مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الالفي
المحتويات
الجديد اللي اشتراه
هزت رأسها نافية وقالت بتوتر
تيام النحاس كان عندي امبارح في البيت
جحظت عيناه پصدمة وهتف بعصبية وهو ينهض عن مقعده
نعم كان عندك ازاي وعايز منك ايه لا ده كده زودها أوي بقى لازم أوقفه عند حده
اوقفها لتكون في مواجهته وهو ينظر لعينيها بثبات
عملك ايه ضايقك وليه جالك البيت عنده عرض جديد ولا ايه ثم تحدث بغيرة وأنفعال جعل وجهه يشتغل بحمرة الڠضب
هزت رأسها نافية
لا طبعا فضل واقف على الباب وقال اللي عنده ومشي
وقال ايه بسلامته واوعي تكوني قبلتيه بلبس البيت
ابتسمت برقة وقالت
بعد لم حضرتك وصلتني يادوب دخلت الشقه لاقيت الجرس بيرن فتحت لاقيته فى وشي
وكان عرضه ايه بقى المره دي
اختفت ابتسامتها وحل العبوث وهتفت قائلة
شلت الصدمهة حواسه ولكن فاق على هذه الكلمة التي مثابه خنجرا طعنه بقلبه ومزقه ثم هتف بانفعال
اټجنن ده ولا ايه هو عشان رفضتي عرضه قبل كده عايز يتجوزك وياخدك مني عشان طبعا تسيبي الشغل معايا وتبقي معاه ويعرف كل شغلى ماشي ازاي عايز يوصلي ان قادر يمشي السوق كله على مزاجه وأن كمان عاوز مديرة أعمالي لنفسه أنا مش فاهم ايه كمية الحقد والكره ده أنا معملتش ليه حاجه والشغل كل منافسات شريفة أنا مش هسكت على المهزلة دي سبق وعرف أنك لا يمكن ټخونيني ولا تبيعي شغلك معايا عاوز ايه هو بقى
أنا فكرت كده بس هو قلي أن عرض جوازه مني حاجه هو بيتمناها ومحتاجني في حياته بعيدا عن البيزنس تماما وأن ممكن يبطل عداوته معاك و أنا مااعرفش سببها ايه قلي لو وافقت أكون في حياته هيجاوبني على كل اسألتي
نظر لها پصدمة
يعني ايه يا فيروزه أنتي
بتقولي ايه بتفكري في عرضه دي أكيد لعبة منه وخدعة جديدة عايز يضحك عليكي بيها وأنا لا يمكن أسمح بانك تكوني لعبة في ايده ولا يحركك زي ماهو عاوز
ليه أكون لعبو يحركني مش يمكن بيحبني فعلا ولا أنا ماتحبش ولا الكل عاوز يستغلني وبس .
كانت تهم بالمغادرة ولكن منعها وهو يقبض على ذراعيها برفق ويدورها إليه وهو ينظر لدموعها المتحجرة داخل مقلتيها وهمس بصوته الحاني
ومش هسمح لحد يستغلك طول ما أنا موجود ومافيش قوة على وجه الأرض هتبعدك عني .
تعانقت العينين طويلا وداخل كل منهما عده تساؤلات
همست بعدم تصديق
حضرتك تقصد ايه
ابتسم بحب وهو يهمس بصوته الدافئ أمام وجهها مباشرة
بقول اللي كان نفسي أقوله من زمان من أول لم حسيت بحبك بينبض جوه قلبي
بس حضرتك ولا مرة لمحت أن في مشاعر خاصة بيك أنا بشتغل في الشركهدة من سنين
حدثها بمرح
عشان كنت مغفل ولم بعدتي عني وسافرتي دبي عرفت قد ايه قلبي متعلق بيكي وكنت مضايق جدا مش عايز ادخل الشركة وأنتي مش فيها وكمان كنت بتوحشيني أوي وبستني بس اسمع صوتك بحجه الشغل لم اتكلمت مع تيته عن مشاعري وعن كل اللى جوايا ناحيتك وان فجاه لقيت نفسي بحبك ومتعلق بيكي وضحتلي حقيقة كانت غايبة عني وهي أن بحبك من زمان مش جديد ولا حاجة بس عشان كنتي قدامي طول الوقت فمش حاسس ببعادك عني والسفر اللي فهمني النقطة دي يعني ساعات الحاجة ابقى قدامنا بس مش حاسين بقيمتها غير لم تروح مننا او تبعد عننا وأنا وقتها فهمت مشاعري حبي وخۏفي عليكي وثقتي فيكي وقلقي واهتمامي وكل ده جوايا ليكي مالوش غير معني واحد وهو إن بحبك وعايزك فى حياتي تسمحيلي تبقي نصي التاني وأكون نصك التاني اللى هشاركك حياتك ويكون بينا الوثاق الغليظ وأكون سكن ليكي وتكوني سكن ليا وبيتنا يتبني على المودة والرحمة أنا مش شايف غيرك في حياتي ودنيتي مش هتكمل الا بيكي
رفع كفيه يحتضن وجهها وعيناه تلمع بالحب
وعشان كده أنتي تتحبي وتتحبي أوي كمان أمال أنا وقعت ازاي في حبك وقلبك الأبيض وبراءتك وجمالك وعنادك وكل ما فيكي أنا عاوز اتجوزك يا فيروزتي أنا وبس .
