سلسلة الاقدار كاملة بقلم نورهان العشري
المحتويات
هنا ليه
تحمحم بخفوت قبل أن يجيب بلهجة هادئة
كنت عايز اتكلم معاك شويه
باختصار اجابته
اتفضل
طب مش تبصيلي عشان اعرف اتكلم
هكذا تحدث بهدوء فحاولت السيطرة علي دقات قلبها التي تدق كالطبول قبل أن تستدير برأسها تطالعه بصمت وعينين تحوي عتب كبير لامس زوايا قلبه فقال بلهجة رقيقة
انا عارف ان كل حاجه جت بسرعه و ملحقناش حتى نستوعب ايه اللي بيحصل و عارف كمان أن موضوع الجواز دا كان صدمة ليك بس
بس مكنش صدمة ليك
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
تقصدي ايه
اقصد انكوا خططتوا لكل حاجه صح و عرفتوا امتا تضربوا ضربتكوا بصراحة لما قعدت مع نفسي و افتكرت كل اللي حصل انبهرت بذكائك كنت مقنع جدا حتي وانت بتواسيني و بتخفف عني انا صدقتك اوى على فكرة
لحظة صمت طويلة خيمت على المكان فقد كان مصډوما من كونها تظن بأنه خطط لكل شئ ولكنها فسرت صډمته علي أنه تفاجئ بمعرفتها لما حدث ف أردفت بسخرية
تجاوز عن صډمته وحل محلها الڠضب
الذي دفعه للقول
تبقى غبية فعلا لو فكرتي اني خططت لكل دا انا معرفتش أن جنة و فرح ولاد عمي غير يوم ما قابلتها في الجامعه
يوم ولادة جنة تقريبا
إجابته باندفاع
مش هيفرقلي كتير
اومال ايه اللي فارقلك اوعي تكوني مفكرة اني كان ليا يد في خطڤك !
مفكرة انك ليك يد في خطڤي!! لا أنا متأكدة انك انت اللي دبرت وخططت لخطڤي طبعا اومال تكسر مناخير ولاد الوزان ازاي وتجيب حق بنت عمك
صاح پغضب فقد
تجاوزت الحدود
حلا بطلي جنان
تابعت پألم تجلى علي ملامحها بوضوح
عارف انا مكنش عندي مشكله اني اصحح غلط حازم ومعنديش مشكله اني ابقي كبش الفدا الي هيضحوا بيه عشان كل حاجه تبقى تمام و قبل ما جدك يهددني انا كان عندي استعداد اعمل اي حاجه عشان اخواتي محدش فيهم يتأذى بس انك تكون السبب في العڈاب اللي عشته و الړعب الي مريت بيه دا كان صاډم بالنسبالي اكتر من موضوع الجواز نفسه !
صدقيني انا مكنتش اعرف موضوع الخطڤ ده و لا حتى كنت أعرف أن جدي عرف باللي حصل
صاحت پألم
و ايه اللي يخليني اصدقك
عشان انا مبكدبش و مش مضطر اكذب لو فعلا عملت كدا هقول مش هخاف منك
هكذا أجابها بوضوح ف أردفت بقوة
بتصلب بقوة حبست الأنفاس بصدرها فأخذت ثوان حتى استعادت كامل ثباتها قبل أن تقول بلهجة مهتزة
دا من الضغط بس انت عندك حق دا اللي انا عايزاه لو عندك فرصة توقف المهزلة دي انا معاك
للأسف مفيش فرصة اني اوقف حاجه
اهتزاز حدقتاها و انتباه ملامحها كانا خير دليل علي أن حديثه لاقى صدى بداخلها و خاصة حين قالت بنبرة مرتجفة
يعني ايه
احتضنتها عينيه بدلا من ذراعيه و تعمقت نظراته بطريقة مربكة لها كثيرا و خاصة حين قال بتلك النبرة التي يغزوها التملك
يعني بعد بكرة هتبقي مراتي و مفيش اي حاجه في الدنيا ه تمنع دا
مكشره ليه يا أم أربعه و أربعين
كان هذا صوت مروان الذي تقدم ليجلس على الأرجوحة في الحديقة بجانب ريتال العابسة و التي لم تعير حديثه اهتمام فاردف و هو يعبث بخصلات شعرها
ماتردي يا برنسيسه هوا بيكلمك
