صفوان القلب
المحتويات
يبكى ليحتضنه صفوان بقلق وخوف فمنذ مده طويله ومن وقت قدوم سلمى وهو لم يرى دموع يوسف
ربت على رأسه وهو يقول
فى ايه يا حبيبى مالك بټعيط ليه وفين سلمى
ليشير له يوسف الى الاعلى ليركض صفوان الى الاعلى ليجد سلمى مسطحه ارضا فاقده الوعى
حملها سريعا ووضعها على السرير وهو ينادى على صفيه بصوت عالى لتدلف الى الغرفه سريعا قائله
اتصلى بالدكتور بسرعه
تحركت سريعا وفى خلال دقائق كان الطبيب يعاينها فى حضور صفيه وكان صفوان ويوسف يقفان بالخارج حين حضر خلدون ايضا قائلا بقلق
فى ايه يا صفوان ايه الى حصل
نظر له صفوان باندهاش وقالى
انت عرفت منين
احتضن خلدون يوسف وهو يقول
يوسف كلمنى مالها سلمى
قبل ان يجيبه خرج الطبيب من الغرفه وهو يقول لصفيه التى لحقت به
ليقول صفوان
خير يا دكتور
قال الطبيب بهدوء
فى الحقيقه هى ضعيفه جدا كمان من الواضح انها مش بتتغذى كويس
نظر خلدون لصفوان پغضب وعينيه مليئة بالشړ
ليقول صفوان باهتمام
الحاله خطيره يعنى محتاجه مستشفى
لينفى الطبيب سريعا وهو يقول
انزل خلدون يوسف ارضا ليركض الى الغرفه وامسك خلدون صفوان من ملابسه وهو يقول
البنت أمانه عندك وانت تجوعها
ليمسك صفوان يد خلدون يبعدها عنه بقوه وهو يقول
انت اهبل يلا هو انا بقعد فى البيت وكمان كنت موصى صفيه عليها صحيح عارف انها بتنكسف وخجوله لكن ما تخيلتش انها طول المده دى مش بتاكل كويس تنهد خلدون وهو يقول
صفوان واظن انها مراعيه ابنك والدليل على كده حبه ليها وخوفه عليها ارجوك خلى بالك منها دى امانه ربنا هيسألك عليها
وغادر دون كلمه اخرى ليصدم عند الباب بفتاه قصيره القامه بملابس محتشمه ظل ينظر اليها بتلك العيون التى تشبه السماء الصافيه على بشره خمريه قالت بخجل
انا اسفه والله مكنتش اقصد
حصل خير بس انت مين بقا
اخفضت رأسها وهى تقول
انا جايه لجدتى
لينظر لها باندهاش لتكمل قائله
تيته صفيه
ليبتسم وهو يقول
ااااه تمام نورتى اتفضلى
ثم نادا بصوت عالى قائلا
داده صفيه
لتقترب صفيه وهى تقول
نعم يا ابنى شمس
قالت الاخيره باندهاش لتقترب منها شمس قائله
يا تيته
خير يا بنتى فى حاجه ولا ايه
لتشعر شمس بالخجل ليقول خلدون بهدوء
ايه يا داده ده فى حد يقول كده اومال فين اهلا و سهلا نورتى وحشتينى كبرتى واحلويتى
ليقول الاخيره بلهجه غريبه استشعرتها شمس ولكنها لم تتكلم باى شيء ليشعر بخجلها فغادر بعد ان حياها بأدب
اقتربت صفيه من حفيدتها وضمتها بحب شوهى تقول
تعالى يا حبيبتى اجبلك عصير وتقوليلى جيالى ليه
دلف صفوان الى غرفه سلمى ينظر اليها وهى نائمه ويفكر
انها ملاك برئ رقيقه وصغيره الحجم
انها تلمس به منطقه بعيده فى روحه قد اخفاها بعد مۏت هدى ولكن تلك الملاك تصر على ان ټقتحم وحدته تبدد حزنه تنير قلبه الذى اظلم بعد غياب شمسه وحب حياته كلمات خلدون مازالت ترن بعقله هى امانه عندك ليقول بصوت هامس
وقلبى امانه عندها
ربنا هيسألك عليها ليقول
وهى كمان ربنا هيسألها عن قلبى الى سرقته
ظل جالس بجانبها ويوسف بين ذراعيه نائم
فى الصباح فتحت سلمى عيونها تنظر حولها بهدوء تشعر ان هناك شئ خاطئ ولكنها لا تفهم سبب ذلك الشعور رفعت راسها لتعتدل لتفتح عيونها على اتساعهم بقلمى ساره مجدى
وهى تجد صفوان جالسا على الكرسى الكبير المواجه للسرير نائم وبين ذراعيه يوسف وضعت يدها على رأسها لتتاكد من وجود حجابها لتتنهد بارتياح ولكنها قطبت جبينها بتفكير ماذا
