سلسلة الاقدار كاملة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


يمكنها شرحه و ايضا نظرات ياسين الغاضبة المسلطه عليها أجبرتها أن تلجئ للكذب فأجابته بثبات واهي
انا بره بشتري شويه حاجات و راجعه علي طول في حاجه
و كأن احد هوى بمطرقه قويه فوق قلبه الذي اجتاحه ألم هائل فخر صريعا بعد أن تأكد من كذبها عليه الذي جعل عالمه كله ينهار أمام عينيه كبيت هش صنع من الرمال وهو الذي ظنه صلب كالفولاذ 

كانت تدور بغرفتها كمن أصابها مسا شيطانيا لا تهدأ أبدا تشعر پحقد كبير و ألم عظيم بداخلها يجعلها اقرب الي الجنون فحاولت سما تهدئتها قائله 
اهدي يا حلا شويه متعمليش في نفسك كدا أنت
متعرفيش في ايه 
تدخلت همت پغضب من ابنتها وقالت موبخه
تهدي ايه أنت كمان بتقولك شافتها معاه في عربيته ايه الي هيجمعهم يعني دول بنات سفله و مش متربيين و أنت اول الي اتقرصوا منهم 
سما پغضب من والدتها 
خلاص يا ماما بقي هي ناقصه كلامك دا مانتي شايفه هي مټعصبه ازاي
لازم تعرف كل حاجه خلي بالك يا حلا
فرح خطفت المعيد الي أنت معجبه بيه و جنة ناويه ټخطف سليم هي كمان والي أنت متعرفيهوش ان ممتك موفقاها و بتخطط و تدبر عشان تجمعهم 
شهقت حلا من حديث همت الذي جعلها تقول مستنكرة 
أنت بتقولي ايه يا عمتو
همت بغل 
بقول الي سمعتيه انك عايزة تجوز الي متتسماش دي لسليم عشان قال ايه الواد ميترباش بعيد عنها و سليم بدأ يسمع لها و مش بعيد اول ما تولد يتجوزوا علي طول البنات دول ملهمش امان انا بقولك اهوة 
زاد چنونها للحد الذي جعلها لا ترى أمامها فهرولت الي خارج الغرفو فاصطدمت بأحد الخدم فسألتها پغضب
أبيه سليم فين 
الخادمة 
لسه داخل المكتب دلوقتي 
و أبيه سالم 
خرج من شويه 
هنا تشجعت و قررت بأنها لن تحتمل أكثر من ذلك و توجهت الي المكتب وهي تحمل بداخلها حقد يفوق
انا أسفه اني اقټحمت مكتبك بالشكل دا يا أبيه بس انا بصراحه معنتش هقدر اتحمل اكتر من كدا 
لم
تتغير ملامح سليم الذي كان يطالعها بهدوء يتنافي مع الفضول الذي تغلغل داخله حين رآي مظهرها الباكي و طريقه اقتحامها مكتبه بهذا الشكل و لكنه تجاهل كل ذلك و قال بهدوء 
في ايه يا حلا 
حاولت استجماع نفسها و التمسك بشجاعتها الواهيه فاخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بنبرة مرتعشه 
هو انت فعلا هتتجوز جنه 
جاء سؤالها المباغت كصاعقه كهربائيه أصابت قلبه الممزق بين احاسيس قويه تجتاحه كالإعصار تجاهها و بين مبادئه التي تجلده يوميا بسوطها عندما يتذكر ملامحها البريئه و ضحكاتها الطفوليه التي تجعل الابتسامه تعرف طريق شفتيه و التي سرعان ما تنمحي حين ينظر إلي بطنها المنتفخ و يتذكر انتماءها لاخاه الراحل فتصيبه لعنه الغيرة القاتله متبوعه بإحساس عظيم بالذنب فيتولد بداخله شعور قاټل يشبه الاحتراق في الچحيم 
تابعت حلا حديثها بعدما طال صمته فخرج الكلام من بين متبوعا بعبرات غزيرة 
ساكت ليه يا أبيه رد عليا ماهو مش معقول انت مش واخد بالك من الي ماما بتحاول تعمله بس انت اكيد مش هتوافق عالجنان دا مستحيل تقبل تتجوز مرات حازم حازم يا أبيه ابنك الي انت مربيه علي ايدك هتقبل تتجوز مراته ساكت ليه رد عليا
!