ناظرته بامتعاض تجلي في لهجتها حين قالت
هوا ايه ده انت كنت هتوقع المرجيحه وانت بتقعد
قصدك ايه يا بت انت انا تخين ولا ايه
ريتال بتهكم
لو مكنتش شايف بكروشتك تبقي محتاج نضارة
يا بت أنت راضعه سم فران
بتطلعي بكابورت من بقك ارحمي أمى شويه
ناظرته ريتال بأعين ممتلئة بالدموع و قالت بلهجه تهدد بالبكاء
كده ماشي مش هكلمك تاني
شعر بالقلق عليها فقال باندهاش
و دا من امتى الاحساس دا دانت اسقع من الديب فريزر اوعي تكوني زعلانه بجد
هنا اڼفجرت ريتال في البكاء وهي تقول من بين نهنهتها
زعلانه اوي يا عمو
احتضنها مروان برفق وهو يقول
مدام احترمتيني و قولتي عمو يبقى زعلانه بجد حصل ايه يا بت مين زعلك وانا انفخهولك
الدنيا يا عمو
هكذا أجابته من بين عبراتها فقال پصدمة
الدنيا ايه يا بت الكلام دا أنت لسه روحتي فين ولا جيتى منين دنيا ايه يكونش توم و جيري قتلوا بعض و انا معرفش !!
صاحت به غاضبة
توم و جيري ايه شايفني عيله قدامك
مروان باستنكار
لا لا سمح الله انسه عندها ست سنين و بتقولي الدنيا مزعلاني افهم من كدا ايه
تحس بيا عن كدا
مروان بحنق
يخربيتك
خوفتيني هيكون حصل ايه سبونج بوب خلى بيك طب غيروا نوع البامبرز المفضل عندك ولا حصل ايه مانا مش فاهم
ازداد نحيبها وقالت بنبرة متقطعة
الفستان بتاعي مش عاجبني و مش لاقيه حد ييجي معايا أجيب واحد جديد
احتضنها مروان بقوة فقد شعر بالشفقة عليها وقال
برفق
كل دا عشان حته فستان طب كنت قوليلي و انا كنت جيت معاك نقيتلك احلى فستان
رفعت رأسها تناظره و بشفاه مذمومة إجابته
لا انت ذوقك وحش اوي
اتفو عليك يا شيخه انا غلطان اني بصالحك
أنهى كلماته تزامنا مع رؤيته سما التي كانت تخرج من الباب تبحث بعينيها عنهم فقال بلهفة
هجبلك ست فستانين بس تخدمي
عمك
برقت عينيها وقال بحماس متناسية حزنها
موافقة
طبعا أنت بتحبي سما
طبعا
و طبعا سما ذوقها حلو
طبعا
ايه رأيك لو ناخدها معانا و نروح نشتري احلي فستان في الدنيا لأحلي ريتا
برقت عينيها و قالت بحماس
موافقه طبعا
مروان بتخطيط
بصي هي جايه علينا عايزك ټعيطي و تهبدي لحد ما تقنعيها تيجي معانا
ريتال بتفكير
بس دي خدمة كبيرة أوي يعني فستان قليل عليها
ناظرها پصدمه قبل أن يقول پصدمه
يابت أنت بتساوميني يخربيتك جايبه الدماغ دي منين دانا وانا قدك كنت برياله
ريتال بعفوية
طب انت كنت اهبل يا عمو انا ذنبي ايه
طب اكتمي بقي واعملي اللي قولتلك عليه هي جايه اهيه
بالفعل ما أن أطلت عليهم سما حتى أتقنت ريتال رسم دور الحزن فاقتربت منها سما قائلة بحنان
مالك يا ريتا بټعيطي ليه
اڼفجرت ريتال في البكاء و مروان يحاول تهدئتها
متعمليش في نفسك كدا يا ريتا اجمدي ياختي
سما برقة
ايه يا مروان في ايه مالها ريتا
مروان بهيام و لهجه خافته
مروان بيدوب هنا
سما باستفهام
بتقول ايه
لكزته ريتال في جنبه خفيه فاعتدل في جلسته وهو يلملم نفسه قائلا بلهجة حزينه
أبدا يا ستي ريتال مقهورة عشان مجبتش فستان حلو و مش لاقيه حد يروح معاها يختارلها فستان حلو
اقتربت من ريتال ټحتضنها وهي تقول بحنان
