رواية رائعة بقلم سارة مجدي
المحتويات
كسره بأي شكل
كانت حلم جالسه مكانها منذ حضرت لا تتكلم لكن التحدي يرتسم داخل عيونها بشكل واضح و يراه الجميع و لو كان راغب نظر اليها و قلبه الخائڼ مازال ينبض بحبها و يرفض غيرها ساكنا له
لكن عقله كرامته رجولته و كبريائه يرفضها تماما و دون رجعه
خرج يوسف من الغرفه و خلفه الاطباء الذى لم يقف اى منهم و لو حتى لثوان قليله اقترب الجميع من يوسف ما عدا راغب و حلم الذان ظلافى مكانهما ينظران الى ما يحدث بعين بارده
قالها مصطفى بقلق و خوف ليخفض يوسف راسه ارضا لتتوقف القلوب خوفا و وقفت حلم تنظر الى يوسف بنظره حاده كذلك راغب الذىاقترب خطوه باندفاع ثم وقف من جديد مكانه ينتظر كلمات يوسف
الذى لم يتأخر كثيرا و قال
جلطه فى المخ
ليشهق الجميع پصدمه و ترنح مصطفى فى وقفته ليدعمه غسان سريعا ليكمل يوسف كلماته
و علشان متلحقتش عملت شلل كامل
و داخل كل منهم احاسيس مختلطه لا يستطيعوا وصفها او فهمها
مر اسبوعان حاله بركات كما هى لا تتحسن ثابته دون تغير حين دلف اليه الجميع بعد ان سمح لهم الطبيب بذلك و بعد ان غادر غرفهالرعايه كانت نظره الانكسار تملىء وجهه و عينيه و الذي شعر بها الجميع و لكن اى كلمات تقال فى هذا الموقف خاصه و هو ينظر الىالفتايات بأعتذار و اسف
قليلا خاصه مع غياب احمد ذلك جعل الهدوء يعم البيت لبعض الوقت
و لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفه خاصه مع الحاح رقيه على نوار فى موضوع الانجاب و وقوف غسان امامها بكل عصبيه يجعلهاتحمل الضغينه داخل قلبها تجاه نوار و تتعمد ان تضايقها و كان الجميع صامت امام ما يحدث و كان هناك اتفاق ضمني بينهم على عدمجدوى الحديث او التدخل و ان الامور القادمه ابدا لن تكون بخير
اقترب من السرير و جلس على طرفه و ظل ينظر ارضا لعده دقائق مرت بطيئه قاتله
ثم اخذ نفس عميق و هو يقول
شوفت نتيجه سكوتك حلو الحال اللى وصلنا ليه ده
ضړب قبضه يده اليمني فى راحه يده اليسرا و اكمل
لتنحدر تلك الدمعه من عين بركات دون حول منه او قوه ليقف راغب بعد عده ثوان ثم قال
انا هخطب يا جدي هتجوز واحده تانيه غير حلم حلمي بسببك بقا كابوس بس انا هخلق جنتي اللى هتكون چحيم حلم
صمت
لثواني يتابع انحدار تلك الدموع من عين جده ثم قال ببرود
عايزك تخف بسرعه علشان تقدر تحضر فرحي
لكن من داخله يشعر ان الحب تحول كره و ڠضب كبير لا يستطيع السيطره عليه
كانت كل الاسره متجمعه حول طاوله الطعام و لاول مره ينضم لهم راغب من بعد ما حدث
كان يبتسم ببرود و عيونه تحمل الكثير من السخريه و
الاستفزاز
وذلك جعل الجميع يشعر بالقلق خاصه و هو يقول بابتسامه واسعه بارده
بقول ايه يا امى
نظرت اليه رقيه باستفهام ليكمل هو كلماته
بعد اذنك طبعا يا بابا انا قررت اتجوز
انتبه الجميع لكلماته و نظرت عائشه الى حلم التى لم ترفع عيونها عن طبقها
ده وقته يا راغب !
