ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

الله خير
أقتربت بجسدها للأمام مضيقة ما بين حاجبيها باستغراب ودهشة لحديثه الذي يظهر وكأنه يطمئن شخص غريب عنه!. اردفت بقوة
يعني ايه الكلام ده أنا عايزة افهم انتوا عملتوا ايه
تنهد بعمق وهو يجيبها بهدوء متقدما للأمام محاولا بث الاطمئنان بها
جاد اتحبس على ذمة التحقيق بس إن شاء الله هيخرج متقلقيش.. المحامي طمني
تسائلت مرة أخرى وعينيها تنظر إليه بثبات غير قادرة على تحريكها إلا عندما ترى تعابيره وتفهم منها إن كان ېكذب أم
لا
هيخرج امتى
بقلة حيلة أجابها وفي نفس الوقت لا يريد أن يتحدث معها ويتعمق في ذلك فتفهم أن موقفه صعب للغاية
مش عارف بس هيخرج.. مش هيتحاكم جاد برئ وهيخرج منها
صاحت بقوة وحدة شراسة قليلة ظهرت منها وكأنها لم تكن ټصارع المۏت منذ قليل حياة أخرى اڼفجرت بداخلها عندما خص الأمر زوجها
يعني ايه الكلام ده أنا عايزة افهم اللي حصل.. المحامي قال ايه هو قال ايه الظابط قال ايه أنا مش عايزاك تطمني قولي اللي حصل يا سمير
أجابها على حديثها بجدية متفهم حالتها
بعد مرورها بيوم عصيب منذ بدايته إلى الآن
والله ده اللي حصل جاد اتحبس على ذمة التحقيق مفيش أكتر من كده وهنروح بكرة تاني
مررت حديثه عما حدث وعما قاله لأنه لا يعطيها الحقيقة الكاملة وأردفت بحزم وجدية شديدة مشيرة إليه بيدها
أنا عايزة أروح معاكم ومتقوليش لأ يا إما هروح لوحدي... أنا عايزة أشوفه
أومأ إليها بعدما رأى نظرتها وإصرارها على الذهاب فلو رفض
ستذهب وحدها حقا فهي مچنونة وستكون في مأزق إن تركها وحدها
حاضر يا هدير... حاضر
وقف على قدميه بعد أن تنهد مرة أخرى والحمل وقع على عاتقه في لحظات معدودة قال بجدية
أنا هطلع أنا خلي مريم معاكي الليلة دي
اردفت بجدبة هي الأخرى تبادلة قائلة
لأ أنا كويسه مش محتاجه حاجه
تحدثت مريم بعد أن تقدمت وهي تستمع إليهم محاولة إقناعها بالجلوس معها حتى إلى الصباح فقط ثم بعد ذلك لن تبقى
خليني معاكي بس....
قاطعتها بحزم وجدية غير قابلة وجودها هنا لتكون معه وحدها لتعبر عما داخلها وحدها دون تطفل أحد عليها
لأ يا مريم اطلعي بيتك أنا كويسه وهقفل الباب كويسه متقلقوش
هتف سمير بهدوء
لو احتاجتي حاجه كلمينا يا هدير
أومأت إليه بهدوء يماثله وصمت تريد أن تنعم به فأكمل وهو يسير متجها إلى باب الشقة
تصبحي على خير
وقفت مريم خلف زوجها ثم تقدمت من شقيقتها قائلة بحنان وقلق عليها
متأكدة إنك كويسه.. أنا عايزة أقعد معاكي يا هدير هيكون أحسن
أجابتها بحزم وقوة
أنا كويسه يا مريم متقلقيش اطلعي
خرجت مريم خلف زوجها وتركتها وحدها لم تكن تريد ذلك فهي تعلم أنها ليست على ما يرام ليست بخير أبدا عينيها تتحدث نيابة عن شفتيها وكل ما بها ينطق بالألم والقهر الذي تعرضت له تشعر بكم الحزن الذي يجتاحها قلبها يشتعل لأجل شقيقتها وعينيها بهتت بحزن طاغي لما تواجهه منذ ۏفاة والدهما إلى اليوم لم تستطع أن تشعر بالراحة قليلا حتى بعد زواجها من جاد..
أترى كم الحزن الذي تشعر به لأجلها! هناك منه أضعاف مضاعفة في قلب شقيقتها هناك ما لم تعرفه هي يوما تشفق عليها وتود لو تحمل عنها القليل من الألم والضعف تود لو تحمل عنها القليل مما تمر به ولكنها لا تسمح لها بذلك.. لا تسمح لها بالبقاء معها حتى..
كيف يمكنها أن تساعدها في مثل هذه المصېبة التي تمر بها.. ليست وحدها بل هذه مصېبة وقعت على العائلة
بأكملها تهدد جمعهم تهدد وجودهم مع بعضهم تهدد كل جميل كان بينهم..
