لحن الحياه بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


الزمن داخلها 
وضحكه خافته صدرت منها عندما سمعت بكاء الصغير وجاسم يهتف به 
اسفين يااستاذ مالك هبوسك براحه خلاص 
وعاد يمدغه بقبلاته فتعالت ضحكاتها
انت داخل مسابقه بوس ياحبيبي 
فألتف نحوها بعد أن هدء الصغير من بكاءه
قولي انك غيرانه يااستاذه
فأشارت نحو حالها بأستنكار وهي تلوي شفتيها بتذمر

انا اغير لا طبعا 
فنهض يتلاعب بحاجبيه وهو يطالعها مبتسما
عيني في عينك كده
وعندما هربت بعيناها عنه مد ذراعيه يطاوق خصرها ضاحكا
لاا احنا لازم نصالح ماما يامالك 
ومال نحوها يطبع بقبلات متفرقه علي صفحات وجهها وهو يضحك فتبادله ضحكاته 
جاسم خلاص لا كده كان الله في عون ابني 
فتعالت ضحكاته اكثر وهو يغمرها بقبلاته المشاكسه علي كلتا خديها 
بحاول اراضيكي انتي كمان 
لحظات بدء الزمن يسجلها في مخزون الذكريات ذكري وراء ذكري كانت تمحي ماضي اليم 
مشاعر دافئه دغدغت حواسها لتهتف بنبرة جياشة من شده الشغف
انت ازاي كده ياجاسم
فأبتعد عنها ضاحكا
مش عارف ليه السؤال ده بقي يتسأل كتير 
وداعب وجنتيها مبتسما بخفه وزفر انفاسه متنهدا
عاوز اعوض احلامي معاكي انتي وابني انا اتحرمت من معني العيله وده كان قدري بس جاتلي الفرصه اني اعوض اللي اترحمت منه معاكم
واتجه نحو طفله ينظر اليه
نجحت ووصلت عشان في يوم لما ولادي يقولوا اسمي يقولوه بفخر زي ما انا لحد الان فخور ان كان ليا اب عظيم وناجح 
وشعر بيديها تطاوق خصره بتملك ودفئ ثم مالت برأسها علي ظهره
مالك محظوظ بيك وام مالك كمان
فأبتسم بعد ان طرد ذكريات وحدته مع جدته العجوز التي كانت تفعل ما تستطيع لاجله واستدار بجسده نحوها يعبث بخصلات شعرها المعقوده
شوفي اه انتي بقيتي ټموتي في الدراما لا انا عايز مراتي المجنونه من تاني 
وتذكر احد مشاهدهم فأنفجر ضاحكا
فاكره يامهرة يوم ماقفلتي الباب عليا وقاعدتي ورا الباب بطبق البرتقال وبتاكلي بكل ثقه 
فتذكرت ذلك المشهد المخزي الذي انبطحت فيه علي ظهرها وأحد فصوص البرتقال بفمها وهو يطالعها من علو 
ماشاء الله عليك ياحبيبي مش فاكرلي غير اسوء ذكرياتي الهابله
فقهقه بقوه وألتف نحو صغيره الذي يتلاعب بقدميه 
انتي كل ذكرياتك هابله ياحببتي احمدي ربنا اني حبيتك بعيوبك ديه النقطه الصح في علاقتنا
فأحتقن وجهها بشړ وكادت ان تتذمر وترد له كلماته ولكن بكاء الصغير انهي كل شئ ليبتعد عنها ضاحكا وهو يهرب من نظراتها التي ستصعقه
شوفي مالك بعيط ليه واكمل انا تحضير الشنطه
دلف
من باب المنزل بأرهاق قد زال فور ان وجد صغيريه يركضان نحوه ومرام تركض خلفهم بطعامهم هاتفه
مش هتهربوا مني غير لما تخلصوا الاكل كله
فتعلق الصغيران بساقيه يرغبان بحملهم فألقي كريم حقيبة عمله وانحني يحملهما بين ذراعيه
حبايب بابا الحلوين تعبين ماما ليه
فأتجهت مرام نحوه تقبله علي خده بحب
حمدلله علي السلامه ياحبيبي 
فبادلها قبلتها بمحبه وحنان وصغيريه يعانقاه مخبئين وجههم بصدره حتي لا يأكلوا طعامهم 
فضحك كريم علي فعلتهم 
انتي كنتي بتعذبيهم ولا بتأكليهم يامرام
فضحكت وهي تسحب منه احدهما ثم الاخر
والله ابدا ده انا طول اليوم بجري وراهم في البيت غير هدومك لحد ما أحضرلك الغدا
عادت حياتهم القديمه كما كانت لا خادمه ولا مربيه حياه ادركت معناها بعد درسها القاسې مدام الله لم يحرمها من العيشه الرغده والحب لا بأس ان تتنازل عن احد احلامها لتري حلم أخر يتحقق بعد رمي بذوره واولادها هم تلك البذور 
وبعد مرور ساعه كانوا يتناولون طعامهم ليسألها وهي مندمجه في تذوق الطعام
في حملة دعاية عملاها الشركه للمنتج الجديد عايزك تصممي لينا اللوحات الدعائيه 
وتابع مازحا وهو يطالع دهشتها في تذكره تلك الهوايه التي كانت بارعه فيها 
ولا روح المصمم اللي عندك ذهب مع الريح
فأبتعلت طعامها مندهشه من طلبه الذي لم تتوقعه بعد ان استقالت من الشركه 
كريم انت بتتكلم جد 
فأبتسم وهو يمازحها
لا بتكلم بهزار يامرام
وصدحت صوت ضحكاته عندما وكظته پشراسه 
بتهزر يااستاذ قول بجد ان العرض حقيقي وانت واثق فيا
فمال نحوها يداعب وجنتيها بحنو
بعد ما نخلص اكل هقولك عن فكرة المنتج 
فلم تجد ما تخبره به الا انها نهضت تحتضنه بسعاده وحب.
