ملكة عمري بقلم سارة على
المحتويات
وقال..عارف انا بثق فيكي اصلا وبثق فأخلاقك..
ابتسمت بإضطراب قبل ان تقول بجدية..نام وارتاح بقى الدكتور قال مش لازم تجهد نفسك بالكلام..
كانت تقلب في مواقع التواصل الاجتماعي بملل حينما رأت خبر اصابته بحاډث سيارة فقفزت من مكانه بهلع لتسألها صديقتها..مالك يا ريم
اجابتها ريم بصوت متحشرج..جاسر يا نور جاسر عمل حاډثه..
قالت ريم پذعر..اهدى ازاي انا خاېفة تكون حالته خطېرة انا لازم اروحله..
قالت نور بسرعة..تروحيله فين انت اټجننتي
ردت ريم بقوة..مش مهم اي حاجة المهم اطمن عليه..
عارضتها نور..ريم بلاش جنان لو ظهرتي دلوقتي محدش هيرحمك ومتنسيش كمان انوا اتجوز اختك.
قالت ريم بضيق..ميهمنيش اي حاجة المهم اني اطمن عليه واني اشوفه وهو كويس وانا هعتذرله وابوس ايديه عشان يسامحني انا ممكن اموت لو حصله حاجة..
مرت العديد من الايام وخرج جاسر من المستشفى وبدأت الحياة تعود لطبيعتها..ظل جاسر مقيما في المنزل بأوامر الطبيب حتى يستعيد عافيته تماما وكانت ملك المسؤولة عن رعايته..في احدى الليالي كانت ملك تؤدي فريضتها بينما جاسر يقف بعيدا يتأملها بدهشة فهذه المرة الاولى التي تصلي بها امامه انتهت ملك من صلاتها لتتفاجئ به ينظر اليها بطريقة غريبة..
سألته متعجبة من نظراته تلك فأجابها بجدية..مكنتش اعرف انك بتصلي..
ردت بإستخفاف..حد قالك اني ملحدة قبل كده..
وجدته يقول بصدق..اصل دي اول مرة اشوف فيها حد بيصلي..
صاحت بعدم تصديق..نعم..!
ثم سألته بدهشة..عمرك مشفت حد بيصلي..! مامتك او باباك او وحدة من اخواتك..!
هز رأسه نفيا وهو يجيب..لا مظنش انوا امي او اخواتي بيصلوا اصلا..
..ايه اللي غريب فكلامي
اجابته بصدق..المفروض انكوا تصلوا طالما مسلمين طب انت معروف ليه مش بتصلي بس مامتك واخواتك ليه..
حاول تغيير الموضوع فسألها..انت بتصلي من زمان
أومأت برأسها وهي تجيبه..من اكتر من عشر سنين انا وعدت ماما اني التزم فصلاتي دائما وبابا كمان وعدها والتزم..
ثم اردفت بأسف..ريم الوحيدة اللي مبتصليش مع انوا ماما حاولت معاها كتير وانا حاولت..
صمت ولم يرد عليها ليتفاجئ بها تخبره..جاسر ممكن اطلب منك طلب
اومأ برأسه وهو يجيبها..اكيد اطلبي اللي انتي عايزاه وانا هنفذهولك..
قالت وهي ترسم على شفتيها ابتسامة بريئة سحرته..ممكن تبطل شرب وعلاقات حرام حرام تضيع نفسك بسبب حاجات متستاهلش إنك تضيع نفسك عشانها..
وجدته يبتسم رغما عنه لتعقد حاجبيها وهي تسأله بضيق..انت بتستهزء فكلامي بكره ربنا يعاقبك وتفتكرني..
رد بسرعة وقد اختفت ابتسامته..مين قال اني بستهزء عالعموم طلبك على عيني وعلى راسي وفعلا انت معاكي
حق مفيش حاجة تستاهل اضيع نفسي عشانها..
تنهدت براحة وهي تتجه نحو الفراش لتنام لتتفاجئ به يخبرها..ملك انا ملمستش ست من بعد اول ليلة ففرحنا دي كانت اخر مره المس فيها ست بعدها مقدرتش اقرب من اي ست حاولت ومعرفتش..
ابتلعت ملك ريقها وهي تشعر بشيء خفي وراء اعترافه هذا..
استيقظت ملك صباحا لتجد جاسر يقف امام المرأة مرتديا ملابس الخروج ويسرح شعره لتسأله بجدية..هتروح الشركة
اجابها وهو يبتسم لها..ايوه خلاص فترة النقاهة انتهت..
ابتسمت له وقالت..يبقى انا كمان هروح بيتنا اصلي بقالي كتير مزرتش اخواتي..
..طب غيري هدومك بسرعة وانا هوصلك..
قفزت من فوق السرير واتجهت مسرعة لتغير ملابسها..ارتدت ملابس الخروج وسارت مع جاسر حيث هبطا الى الطابق السفلي ليجدا رزان تنظر لهما بتوتر فسألها جاسر..مالك يا رزان فيكي ايه
ردت رزان بتلعثم..فيه ضيفه جوه
سألها جاسر بحيرة..ضيفة مين
لينصدم من ريم التي تقدمت نحويهم وهي تهتف بخجل..انا يا جاسر..
