امتلكني بضعفها ميادة مامون
المحتويات
بيتي و اروح اقعد عندهم و ترجع تقولي اتخانقتي و عملتي مشاكل ليه.
و هو انت يعني ماينفعش تقعدي من غير مشاكل يا شذى حرام عليكي بقى انا مابقتش طايق خناقك كل شويه و صوتك العالي ده
رمقته بنظرة طويله صامته و هبت واقفه و بخطوات سريعة اتجهت لتصعد الي الأعلى و هي تصيح.
اديك هاترتاح مني اسبوع بحاله افرح بقى و ريح دماغك بعيد عني.
وكأن خطاه تأخذه الي مكانه المعهود حضر الي الضريح ليودع صديقه و رفيق دربه مثلما عهد على ذلك
صلى فرده و جلس بجانبه يقرء في كتاب الله العزيز و ينتظر والده الي ان يفرغ من صلاته و يتحدث مع صاحبه هامسا.
مابقتش قادر من كتر المشاكل معاها يا حسين تعبت من جنانها ده هي عارفه و واثقه اني بحبها بس شقاوتها و صوتها العالي دول هما سبب المشاكل بينا ربنا يهديها ليا.
حرما يا ابويا.
جمعا يا حبيبي ان شاء الله بتكلم نفسك و لا بتسلم على صاحبك كالعادة يا دكتور.
ان جيت للحق الاتنين يا حج قولت اجي اقعد هنا و اصلي ركعتين لله و اسلم عليك لاني هاسافر بكره بدري.
تروح و ترجع لينا بالسلامه يا حبيبي بس انت ماعملتش اللي قولت عليه يعني.
تقصد ايه يا حج
قصدي انك جيتني و انت حزين و قعدت تقولي انك هطلقها وتخليها تحت عينك بعد كده عشان تبقى مطمن عليها بحكم انها بنت خالتك وان مالهمش سند و قولت ماشي
بس اللي انا شايفه انك ماعملتش حاجة من دي.
احنى رأسه صامت أمام ابيه ليندهش و يهتف بضجر.
جحظت عينه
و سريعا ما رد علي ابيه.
لاء يا ابويا انا مافيش
حاجه كسراني و شذي زي الفل انا بس كل الحكاية.....
بتقول كلام مش مفهوم وعمال تتلجلج ليه يا دكتور.
عشان بحبها يا ابويا ايوا حبيتها حبيت فيها برائتها و طفولتها حتى جنانها بقيت بخاف عليها زي ما تكون بنتي مش بس مراتي يا ابويا.
عم السكون بينهم و كل منهم مندهش على حاله ليعيد والده الحديث محاولا جذبه من متاهته التي ادخل نفسه بها.
بص يا مالك انا مش هاقولك انك غلطان في اختيارك بس هاقولك ان الحب عمره ما كان ضعف
يا بني الحب طول عمره بيقوي صاحبه اهم حاجة انه يكون للي يستهاله.
صدقني يا ابويا شذى هي اللي تستاهل قلبي و انا واثق انها بتحبني قد ما بحبها ويمكن اكتر كمان و أن كان على تهورها و صوتها العالي فسنها الصغير و اللي شافته من عيلة ابوها يشفعو ليها يا حج.
ابتسم الشيخ حسان ساخرا و همس له و هو يربت على قدمه.
وبقيت تدور ليها على أعذار كمان يا شيخ مالك
على العموم ماتكملش دي حياتك وانت حر فيها
انا المهم عندي و اللي اتمناه في حياتي أن اشوفك مبسوط و متهني في عيشتك يا بني و قبل اي حاجه انك تكون محافظ على تفوقك في مركزك و شغلك يا دكتور.
رد اليه الابتسامه و انحني على يده ليقبلها قائلا...
ربنا يخليك ليا يا حج و مايحرمنيش من دعواتك ليا ابدا
هههههههه طب يا سيدي ربنا يريح بالك و يرضى عنك و يرزقك بالذرية الصالحة اللي تملي عليا انا و امك البيت.
ضحك مالك لوالده و تملكته السعادة أثر تلك الدعوة التي اراحت باله بعض الشئ.
عاد الي بيته و على وجهه ابتسامة الرضا لقد أراح كلام والده ذهنه بعض الشئ على الاقل قلل من غضبه وقلقه الذي كان يخشى ان يتفاقم للأسوأ بينه وبين زوجته و عليه الان ان يريح ذهنها هي تجاه والده.