قال مصطفى ببعض الضيق ليبتسم راغب بسخريه و هو يقول
لو علشان جدي فمتقلقش انا اتكلمت معاه و هو مش ممانع خصوصا لما عرف مين العروسه
شعرت رقيه ببعض السعاده و الرضا و ابنها يأخذ بتاره من ابنه احمد التي جرحت قلبه و اهانته امام الجميع و هو يرد لها الاهانه ايضاامام الجميع
و هى مين بقا العروسه فرحني
جنه
قالها و هو ينظر الى حلم التى رفعت راسها تنظر اليه بهدوء رغم تلك الڼار التي اشتعلت داخلها لتقول رقيه بسعاده
بجد يا راغب جنه بنت مفيش منها و فعلا انا كنت بتمناها ليك
كانت نوار و عائشه يشعران حقا بالصدمه مما يحدث ان راغب قرر ان ينتقم من حلم بتلك الطريقه البشعه انه يجردها من حبه و منصديقتها المقربه
لكن حلم صدمت الجميع حين وقفت بتحدي رغم تلك الدمعه الساكنه فى عيونها و قالت
و الله يا زين ما اخترت جنه بنت حلال و انا بنفسي اللى هبلغها و اخدلك معاد كمان
ثم غادرت الطاوله و لم يستطع ان يصمت و يترك الامر يمر هكذا لابد ان تكون له الكلمه الأخيرة
تحرك خلفها ليقف الجميع بقلق لكن لم يتحرك اين منهم خلفه
امسك ذراعها يوقفها امامه قبل ان تدلف الى غرفتها ينظر الى عمق عينيها پغضب و كانت هى تنظر له ببرود
و قال كلماته الغاضبه و كأنها براكين و حمم بركانيه ټحرقها دون ان تستطيع الصړاخ
زى ما عشت طول عمرى اتمنى الحلم و احلم بيه هحول الحلم ده لكابوس انت لوحدك اللى هتعيشي فيه
كانت تستمع لكلماته بعيون ثابته قويه لكن قلبها يرتعش خوفا و حزنا و لكن هذا افضل فليذهب بعيدا هى لن تكون له يوما ما
هعيش يا حلم و هتجوز و هحب مراتى اكتر ما حبيتك هعيشها الحياه اللى كان نفسى اعيشها ليكى اوعدك انى اشوف الالم و الكسرهو الذل فى عيونك كل يوم و انا بتنعم بنعيم الجنه و انت عايشه فى چحيم الفراق وده وعد من قلب حبك بجد و انت جرحتيه بكل برود
ابتعد عنها خطوه ثم قال و هو يرفع حاجبه و تظهر علمات التقزز على وجهه
هستنا تبلغيني بالبشارة بقا يا بنت عمي علشان انا مش قادر اصبر و مستعجل اوى و عرفيها ان كل طلباتهم مجابه و لو اطول اجبلهاالدنيا كلها تحت رجلها هعمل كده هى بس تشاور
و ابتسم باستخفاف و تحرك عائدا الى الاسفل ببرود قاټل لتشهق هى بصوت عالي و اغرقت الدموع وجهها لكنها تحركت سريعا الى داخل غرفتها تغلقها عليها تجلس فى المكان المعتاد بين الخزانه و الحائط تبكي بحصره و ندم
الفصل الرابع عشر
واقفه امامه تتناول تلك العلكه بطريقتها المستفذه لكنه اعتاد على ذلك و ايضا هو من دربها على كل هذا
حركاتها المڠريه و طريقه ملابسها التى تظهر ما يلفت دون ان تجعل الناظرين لها يرتوا من جمالها تشعل بهم الڼار التي تكسبهم المالالوفير
خلصتي اللى قولت عليه
هزت راسها بنعم ليكمل من جديد
طيب روحى طربيزة ٦ و اتوصي
قال كلماته الاخيره و هو يضم اصابع يده على ذراعها بقوه جعلتها تأن آلما لكنها لم تستطع ان تخرج و لو صوت بسيط يدل على ذلك كادت ان تتحرك حين نظرت اليه باستفهام و قالت
طيب و الموضوع اياه
ملكيش فيه ركزي فى شغلك و غلطه كمان بعمرك