وقفت هدير من خلفهم وتقدمت بعد خروجهم تغلق الباب عليها بأحكام أغلقته بالمفتاح عدة مرات وتركته في المزلاج استدارت تستند على الباب تنظر إلى الشقة الفارغة عليها من كل إتجاه.. حان وقت الإنهيار لقد صمدت أمام الجميع كثيرا..
دون صوت!. دون حركة واحدة تصدر منها خرجت الدموع بصمت تام من عينيها العسلية باكية على نفسها قبل هدير عينيها تبكي لأجل ما شاهدته ووقعت به وقعت على الأرضية تجلس خلف الباب وشعور القهر يلازمها الرهبة والضعف الشديد..
والخۏف زحف إلى قلبها بمهارة عالية إنها لم تشعر بالخۏف يوما وجوده كان يغنيها عن كل شعور سيء رغم كل ما مرت به معه إلا أنه كان كل شيء لها ومازال لن تزعجه مرة أخرى عند عودته ستكون هي مكان راحته وأمانه.. ستكون كل ما يحتاجه حتى وإن كان على حساب نفسها..
جاد رجل لا يقدر بثمن ليس هناك مثله ولن يكون هناك في جلستها وأثناء تفكيرها به عادت إلى رأسها
تها في
الحديث والصوت العالي غير ذلك فلا يوجد..
لو لم يأتي سمير لكانت الآن مع المۏتى!.. لن تستطيع إبعاده ولن تستطيع فعل أي شيء معه قوته تضاعفها أكثر من اللازم كيف له أن يكون هكذا رجل كبير ولديه زوجات وأطفال كيف له أن يكون هكذا..
كيف له أن يستحل ما حرمه الله عليه ويسرق حلال رجل آخر كيف له أن يهتك عرضها بهذه ها..
حمدا لله على نعمته في كل آخر لحظة يرسل لها المنقذ ليغير حياتها ويسترد ما كان سيقع منها في وادي الذئاب..
وقفت على قدميها تمسح على وجهها بحدة بكفي يدها تقدمت إلى الداخل تسير متجهة إلى غرفة النوم دلفت إليها ووقفت أمام الفراش تنظر إليه بغل وكره بسبب ذلك البغيض الذي جلس عليه تقدمت وبقوة جذبت الملاءة الموضوعة على الفراش وألقتها پعنف على الأرضية ثم جذبت مفروشات الوسادة هي الأخرى وتركت الفراش هكذا..
استدارت وأخذت العباءة التي كانت ترتديها وقميصه القذر ثم وضعته معهم وأخذتهم إلى الخارج تضعهم في سلة القمامة!.. لا يجوز أن يبقى رائحة أو ملمس لرجل آخر في بيت جاد الله..
عادت تدلف إلى المرحاض ثم وقفت أسفل صنبور المياة بعد أن تخلصت
من ملابسها تتهاوى المياة عليها من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها تود التخلص من أي لمسه قد تكون حدثت من قبله تود محو كل ما حدث لتستطيع مقابلة زوجها في الغد دون أن يكون هناك ذكرى تشوب عقلها أو جسدها..
أخذت تمسح بيدها بقوة على وجهها تمحي أثر صفعاته التي تركت علامات واضحة بقوة تمحي كل چرح ترك ندب من خلفه..
مازالت الدموع تخرج ولن
تتوقف الليلة!..
اليوم التالي
ذهبت هدير مع سمير لزيارة جاد هو يوم واحد فقط الذي غاب به عنها ولكنه بالنسبة إليها كعام مضى دون رؤيته والنظر إلى رمادية عينيه الساحرة عام مضى لم تشعر بالراحة والسکينة جواره..
جلست مقابل سمير أمام مكتب الضابط الذي خرج من الغرفة وتركهم ينتظرون جاد لرؤيته والتحدث معه وإليه والتشبع من نظراته وكلماته..
لحظات تمر كالأيام والاشتياق قاټل والإنتظار مرهق تنظر على الباب المغلق منتظرة لحظة دخوله إليهم عينيها تتخيل رؤيته يدلف الآن لم يدلف! الآن سيكون 
وفي تلك اللحظة بالضبط حضر على ذكر معذب الفؤاد وفتح الباب ليطل منه بهيئته التي مازالت أجمل من الجمال نفسه مهما حدث به..