يفعل هنا انزلت قدميها على الارض وقبل ان تقف سمعت صوته الناعس يقول
خليكى مكانك
نظرت اليه بخجل ليقول وهو يعتدل قليلا وبهدوء حتى لا يزعج يوسف الغارق فى النوم
ارجعى نامى وارتاحى الدكتور قال كده امبارح
نظرت اليه بعدم فهم وهى تردد باندهاش
دكتور
فى تلك اللحظه استيقظ يوسف لينزل عن قدم ابيه ويركض اليها قائلا
انا كنت خاېف عليكى اوووى يا ماما
نظرت له باندهاش ثم نظرت الى صفوان پخوف لتجد تعابيره عاديه لتبتسم بساعده وهى تحتضنه بقوه وهى تقول
ما تخفش يا حبيبى انا كويسه
ثم نظرت لصفوان وهى تقول
والله اول مره يقولى كده
ليشير لها بيده قائلا
هو قالها لانه حسها وانا مش هعاقب ابنى على احساسه بالامان
اخفضت راسها وقبلت اعلى راس يوسف ثم قالت
هو ايه الى حصل
اعتدل صفوان وقص عليها كل ما حدث وما قاله الطبيب
لتخفض رأسها وهى تقول
انا اسفه جدا وا
لم يدعها تكمل وهو يقول
انت هنا فى بيتك ولو كنتى فى الاول مجرد موظفه فانتى دلوقتى ليكى فى البيت ده اكتر من اى حد تانى انت ليكى هنا يوسف الى اتعلق بيكى وكان ھيموت من الخۏف عليكى يوسف الى الى قالك يا ماما من كل قلبه وهو عمره ما شاف امه وشافها فيكى البيت بقا بيتك يا سلمى ارجوكى خلى بالك من صحتك لان انت مهما جدا لينا
وغادر بعد ان اهداها نظره حانيه وهو يقول
هبعتلك الأكل هنا ويخلص كله مفهوم
قال الاخيره بأمر
كانت تنظر فى اثره باندهاش ولكن نظره عينيها اختلفت انها تشعر بالامتنان ولكن ايضا هناك نظره سعاده
مرت عده ايام كانت
سلمى تسترد صحتها وذات يوم حضر خلدون الى بيت صفوان وحين دلف من الباب ذهب مباشره الى صفيه التى كانت تعد وجبه خفيفه ليوسف وقف خلفها وقال
ممكن تعمليلى معاكى علشان انا يتيم ۏجعان
نظرت له نظره حانيه واعتطه ما كان بيدها وبداء فى اعدا واحد اخر وهى تقول
بالف هنا وشفا
جلس خلدون على كرسى الطاوله الموجوده بالمطبخ
وهو يقول
كنت عايز اتكلم معاكى فى موضع
أمسكت الصحن الذى به وجبه يوسف وقالت
هطلع ده ليوسف وجايلك حالا
جلس يأكل وهو يفكر انه لأول مره يشعر بالخۏف دائما كان يشعر بالچرح من والده الذى ينكره ولا يريده ولكنه الان كم تمنى ان يكون لاب اخر مهما كان فقيرا ولكن لديه قلب يحب به ابنائه ليس كوالده الذى لديه اموال طائله ولكنه بلا قلب
حضرت صفيه وجلست امامه وهى تقول
خير يا بنى انت كويس
نظر لها طويلا ثم قال
هو انت عندك ولاد قد ايه يا خاله صفيه
نظرت له باندهاش فهذه اول مره تسمع كلمه خاله فى ذلك المنزل و لكنها اجابته قائله
بنت واحده متجوزه موظف بسيط فى مصلحه حكوميه وعندها بنتين خلود مخطوبه لابن عمها مدرس ثانوى وشمس الى انت شفتها قبل كده
هز رأسه بنعم وقال
ربنا يباركلك فيهم
صمت لثوانى لتشعر انه يريد قول شيء ما ولكنه لا يعلم كيف يقوله او يخجل
ابتسمت وهى تقول
مالك يا ابنى قولى ايه الى شاغل بالك
نظر اليها وقال
عايزك تسمعينى لحد ما اخلص كلام من غير ما تقطعينى
هزت راسها بنعم ليقول هو
بصراحه كده انا طالب ايد الانسه شمس بس قبل
لتظهر معالم الدهشه على وجه صفيه ليقول هو
قبل ما تقولى اى حاجه لازم تعرفى شويه حاجات عنى
صمت لعده ثوانى ثم اكمل قائلا
انا اسمى خلدون رياض العمرى ابن رياض العمرى من زوجه فقيره من سكان الحارات زوجه دون المستوى من وجه نظره ونظر عيلته حاول معاها بكل الطرق لكن هى كانت محترمه فمكنش قدامه غير الجواز الشرعى وفعلا اتجوزها وعاش معاها شهر وبعد كده طلقها ولما ولدتنى
