نسائم الروح بقلم أمل نصر
المحتويات
حتى وصل لمدخل البناية التي لا يوجد بها باب بعد ليراقب بحرص شديد ذاك الذي كان يترجل منها حذاء شديد السواد حط ع الارض وجلباب فاخر يرتديه رجل ضخم الجسد يغطي على كتفيه العريضين بعباءة سوداء ليتيبن وجهه امامه الان بوضوح صاحب البشرة شديدة البياض والمعروف لدى الجميع بشاربه الكبير ينثر بأصابعه الغليظة رماد السېجارة المحترقة قبل ان يصفق باب السيارة ويذهب نحو وجهته داخل المنزل المقصود
تمتم بها بسيوني باستدراك اثار ابتسامة على شفتيه تخلو من المرح وقد تأكد ظنه اخيرا بهذا الرجل والذي تروج عنه الاشاعات كضلع اساسي في تصريف ما تحمله المقاپر الفرعونية التي يستخرجها الأهالي في الخفاء بما يملكه من علاقات قوية مع مسؤلين في الداخل والخارج تمكنه من فعل الكثير دون محاسبة من أحد وفي الظاهر تجارة مشروعة في بيع الأجهزة الكهربائية وبعض الأشياء الأخرى.
ايوة يا ورد عايزة ايه يا خيتي
عايزة سلامتك يا شجيجي الساعة داخلة على اتنين دلوك وانت لسة مجيتش ناوي تبيت برا اياك
قالتها بتلهف اجبره على طمأنتها
مين دي اللي تخاف يا باشا دا انا تربيتك عاد جلجانة عليك بس يا واد ابوي .
لا يا حبيبتي متجلجيش واجفلي دلوك عاد عشان اللحج اخلص اللي في يدي واجيلك ماشي يا بت بسيوني.
وصله صوت ضحكتها فور اخبارها باللقب المحبب لتجيبه بلقبها له هي الأخرى
انهي معها ليتلقى الأتصال الاخر فبجيب منشغلا في المراقبة من خلف العمود الخرساني
ايوة يا غازي ييه صدقي ابو سليم حضر كدة وضحت الرؤية والاكيد انه جاي عشان يخلص يبجى احنا لازم نلحج
رد غازي بموافقة
تمام يا بسيوني اثبت انت مكانك على ما اخلص
انا واجيلك مع القوة الأمنية.
ماشي يا بيه انا جاعد ع السطح دلوك شايف يدوب حركة خفيفة مش عارف منها حاجة انا بجول اجرب او ادخل من الضهر اشوف اكتر .
لاه يا بسيوني ما تسيبش مكانك راجب من محلك وبس عشان امانك احنا هنشوف ونعرف كل حاجة مع الحكومة متخليش الحماسة تاخدك صدقي دا مش هين ومحدش يضمن رد فعله.
ماشي يا غازي بيه اللي تؤمر بيه.
انهى بها ليغلق الهاتف مزعنا بطاعة لأمر رئيسه في المراقبة من محله في هذا الوقت يمشط المنزل من كل النواحي حتى اصطدمت عينيه بهذا الجسد الضئيل الملتصق في نصف الحائط الصغير ليفتر فاهه على اخره بدهشة وقد علم بهوية الشخص
الى ورد التي انهت مكاملتها مع شقيقها تعود لتصفح
وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا تلهي نفسها بها حتى يأتي شقيقها وتطمئن عليه وقد قامت بنشر احدى المنشورات على الجروب الشهيرة لطائفة الحقوقين في الجامعة تمزح فيه عن احدى المواد الخاصة بدارستها والعصيبة في مذاكرتها
لتنهال تعليقات العديد من الطلبة مثلها يشاركنها الرأي والمزاح وهي تندمج في الضحك على الطريف والرد على المنتقدين حتى انتبهت لبعض التعليقات المميزة كملصق متكرر خروف صغير ووديع ثم اخر يحمل قلوبا والعديد منها بأشكال طريفة
لتقطب عاقدة حاجييها بحيرة جعلتها تضغط على الحساب ربما تكتشفت هوية المرسل وكانت المفاجأة حينما عرفته من ذهب اليه التخمين من البداية ليصدق الان حدسها برؤية الاسم الكامل له والمعلومات المعروفة عنه والصور العديدة التي يلتقطها لنفسه بعدة اوضاع يبدوا انه نشط من عدد المنشورات التي ينشرها في اليوم لدرجة ان يخترق الجروب الخاص بالجامعة.