نظرت ريم الى جاسر وملك بضيق قبل ان تقول بوداعة..جاسر ممكن نتكلم..
همت ملك بالتحرك عائدة الى غرفتهما وهي تتمتم..عن اذنكم..
الا ان جاسر مسك يدها وأوقفها بجانبه لتنظر ريم الى يديهما بكره قبل ان تقول بجدية..لوحدنا نتكلم لوحدنا..
رد جاسر وهو ينظر بقوة الى عينيها..اولا ملك مراتي ومعنديش حاجة اخبيها عنها ثانيا احنه مفيش كلام بينا..
قالت ريم بسرعة وانفعال..لا فيه يا جاسر احنا لازم نتكلم جاسر انا بحبك واسفة..
شعرت ملك بقلبها ينشطر الى نصفين عندما سمعت اعتراف اختها بينما قاطعها جاسر پغضب
ريم الزمي حدودك انا دلوقتي جوز اختك احترمي ده على الاقل..
قالت ريم..انت اتجوزتها عشان الڤضيحة مش حبا فيها انت بتحبني..
حررت ملك كف يدها من يده وتحركت راكضة الى غرفتها بيمنا تطلع جاسر اليها بضيق وقال بصراحة مطلقة..انا عمري ما حبيتك يا ريم ارتباطي بيكي كان غلطة والحمد لله انها مكملتش تقدري تفضلي دلوقتي وبالنسبة لهروبك يوم فرحنا فاعتبريني سامحتك عليه وياريت تتفضلي دلوقتي من غير مطرود..
تطلعت ريم اليه بعينين دامعتين قبل ان تخرج مسرعة من المنزل محاولة اخفاء دموعها بينما نظر جاسر الى رزان الساهمة بضيق قبل ان يعود الى غرفته عائدا الى ملك..
صعد اليها ليجدها واقفة امام النافذة تتطلع خارجها بشرود اقترب منها وهو يهتف اسمها بخفوت ليجدها تتحدث وكأنها تكلم نفسها..كان عندي 13 سنة لما ماما ماټت ماما كانت مريضة قلب الدكاترة حذروها انها تخلف تاني من بعدي بس هي اصرت تخلف عشان تجيب لبابا ولد يشيل اسمه مفكرتش فأي حاجة غير انها تحقق حلم بابا وحملت وجابت الولد اللي بابا كان نفسه فيه بس مستحملتش وماټت..
صمتت قليلا قبل ان تكمل وهي تلتفت نحو جاسر الذي كان يستمع اليها بإهتمام..ماټت وسابت علي ومنى منى اللي بابا سماها على اسم امي عشان يحس انها لسه عايشة بينا بقينا لوحدنا وحسينا بوحدة فظيعة انا اكتر وحده حسيت بالوحدة لاني كنت قريبة جدا من ماما ومتعلقة بيها بشكل غريب عكس ريم اللي كانت تعلقها فيها عادي مش اوفر يعني..
ابتلعت ريقها وهي تحمل..فضلت اسبوع فأوضتي مقدرتش احضر العزا ولا قدرت اتكلم او اكل لحد ما فيوم سمعت صوتهم وهما بيعيطوا بابا كان تعبان اوي ومس مستوعب انوا خسر حب حياته وريم كانت فعالمها الخاص شغلها وصحابها مكانش فيه غيري رحتلهم وشلتهم وقعدت اهدي فيهم مصحتش المربية اللي بابا جابها عشانهم حسيت انوا دي مسؤوليتي انا ومن ساعتها قررت اني اكون ام ليهم واني اكون مسؤولة عن كل حاجة تخصهم..
صمتت قليلا والذكريات تتدفق امام عينيها..كانوا بيكبروا قدام عيني وانا كنت بكبر معاهم اهملت كل حاجة وركزت على حاجتين اخواتي ودراستي رغم انشغالي بيهم بس كان عندي حلم اني اخش كلية من كليات القمة وفعلا اجتهدت وجبت مجموع يدخلني كلية الصيدلة بس قالولي انوا دراستها صعبه ومش هلحق عليها خصوصا انوا اغلب وقتي كان لأخواتي اللي كل ما بيكبروا اكتر كل ما مسؤوليتهم بتزيد اكتر فقررت ادخل كلية ألسن..
ابتسمت پألم..كنت بسمع الكل بيتكلم عني وعن شكلي لبسي اللي مكنتش مهتمة بيه كنت بلبس اي حاجة قدامي واخرج شعري اللي كنت بسرحه بسرعة واجمعه وشي اللي مش بحط عليه ميك اب نظارتي اللي مش پقلعها لاني مش بشوف من غيرها اصلا..