اجابها بصرامه و عيون جاحظه ثم تركها و غادر بعد ان دفعها من كتفها و هو يقول
يلا على شغلك
لتغادر و هى تشعر بالقهر يتتضاعف و الالم داخلها يزداد خاصه و هى كانت السبب فى كل ما حدث و ما سوف يحدث
ظلت حلم على جلستها بين الخزانه و الحائط حتى هدئت تماما و بدأت فى ترتيب افكارها
هى ابدآ لن تتزوج لن تكون يوما لراغب او لغيره اذا اين المشكله فى زواجه من جنه
جنه فتاه رائعه تليق به كانت دائما تظهر بعضالاعجاب به و بمواقفه الرجوليه
ايضا هى لاتعلم شىء عن حب راغب لحلم دائما كانت تخبىء عنها ذلك الموضوع فى الاساس هى لا تتحدث معها كثيرا فى امور تخصها وجنه تعلم انها كتومه لذلك لا تدخل فيما يخصها الا اذا ارادت حلم ذلك
مسحت اثر الدموع من فوق وجنتيها ثم وقفت على قدميها و توجهت الى خزانتها و اخرجت
افضل طقم لديها عليها ان تذهب اليها وتتحدث معها
ابدا لن تتراجع عن هذا
فى تلك اللحظه سمعت طرقات على باب لحقها دخول اختيها يرتسم القلق على وجوههم بوضوح لتبتسم و هى تخرج طقم اخر و تقولبابتسامه واسعه لن تخدعهم ابدا
انهى طقم احلى
مش محتاجه تعملى كده يا حلم متجيش على نفسك علشان خاطر اى حد
اخفضت حلم يديها ونظرت الى اختها بحب حقيقي و قالت بصدق
انا كويسه و جنه بنت حلال و راغب يستاهلها
نظرت نوار لها بشك و قالت ما تفكر به دون مراوغه
بس انت بتحبي راغب يا حلم يبقا ليه ده كله
تحركت حلم تجلس على سريرها اخذت نفس معيق و قالت بشرود
انا عمري ما هربط حياتي بحياه راجل و لا عمرى هقدر اكون عيله يدمرها هو علشان مزاجه و رغباته
مش كل الرجاله كده فى يوسف و غسان و عمك مصطفى رجاله محترمه و كويسين و قبلهم جدك اللى عاش على ذكرى ستك لحد دلوقتيرغم انها اټوفت صغيره انت اللى عايزه تشوفي راغب انه هيكون نسخه من ابوكى فى رجاله هى اللى بتتحمل ستاتهم و بتصبر عليهم والرجاله دى يتعملها تمثال
قاطعتها نوار قائله بصوت عالي و عيونها تتجمع بها الدموع لتقول عائشه باستفهام
مالك يا نوار ايه الدموع اللى فى عيونك دى و الحزن اللى مالي وشك و قلبك و ليه كلامك فيه ۏجع و آلم كده انت كويسه
نظرت اليها نوار بعيون حزينه و قالت
انا كويسه وبقول الحق و اللى اختك لازم تفهمه قبل فوات الاوان
ثم نظرت الى حلم وقالت
حاولي تلحقي حياتك انت لوحدك اللى هتدفعى تمن كل اللى بتعمليه ده كل واحد بيدفع ثمن افعاله بس و لو ناويه تحاسبى على كلهانت الخسرانه
و غادرت الغرفه دون كلمه اخرى فلم تعد تحتمل حرقه عينيها بسبب حپسها لتلك الدموع و لا تريد ان ټنهار امامهم فلن تتحمل و تقص عليهمكل شىء و هى قد وعدت غسان بآن يظل الامر بينهم
اشارت حلم الى الباب المغلق و قالت بأسى
شوفتي بقا اخرجي يا عائشه و سبيني اغير هدومي
ظلت عائشه واقفه فى مكانها تشعر بقبضه قويه تمسك بقلبها تكاد ان توقف نبضاته لكنها تحركت بالفعل لتغادر الغرفه فى نفس اللحظهالتى انحدرت دموع حلم و هى تهمس
من يوم ما وعيت على الدنيا يا نوار و انا بدفع ثمن اخطاء ابوكى و جدك و جبنكم و محدش حاسس بيا
جايه و الله
متابعة القراءة