع ذلك الشاب مرة أخرى. ألم ترى غيرته عليها منذ أول يوم رآها معه.. الآن هي زوجته ما الذي تنتظره منه.
أبعدت يدها عنه ونظرت أمامها مرة أخرى تبتلع غصة حادة تشكلت في حلقها ضغطت على يدها كما المعتاد في تلك الحالات المتوترة ومن ثم مرة أخرى عادت تتسائل باهتمام وهي تنظر إليه بتمعن
جاد أنا بكلمك!. مالك فيك ايه
تحدث من بين أسنانه بحدة حاول أن يخفيها ولكنه لم يستطيع لم يكن ذلك الرجل المتشكل يوما بل كان واضحا كوضوح الشمس
رنيت عليكي مردتيش مع إنك مكنتيش مشغولة بالعكس كنتي واقفة مع زميلتك
استدار ونظر إليها بجدية ثم أبعد بصره عنها مكملا بغيظ وضيق
وأخوها.. مش أخوها بردو.
أبعدت وجهها إلى الناحية الأخرى تنظر من النافذة وودت لو تبتسم أو تضحك بقوة! هل كل ذلك لأجل وقفتها مع زميلتها وشقيقها.. الآن فهمت حقا لما يأتي هكذا
استمعت إلى سؤاله الذي أتى بصوت خشن قوي منه يليه هذا التهكم الواضح
ما تردي عليا ولا مسمعتيش
هتفت مجيبة إياه بجدية وبساطة وكأنها لم تستشعر تلك السخرية في حديثه
لأ سمعت.. الموبايل بتاعي كنت عملاه صامت علشان المحاضرة
أكملت وهي تستدير إلى الخلف
أنت أصلا فكرتني أنا كنت ناسيه خالص
مدت يدها إلى المقعد الخلفي وجذبت حقيبتها من عليه ثم استدارت مرة أخرى تجلس معتدلة براحة وهي تخرج الهاتف من الحقيبة عبثت به قليلا ثم وضعته مرة أخرى في الحقيبة وأعادتها في الخلف كما كانت..
نظرت إليه باستغراب اصطنعته بإتقان وهي تسأله مضيقة ما بين حاجبيها
هو أنت مضايق علشان مردتش عليك..
لم يجيبها بل بقي كما هو يقود السيارة وجسده مشدود حتى أنه لا يستطيع الجلوس براحه مثلها!.. نظر إلى عينيها العسلية نظرة خاطفة عندما رآها تنظر إليه مطولا تنتظر منه إجابة..
وضعت يدها مرة أخرى على ذراعه وهتفت برقة ولين وهي تعتدل لتقابله في جلستها
أنا بجد مكنش قصدي والله بس الموبايل كان صامت.. مش مستاهلة كل ده يا جاد
لم تتلقى منه ردا مرة أخرى هو لا يستطيع الحديث معها الآن بشكل طبيعي لا يستطيع حقا ولا يود أن يغضب فيتهور في حديثه أو أفعاله يعلم أنه لا يفعلها ولكن هذا وارد!.. وأيضا لا يريد النظر إلى هاتين العينين العسليتين كم أنها صافية! يمكنك أن تبحر داخلها أو تستقر دون خروج.. بل كلما نظرت إليها أردت الهروب من الواقع وتكن حبيس هذه النظرات الساحرة..
بقي على وضعه ينظر إليها من الحين إلى الآخر نظرات مسروقة دون أن تشعر وداخله يود أن تفهم وحدها دون شرح منه لما هو على هذه الحالة.. أهي غبية أم تتفهم ما يحدث جيدا وتتصنع الغباء.. ربما تكن تفعل هذا لن يستبعد أبدا فهو يعرف زوجته جيدا ويعرف تصرفاتها الغريبة هذه.. على الرغم من أن زواجهم لم يمر عليه كثير ولكنه يعرف كل تفاصيلها منذ أول وهلة شعر بها أنه يحبها.. إذا بالضبط منذ أكثر من أربع أعوام.. منذ أربع أعوام وهو غارق بحب هذه الصبية الجميلة التي تحمل نقوش بنية هادئة على وجهها تجعله يتوه في صنعها..