أطلقت العنان لدموعها وفرت راكضة من أمامه قبل أن تتفوه بكلمة فهي بموقف لا تحسد عليه وقف حائرا عاجزا عن فعل شيء لا يعلم بردة فعلها هذا هل تقبل به ام ترفضه وعندما فاق من صډمته حاول الالحاق بها فلم يجدها فقد كانت غادرة مبنى الشركة باكملها زفر بضيق وعاد إلى مكتبه يشعر بالحزن والتخبط لا يعلم هل تتقبله بحياتها كشريك الدرب أم انها سوف تنهي علاقتها به من الأساس وسوف تبتعد عنه وحتى العمل لا يجمعهم شيء آخر بعد مصارحته بكل مشاعره الدفينة تهاوى بجسده أعلى الاريكة الموضوعة داخل مكتبه ونزع رابطة عنقه بضيق فهو الآن يشعر بالاختناق ولكن نهض فجأة وكأن دلغه عقرب سام ليفيق من تلك المخيالات وقرر اللحاق بها فمن المؤكد بانها توجهت إلى منزلها قاد سيارته لكي يلحق بها ويطلب منها تفسيرا صريحا ..
قادت سيارتها بعيون باكية إلى حيث المجهول فقط كلماته تتردد داخل اذنيها وهي الآن بصراع قوي مع ذاتها فمن اين يعشقها كل هذا العشق وهي لم تشعر به حتى الآن لما كل تلك السنوات الضائعة في تفكيرنا الخاطئ لما تركها تنجذب لشقيقه الذي كان داىما ينهال عليها بكلمات من الإعجاب والغزل لما تركها لعبة بيد شقيقه لما ولما مئات التساؤلات التى تكاد تفقدها عقلها ..
وجدت نفسها وحيدة بمكان خالي من البشر ترجلت من السيارة لتقف بأعلى مرتفع جبل المقطم تنظر لتلك البنايات التي تبدو لها كالنمل .
وقفت تنظر حولها پضياع وتتذكر كل شيء حدث معها بتلك الفترة الماضية إلى أن توصلت لشيئا عليها فعله كفكفت دموعها واستمدت قواها وهي تنظر امامها بقوة فالان عليها أن تثأر لكرامتها الضائعة واتاها الحل الامثل لحياتها القادمة فسوف تصبح الملكة المتوجة بعائلة الصيرفي بعدما تتزوج من الابن الأكبر فسوف تحكم الجميع وتسترد كرامتها التي بعثرها نبيل عندما رفض حبها وتزوج من شقيقتها فسوف تلقنه درسا لن ينساه بعد ....
طرق باب منزلها عدة مرات ولم يستمع لأحد بالداخل علم بانها لم تأتي بعد فعاد ادراجه إلى حيث سيارته وقرر انتظارها ريثما تعود ليطمئن عليها ثم يرحل فهو الآن يشعر بالقلق بسبب حالتها التي رآها عليها قبل أن تغادر الشركة زفر بضيق وهو يضرب بقبضة أعلى عجلة القيادة ويترقب الطريق بلهفة تتوق عيناه لرؤيتها بخير فلم يكترث بعدد الساعات التي تمر عليه كالدهر ولم ييأس فظل على آمل لقاءها سالمة وهذا ما كان يشغل تفكيره ..
اغمض عيناه ثم فتحها باتساع عندما وحدها تصف سيارتها أسفل البناية وهمت بالترجل ترجل هو الأخير بخطوات اشبه بالركض صاح مناديا اياها قبل أن تدلف لمدخل البناية
فيروزه
توقفت مكانها ليدور حولها بقلق ثم استقر أمامها ينظر إليها بهدوء بعدما استرد انفاسه
أنتي كويسة قلقتيني عليكي .