كان الهدوء يعم البيت على ما يبدو أنها لم تترجل الي الاسفل من وقت خروجه منه صعد الدرجات بروية و هو كله يقين بأن لا يحزنها هذه الليلة علي الاقل حتى لا يذهب و يتركها حزينة.
فتح باب غرفة نومهم المظلمة بالكامل اتجه الي زر المصباح الموضوع بجانب الفراش وانار ضوءه الخاڤت حتى لا يزعجها لكنه تفاجئ بعدم وجودها فيه
اړتعب قلبه عليها و انتفض في مكانه هما بالذهاب للخارج مفتشا عنها بجميع الغرف وهو يناديها.
شذي انت فين ردي عليا روحتي فين يا شذيييييي.
كانت ممدده بحوض الاستحمام تنعم بحمام دافئ يريح اعصابها من كل هذا الارق الذي قد ملئ رأسها
و على ما يبدو أنها من كثرة الراحة الذهنية التي تحصلت عليها قد غفيت و لازمها النوم.
لتنتفض جاحظة العينين أثر سماع صياحته المدوية كاقذائف تنزل فوق رأسها غير مبشرة بأي خير.
وقفت مسهمه وسط المياه لاتقوي على التحرك وكأن قدميها متيبسه في ارض جامدة فقط عينها جاحظة نحو الباب الذي يرتج أثر دقه عليه ومقبضه يهتز صعودا وهبوطا
وهي تسمع صياحه المندفع من الخارج بأسمها.
شذى انت جوه..
افتحي الباب ده قافله على نفسك ليه بقولك ردي عليا لاكسر الباب يا شذيييييى
خرج صوتها أخيرا بنبرة متحشرجه مرتجفه أثر صراخه عليها.
حاضر حاضر
تنفس الصعداء و هو يقف بالخارج عندما سمع صوتها حاول أن يسيطير على قلقه واخفض صوته عندما التمس خۏفها.
انت قافله على نفسك ليه افتحي الباب و اخرجي من عندك.
ان خرجت هكذا الان سيظن انها تفعل ذلك عمدا لتغويه إليها وقفت خلف الباب الموصود لا تدري ماذا تفعل الان
تلك الطائشة لا تتعلم ابدا من أخطائها ماذا سيظن بها و يقول عليها و هي على حالتها هذه
خرج صوتها مرتجفا خائڤا وتسمرت مكانها تضع اذناها على الباب وهي تهتف كفأر مذعور...
اطلع بره الاوضه الاول.
انت عايزة تجنيني اخرجي بقولك من عندك.
هكذا جائها رده القوي مصطحبا بركله من قدمه لتزيد من رجفتها بالداخل.
بطل زعيق يا مالك انت بتخوفني ليه انا كويسه
مافيش حاجه فيا.
أخيرا ما هدئت روعونته وضع جبينه على الباب هامسا لها.
بخۏفك ليه! اخرجي طمنيني عليكي.
طب لو سمحت اخرج من الاوضه انا انا......
علم انها خجله منه طبعا و كيف يسهو عن تلك العادة السيئة التي قد بدئ يعتاد عليها هو الاخر.
فقرر ان يشاكسها بمرح.
انت ايه كنتي بتاخدي شاور ونسيتي لبسك كالعادة مش كده.
تنهدت بقلة حيله نافخه زفيرها بضجر لقد علم عملتها وقضي الأمر.
ايوة ارتحت يلا اخرج من الاوضه بقى عشان البس.
طب ماتخرجي عادي يعني انا جوزك مش حد غريب.
ضمت حاجبيها پغضب وعزمت على أن لا تنوله ما يفطن في باله اذا كان هو يزعجها فهي ستطير النوم من رأسه هذه الليله.
مش هاخرج و انت موجود في الاوضه اطلع بره بقى الجو برد وانا عايزه البس.
تصنمت منصته خلف الباب الخشبي تستمع الي صوته و حين لم يأتيها الرد فتحت الباب بروية لتتأكد من عدم وجوده
مشطت الغرفه بأكملها و عندما لاحظت خلوها ترجلت من المرحاض تتغنج منتصره وهي تهمس.
ال اخرج وانا كده وانت موجود ال دا بعينك عشان تبقى تسافر لوحدك كويس.
و بلحظه وجدت قدمها لا تلمس الأرض وهي محموله بين يديه و يهمس لها بانتصار.