هي الأخرى أبعدت نظرها عنه إلى الناحية الأخرى وتركته وحده بهذه الانفعالات الظاهرة عليه وداخلها تود أن ترقص من هنا إلى المساء إنه يشعر بالغيرة وهذا ليس أول موقف تقع به معه وترى كم يغير عليها ولكن في كل مرة تشعر أنها الأولى وتشعر أيضا بلذة غريبة تجتاح جسدها وتشعرها بكم يريدها له وحده!.. لا يريد لأحد غيره أن يراها أو يتحدث معها أو يستمع إليها!.
يشعرها هذا دائما بالانتشاء والسعادة تجاهه وتترك كل ما يأتي منه خلف ظهرها ناظرة فقط إلى كل ما
هو إيجابي رائع به لتحافظ عليه وتحفظه جيدا وقد كان هذا صعب للغاية.. لأن كل ما به جيد بل ممتاز ورائع..
دلفت إلى داخل شقتها بعدما تركت حذائها بمكانه تقدمت إلى الصالة وتركت حقيبتها وكتبها على الأريكة بهدوء استدارت تنظر خلفها إليه وكادت أن تتحدث ولكنها وجدت الصالة فارغة!..
نظرت إلى جانبيها ولم تراه تسائلت داخلها أين ذهب في هذه اللحظات.. تقدمت تسير بثبات متجهة إلى غرفة النوم التي استشعرت وجوده بها وقد كان حقا..
رأته يبدل ملابسه بسرعة يبعد القميص عنه بهمجية ويرتدي آخر لونه أسود قطن بيتي بنصف كم يلائم
هذا الجو الحار ثم فك زر البنطال الجينز أمامها بعد أن نظر إليها بقوة وحدة وعينيه ترسل إليها شرر يود أن تراه جيدا أزاله عنه وهو يبعد نظرة عنها إلى البنطال البيتي الآخر ذو اللون الأسود كما القميص..
اشاحت وجهها عنه وهي تشعر بالاستغراب حقا هذه المرة ليس تصنعا وقفت أمام المرآة وهي تزيل الحجاب عن وجهها ثم حررت خصلاتها بضيق وانزعاج وهي تشعر بسخونه تحتاجها..
عادت للوراء مستديرة تتقدم إلى الخزانة وهي تسير من خلفه ببطء حيث أنه كان يقف أمام الفراش في منتصف الغرفة بين الحائط والفراش..
شعر بها وهي تمر من خلفه فابتعد إلى الجهه الأخرى وهو يمسك بالبنطال الذي خلعه عنه ويأخذ منه النقود الموجودة به وما يلزمه ويضعه في البنطال الذي ارتداه..
رأته يخرج من الغرفة إلى المرحاض وهي تسير خلفه بخفه وتروي لترى إلى أين يذهب حركت رأسها يمينا ويسارا والابتسامة تغزو وجهها شاعرة بالراحة تحتاجها وهي تراه بهذه الحالة.. أخذت قميص مريح بنصف كم وصدره يشكل رقم سبعة ويصل طوله إلى بعد ركبتيها بقليل..
جمعت خصلاتها وربطتها أعلى رأسها تاركة خصلتين على جانبي وجهها خرجت من الغرفة تتقدم إلى المطبخ فقابلها وهو يخرج من المرحاض يجفف يده بمنشفة صغيرة..
عشر دقايق والغدا يكون جاهز
أجابها بجدية واقتضاب وهو ينظر إليها بعد أن وقف أمامها
مش واكل.. أنا نازل
سألته باستفهام وهي تبصر ملامحه وتعابيره بدقة وتمعن شديد
مش هتاكل ليه. هو أنت كلت عند ماما فهيمة
أجابها مرة أخرى وهو يضع المنشفة الصغيرة على أحد كتفيها بلا مبالاة متوجها للخارج
مكالتش بس مش جعان... ماليش نفس
أمسكت بالمنشفة بيدها وسارت خلفه إلى الخارج ووقفت في الصالة تنظر إليه يرتدي حذاء رجالي مفتوح من الأمام والخلف
إزاي
متابعة القراءة