.........................
وقف يسترقي السمع پخوف من رحيلها كانت يده ساكنه على مقبض الباب المنفتح بعض الشئ.. كل كلمه كانت تخرج منها وهي تخبر شقيقتها عن راحتها والاهتمام والحب الذي يغمرها به كنان هي وطفلتها كانت تقتله
وفي نفس الوقت كانت مهرة تخبرها عن أفعال جاسم منذ أن وضعت الصغير حتى أنه أجل سفرة عمله كثيرا وسافر مرغما.. كان مكبر الصوت يجعله يسمع حديث مهرة وقلبه يتآلم على محبوبته التي لم تسرد اي شئ عما حدث ولا سبب ولادتها في غير موعدها بل لم تطلب من أحد ان يأتي إليها لمعرفتها بظروفهم والأحداث التي مروا بها بمصر
آلم جثم على قلبه بثقل وهي يستمع لتلك المحادثه الهاتفية... لتسكن جميع حواسه وهو يسمعها تخبر شقيقتها
لا يامهرة متجيش أنتي تركيا.. انا هنزل مصر بعد شهر.. احضر فرح عائشة واجيلك.. ماما وحشتني وعايزه أزور قپرها وبيتنا كمان وحشني... انا ومرام اتفقنا ننزل مع بعض نفس اليوم
وضحكت بمزاح جعلته طبيعيا بعض الشئ
فهمي جاسم من دلوقتي اننا هنقعد في الحاره في بيت ماما
فتعالت ضحكات مهرة وهي تعلم صعوبه الأمر حاليا
هو الموضوع بقى صعب بس انا هكثف مجهودي الشخصيه من دلوقتي
فأبتمست ورد وهي ترى ملامح شقيقتها السعيدة
ايوه كثفي جهودك بس من غير ما تزعلي جاسم.. إلا جاسم مفهوم
فصدحت صوت ضحكاتها متذكره حديث أكرم معها منذ قليل بعدما شعر بحنقها من أمر سفر نرمين معه
هو ايه حكايتكم أكرم يقولي الا جاسم وانتي كمان
فهتفت ورد بأمتنان وحب
جاسم اخويا قبل ما يكون جوز اختي.. متعرفيش انا هنا وسط أهل كنان بكون فخوره بي ازاي.. لو تشوفي الهدايا بتاعت الولاده اللي جبهالي... حتى مخلي حد من معارفه هنا ف تركيا ديما يسأل عني
فلمعت عين مهرة بحب جارف وهي تستمع لكل كلمه عن زوجها.. سنين صبرها وتحمل كل الأڈى من ألسن الكثير وكفاحها المبكر بالحياه.. أتى بعوض بكت يوما تدعو الله فيه أن يجعل لها نصيب من عوضه في الحياه.. دعوة أخرجها القلب في لحظة شقاء وكسر... جاسم كان يستحق صبرها طيلة السنين العطشه
طرف آخر كان يقف ممزقا وهو يستمع إلى زوجته التي وجدت في زوج شقيقتها رجلا حقيقيا تفتخر به.. ولكن ماذا عنه هو.. ماذا أضاف لها بحبه الذي لم يجلب الا الندوب
وانتهت المكالمه التي شملتها مهرة بوصاية كثيره والاهتمام بصحتها إلى أن يلتقوا 
فألتفت ورد نحو الباب بعد أن فتحه كنان بأكمله ودلف للغرفه بملامح مرهقه.. اشفقت عليه ولكن قلبها مازال يؤلمها من معرفتها للحقيقة في ذلك اليوم وهتف بصوت خاڤت
دوما
تدهشيني بعطاءك وحنانك ورد...لو أخبرتك بكل كلمات الشكر والامتنان عما فعلته مع ايهم لن اوفيكي حقك.. لم أعد أجد الحب والعشق كافي لمرأة مثلك
عم الصمت للحظات الي أن صدرت ضحكه خافته من بين شفتيها
لم افعل ذلك لاجلك كنان انا فعلته من أجل ايهم ونفسي لن اكون زوجه الاب التي لا تري الا نفسها واولادها لن أكرر حكايتي انا وشقيقتي
..