يا روحي بس كدا طب ليه مقولتليش وانا آجي معاك
اندفعت الكلمات من فمه حين قال
احنا لسه فيها يلا نروح دلوقتي نختار لها الفستان
سما بتفكير
بس احنا منعرفش حاجه هنا هنروح فين
مروان بغرور
عيب تقولي كدا و أنت معاك مع مروان الوزان دانا اعرف دهاليز الصعيد دي دهليز دهليز يا بنت دانا اصحابي مسميني خط الصعيد
سما بحماس
إذا كان كدا يبقي يلا بينا
بعد مرور ساعتين تأففت سما من درجة الحرارة العالية وقالت بضيق
بقالنا ساعتين بنلف هنوصل امتا
مروان بتحسر
انا عارف بايننا تهنا ولا ايه
انتفضت سما تناظره پغضب وهي تصيح
توهنا!! انت بتستهبل اومال عمال تقولي خط الصعيد و اعرف دهاليزها دهليز دهليز انت بتشتغلني
صدح صوت ريتال من الخلف حين قالت
الصراحة اه بيشتغلك هو اساسا تاني مرة ييجي هنا
هيعرفها منين
مروان پغضب
اكتمي يا قدرة الفول أنت علي فكرة يا سما دا كان اختبار لمدى ثقتك فيا و سقطي فيه
سما بتوعد
يعني احنا مش تايهين
مروان بثقة
يا بنتي عيب نتوه ازاي يا جاهله احنا في عصر الانترنت الاندرويد مستبلناش مساحة للغلط التليفونات التاتش ملت البلد في اختراع اسمه ال GBS يا جاهله
انهي كلماته وهو ينظر إلي ريتال قائلا بأمر
هاتي التليفون يا ريتا اما نشوف احنا فين
ارتسمت الذعر علي ملامح ريتال حين سمعت حديث مروان و ارتبكت نبرتها حين قالت
ايه دا هو انت كنت محتاج تليفونك يا عمو
نعم ياختي !!
هكذا تحدث مروان فأجابته ريتال بعفوية
اصلي كنت زهقانه فلعبت جيم بابجي و فصل شحن و أنا في نص الجيم
بابجي الطم ولا اجيب لطامة
هكذا صړخ مروان ف ناظرته سما بسخط تجلي في نبرتها حين قالت
دانا اللي هلطم بحجارة عشان سمعت كلامك و رضيت آجي معاكوا انا هنزل اوقف اي عربية ماشية واعرف احنا فين
و بالفعل ترجلت من السيارة تنوي العبور للجهة الأخرى فلحق بها مروان الذي قال بصړاخ
استني يا بت خدي يا هبلة تتخطفي هنا هيؤدوكي الله يخربيتك
و لكن فجأة تسمر الإثنان بمكانهم حين شاهدا
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
الخامس عشر بين غياهب الأقدار
تحيا القلوب و تهلك بيد ساكنيها ذلك الشخص الذي تضعه في المنتصف بينك و بين روحك هو وحده القادر على ترميم تصدعات وشروخ عمرا مضى و إعادة بناء عمرا جديدا تغلفه السعادة التي ظننتها يوما مستحيلة ولكن ماذا لو أصبح هذا الشخص هو قاتلك! ف علي قدر قربه جاءت طعنته الي قلبك نافذه ف صرت ك روح مذبوحه ترفرف بين يدي قاتلها تستجدي انقاذا لدماء بريئة أزهقت على يد حارسها!! حينها يتخطى الألم حدود العقل و يصبح الغفران دربا من دروب المستحيل
نورهان العشري
ترجلت من السيارة تنوي العبور للجهة الأخرى فلحق بها مروان الذي قال بصړاخ
استني يا بت خدي يا هبلة تتخطفي هنا ه يؤدوكي الله يخربيتك
و لكن فجأة تسمر الاثنان ب مكانهما حين شاهدا شيرين التي كانت تستقل سيارة يقودها رجلا ملثما و بجانبها رجلا لم يكن يخفي وجهه جيدا مما جعل الصدمة تغلف ملامح كليهما فتحدثت سما قائلة باندهاش
هي مش دي شيرين
أيوا
متابعة القراءة