اكتفت بايماءة بسيطة
تنفس بارتياح بعدما اطمئن قلبه لوجودها أمامه ثم سألها بهدوء
كنتي فين
اتمشيت شويا بالعربية
هز رأسه بتفهم وهو ينظر حوله
ايه رأيك بدال وقفتنا هنا اعزمك على الدمياطي
معلش مرة تانية أنا عايزه أقعد مع نفسي شويا
انتابه القلق فحدثها بصوته الحاني كل ده عشان صرحتك بمشاعري على فكرة تقدري ترفضي الجواز من غير هروب وأنا هتفهم موقفك وكمان مكانك في الشركة هيفضل موجود الشغل هيمشي زي ما هو سوا قبلتي بيه او رفضتي
هزت رأسها بالنفي
أنا متفاجئة مش بهرب وخاېفة كلامك في الوقت ده يكون مجرد انقاظ لموقف مش اكتر
انقاظ موقف ايه أنا بجد صادق معاكي في كل كلمه خرجت مني أنا قدها ومسئول عنها حقك طبعا تتفاجئ لأن عمري مالمحت ليكي عن مشاعري ولا اهتمامي وثقتي بيكي بس عشان ببساطة أنا نفسي كنت غافل عن مشاعري دي كنت دافنها جوايا مركز بس على شغلي وازاي يستمر اسم ابويا وكل اهتمامي كان بشغلي وباخويا يمكن لم نبيل اتجوز وبقى مسئول أنا حسيت أن دوري أنتهى في حياته وجى الوقت اللي أسس فيه حياتي أنا كمان لازم تعرفي أن مشاعري مش وليدة لحظة لا دي جوايا من زمان واوعدك هحافظ على الحب ده وهيكبر جوايا وهكونلك السند والامان ومش هتبقى وحيدة بعد انهارده ده لو في قبول من ناحيتك وقبلتي حياتك وحياتي تكون حياة واحدة وعلى الحلوة والمرة مع بعض
ابتسمت بخجل وهمست برقة
موافقة حياتنا نعيشها سوا طول العمر
لم يصدق ما سمعه
قولتي ايه ...اللي سمعته ده صح ولا أنا بتهيئلي
هزت رأسها بالايجاب ثم فرت من أمامه تصعد إلى حيث شقتها وهو مازال متسمرا مكانه ينظر لطيفها بذهول ثم علت ضحكته وعاد إلى سيارته يقودها بسعادة غامرة لم يشعر بها من قبل ..
أثناء وجوده بالمؤتمر الصحفي فجر تيام مفاجاته وهو أنه يود ترشيحه لمجلس الشعب ليصبح حديث السوشيال ميديا فهو من أهم رجال الأعمال يعمل من أجل العامل البسيط سوف يقضي على نسبة البطالة ليصفق له الجميع بحراره بعدما اخبرهم بزيادة رواتب العاملين بمصانعه وانه يسعى لافتتاح مصنع اخر .
نجح في مخططاته وتوصل إلى هدفه وانتهى المؤتمر الصحفي باعجاب من الجميع والشهادة لذلك الرجل الناجح والمثابر بعمله واوهم الجميع بانه يعمل بكل جد وتعب من أجل عمال مصنعه وتحسين دخلهم المعيشي التقطت له عدة صور لينتشر خبر ترشيحه لعضوية مجلس الشعب بجميع الصحف والمواقع ..
عندما هاتفها عامر كعادته كل يوم ليطمئن عليها تفاجئ بقرار زواجها من نديم الصيرفي واخبرته بما حدث معها اليوم ليحدثها بانفعال
انتي اټجننتي يا فيروز ازاي وافقتي على نديم مش ده يبقى أخو نبيل اللي كنتي بتحبيه
اجابته بثبات
اديك قولتها كنت وبعدين أصلا كان مجرد إعجاب ونبيل دلوقتي بكرهو عشان استغلني وجرحني وأنت عارف
ما هو عشان عارف فبقولك ده جنان لم توافقي تتجوزي نديم ازاي بس وهم اخوات وهتشوفي نبيل قدامك طول الوقت طب بلاش نبيل مافكرتيش في نديم أنتي تتراجعي عن قرارك ونديم ترفضي بهدوء ولكن اللي أنتي ناوية تعمليه ده اسمه جنان واذيه لنفسك قبل غيرك عايزة ټنتقمي من مين بالظبط من نفسك يا مچنونة انتي تهدي كده وتفكري بعقل وقولنا ننسي اللي حصل من نبيل أنا من الأول قولتلك مش عاجبني تصرفاته واهو طلع معايا حق كان مجرد وقت بيستغله عشان ينجح فى كسب ثقة اخوه ويوصله أن هو راجل وقد الشغل ويعتمد
متابعة القراءة