عامل ايه يا جاد
ابتسم جاد بهدوء وكأن ليس هناك شيء يزعجه ولم يشعر بالخۏف أبدا مجيبا إياه
الحمد لله بخير
عاد سمير للخلف قائلا بجدية وأمل يود أن يبثه فيه هو الآخر
متقلقش خير إن شاء الله.. المحامي طمني يا جاد وبإذن الله هتطلع منها
أومأ إليه برأسه عدة مرات متتالية ونظراته تبتعد منه إلى حبيبته التي تريد أن تنال جزء منه هي الأخرى
هتف سمير مرة أخرى
مش محتاج أي حاجه يا جاد.. إحنا جبنا معانا حاجات بس أنت لو محتاج حاجه قول
عاد بنظره إليه بعد أن أبتعد عن زوجته قائلا بجدية وضيق مضحك
ياض مش عايز حاجه أخفى من وشي بقى
أنهى حديثه بغمزة عين تحمل مراوغته الرائعة المفتقدين لها جميعا ابتسم سمير بتفهم ثم استأذن منهم ذاهبا إلى الخارج..
وقفت على قدميها فور خروجه تنظر إليه بعينين دامعة حزينة مرهقة لأبعد حد أقترب منها بهدوء ناظرا إليها باشتياق قاټل وحب كبير يتضاخم داخله الابتسامة على وجهه لم تبتعد عنه جسده كما هو وطوله كما هو لم يحدث له شيء هو على ما يرام وهيئته كما
هي إذا لا يحدث ما تراه في التلفاز مؤكد.. أي غباء هذا الذي تفكر به!..
حاوطها بذراعيه الصلبة بقوة كبيرة يقربها إليه أكثر شاعرا بالدفء والحنان ينبثق من ذلك العناق ولم يكن يحتاج إلا لهذا..
تنهد بصوتا مسموع وهو يشتد
شعر بها تبكي وترتعش على عضلة قلبه ترتعش وشهقاتها تظهر مرة وتختفي الأخرى ومازالت تتشبث به بقوة غير تاركه له مجال ينظر إليها حتى..
أنزل يده من حولها وحاول أبعادها لينظر إلى ملامحها ويتحدث معها ولكنها متمسكه به بقوة شديدة ولا تريد الإبتعاد عن ذلك الأمان المنبعث منه..
أردف بصوت رخيم وهو يحاول جذبها بعيدا عنه ليرى وجهها
هدير!.. بصيلي
حركت رأسها بالنفي على صدره فابتسم بهدوء قائلا بمرح محاولا إخراجها مما هي به
ياه للدرجة دي مش طايقة تبصي في وشي
عادت للخلف بهدوء ووجهها ينظر إلى الأرضية فرفعه بيده بحنان بالغ يرى تلك الوردة الحزينة الباهتة التي بهتت أكثر عندما تركها وذهب وضع إصبعه الإبهام على وجهها يمسح دمعاتها بحنان
بلاش عياط.. أنت شيفاني هنعدم يعني!
هتفت بسرعة وقوة ناظرة إليه بحدة وهي تبعد يده عنها
بعد الشړ عليك
ضحك وظهرت أسنانه بقوة يهتف بحماس
أيوه كده هي دي مراتي
أظهرت الضعف الذي داخلها وقلة حيلتها في غيابه وعدم الأمان الذي ھجم عليها
وحشتني أوي يا جاد.. مش عارفه أقعد من غيرك حاسه إني خاېفة ومړعوپة مش حاسه بالأمان وأنت بعيد عني
أقترب يضع وجهها بين كفي يده قائلا بحنان بالغ وعينيه تتحرك على عينيها بعمق
وأنت كمان وحشتيني أوي بس أنا مش عايزك تخافي الكل معاكي هناك محدش يقدر يكلمك وبعدين أنا سايب راجل ورايا... اومال كنتي منشفاها عليا ليه الله
أكمل حديثه مازحا مستنكرا ما كانت تفعله معه فأجابت بقوة وهي تتذكر أفعاله ثم بضعف ولين
مهو من عمايلك.. بس خلاص أعمل اللي تعمله والله مش هتكلم نهائي
مش هعمل حاجه يا هدير... غير إني أحبك
ابتسمت وهي تندمج في الحديث محاولة تناسي كل شيء والوجود معه فقط تسائلت باستفهام
تفتكر مين عمل كده يا جاد
أخذ يده الاثنين مبتعدا للخلف قليلا ناظرا في الفراغ بعد أن أدار رأسه بشرود
لأ مفتكرش أنا عارف ومتأكد
تسائلت باستغراب جاد وهي تراه يعلم من الذي فعلها أهو مسعد
مين
كاميليا
إجابته لم تكن في الحسبان لم ترد عليه بل أكملت نظرها بذهول تام وصدمة كبيرة احتلتها كاميليا من كانت تخاف منها! التي كانت تخاف أن تسرق زوجها هي من زجت به في السچن
مالك مذهولة ليه.. والله هي
مرة أخرى تتسائل پصدمة وعينيها متسعة تنظر إليه
ليه
تنهد بعمق
يجيبها متذكرا ما الذي كانت تريده تلك الغبية غريبة
تم نسخ الرابط