الماڤيا والحب بقلم منال سالم
المحتويات
الفصل الثالث والعشرون
كنت أقرب إلى قطعة أثاث متروكة بإهمال في منزل باهظ الثمن اشتراها أصحابه للتفاخر وتركوها بعد أن تلاشت الرغبة في انتقائها كم أبغض هذا الشعور المقيت بالتجاهل والإنكار! مضت ثلاثة ليال وأنا لا أزال أمكث بمفردي الخادمة تلازمني نهارا ومع هبوط الليل أبقى وحيدة أحادث الفراغ إلى أن أغفو من إحساسي العجيب بالتعب والإرهاق رغم أني لا أفعل ما يستدعي هذا الشعور. المريب في الأمر أن معظم الوقت كنت أبدو كسلى يغلبني النعاس فاقدة للنشاط على عكس طبيعتي الحماسية وكأن أحدهم يضع لي مثبطا لأصبح هكذا ولا استبعد حدوث ذلك! من أجل تحجيم ڠضبي من حبسي هكذا والسيطرة على نوبات هياجي.
سيدتي ألن تتناولي الطعام
بفتور ظاهر على محياي أخبرتها
لا أريد.
أصرت على طلبها قائلة بتهذيب
صحت في عصبية
قلت لك لا أريد هيا اذهبي.
سألتني في حذر
هل أحضر لك شرابا
هدرت بها
لا ألا تسمعي بوضوح اذهبي!
لم تجد بدا من الانسحاب وقالت في طاعة
حسنا.
قررت مراقبتها عن كثب دون أن تنتبه لي لأكشف ما تفعله خلسة صحت شكوكي عندما سمعتها تهاتف أحدهم في خفوت وهي تاركة لباب الحمام موارب قليلا
صمتت للحظات لتتابع بعدها
كما تأمر سأحاول من جديد.
حين استدارت لتخرج تفاجأت بي في انتظارها ظهر التلبك على محياها وسألتني بربكة
أتريدين شيئا سيدتي
أمرتها في صوت صارم والشرر يتطاير من عيني
اطلبي رئيسك فورا!
حاولت التغطية على كشف أمرها فأسرعت بتلفيق كڈبة غير مرتبة
ولكن أنا كنت أتحدث مع آ...
لا تكذبي لقد سمعتك تكلميه.
تجمدت نظراتها الحائرة علي فأمرتها مرة ثانية بټهديد صريح
اطلبيه وإلا سأقتلك.
لم تعرف ماذا تفعل فالمفاجأة قد أربكت تفكيرها لهذا اضطرت رغما عنها أن ترضخ لي وقامت بالاتصال ب فيجو والذي كنت متأكدة أنه لن يتردد في الإجابة على مكالمتها. نظرت إلي الخادمة بتوتر ورأيت كيف بدأت في التعرق وهي تخاطبه
اختطفت الهاتف عنوة من على أذنها لأكمل في هدير حانق للغاية
ربما نسيت وسط مهامك الكبرى يا زعيم أن لديك زوجة.
جاء رده باردا سمجا كالمعتاد
لست متفرغا لهرائك.
كنت في أوج غيظي وضيقي وفاقدة للقدرة على ضبط انفعالاتي لهذا تركت العنان لڠضبي فاڼفجرت صائحة به بنبرة شبه احتقارية وأنا أسير نحو غرفة النوم
تحركت بعيدا عن الخادمة رغم يقيني أنها تتبعني كظلي لأكمل صياحي المهدد
إن لم تأت اليوم إلى هنا سألقي بنفسي من الشرفة.
يبدو أنه استخف بټهديدي فعلق مقتضبا
حقا
صړخت في انفعال أشد ووجهي يشتعل بحمرته الحانقة
اقسم لك أني لا أمزح لقد سئمت من كل شيء فلا مانع إن تخلصت من حياتي وأظن أنك لن تحزن أبدا فلا داعي لإطالة مدة العڈاب هذه دون جدوى لكلينا.
قال في عبثية استفزتني
أكل هذا لغيابي عنك عدة أيام
من يظن نفسه ليتوهم أني لا أطيق صبرا لبعاده لعڼته بين ڠضبي
أنت وقح.
لم أسمع ما يقوله على الطرف الآخر حيث استدرت لأواجه الخادمة ثم ألقيت لها بالهاتف لأشير لها بسبابتي وأنا أطردها بوقاحة
اخرجي لا أريد رؤية وجهك.
تطلعت إلي بتردد فأعدت الأمر بټهديد شديد اللهجة
هيا من هنا اغربي عن وجهي وإلا سألقي
متابعة القراءة