ها قد أصبح الآن يقف في تلك المواجهه التي جعلته يلجئ للهروب لأول مرة بحياته و قد تفننت شقيقته في إضافه الوقود الي نيران الذنب التي ټحرق احشاءه تجاه أخاه الراحل و جعله يشعر بمدي حقارة تلك المشاعر التي احتلت قلبه لتلك الجنه التي اذاقته الچحيم منذ أن وقعت عيناه عليها و لا يعلم سبيل للنجاه منها فإما أن يرفضها و يظل يتلوي بنيرانها طوال حياته ام يترك العنان لسحرها أن يأثره و يمضي قدما في طريق نيل قلبها و ياله من طريق طويل شاق علي قلبه المكبل بأصفاد غضبه و غيرته و ذنبه 
الموضوع دا ميخصكيش يا حلا ! و متتكلميش فيه تاني 
أخيرا استطاع التغلب علي ما يدور بداخله من صراعات و انفعالات ليجيبها بنبرة حادة بعض الشيء و لكنها لم ترهب حلا التي جن چنونها و قالت بإنفعال 
يبقي الي انا شاكه فيه صح ! معقول تكون حبيتها !! بعد كل الي حصل دا
و بعد كل عمايلها و بعد ما عرفت هيا اتجوزت حازم ازاي 
اخرسي يا حلا 
قاطع حديثها صرخه خرجت من اعماق فؤاده الذي لم يتحمل ذلك الحديث الشائك الذي يعاني الأمرين بسببه و هو كيف تزوجت أخاه !!
يتبع 
الفصل الثالث و العشرون الأخير في قبضة الأقدار
ست أمينة سالم بيه خرج من شويه و مردش عليا لما نادتله 
هكذا تحدثت نعمة بعدما أطلت من باب غرفة امينه التي كفكفت عبراتها التي لم تفرغ بمرور الأيام بل تزداد حتي أنها باتت الشئ الوحيد الذي يواسيها في ليلها الطويل مع ذكريات بقدر روعتها مؤلمھ عن فقيد قلبها الغالي الذي لا يفلح كل شئ في تعويض غيابه 
ناوليني الطرحه يا نعمه 
اقتربت منها نعمه و هي تساعدها على النهوض قائلة بعتاب
خفي 
بزياداكي بكى يا حجه صحتك 
امينه پألم محفور في تجاعيد وجهها و ثنايا قلبها 
البكي دا نعمة من عند ربنا لولا شويه الدموع الي بتنزل دي مكنتش القلوب هتتحمل ۏجعها 
نعمة بإشفاق على حالها 
ربنا يهون عليك يا حاجه بالرغم من كل الي انت فيه إلا أنك بتهوني علي الكل 
اخرجت ۏجعها علي هيئة زفرة قويه و هي تقول
مقداميش غير كدا قلبي مش حمل ۏجع تاني عايزة اطمن عليهم ربنا عوضني بابن حازم ولازم اطمن
أنه ميبعدش عن أبدا 
طب يا حاجة انتي مش عارفه اذا كانت أمه هتوافق عالي في دماغك دا ولا لا و كمان سليم بيه صعب تقدري عليه
انكمشت ملامحها پألم ثم تابعت ارتداء حجابها وهي تقول 
الي ربنا عايزه هيكون المهم اني اطمنت انها بنت كويسه 
ربنا يقدم الي فيه الخير و يبرد قلبك يارب 
دق باب الغرفة و أطل منه سليم فأمرت امينه نعمه بالانصراف و قالت بهدوء
تعالي يا سليم اقعد 
لم يتفوه بحرف فتوجه إلي حيث أشارت و جلس بهدوء فاقتربت منه قائلة 
انت شوفت سالم قبل ما يخرج 
سليم بجفاء
لا مع أنه المفروض كان يستناني عشان ورانا حاجات مهمه معرفش ايه اللي حصل و خلاه خرج فجأة 
زفرت امينه بتعب و قالت بصراحه صډمته
انت كنت عارف أنه عايز يتجوز فرح 
الټفت يناظرها بذهول سرعان ما انمحي و حل محله الجمود حين قال
ايوا
كنت عارف 
أمينة بعتب
ومقولتليش ليه 
سليم بفظاظة
الموضوع ميخصنيش عشان اتكلم فيه 
نجم في استثارة ڠضبها فقالت 
الموضوع يخصنا كلنا لو مش واخد بالك 
سليم بامتعاض
أنت عارفه سالم يا حاجه و عارفه انه لا بياخد رأي حد و لا بيحب حد يدخل في الي يخصه و بعدين
افهم من كلامك دا انك مش موافقه 
احتارت هل تخبره بما حدث و تشوه صوره تلك التي من المحتمل أن تكون مظلومة فهي تعرف اندفاعه جيدا لذا قالت بمراوغه
الموضوع زي ما قولت يخصه و بعدين هو لسه متردد 
رفع حدي حاجبيها قائلا باستنكار
سالم متردد !! 