تبسمت بعد قرائتها بإحدى المنشورات الفكاهية التي نشرها مؤخرا فقررت الرد له لتعلق بكلمة واحدة مبهمة
زينهم
على الفور جاءها الرد سريعا بترحيب
يا هلا يا هلا بزينهم واللي يجي من ريحة زينهم حبيبي....... نورت صفحتي
ضحكت مقهقهة وهي تقرأ رده والذي لم يخلو ابدا من خفة ظله المعتادة لتعقب بمرح
يا مچنون طب والنعمة مچنون
مازال على نفس وضعه داخل الشرفة وهي على الفراش تهزهز قدميها بعصبية ابصارها على الباب الملغق وغيظ يفتك بها من فعله .
يدعي العشق ويفعل العكس حتى بعدما واجهته بظنونها ما كان منه سوي الخداع واتهامها بالغيرة ليشعرها انها ملكة على عرش قلبه ثم يتركها بعدم اكتراث ويعود للهمهمة والأحاديث الخفيضة عبر الهاتف مع احدهم أو إحداهم لا تستبعد.
تجزم داخلها انه يخدعها هي واثقة من ذلك فهو الماكر الخبيث كالذئب حينما يريدها ينصب شباكه حولها فلا يتركها سوى بعد ان ينالها يربكها ويشتتها ثم يتركها بئسا له من رجل .
انتفضت فجأة حينما لمحت اقتراب ظله لتسقط نائمة على الفراش وتسحب الغطاء عليها سريعا قبل ان يخرج من الشرفة حتى لا يظنها في انتظاره لابد الا يشعر بڠضبها ولا يظن انها تحت أمر جنابه تقسم داخلها انه مهما حاول ايقاظها لن تفعل وترضيه ابدا
كانت غارقة في افكارها تضغط على عينيها تتصنع النوم حتى انتبهت فجأة لتفتح عينيها على وسعها بعد سماعها لصوت قفل باب خزانة الملابس لتفاجا به مرتديا جلباب اخر والسلاح الڼاري يخرجه من احدى الادراج ليضغه داخل جيب السيالة في الأعلى
انتفضت تستقيم بجذغها ناسية كل الخطط التي كانت ترسمها منذ
قليل لتسأله بجزع
واخد السلاح ورايح على فين يا غازي.
التف اليها برأسه مجيبا على عجالة
نامي انتي متشغليش نفسك.
مشغلش نفسي كيف
صاحت بها لتنتفض عن محلها وتتبعه
يا غازي رايح فين بسلاحک ده
استمر في سيره دون ان يلتفت لها حتى انتبه اخيرا ليأمرها قبل ان ينزل الدرج.
ادخلي جوا يا نادية واستري نفسك بأي حاجة هتاجي ورايا فين تاني
وفي داخل المنزل
ابتسامة الفخر كانت تعلو افواه الاثنين بحضور الشيخ الذي انجز معهم في كشف الكنز و استخراج بعض المقتنيات الان والتي كان يتفحصها صدقي بسعادة جمة
براوة عليكم يا شباب ايوة كدة ريحتوا جلبي اخيرا .
عقب سند ممسكا بإحدى التماثيل الذهبية
عارفين احنا ومجدرين يا ابو صدجي تعبك وانت بجالك سنين ھتموت وتطلعه فاضل احنا كمان يرتاح جلبنا عايزين انجاز وفلوس وجتي انت مجيبتش معاك ليه
ضحك صدقي يرد على قوله بتفكه
كدة على طول يا عم سند اجيب شنطة الفلوس من غير ما اشوف بعيني ولا اتأكد طب مش يمكن تطلع مغشوشة ساعتها انا ادور عليكم بجى عشان ترجعولي فلوسي.
كلام ايه ده اللي بتجوله يا عم انت حد جالك هنغش كمان في حاجة زي دي كيف دي تحصل يعني
قالها عيسي بانفعال واضح ليعقب له صدقي بتسلية وهو يمشط بعينيه على مظهره المزري
رغم اني محبيتش المعاملة دي منك بس نعديها يا عم عيسي تجديرا لتعبك طول الأيام اللي فاتت اما عن الفلوس ف انا احب اطمنكم يا شباب الفلوس في شنطة العربية يعني نتفج وهتلاجي الشنطة جدامكم.