ضحك وهو يجدها تندس بجانبه علي الفراش حتي ألتقصت به 
مالك ياريم..اوعي تقولي انك خاېفه من فيلم
فأنكمشت علي نفسها وهي تشيح نظراتها الخائفه عنه
لا ابدا انا اخاڤ برضوه
فطالعها بتحديق يتفرس ملامحها ثم لمعت عيناه بمكر 
هو المفرش بيتحرك كده ليه 
فتشبثت به بصړاخ
الاشباح طلعت من الفيلم انا قولتلك 
ضحك وكأنه يضحك لاول مره بحياته وضمھا اليه مازحا
ياجبانه اشباح ايه ديه اللي تطلع من الفيلم خيالك واسع اوي ياحببتي 
فأبتعدت عنه حانقه

________________________________________
من مزاحه الثقيل
انت بتخوفني يعني طب انا سيبالك الاوضه وهروح انام في الاوضه التانيه
وقبل ان تنهض من فوق الفراش صړخ بها وهو يضحك
ريم الاشباح تحت رجلك
وفي لحظه وجدها ټدفن نفسها بين ذراعيه تزفر انفاسها الدافئه بعنقه فأبتسم وهو يضمها اليه 
عملتي فيا ايه يابنت الناس الطيبين 
وفكت حصار تعلقه به لتنظر لعيناه ثم أبتسمت وهي تتذكر دعائها في جنح الليل
دعيت ربنا انك تحبني لو انت سعادتي 
.
أستند علي الجدار بملامح أهلكها الأرق لتفتح الباب فوقف يشبع عيناه بملامحها التي أشتاق اليها وهتف بهمس
رفيف 
فأستدارت بجسدها الذي زاد ضعفا وسارت للداخل تاركة له الباب مفتوح فأتبعها بخطوات نادمه لقد اوجعها حقا بكلماته 
كيف يخبرها ان الطفل ليس بطفله وهو يعلم انها له وحده بل وتغيرت من أجله 
لقاءه الاخير مع ريان أوضح له أهم نقطه بحياتها وللأسف هو ضغط علي الزر المؤلم عاهرة ابنة عاهرة تلك الجمله التي وسمت بها حياتها من قبل زوجة ابيها منذ الصغر الي ان اصبحت بالفعل تريد ان تكون مثلما وسمت 
أراه صورا لها قديمه بالجامعه كانت فتاة هادئه بملابس محتشمه بالنسبه لفتاه غير محجبه لا زينه تضعها علي وجهها ولا تأنق تبحث عنه ولكن كل شئ تبدل عندما تقدم لخطبتها ابن خالته ثارت والدته هي وشقيقتها فكيف لابنة مغنية في الملهي ان تظل دوما عالقة بحياتهم يكفي انهم تقبلوها بالعائله
والده لم يتحدث بشئ منذ ان فعل فعلته الشنيعه بأمه وخطيئته مع اخري 
وجاء صوتها المفعم بالآلم 
لماذا جئت عمار
فتنهد بثقل وهو لا يعرف كيف سيجيبها وطأطأ رأسه بخجل متذكرا انه لم يفرق عنهم 
رفيف انا أسف بس خليكي مكاني حكايتنا بدايتها كانت غلط انا حبيتك بس في جزء جوايا كان شايفك البنت المتحرره اللي عايشه حياتها من غير حساب 
فضغطت علي شفتيها پقهر وهي تلتف اليه
وعاهرة أيضا انسيت عمار 
وسقطت دموعها بعجز تضغط علي شفتيها أكثر
بدايتنا بالفعل خاطئه عمار انا سأرحل واعود لكندا طلقني عمار
الكلمه سقطت علي قلبه كنصل السکين ايطلقها الان بعد ان أصبح أسير عشقها بعد ان أصبح داخلها نطفة منه
واقترب منها بملامح جامده
لا هي مش لعبه اتجوزني وبعدين طلقني يلا قدامي علي بيتنا معندناش ستات بترفض رضي جوزها
رغم جمود كلماته بالبدايه الا انه انهاها بمزاح جعلها دون قصد تبتسم 
ثم تابع بمرح ليري ابتسامتها
ضحكت يعني قلبها مال
فأشاحت عيناها عنه فقد فضحتها أبتسامتها فمد كفه نحو خدها حتي تلتقي عيناهم
انا اسف يارفيف علي اي كلمه ۏجعتك بيها
وضم وجهها بين راحتي كفيه يزيل عنها دموعها بأنامله الحانيه
تعالي نبدء من اول وجديد 
.........
استمعت لشقيقها بآلم عما يخبرها به عن حالة كرم اليوم أصر عليه كثيرا ان يعرف سبب عدم مجئ والدته اليه لتكون الاجابه صادمه تمني لو لم يعلمها والدته فارقت الحياه 
لو شوفتي حالته يامهرة صمته وجعني ضم نفسه علي السرير زي الجنين
فبكت وهي
 

تم نسخ الرابط