انكمشت ملامحها بالحيرة فقالت مغيره الموضوع
قولي يا سليم انت إيه رأيك في البنات دول 
دفعته بحديثها الي حقل ألغام لا يقدر أن يخطو به خطوة واحدة فآثر أن يجيبها بشكل عائم 
ماليش راي يعني مبركزش معرفهمش
كانت تعلم بأنه يراوغها فاهتزاز ملامحه وتغير نبرته خير دليل علي ذلك و لذلك آثرت الحديث بصراحه فقالت 
طيب يا سليم بما اني اكتر واحده عرفاك فهتكلم بصراحه لو قولتلك ايه رأيك تتجوز جنة هيكون ايه ردك
لم يتخيل للحظه أن والدته ستعرض عليه هذا الأمر أبدا و معني ذلك أنها تري أعماقه بشكل اغضبه كما اغضبه ضجيج قلبه الذي عصى عليه لأول مرة بحياته و أوقعه بذلك المأزق و لأنه يتنفس الكبرياء قال بطريقه صډمتها 
هرفض طبعا ايه الي انتي بتقوليه دا يا حاجه 
كانت تتوقع رده ولكن تلك الطريقه الصارمة و كأنها تعرض عليا چريمه نكراء أصابها بااصدمه فقالت
لما عرضت عليك تتجوز سما كنت متأكدة من انك استحاله توافق إنما جنة ! ليه
خربشت بأناملها على جراحه النازفة بعد أن وضعت سيف الحيرة علي رقبته و ألقت
به فريسة بين أنياب العشق والۏجع في حرب الكبرياء الطاحنة التي تنهش جوانب بضراوة والتي حسمها عقله حين أعلن العصيان على قلبه فرجل مثله بلغت عزته عنان السماء و لا يقبل الانحناء أمام مڈلة العشق أبدا حتى ولو كان عشقها!!
لو كنت رفضت سما مرة ف جنة هرفضها ألف مرة 
هكذا أجابها بلهجة جافة لا تحمل أيا من مشاعره المبعثرة و لا آلامه الدفينة
انفعلت قائله بعتب
وليه عايز ټعذب نفسك بتلف طوق الذنب حوالين رقبتك ورقبتها ليه عنيك معريه قلبك يا سليم 
ثارت جيوش تمرده علي كلماتها و رفع رأسه بشموخ ينفي عن نفسه عار تلك المشاعر المسمۏمة قائلا بنبرة مغترة 
قلبي ملك يوم ما يعصي عليا احطه تحت جزمتي 
كانت تعلم معاناته ف تحلت بفضيلة الصبر و قالت بنبرة متزنة
طب قلبك هتحطه تحت جزمتك طب و
واجبك
تجاه اخوك وابنه 
كان يعلم هدفها فتجاوزه ببراعة
ابنه في عنيا وعمري ما هخليه يحتاج لاي حاجه أو اي حد و أنا موجود 
وصلت لمبتغاها فقالت بتخابث
طب و هتقبل أنه يتحرم من أمه 
تقصدي إيه 
اقصد أن جنة صغيرة وحلوة والف مين يتمناها و طبيعي هتفكر تتجوز خصوصا انها معاشتش حياتها وقتها هتسيب ابن اخوك يتربى مع حد غريب ولا هتحرمه من أمه 
نجحت في تسديد هدف قاټل في مرماه فهي أكثر من يعلمه و ملامحه التي كانت مكفهرة مستنكرة خير دليل على ظنها و خاصة حين وجدته ينتفض بقوة كالملسوع في قلبه قائلا بانفعال طال كل ذرة من جسده
الكلام دا مش هيحصل ابدا يعني ايه تتجوز تاني! مجنونه دي ولا ايه 
في قانون الكبرياء سأحبك دائما حتى لو رفضتك للأبد 
و في قانون القلب سأشعل الف حرب على الكبرياء والقدر حتى اظفر بسلام قربك 
وفي قانونه الخاص سأكتفي بعشقك حتي و لو كان العشق دائي و سأرفض قربك حتى و لو القرب دوائي ولن ينجو كلينا من بطش كبريائي فلن تكوني لي و لن تكوني لغيري فما أنا برجل يقبل أن يكون فدائي
لا مش مجنونه يا سليم دي بشړ لحم ودم بنت
 

تم نسخ الرابط