شعرت بك
المحتويات
لطفله الصغير الذي كان نائما بعمق كما لو انه ملاك فاقترب منه ببطء ثم اصله و بلده الحقيقية.
فقالت مريم بقلق عايز تاخدو مني انت... انت متقدرش تعمل كدا.
نهض ادهم من جانب ابنه ووقف امامها ثم قال اظن ان دا حقي ابني لازم يتربى في بيت ابوه وفي بلده مش بين الاجانب.
مريم مش هسمحلك تبعده عني يا ادهم.
ادهم متقدريش تعملي اي حاجة لاني اتخذت قراري ومش هغيره ابدا.
في تلك اللحظة امسكت مريم بياقته وقالت بنبرة قوية ھقتلك يا ادهم والله العظيم ھقتلك لو جربت تعمل كدا.
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال لا والله... طيب انا عندي حل هيرضي الطرفين.
سألته وهي ما تزال تمسك بياقة
بسم الله الرحمن الرحيم
فأتسعت عيناها المحمرتين وقالت ايه !
رد عليها قائلا اللي سمعتيه يا مريم لو عايزه ابننا يفضل معاكي يبقى لازم تتجوزيني مرة تانية وترجعي معايا مصر...وانا بقصد اننا نتجوز بجد المرة دي يعني الناس كلها هتعرف انك مراتي وهنعيش كلنا في بيت واحد وهتعملي كل اللي بقولك عليه يا اما تنسي ادهم الصغير لاني مش هسمحلك تشوفيه مرة تانية .
فابتسم ادهم بثقة كبيرة وقال صدقيني يا مريم انا لو عايز كنت سحبتك من ذراعك دلوقتي ورجعتك مصر بالعافية ومش ح يهمني لا حكومة ولا اي حد تاني وخليكي فاكرة اني مستحيل اسيب ابني يتربى في بلد اجنبية وينسى اصله.
فتغيرت ملامح وجه ادهم من الابتسامة الى الانزعاج.... وبحركة واحدة امسك فك مريم بيده القوية وقال بعصبية جايز انتي
مش محتجاني وانما ابني اه... لان مفيش طفل في الدنيا دي مش هيحتاج بباه يفضل جنبه وخصوصا لما يبقى متعور كدا زي ابني اللي مقدرتيش تخلي بالك منه !
فعادت
ابتسامة الانتصار تعلو وجه ادهم وترك فكها ثم مسح دموعها بلطف وقال بصوت حنون اشبه للهمس المطلوب منك انك تجهزي نفسك علشان نتجوز من تاني وبعدها نرجع مصر وهتبقي مراتي المره دي بجد...يعني هعرفك على عيلتي وهتبقى جزء منها وهيبقى ليكي مكانتك الخاصة .
فابتسم ادهم وكتف ذراعيه قائلا اللي هو...
مريم هفضل اشتغل .
ادهم وانا مش همنعك .
فنظرت اليه مطولا وهي ترفع حاجبها ثم اردفت يبقى اتفقنا .
فتقدم ادهم منها بخطوة واحده حتى اصبح قريب جدا مما جعلها ترتبك ثم احنى رأسه بالقرب من اذنها وهمس لها قائلا قريب جدا...هتنوري بيتك الجديد يا.... مريم .
قال ذلك وسرعان ما ابتعد عنها وهو يبتسم وعاد ليجلس بجابن ابنه كما لو انه لم يفعل شيئا اما هي فشعرت بأنه كان يقصد شيئا اخر بكلامه ولكنها لم تعرف قصده فابتلعت ريقها وغمغمت انا هطلع اشم شوية هوا.
قالت ذلك وارادت ان تخرج فأوقفها ادهم بقوله استني.
التفتت اليه وسألته عايز ايه كمان
فنهض دون ان يعلق بشيء ثم خلع سترته واقترب منها والبسها اياها قائلا الجو في نسمة ساقعه ... لو خرجتي وانتي لابسه هدومك الخفيفة هتاخدي برد علشان كدا البسي دي .
اما هي فكادت تذوب كالزبده عندما عبقت رائحة عطره الرجولية في انفها وهو يلبسها سترته وكادت ان تفقد وعيها من شدة التوتر ولكنها استطاعت كبح نفسها واحنت رأسها قائلة بصوت خاڤت متشكره.