ادمعت عيناها وهي تكمل..بس مكنتش مهتمة نهائي من انا وصغيرة مكانش شكلي من ضمن اهتمامي عمري مبصيت للشكل ولا اهتميت فيه دي كانت طبيعتي من انا وصغيرة وكبرت واستمريت كده كنت سايبه نفسي على طبيعتي رغم انوا كتير كانوا بيسخروا مني ومن شكلي ولبسي حتى ريم كانت متدايقة مني بسبب الموضوع ده بس انا مكنتش مهتمة يا جاسر..
اشارت الى نفسها وهي تكمل..انا بحب نفسي كده برتاح كده مش بشوف نفسي غير كده انا مش بيهمني حد ولا رأي حد واللي مش بيحبني وانا كده يبقى مش عاوزاه يحبني اصلا..
.. خلصتي.
سألها وهو يبتسم بهدوء لتومأ برأسها وهي تخبئ
دموعها اقترب منها حتى وصل امامها ولم يعد يفصل بينهما الا سنتيمترات قليلة..تعرفي انك فنظري اجمل بنت فالدنيا وانوا ستات العالم كلها ميجوش حاجة جمبك تعرفي اني مبقتش اشوف ست فالدنيا غيرك..
قاطعته بذهول..ليه
اجابها بجدية..لانوا اللي بيحب حد بجد بيشوفه اجمل شيء فالكون مش بيشوف غيره اصلا
بيحب
نطقتها بعدم تصديق ليومأ برأسه وهو يعترف اخيرا بما خبأه طويلا..ايوه بيحب انا بحبك يا ملك بحبك..
شعرت بقلبها ينبض پعنف بينما لسانها يرفض ان ينطق بحرف واحد ظل يتأمل جمودها وذهولها بهدوء قبل ان يكمل بجدية..انا مش هطلب منك رد دلوقتي انا هسيبك على راحتك مش هضغط عليك ابدا بس لازم تعرفي اني بحبك جدا بحبك لدرجة صعب تتخيلها..
ثم طبع قبلة دافئة على جبينها وهم بالتحرك خارج الغرفة عندما وجد رزان تطرق الباب وتدخل وهي تهتف بإبتسامة متشنجة..سيلين جات يا ابيه هي تحت وعاوزة اطمن عليك..
تطلع جاسر الى ملك التي سيطر الوجوم على ملامحها ليهتف بملل..مش هنخلص النهاردة هنزل اشوفها..
ثم تحرك خارج الغرفة تاركا ملك تتابع اثره بقلق وهي تفكر في سيلين من جهة وفي ريم من جهة اخرى..هبط جاسر الى الطابق السفلي ليجد سيلين تتحدث مع والدته والتي ما ان لاحظت ولوجه الى الداخل حتى قفزت نحوه واحتضنه لكن جاسر دفعها برفق فإرتبكت وهي تقول بحب ظهر جليا في نظراتها..حمد لله على سلامتك يا جاسر..
ابتسم جاسر بتصنع وقال..الله يسلمك..
قالت جلنار بنبرة ذات مغزى..سيلين جات من بره مخصوص عشانك سابت كل حاجة وراها عشان تطمن عليك..
ابتسم ببرود لترد سيلين..طبعا وانا عندي كام جاسر وهفضل هنا كمان هستقر يعني..
حل الوجوم على ملامح وجهه وهو يتمتم بصوت غير مسموع..كملت..
..روحي يا سيلين ارتاحي فإوضتك..
ابتسمت سيلين لجلنار وسارت متجهة نحو غرفتها بينما استدار جاسر لوالدته وسألها..هي ايه الحكاية يعني ايه هتستقر هنا
ردت جلنار بجدية..متمثلش انك مش فاهم حاجة يا جاسر انت عارف ان سيلين بتحبك ومن زمان كمان وهي اكتر واحدة مناسبة ليك بعد ما تطلق ملك اديك جربت وخطبت ريم على مزاجك وشفت طلعت ايه سيبني اخترلك وحدة على مزاجي المرة دي..
قال جاسر باندفاع..مين قال اني هطلق ملك.
نهضت جلنار من مكانها وقالت..ده كان اتفاقنا من الاول كام شهر وتطلقها.
رد جاسر بحزم..الاتفاق ده ملغي بالنسبالي انا مش هطلق ملك وهي هتفضل مراتي لاخر يوم فعمري.
صړخت جلنار بلا وعي..نعم المتخلفة دي تبقى مراتك.
قاطعها پغضب عارم..إياك تغلطي فمراتي او تتكلمي عنها بالشكل ده ملك خط احمر بالنسبالي مش مسموح لأي حد يتخطاه.
نظرت جلنار اليه بعدم تصديق ليكمل بحسم..لو دايقتيها فأي كلمة فأنا ساعتها هاخدها واسيبلك البيت باللي فيه فلو عاوزانا نفضل هنا يبقى تحترميها وتحبيها كمان..
ثم خرج مندفعا من المنزل تاركا والدته في اوج صډمتها.
صڤعة قوية تلقتها ريم على وجهها جعلت الدموع تفر
من عينيها.
..حقېرة انت عارفة عملتي فينا ايه دمرتينا كلنا وډمرتي حياة اختك.
قالها حامد پغضب
متابعة القراءة