دا بعينك انت يا قلبي اني اسيبك النهارده طب و حياة خۏفي عليكي ما هاسيبك يا شذى.
انه اليوم الرابع له بعيدا عنها تعودت في غيابه ان تستيقظ على رنة هاتفه و تنام بعد أن يغلق معاها.
لكن اليوم قد ارقها النوم و لم تنعم بالراحة بعد أن هاتفها ليلا فهى في الآونة الاخيرة مزاجها كان متقلب واليوم تشعر بالغثيان دون أن ېلمس الطعام فمها.
و تريد الا تبرح فراشها ثانية واحدة نائمة معظم الوقت يتملكها الوهن و لا تعرف السبب.
لتلج عليها
خالتها مرتابة من رقدتها المستميتة هذه.
بت يا شذى ما تقومي يا بت احنا بقينا الضحى قومي فوقي كده الا هو جوزك اتصل بيكي ولا لسه.
فتحت عينها نصف فاتحه ليغلب عليها النعاس مره اخرى.
التليفون كان بيرن بس انا مش عارفه هو و لا مش هو يا خالتو.
يخيبك يعني التلفون رن وانت ماردتيش يا خايبة يوه انت مالك يا بت مفستكه كده.
رفعت رأسها محاوله الاعتدال ليتغلب عليها الوهن و ترقد مره اخرى.
مش عارفه يا خالتو انا تعبانه من امبارح باليل و معدتي بتوجعني و حاسه اني عايزة انام قوي.
شهقت الحجة مجيدة بفرحة غريبة و ازعنت انها تعرف السبب.
هاهه لا تكوني حامل يا شذى.
اتكأت على نفسها محاولة الاعتدال بريبة مندهشة هامسة
حامل!!! معقول بسرعة كده.
يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك أما اقوم افرح الشيخ حسان
و ماجده
وانت خليكي نايمة يا حبيبتي وانا هاطلع ليكي الاكل لحد عندك.
تفاجئت بفرحتها السريعه و حاولت إيقافها.
استنى بس يا خالتو حامل ايه عرفتي منين اصلا.
كما لو كانت فتاة بسن العشرين تسارعت خطواتها البطيئة و السعادة ترافقها هاتفه لها
مش مصدقاني يا بت و لا ايه دا باين علي وشك زي الشمس يا عين خالتك و على العموم هابعت اجبلك اختبار حمل ونتأكد و تفرحينا كلنا.
اوقفتها سريعا قبل أن تختفي من امامها هاتفة.
خالتو استنى من فضلك اوعي تعملي حاجه من دي.
وقفت خالتها على الباب تلوم عليها..
ليه يا شذى يا بت سيبيني افرحهم و اقولهم خلينا نفرح و كفاينا نكد و مشاكل بقى.
معلش ياخالتو استنى لما اروح اعمل تحليل عند الدكتور و نتأكد الاول.
عادت إليها و ربتت على كتفها مطمئنه لها.
عين العقل يا حبيبتي و أهو لما تتأكدي تبلغي جوزك و تفرحيه.
ترجلت على الدرج مستندة على دربزينه لتلحق بخالتها يبدو على وجهها الوهن و الوجوم
و عندما رأتها والدتها تسائلت.
الله مالك يا شذى وشك اصفر كده ليه يا حبيبتي.
حاولت التماسك و جلست
بجانبها مهدئة لها مافيش يا ماما انا كويسة يا حبيبتي ماتخفيش عليا.
كويسة ازاي بس دانتي شكلك باين عليه التعب خالص.
نظرت الي خالتها لتتدخل و تنقذ الموقف فاتفهمت عليها و اردفت ضاحكة.
بيانها واخده برد يا ماجدة ماتخفيش انا هاخدها و نروح للدكتور نكشف عليها وبالمره اكشف انا كمان على رجلي اخر النهار.
اومئت لها و هي تربت على ذراع ابنتها الجالسة بجواره ومريحة رأسها المستكينة على كتفها.
كده طيب زي بعضه الله دا تليفونك بيرن في ايدك يا شذي ردي ياحبيبتي لا يكون جوزك.
نظرت الي الهاتف بيدها لتجده هو بالفعل زوجها فهمست بتعب.
ايوه هو خدي ردي عليه يا خالتو.
لاء ردي انتي لو حد فينا رد عليه بدالك هيقلق عليكي خصوصا انه بيتصل من بدري وانتي مش
متابعة القراءة