ثم ابتعدت عنه بسرعة وخرجت من الغرفة... وما ان خرجت حتى وضعت يدها في على صدرها وشعرت بقلبها يخفق بشدة كما لو ان احدهم حقنها بحقنة أدرينالين فاخذت تتنفس بصعوبة وصدرها يعلو ويهبط بسرعة... رفعت يديها ولمست وجنتيها اللتان كانتا تحترقان وقالت في نفسها مالك يا مريم مينفعش تسيبي مشاعرك تسيطر عليكي والا هيكتشف انك بتحبيه ساعتها هيقدر يهزمك وهيبقى شكلك وحش قدامه.
اما في الغرفة.....
فكان ادهم جالسا بجانب ابنه الصغير على السرير وبينما كان يمسح على شعره بحنان كان يبتسم بلطف وهو يفكر بمريم وانها ستعود اليه مرة أخرى فقال محدثا ابنه النائم عارف ان مامتك عذبتني اوي...هي وصلتني لمرحلة اني كنت هتجنن من غيرها بس دلوقتي خلاص... هي رجعتلي مرة تانية و مستحيل اسيبها ابدا وهنعيش كلنا مع بعض وانت هتبقى الشمس اللي بتنور حياتنا يا حبيبي.
قال ذلك ثم قبل يد ابنه واخذ يتأمله وهو نائم بعمق فتحرك الصغير وحرك فمه بشكل لطيف مما جعل ابتسامة ادهم تتسع اكثر .
في فجر اليوم التالي....
كانت مريم نائمة على الاريكة في غرفة ابنها في المستشفى وكانت تغطي نفسها بسترة ادهم الذي كان نائما على الكرسي بجانب سرير ابنه ...اما الصغير فاستيقظ اخيرا وبدأ يبكي لان چرح العملية قد سبب له الالم فاستيقظ والداه على صوت بكائه وهرعت مريم نحوه واخذته في حظنها قائلة ششش... متخفش يا حبيبي... ماما هنا .
ولكن ادهم الصغير لم يتوقف عن البكاء فجلس والده بجانبه على السرير ولكنه لم يعرف كيف يتصرف فأدركت مريم ذلك لذا قالت لابنها بص مين هنا يا ادهم... لو هتفضل ټعيط كدا بابا هيزعل منك اوي وهيرجع يسافر ومش هيقعد معاك ابدا .
في تلك اللحظة توقف الطفل عن البكاء وكأن مريم القت عليه تعويذة سحرية فالټفت الى والده وسرعان ما ابتسم لتظهر اسنانه الصغيرة التي كان بعضها مفقودا وقال بصوته المبحوح بابا... انت رجعت من السفر !
يا حبيبي... انا رجعت من
فضحك ادهم ومسح اثار دموعه وقال انا مش بعيط...بس في حاجة دخلت في عيني .
أومأت له برأسها ثم قبلت رأس ابنها الذي كان سعيدا بعودة والده فامسك يده وسأله انت رايح فين يا بابا
ماما انا مش عايزها.
فابتسمت مريم لطيفة بجد مش هتوجعني
ابتسم ادهم ووضع يده على خد ابنه قائلا ايوا...بص انا هعلمك طريقة مش هتخليك تحس بالۏجع ابدا تمام ....انت هتمسك ايدي دلوقتي وايد ماما كمان وهتغمض عينيك وتعد للعشره وبكدا مش هتحس بالۏجع ابدا.
فابتسم الصغير وقال تمام.
فنظرت مريم الى ادهم الكبير بتعجب لانها كانت تعاني الأمرين عندما يتعلق الامر بأعطاء ابنها حقنة حيث كان يرفض ذلك بشدة كلما مرض ولكن بمجرد ان والده قد اخبره بخدعة سخيفة جعلته يتحلى بالشجاعة وقبل ان يخوض ذلك التحدي المرعب بالنسبة لطفل في مثل سنه... فقالت هايل..اديك طلعت أب شاطر وبتعرف تتعامل مع العيال كويس...جايز عندك ولاد غير ادهم علشان كدا تعرف ازاي تتعامل معاهم.
فنظر ادهم اليها وقد لمس شيء من السخرية في كلامها ولكنه لم ينزعج ابدا بل ابتسم بخبث وقال بهدوء مع الاسف انا متجوزتش في حياتي كلها غير مره وحده وكمان ملمستش غير ست وحده واللي هي انتي...يبقى اكيد معنديش ولاد غير ادهم علشان كدا اطمني .