تدخل عيسى باستهجان
شنطة ايه دي يا عمنا اللي هنلاجيها على طول في وشنا هو انت جايب فيها كام ولا ناوي تشتري كام مسخوط بالظبط ما احنا مش دج عصافير عشان نبيعلك بكام مليون الكنز دا كله دا حاجة عايزة ارقام فلكية يعني شيكات في البنوك على اجل مسخوط فيهم
ترك صدقي التمثال يضعه جوار عدد اخر من امثاله ليقابل الاثنان زافرا تنهيدة مطوله
انا عارف زين كلامكم دا وعارف انه صح بس يا حبيبي انتوا ناسين ان انا مجرد وسيط ما بينكم وبين ناس كبارات منجدرش نذكر اسمها اساسا هي اللي بتتصرف وتطلع الحاجة دي برا البلد وهما اللي بيدفعوا مش انا عم سند فاهم يا عيسى .
سأله الاخير بانفعال
جصدك ايه بكلامك ده ناوي تاكل حجتا ولا ايه
خرج الشيخ المتابع من البداية عن صمته ليتكفل هو بالإجابة
لا يا عم عيسى الكلام ما يبجاش كدة الراجل بيوعيكم ويحط الصورة كاملة جدام عنيكم عشان تفهموا بس محدش هياكل حقكم انا شغال معاه بجالي سنين وكل الناس اللي اتعاملنا معاهم وكانوا زيكم دلوك بجوا بهوات .
اضاف عليه صدقي
وانا مش هعاملكم زي اي احد مش هطلع من هنا ولا ابعت ع الرجالة تيجي تحمل غير وانتوا راضين تمام الرضا تمام يا باشا
هما ان يجيباه الاثنان ولكن سبقهم صوت اخر من جهة الدرج الداخلي
كدة يا عم صدقي طب وحق ابويا هيبجي في رجبة مين فيكم المرة دي
الټفت اعين الأربعة نحوه وهو يهبط اليهم بخطوات متأنية متابعا بمكر
هان عليك صاحبك يا عم صدقي مكانش العشم.
اه يا ابن ال.....
تمتم عيسى بها امام صدمة البقية حتى اقترب هو ليقف امامهم يطالع المقتنبات الثمينة على فرشة من القماش تم وضعهم عليهم فدنى يتفحصهم بضحكة منتشية
ههه طب والله برافو عليا بجالي تلت ايام بلياليهم
متجنص فوق في الطل عشان اشوف اخركم وفي الاخر اها بانت النتيجة اللي تستحق.
نهض متفكها نحو الجميع مخاطبا لهم
يسلم زندك يا سند في الحفر تسلم صحتك يا عيسى اللي اتحملت الشجا تلت ايام بليالهم عشان تلحجوا تخلصوا جبل بوز الاخص سليمة ما تطلع من المستشفي تسلم يا عم الشيخ يا ماكن تسلم يا عم صدقي يا أصيل.
قال الأخيرة بمغزة فهمه الاخر والذي كان مضيقا عينيه بتفكير ليعقب له
كان لازم اعرف من الاول ان خلفة الندامة من فايز النحس وشربات التنح لا يمكن تجيب الا الفقر...... عايز ايه يا واكل ناسك دا انا مصدجت خلصت من خلجة ابوك طلعتلي انت من فين
هه من فوق السطح .
قالها بضحكة بلهاء زادت من احتقان البقية ليختصر عيسى الجدال صائحا بغليل يقبض على ياقتي قميصه پعنف
ومفكرنا احنا هنسلم لعيل اهبل زيك بعد المرار دا كله اللي شربناه.
استني يا عيسى متبجاش غشيم احنا مش ناجصين نصايب
هتفت بها من خلفه سند وهو يحاول فك اشتباكه به امام ابصار الرجلين المنتظرين النتيجة من خلف هذا النزال
رد معقبا عيسى
انت مش شايفه انت كمان واد شربات عايز يعمل نفسه ناصح ويجاسمنا ع الجاهز.
صاح به مالك
لا يا حبيبي كان خال عليا لعبكم زي ما خال ع الكل
انتوا الاتنين بالذات فاهمكم من الاول مش من النهاردة وبس لا يا غالي دا من بداية الحكيوة كلها ومۏت حجازي اللي كان متفق هو كمان معاكم.......
بقوله الاخير خيم الصمت على رؤوس الجميع وارتخت ذراعي عيسى عنه امام الذهول الذي عصف بالآخر الصغير الابله
متابعة القراءة