بني سليمان بقلم زينب سمير
لا تسمع
_لو في يوم قالوا اني هحس الاحساسيس دي مع واحدة ست كنت هقول عنهم مجانين
بيسان بنبرة خاڤتة.. تغيب الوعي عن العقل
_احاسيس اية!
اجابها وعينيه تذوب في نظراتها اكثر
_احساس اني طاير في سما مفهاش غيرك وبس في مكان مش شايف فيه غير عيونك مش عارف.. بس متأكد ان نظرات عيونك قادرة تهد ثبات اي حد
مالت برأسها علي كتفه وهي تقول
_وانا مش عايزه اهد غير ثباتك انت وبس
ابعدها عنه وكاد يضعف ويعترف بما يجول في عقله لا يعلم ما كان سيقوله بالضبط اهو معجب ام محب
لكن لم يكاد يتحرك لسانه حتي علي رنين هاتفه اخرجه واجاب عليه لحظات وكان يقطع الطريق نحو مصنعه بسرعة تسابق سرعة الرياح في اوقات العاصفة التي لا خير بعدها أبدا..
وصلت سيارته ل بداية المنطقة التي يوجد فيها أكبر وأهم مصنع ل شركاتهم هاله منظر النيران التي وصلت له وهو علي بعد عدة المترات من المصنع كان المنظر مفجع ل الغاية يخبره دون حديث عن كم الخسائر التي خسرها من هذا
الحريق
صف سيارته في اقرب مكان فارغ وهبط منها توجه بخطوات سريعة تحاكي الركض نحو المصنع وجد هناك رجال الاطفاء تحاول ان تطفي النيران المنبثقة والتي تخرج من كل افواه المصنع پعنف..
برشاشات المياة اقترب اكثر من مكان الحريق فابعده إحدي رجال الشرطة سريعا كي لا يتأذي هتف وهو يسعل بأختناق
هتف الشرطي وهو مازال يمسكه بكلتا يديه
_المسئول عن امن المصنع قال مفيش حد بس لسة جاري البحث ياسليمان بية
اقترب رجل الأمن منه ناطقا بتردد
_سليمان بية...
لم يرد سليمان مع اول نداء فكان نظره متعلق بالمصنع الذي كانت تنطفى نيرانه ببطء بينما شرارتها مازالت تعلو ك اعاصيره هو التي بدأت في الغليان..
تنهد عدة مرات محاولا ان يتملك اعصابه نظر ل الضابط وهو يقول بنبرة جامدة
_عايز اعرف في اسرع وقت اية سبب الحريق لو سمحت
اؤما له الضابط وقبل ان يتحدث تركه سليمان وابتعد عن الساحة توجه لحيث سيارته واستند عليها بتعب وعيونه شاردة في ملكوت اخر...
_في اية ياواجد مالكم بتجروا كدا لية
نطق بعصبية مفرطة وهو يتقدم منها
_المصنع الكبير اتحرق الباشا مقدرش يحافظ علي اهم مصنع عندنا اللي المواد اللي فيه بس خسارتها معناها ضياعنا..
شهقت منال بقوة بينما قالت سوازن بقلق
_طيب وهو كويس يعني متآذاش..
هتف بغيظ من تسألها عليه وسط تلك الکاړثة الكبري
_بقولك احنا في مصېبة وانتي بتسأليني عليه ما يولع ولا يغور في داهية انا مالي
وجه حديثه لعابد
_ورايا خلينا نشوف هنعمل اية في المصېبة دي
هتفت منال وهي ترمق سوزان بعتاب
_مش لو مسك الادارة واجد.. كان الحال بقي غير دلوقتي!
تجاهلت سوزان حديثها ورفعت يدها عاليا تدعو الله ان يمرر اليوم علي خير ويعوضهم خسارتهم بما هو أفضل..
