في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
و تقدم بخطوات مغترة حتي وصل إلي باب الغرفة و من ثم إلتفت أليها قائلا بتملك إنبعث من عيناه أولا
مبقتيش حرة بعد النهاردة .
ثارت جيوش التمرد بعروقها فقالت بحدة
نعم دا إلي هو إزاي
أرسلت عيناه نظرات كالسهام التي تراشقت بقلبها فجعلته يرتجف بقوة بين ضلوعها لما لامسته بنظراته التي لم تخل من التملك و الإعجاب و ربما الإشتهاء الذي تجلي بوضوح في كلماته
من اللحظة إلي قولت فيها إنك خطيبتي بقيتي علي إسمي. علي إسم سالم الوزان . أحفظي الكلمتين دول كويس أوي .
كانت أمينة بغرفتها تنتظر قدوم همت التي أرسلت بطلبها للتحدث معها و إنهاء الخلافات بينهم و ما هي إلا دقائق و سمعت طرقاتها علي باب الغرفة فسمحت لها بالدخول
أطاعتها همت بملامح متجهمة و تقدمت منها بخطوات مقتضبة و جلست علي الأريكة المقابلة لمقعدها فبادرت أمينة بالحديث قائله بود
شكلك لسه زعلانة مني يا همت
همت بتهكم
زعلانة منك ! لا إزاي هو أنتي بتعملي حاجه بردو تزعل
تجاهلت أمينة السخرية في حديثها و قالت بتفهم
حقك يا همت تزعلي . بس حطي نفسك مكاني ..
قاطعتها همت بحدة
أنا مش مكان حد يا أمينة. و أنتي عمرك ما حطيتي نفسك مكان الناس
أمينة بإنفعال
انا قلبي أتحرق علي ابني يا همت
قاطعتها بحړقة
. مش أنتي لوحدك . و لو كنتي مفكرة إني زعلانه عشان مراته إلي جت تعيش هنا تبقي غلطانه. أنا زعلي أكبر من كدا بكتير.
أمينه بترقب
و إيه سبب زعلك
همت پقهر
زعلانة أنك رخصتي بنتي يا أمينة . طول عمرك عارفة إن إبنك مالوش كيف ليها و كنتي بتعشميها و تعشميني و أنا كنت ماشية وراكي زي العامية و كنت السکينة إلي دبحت بنتي .
أمينة پصدمة
إيه الكلام إلي بتقوليه دا يا همت . أنا عمري هرخص بنتك . دي سما زيها زي حلا بالظبط . و لو كنت شاكه و لو واحد في المية إن حازم مش عايزها مكنتش عمري هتكلم في الموضوع دا
لا يا شيخة صدقتك أنا . أومال روحتي تعرضيها علي سليم ليه. و أنتي عارفه بردو أنه مالوش رغبة فيها !
أقولك أنا ليه
كل دا عشان تمنعيه عن ست الحسن و الجمال !
ليكون مفكرة إني مخدتش بالي من لهفته عليها . لا يا أمينة دا أنا إلي مربيه ولادك و أعرفهم أكتر من نفسي
هبت أمينة من مقعدها و قالت بإنفعال
كلام إيه دا يا همت أنتي بتخرفي و لا إيه
همت بإحتقار
مبخرفش . أنا سمعاكي بودني و أنتي بتتكلمي معاه . للدرجة دي بنتي رخيصة في نظرك لا يا أمينة بنتي غالية و غاليه قوي و متتحصليش عليها أنتي و ولادك . أنتوا آخركوا واحدة زي إلي تحت دي لا ليها أصل و لا فصل . زي إلي في بطنها إلي يا عالم إبن مين !
همت بقسۏة
لا مش هخرس . و أنا عارفه كل إلي عملتيه دا ليه أنتي عايزة تاخدي تارك من إلي حصل زمان . و تقهريني علي بنتي زي ما أتقهرتي علي إبنك حبيبك .
أمينة پصدمة
أنتي أكيد اټجننتي
همت پغضب حارق و نبرة صاړخة
لا عقلت. و حق بنتي هاخده من عنيكي يا أمينه..
كانت ترتجف كليا لا تعلم بردا أم قهرا أم كلاهما . كانت تشعر بشئ حاد ينفذ من أعماقها و تمتد مرارته إلي حلقها تشعر بأن هناك شئ قابل للإڼفجار بجوفها و كأن حريق ينشب بداخل أحشائها و أنهار عبراتها لم تكن قادرة علي إخماده و لكن الله دائما يرسل غوثه في أكثر الإوقات صعوبة و قد تجلي ذلك في لمسة حانية من يد صغيرة لامست كتفها فارتفعت عيناها تلقائيا لتشتبك بعينان زيتونية لوجه ملائكي صغير و هنا تذكرت تلك الصغيرة التي أتت مع المدعو مروان إلي القصر و قد دعاها ذلك البغيض ريتا و لكنها لم ترها منذ ذلك الوقت و قد صدمت بشدة حين رأتها و تعاظمت صډمتها حين شعرت بإصبعها الصغير و هي تمسح برقة عبراتها التي كانت تتساقط فوق ملامحها الباهتة و قد من نوع خاص جعل ألم قلبها يهدئ قليلا فرفعت رأسها تطالعها بإمتنان تجلي في نبرتها حين قالت
شكرا
أبتسمت الصغيرة بحنو و قالت ببراءة
لو لسه عندك دموع تانيه عيطي و أنا هفضل أنا مش تعبانة
لامست كلماتها البريئه أوتار قلبها فأمتدت يدها وجهها الجميل و هي تقول بتأثر
يا روحي أنتي .
ريتال بصدق
والله مش بكذب .
عارفه . بس أنا خلاص مبقاش عندي دموع تقريبا خلصتهم .
قالت جملتها الأخيرة
متابعة القراءة