صمت لثوانى اخرى كان يعصر اصابعه بقوه و أنفاسه عاليه كانت تشفق عليه مما يقوله وتعلم كم هو مؤلم وبشده ظلت صامته حتى اكمل هو قائلا
ولما راحت علشان تعرفه طردها وقالها انى مش ابنه وتشوف هى جيباه منين ولولا قسيمه جوازها وطلاقها الى كانوا
معاها مكنتش هتعرف تعملى شهاده ميلاد اشتغلت وربتنى لحد ما بقا عندى عشر سنين وفى يوم سخنت جدا وماټت ومن وقتها وانا فى دار للايتام بعد ما هو رفض يخدنى
رفع عينه اليها يرى دموعها ټغرق وجهها فابتسم بحزن وهو يقول
يا ترى بقا واحد زى يليق بالانسه شمس
وقفت على قدميها لتقف بجانبه وهى تربت على كتفه قائله
يا ابنى انت تشرف اى حد و والدتك دى ست تتشال فوق الراس احنى الى فين يا ابنى منك
ليقف وهو يقول
بلاش الكلام ده انا عايزك تاخدى رأى والدها والدتها وتقوليلى اجيب صفوان واجيلكم امتى
هزت راسها بنعم ليقبل اعلى راسها وغادر المطبخ ليجد صفوان يقف هناك ويبدوا انه استمع لما قيل
بسب تلك الابتسامه التى ترتسم على وجه بقلمى ساره مجدى
وقف امامه وهو يقول
انا هسبقك على الشركه
وغادر سريعا تلاحقه ضحكات صفوان العاليه
انتهى من تناول غذائه واستعد للعوده الى شركته ليسمع صوتها الهادئ ينادى عليه قائلا
لحظه من فضلك
وقف مكانه ينظر اليها وهى تقترب منه على استحياء وقفت امامه تنظر ارضا وهى تقول
كنت عايزه استأذن حضرتك فى حاجه
ابتسم وهو يقول
من غير حضرتك يا سلمى قولى الى انت عايزاه
ابتسمت وهى تقول
فى الحقيقه انا كنت عايزه يعنى انا ويوسف ننزل نشترى شويه حاجات يوسف كان محتاجها والله
ابتسم وهو يقول
مفيش مشكله وحتى لو انت الى محتاجاها السواق هيكون معاكم يوصلكم ويستناكم ويرجعكم
واخرج من جيب الجاكيت الخاص به رزمه من النقود مد يده بها لها لتنظر له بخجل فقال
امسكى انا عارف يوسف مش هيبطل شړا
اخذتهم باستحياء وهى تقول
انا معايا الفلوس الى حضرتك بتديهالى انا مبصرفش منهم حاجه بصراحه حضرتك مش مخلينى محتاجه حاجه
ليبتسم وهو يقول
دى فلوسك تعملى بيها الى انت عايزاه لكن ابنى انا ملزم بيه ولا ايه
لتهز راسها بنعم
ليبتسم وهو يشعر بداخله بشيء من الساعده وجودها فى حياته اصبح شيء مهم رغم هدوئها الا ان ضحكتها وروحها الحلوه مرحها ولعبها مع
يوسف بقلمى ساره مجدى اهتمامها الدائم بالطعام الصحى ونومه فوجودها اصبح كالهواء بالنسبه له
غادر بعد ان ابلغ السائق بأن يظل معهم حتى يعودا الى البيت
جلست صفيه امام ابنتها وزوجها وقصت عليهم كل شيء كل ما قاله خلدون وما تعلمه هى عنه وعن عمله مع رب عملها و طلبه لشمس
ظل والد شمس صامت لتقول صفيه
لو بدور لبنتك عن راجل حقيقى يصونها ويحميها مش هتلاقى زى خلدون ولو بدور على الى هيريحها ويستتها ومياخرش عليها طلب يبقا خلدون مال وشباب ورجوله واخلاق محتاج اكتر من كده لبنتك
تكلمت ابنتها قائله
لا والله ده كده اكتر من الى اى ام واب يحلموا بيه
ليقول زوجها
ايوه بس ابوه ده يعنى مش هيعمله هو او البنت مشاكل
لتقول صفيه بثقه
هو راجل بما فيه الكفاية انه يقف قدام ابوه وميخليش حد يقرب من شمس ولا حد يقرب لخيالها
لينظر ابا شمس لوالدتها التى حركت راسها بنعم ليقول
خلاص على بركه الله
كان جالسا فى مكتبه يتابع اعماله حين رن هاتفه ليجدها صفيه اجابها سريعا ليظهر فى صوته اللهفه والخۏف
لتخبره بموافقه والدى شمس حين دلف
متابعة القراءة