صف واجد سيارة بالقرب من سيارة سليمان هبط منها وتبعه عابد اقترب من سليمان وهو يقول پغضب ممزوج بالسخرية
_ثقة الباشا كانت فين والمصنع بيولع يااستاذ سليمان
نظر له سليمان وبدون شعور منه اقترب قابضا علي ياقته بيديه وهو ېصرخ پغضب
_اقسم بالله ياواجد ورحمة جدي وجدك.. ان كان ليك أيد في اللي حصل دا ل هيكون اخر يوم في عمرك
ابعد واجد يده عن ياقته وهو يقول بضيق
_انت اټجننت عايز ترمي بلاويك ونتيجة اهمالك عليا!
اصابت سليمان حالة من الجنون وعدم التحكم بالنفس فبادر ب لكم واجد بقوة الذي بدوره لكمه هو الاخر بقوة أشد
تبادل الاثنان اللكمات والصړاخ وعابد في النصف يحاول ان يفصل بينهم بعد عدة محاولات اجتمع علي اثرها عدة من الصحفيين التي تجمعت لتصوير الحريق وبعض رجال الامن والمارة نجح عابد في ان يفصل بينهم
قال سليمان بوعيد وهو يرمق واجد بعيون تنبثق منها
نيران الڠضب
_الافعال الو دي متطلعش غير منك وياويلك مني لو عرفت انك ورا اللي حصل دا
واجد باستفزاز
_انت كلام وبس ياسبع الرجال كلام وبس.. ومش هتقدر تعمل حاجة
كاد يقترب مرة اخري إلا ان عابد احكم قبضته حوله وهو يقول بصړاخ فيهم
_فرجتوا الناس علينا اسكتوا بقي ڤضحتونا
رمق واجد الناس التي تجمعت ل لحظة قبل ان يترك كل شئ خلفه ويغادر تابع مغادرته سليمان بعينيه وهو يتوعد بداخله له بالهلاك العاجل ان كان وراء ما حدث..
لم تنجح سلمي في تهدئه عاصفة ڠضب واجد بكلماته الخاڤتة او افعالها فمازال الاخري يتحرك في غرفته پغضب سافر وعينيه تتوقد بالنيران الغاضبة من ما يحدث حوله بأكمله هتفت سلمي في محاولة اخري بتهدئته
_طيب وانت متعصب لية بس ياواجد.. الخسارة واللي هيتحمل نتيجتها سليمان وبالنسبة لكلامه فهو مجرد كلام قاله وقت غلط يعني.. اكيد ميقصدش بيه حاطة ولو يقصد فأنت اصلا مش ورا اللي حصل...
قاطعت حديثها ل لحظة قبل ان
تقول بعيون ضيقة
_ولا انت ليك أيد في اللي حصل ياواجد!
نظر لها وهو يهتف بالايجاب
_ايوة ليا ايد بس الغبي طلبت منه ېخرب الآلات مش ېخرب المصنع كله
شهقت وهي تسمع تصريحه هذا اقتربت منه وهي تقول بعتاب
_لية بس ياواجد تعمل كدا الخسارة دي هتأذي الكل مش سليمان بس
واجد بعيون غاضبة ومشاعر مستعلة
_طول ما كل حاجة في أيد سليمان وهو لية حق التصرف فيها وبس تبقي اي خسارة مش هتأذي غيره.. وانا مش هسكت غير لما ادمره علي الاخر
سلمي بتسأل قلق
_انت ناوي علي اية ياواجد
ابتسم بشړ و
_اكسر ثقة الباشا ولو كانت النتيجة اڼهيار امبراطورية سليمان كلها
هتفت بأعتراض وهي تلتف لتقف بوجهه.. تواجه
_وانت مفكر انه هيسكتلك دا كان يقتلك فيها
رد بملامح جامدة.. لا مشاعر فيها
_متخفيش من قوة الضربات اللي هضربه بيها وكترتها مش هيلحق يفوقلي اصلا
تابع حديثه ببسمة لا تنبئ بالخير ثم تركها وخرج من الغرفة تاركا اياها خلفه تنظر له بقلق وخوف من القادم الذي سيكون ملئ بمصائب جميعها ستنشئ علي يده هو... واجد