في تلك اللحظة تمنت مريم لو ان الارض تنشق وتبتلعها فهو قد وجه لها ضړبة مباشرة جعلت الډم ېحرق وجنتيها من شدة الخجل فاخذت ترمش كثيرا واشاحت بنظرها عنه بسرعة الامر الذي جعله يدرك انها شعرت بالخجل لذا ابتسم ابتسامة صفراء ونظر إلى الطبيب والممرضة ثم تحدث معهما باللغة الإنجليزية لكي يباشرا عملهما في فحص ابنه فاقترب الطبيب وهو يبتسم ثم تحدث بالانجليزية قائلا يا لكم من عائلة لطيفة.
وابتسمت الممرضة وقالت ان الطفل يشبه اباه كثيرا ...اقصد انه ورث نفس الوسامة كما ان لون العينين نفسه.
قالت ذلك واخذت تنظر إلى ادهم بنظرات اعجاب واضحة الامر الذي ازعج مريم كثيرا ولكنها حاولت ان تخفي انزعاجها بينما ابتسم ادهم قائلا هل الشبه بيننا واضح لهذه الدرجة
قال ذلك ونظر الى مريم وكأنه كان يحاول ان يجاكرها لان ابنهما يشببه هو وليس هي فأبتسمت الممرضة وقالت بغنج طبعا... انكما متشابهين للغاية وانا متأكد من
ان الصغير سيصبح رجلا وسيما ومفتول العضلات عندما يكبر مثلك تماما.
أتسعت ابتسامة النصر على وجه ادهم الذي قال انا اعتقد انه يشبه امه اكثر.
فقالت الممرضة لا ابدا... قد تكون بشرته نفس لون بشړة امه ولكنه يشبهك انت .
قالت جملتها الاخيرة بنبرة صوت مغرية جعلت مريم تنزعج اكثر لذا نظفت حلقها وقالت بنبرة جافة من فضلك باشري بعملك ان ابني يتألم ولا وقت لمثل هذا الكلام الان.
فقال الطبيب حسنا... لا تقلقي يا سيدتي سوف نعطيه حقنة لتخفيف الألم .
اما ادهم فكتم ضحكته وهو يدرك ان موضوع الشبه بينه وبين ابنه قد ازعج مريم التي رمقته بنظرة ذات مغزى وكأنها تعنفه لان الممرضة كانت تغازله فرفع حاجبه وتنحنح ثم اقترب من ابنه وجلس بجانبه وابتسم قائلا متخفش.
وبالفعل تمكن الطبيب من اعطاء ادهم الصغير حقنة مسكنة للآلام فابتسمت مريم وقبلت جبين ابنها قائلة شاطر يا بطل... انا مبسوطة منك اوي لانك معيطش النهاردة.
فابتسم الطفل وقال انا مخفتش ابدا لانك انتي وبابا كنتوا جنبي.
ابتسم ادهم بدوره ثم عبث بشعر ابنه وقال قولتلك ان الحقنة مش هتوجعك ابدا ومن هنا ورايح مش هسيبك تاخد اي حقنه من غير مكنش جنبك .
ادهم الصغير دا وعد
ادهم وعد يا حبيبي .
قال ذلك ثم نظر إلى الطبيب وسأله اخبرني ايها الطبيب... كيف حال ابني
فابتسم الطبيب وقال حمدا لله ان الاصاپة كانت بعيدة عن عضلات فخذه والا لكانت ستسبب له اعاقة في قدمه .
فقالت مريم اذا هو بخير الان اليس كذلك
الطبيب لا نستطيع الجزم في هذا الامر حتى يشفى الطفل لذا يجب ان يبقى في المشفى لعدة ايام لكي نراقبه جيدا.
ادهم وكم من الوقت سيتطلب علاجه
الطبيب يمكنكم اخراجه بعد ثلاثة ايام فحالته مستقرة ولكنه بحاجة للعلاج الفيزيائي حتى يتمكن من السير بشكل أفضل لذا سأحدد لكم موعدا مع الاخصائي.
ادهم نحن سنعود الى موطننا في اقرب فرصة وسنجعله يتلقى العلاج الفيزيائي هناك لذا لا داعي بان تحديد موعد .
فنظرت مريم الى
متابعة القراءة